أصيب الكثير من الأطفال بمرض كوفيد-19 في الولايات المتحدة هذا الصيف، وذلك بسبب تفشي سلالة "دلتا" الأكثر قابلية للانتقال، والعودة الكاملة إلى التعليم الحضوري، وعدم تلقيح كل أمريكي أقل من 12 عاماً تقريباً.
يمثِّل أولئك الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً 28.9 % من حالات الإصابة بمرض كوفيد المُبلَّغ عنها في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر الجاري. وفقاً للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال؛ فهي أكثر من نسبة 22.2 % من السكان، وأكثر بكثير من حصتهم البالغة 15.5%من الحالات التراكمية منذ بداية تفشي وباء فيروس كورونا.
لحسن الحظ، برغم ذلك؛ يبدو أنَّ الأطفال يمثِّلون نسبة ضئيلة من وفيات كوفيد.
مصر تُصدِّر لقاح كورونا لدول إفريقية خلال 45 يوماً
لا يبدو أنَّ الموجة الأمريكية الحالية من وفيات مرض كوفيد قد بلغت ذروتها، على الرغم من أنَّ الحالات والعلاج بالمستشفى قد تكون كذلك، كما أنَّ بيانات الوفيات حسب الفئة العمرية لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها متأخرة عن الأرقام الرئيسية بعدة أسابيع. وهذا يجعل من السابق لأوانه تحديد مدى خطورة هذه الموجة الأخيرة بالنسبة لمختلف الفئات العمرية مقارنةً بالتهديدات الأخرى، مثل: الإنفلونزا، وأمراض القلب، وحوادث السيارات.
عندما أجريت مثل هذه المقارنة لآخر مرة في شهر مارس، أظهرت أنَّ حصيلة كوفيد لعام 2020 كانت أسوأ بكثير بالنسبة للبالغين في الولايات المتحدة من مجرد سبب رئيسي للوفاة في عام عادي (كان الاستثناء هو أمراض القلب)، ولكن أقل بكثير بالنسبة للأطفال.
يعتبر عدد وفيات كوفيد-19 للأمريكيين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً أعلى بالفعل ممَّا كان عليه في عام 2020 بأكمله، على الرغم من أنَّ إجمالي وفيات المرض مايزال أقل، لذا؛ فإنَّ أرقام المخاطر النسبية ستبدو مختلفة بوضوح لهذا العام.
لكنَّ عدد الوفيات دون سنِّ 18 عاماً، مايزال صغيراً جداً (241 حتى الآن هذا العام في مقابل 198 في عام 2020)، ومعظم هذه الزيادة كانت بين المراهقين، لذلك أعتقد أنَّه في حين أنَّ مرض كوفيد قد يكون أكثر فتكاً للأطفال هذا العام من متوسط عام من الإصابة بالإنفلونزا والالتهاب الرئوي؛ فمن غير المرجح أن يقتل ما يقرب العديد من الأطفال، كما تفعل السيارات عادة.
أضرار محتملة
هناك الكثير من الآثار الضارة المحتملة لمرض كوفيد دون التسبُّب في الوفاة، لكنَّ بيانات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال حول العلاج بالمستشفى لمرض كوفيد، ودراسة جديدة لمكتب الإحصاء الوطني في المملكة المتحدة لأعراض الاصابة بمرض كوفيد لفترة طويلة تشير إلى أنَّ الأطفال ما زالوا يعانون من كليهما على المدى البعيد بمعدلات أقل من الفئات العمرية الأخرى.
الشيء الآخر الذي يتضح من التغييرات في توزيع وفيات كوفيد حسب الفئة العمرية، هو أنَّ الوباء قد تحوَّل من كونه الأكثر خطورة على كبار السن من الأمريكيين إلى استهداف الفئات العمرية التالية الأقل عمراً. فيما يلي تلك البيانات من الجدول معروضة في شكل مخطط خطي، مع إضافة التوزيع العمري لجميع الوفيات في الولايات المتحدة من عام 2017 حتى عام 2019 للمقارنة.
لقد اخترت نهاية شهر مارس كخط فاصل؛ لأنَّ موجة كوفيد الشتوية قد خمدت في الغالب بحلول ذلك الوقت، ولأنَّها كانت تقريباً عندما تجاوزت نسبة الأمريكيين الذين يبلغون من العمر 65 عاماً أو أكبر، والذين جرى تطعيمهم بالكامل ضد المرض 50%.
تفسر عمليات التطعيم بالتأكيد معظم التحوُّل اللاحق في التوزيع العمري لوفيات كوفيد. جرى توفيرها لأوَّل مرة لكبار السن، أولئك الذين يظلون أكثر عرضة للتطعيم (نعم، تختلف الفئات العمرية المستخدمة هنا إلى حدٍّ ما عمَّا سبق، وهذه هي الطريقة التي يبلغ بها مركز السيطرة على الأمراض عن البيانات).
"كوفيد" في طريقه للتحول إلى مجرد فيروس عادي
إجابات على أكثر الأسئلة إلحاحاً في زمن كورونا
من الواضح أنَّ التطعيمات لا تفسر كل شيء. أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و74 عاماً لديهم أعلى معدل تطعيم، لكنَّهم شهدوا ارتفاعاً طفيفاً في نصيبهم من وفيات مرض كوفيد منذ شهر مارس.
ربما لأنَّهم كانوا يخرجون أكثر من كبار السن، وأيضاً لأنَّ حالات التفشي في دور رعاية المسنين التي كانت مسؤولة عن نسبة كبيرة من الوفيات بين أولئك الذين يبلغون من العمر 75 عاماً فأكثر، أصبحت أقل فتكاً بكثير بفضل معدلات التطعيم المرتفعة، و حالات الاختبار المنتظمة في دور رعاية المسنين، بالإضافة إلى الحقيقة المحزنة المتمثِّلة في أنَّ العديد من المقيمين في دور رعاية المسنين الأكثر ضعفاً قد توفوا بالفعل بسبب موجات الوباء السابقة.
على الرغم من ذلك؛ فإنَّ الفئات العمرية ذات الزيادات الأكبر في نسبة وفيات مرض كوفيد- 19 هي تلك المحددة من 35 سنة إلى 64 سنة. ببساطة قارن بين أعداد وفيات كوفيد هذا العام مع تلك لعام 2020 بالكامل، وفي الوقت نفسه؛ فإنَّ كل فئة عمرية أقل من 55 عاماً لديها شهدت ارتفاعاً في وفيات مرض كوفيد في عام 2021 (وهو أبعد ما يكون عن الانتهاء!) ، مع وجود أكبر القفزات بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 25 سنة، و54 سنة.
أكثر عرضة للإصابة
هؤلاء الأشخاص أقل عرضة للتطعيم من كبار السن، وأكثر عرضة للإصابة بكوفيد في العمل، أو في اللعب، أو في المنزل مع الأطفال أو في أيِّ مكان آخر.
كما تقل احتمالية موتهم بسبب المرض إذا حصلوا على التطعيم، لكنَّ المخاطر التي يتعرَّض لها البالغون غير المطعَّمين ليست ضئيلة. يتمتَّع الأطفال بمعدلات تطعيم أقل، وربما نجد فرصاً أكبر للإصابة بمرض كوفيد، لكنَّ أجهزتهم المناعية مجهَّزة بشكل أفضل لمحاربة الفيروس. ما يزال مرض كوفيد لا يمثِّل تهديداً كبيراً للأطفال والشباب، ولكنَّه بالتأكيد ليس مجرد مرض لكبار السن.