الخشية بشأن دور العظماء السبعة انتهت دون كوارث

المستثمرون كانوا قلقين من أن حفنة أسهم دفعت انتعاش السوق لكن هذا تغير فجأة دونما جلبة

time reading iconدقائق القراءة - 6
متداولون يعملون على أرضية بورصة نيويورك للأوراق المالية (NYSE) - المصدر: بلومبرغ
متداولون يعملون على أرضية بورصة نيويورك للأوراق المالية (NYSE) - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

تسخّط محللون على مدى معظم ما انقضى من هذا العام من أن السوق الأميركية تبدو وكأنها قائمة بأكملها على أسهم حفنة من الشركات الأكبر قيمةً، وهي تُسمى العظماء السبعة.

يعتبر دائمو التشاؤم أن ما يسميه الضالعون في السوق "ضيق الاتساع" دليل إثباتٍ على وجود خلل في السوق، وليس في قدرتهم على التنبؤ. لحسن الحظ تبدو نهاية الذعر الكبير حيال الاتساع في 2024 حميدةً، وقد يجلب هذا التطور بعض الطمأنينة للأجيال المقبلة من المتشائمين حيال اتساع السوق.

لنتمعن في التطورات الأخيرة. منذ أن بدأ تحول السوق في 9 يوليو، انخفض مؤشر بلومبرغ للعظماء السبعة الذي يضم أسهم "مايكروسوفت" و"أبل" و"إنفيديا" و"أمازون" و"ميتا بلاتفورمز" و"تسلا" و"ألفابت" بأكثر من 6%.

تفوقت النسخة متكافئة الوزن من مؤشر"إس آند بي 500" على النسخة المرجحة بالقيمة السوقية منه في ذلك الوقت، وكان أداء أسهم الشركات الصغيرة أفضل مما سواها. 

هذه التطورات إيجابية جداً لمن كانوا يراهنون على مؤشر"راسل 2000" للشركات الصغيرة، لكن محافظهم ما تزال أدنى أداءً بهامش كبير من الأسهم ذات القيمة السوقية العالية منذ 2022. فهل هذه إشارة إلى سوق أصحّ حالاً كما يرغب المتشككون حيال الاتساع أن نصدق؟ من يدري؟ لكن الحقيقة البسيطة هي أن المستثمر العادي يعتمد النسخة المرجحة بالقيمة السوقية من مؤشر "إس آند بي 500" التي تحركت بين حدود المقاومة والدعم عموماً لمدة ثمانية أيام أو نحو ذلك.

إثارة دون جدوى

إن جميع صناديق الأسهم المدرجة الأكبر من حيث الأصول هي جوهرياً نسخ من هذا المؤشر البسيط المرجح بقيمة رأس المال السوقي للأسهم المتاحة للتداول. ببساطة بيّنة، كان الوضع أفضل لمعظم المستثمرين قبل أسبوعين عندما كان الاتساع ضيقاً.

إن اتساع السوق مجرد عبارة أخرى مثيرة للخيال يحاول الناس من خلالها أن يتذاكوا بها على السوق غالباً دون جدوى، وقد ثبت أن تصدرها في السردية العامة لسوق الأسهم كان مبالغاً فيه بقدر كبير كما ظهر خلال الأسبوعين الماضيين. 

من قبيل دحض النقيض أذكر أن بعض الباحثين على مر الزمن وجدوا فائدةً من تحليل اتساع السوق، ومنهم مؤلفو ورقة بحثية نشرتها دورية "إيكونوميك مودلينغ" (Economic Modelling) في 2021 تناولت 64 سوقاً في الفترة بين 1973 و2019. وإن كنت مقتنعاً بأن المستثمرين يميلون إلى عقلية القطيع، فإن المؤلفين يوضحون أن تحليل اتساع السوق قد يساعد في اكتشاف الاتجاه الذي يتحرك فيه القطيع. 

لكن الأهم من ذلك أن هؤلاء المؤلفين أشاروا أيضاً إلى أن الدراسات السابقة حول مؤشرات اتساع السوق أسفرت عن "نتائج متباينة" حول جدواها، وقالوا إن تطبيق استراتيجية تداول ناجحة قائمة على مؤشرات الاتساع "قد يواجه تحديات كبيرة"، منها زيادة معدل دوران المحفظة وتكاليف التداولات.

عوامل الكسب

خلال العقد المنصرم، كانت ستة أسهم فقط مصدر 45% من الزيادة في مؤشر "إس آند بي 500"، وتفوق أداء هذا المؤشر على نظيره متكافئ الوزن بمقدار 69 نقطة مئوية. 

كان للمؤشر متكافئ الوزن ومضاته، لكنها كانت في الغالب قصيرة وتصعب المراهنة عليها. إن هذا أمر جانبي سواء كان من أعراض "سوق غير صحية" أم لا، بغض النظر عما يعنيه ذلك، إذ إن من تمسكوا بالمؤشر المرجح برأس المال السوقي حققوا نتائج جيدة بحق.

تبدو استعارة تشبيه من مجال الرياضة للإيضاح ملائمة في هذا السياق. جميل أن يكون لديك خمسة لاعبين رائعين في التشكيلة الأساسية لفريق في الرابطة الوطنية لكرة السلة، ولكن هذا لا يمنع أي فريق من الفوز بمباريات مهمة بنجم واحد يتكامل مع مجموعة لاعبين متوسطي المستوى في أدوار مساندة. 

لا شك أن تشكيل فريق حول نجم واحد فقط محفوف بالمخاطر، لأنه قد يتعرض للإصابة أو قد يتدهور أداؤه في بعض الأيام. لكن تلك الفرق يمكنها أن تفوز بالبطولات، وقد فعلت ذلك.

أما في سوق الأسهم، فإن ظاهرة ضيق الاتساع ليست خطرةً بنفس قدر المثل المتعلق بالرابطة الوطنية لكرة السلة، لأن شركات جديدة تنضم إلى المؤشر باستمرار، كما أن الأسهم المتأخرة والضعيفة قد تتحول بسرعة إلى نجوم بارزة. عموماً، يكسب المستثمرون على المدى الطويل.

عبثية دلالات الاتساع 

لا يعني ذلك أنني أعتقد أن التحسن الأخير في اتساع السوق، إن استمر، أمر سيئ. أولاً، قد يكون هذا التحسن في اتساع السوق قصير الأجل، كما كان الحال مع تحسن مماثل حدث بين منتصف أبريل ومنتصف مايو تقريباً. وثانياً، قد لا يكون أمراً مؤثراً.

يعرف القراء المنتظمون لهذا العمود أنني أستمتع بالتمعن في خبايا عوائد السوق، وبين فينة وأخرى أختار إبداء الرأي حول آفاقها وهو أمر أسهل. لكنهم قد يعرفون أيضاً أنني ممن يستثمرون على الدوام اتّباعاً لحكمة جون بوغل، مؤسس مجموعة "فانغارد" الذي كان أيقونةً للاستثمار في المؤشرات. 

جليٌّ أنني لا أعرف ما إذا كانت الأسهم سترتفع أو تنخفض على المدى القصير أو المتوسط. كل ما أقوله هو أن المنجمين وأصحاب الرؤى الذين كانوا على يقين بأن سوء الاتساع هو علامة على طامة كبرى ربما لا يعرفون أيضاً. ضع ذلك في اعتبارك بينما يبحثون عن شيء جديد ليقلقوا بشأنه.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

نيويورك

5 دقائق

8°C
ضباب
العظمى / الصغرى /
25.7 كم/س
91%
الآراء الأكثر قراءة