بالنسبة للطامحين إلى ثروات العملات المشفرة، فإن المناشدة "متى ستشتري لامبورغيني؟" أصبحت منذ فترة طويلة، طريقة شائعة، للإشارة إلى ذلك اليوم المبارك، عندما يصبحون أخيراً أثرياء بما يكفي لشراء سيارة رياضية فاخرة.
يعني ارتفاع سعر "بتكوين" والأصول المالية الأخرى، أن مزيداً من الناس باتوا في وضعٍ يُمكِّنهم من الانضمام إلى هذا النادي.
وبعد أن عَلِقوا في المنزل لمدة عام، أصبح الأثرياء الجدد في حالة مزاجية للإنفاق. إنها بلا شك أخبار جيدة لشركة "فولكس واجن" مالكة "لامبورغيني"، التي تشهد تزايد جاذبية شركتها الفرعية الإيطالية بين المشترين المحتملين للأصل.
عرض استحواذ
تلقت "فولكس واجن" الشهر الماضي عرضاً غير ملزمٍ، بقيمة 7.5 مليار يورو (9.2 مليار دولار) للاستحواذ على "أوتوموبيلي لامبورغيني" من ائتلاف يضم "كوانتوم غروب"، وشركة الاستثمار "سينتريكوس أسيت مانجمنت"، وفقاً لمجلة "أوتوكار".
قال العملاق الألماني إن "لامبورغيني" ليست معروضة للبيع، لكن لا ينبغي للشركة التسرع في رفض الفكرة.
الآن هو الوقت المثالي للحصول على القيمة الكاملة من "لامبورغيني"، التي تسيطر عليها شركة "أودي" التابعة لـ "فولكس واجن".
ازدهار الطلب
الطلبات مزدهرة، وتظهر أسهم شركة "فيراري" المنافسة ذات القيمة العالية، أن هناك طلب قوي من المستثمرين على مُصنِّعي السيارات الرياضية الفاخرة.
وكما هو الحال مع "فيراري"، فإن المهمة المكلفة والحساسة للتحوّل الكهربائي لمحركات "لامبورغيني"، المتعطشة للوقود، لا تزال أمامنا - لذلك قد تكون هذه لحظة جيدة لتسليم هذه المهمة إلى شخص آخر.
سيُذكِّر عرض الائتلاف، المستثمرين، على أقل تقدير، بالقيمة المحتفظ بها في مجموعة "فولكس واجن" التي لا مثيل لها من علامات السيارات الفارهة. إن كانت أكثر جرأة للقيام بشيء حيال ذلك.
أرباح جيدة
إن "فولكس واجن" لا تُخرِج من ربحية "لامبورغيني"، لكنها أصبحت أداة جيدة لتدوير المال. بعد أن تسبب الوباء في تراجع الإنتاج، ارتفعت المبيعات مؤخراً.
أكد "هربرت ديس"، رئيس شركة "فولكس فاجن"، مؤخراً أن هذه الوحدة تولد هوامش تشغيل من رقمين. ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى سيارة "أوروس الرياضية" (Urus SUV) الجديدة، والتي تبيع منها "لامبورغيني" أكثر من 4 آلاف سيارة سنوياً.
ربما لعبت مصداقية العلامة التجارية في الشارع مع جمهور العملات المشفرة الأثرياء دوراً أيضاً. ويشير "ديس" إلى أن زبائنها عادة ما يكونون أصغر سناً من عملاء "فيراري".
باعت "لامبورغيني" حوالي 7400 سيارة العام الماضي، مقارنة مع أكثر من 9 آلاف سيارة باعتها "فيراري".
لم تقم "لامبورغيني" بأي شيء لجذب أصحاب مليونيرات "بتكوين" الجدد، وهو أمر في غاية الفظاظة في الوقت الذي وصفت فيه الشركة البريطانية "رولز رويس موتور كارز" النسخة الخاصة من سيارة الصالون "راث كريوبتوس"(Wraith Kryptos) بأنها "تكريم لعالم التشفير"، وضمَّنت رسالة مشفرة دعت العملاء لحلها.
لكن المناشدة القائلة: "متى ستشتري لامبورغيني" ليست للمرح فقط. يدعي وكيل "لامبورغيني" واحد على الأقل قبول الدفع بالعملات المشفرة.
مغازلة المستثمرين
فلماذا لا تستفيد من الفورة؟ بادرت "فولكس واجن" بالتغزل باكتتاب عام أولي أو بيع "لامبورغيني" العام الماضي، قبل أن تقرر الاحتفاظ بها.
طورت الشركة عادة مؤسفة لإثارة اهتمام المستثمرين بمبيعات محتملة للأصول، ثم التراجع عن ذلك. قال "ديس" في مارس الماضي، إن الإدراج المنفصل لوحدة "بورش" ليس ذا أولوية مرتفعة، بعد أسابيع من منح المستثمرين (وكُتاب الأعمدة المالية) سبباً للأمل.
من المطمئن أن "فولكس واجن" لا تعتقد أنها بحاجة إلى أموال من مبيعات الأصول لتمويل إنفاقها الهائل على السيارات والبرامج الكهربائية. (كشفت "لامبورغيني" للتو عن استراتيجيتها الهجينة والكهربائية، والتي ستكلف حوالي 1.5 مليار يورو على مدى أربع سنوات).
لكن تردد الشركة الألمانية نحو سحب الاستثمارات، أزال بعض البريق عن السعر المرتفع لسهمها. ورغم أن الأسهم الممتازة الأكثر سيولة لا تزال مرتفعة بنسبة 43% هذا العام، إلا أنها أقل بنسبة 10% من ذروة الشهر الماضي.
محركات كهربائية
قد تكون القرارات المندفعة جيدة بالنسبة لشركة "تسلا" المملوكة لـ "إيلون ماسك"، لكن بناء إجماع على عمليات البيع الاستراتيجية الكبيرة يستغرق سنوات في مقر "فولكس واجن" في فولفسبورغ، بسبب التأثير الهائل للعمال وعائلات بورش / بيش، وولاية ساكسوني الدنيا.
ومع ذلك، كان "ديس" هو الذي أثار السؤال حول ما إذا كانت العلامات التجارية الفاخرة "الرائعة" مثل "لامبورغيني" ستبقى ذات قيمة بمجرد استبدال محركات الاحتراق الهادرة بمحركات كهربائية. ويوفر عرض الاستحواذ الذي وصل إلى مكتبه هذا الأسبوع بديلاً مقنعاً.