ترمب مضطر للتعامل مع رئيس الاحتياطي الفيدرالي. هل يتعايشان في سلام؟

وجود رئيس بنك مركزي يحظي بالتقدير ضروري للسيطرة على سوق السندات

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول يدلي بشهادته بينما تظهر صورة للرئيس الأميركي دونالد ترمب على شاشة خلال جلسة استماع أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب بتاريخ 11 فبراير 2020 على مبنى 'كابيتول هيل' مقر الكونغرس الأميركي في واشنطن. عقدت اللجنة جلسة استماع حول السياسة النقدية وحالة الاقتصاد. - Getty Images
رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول يدلي بشهادته بينما تظهر صورة للرئيس الأميركي دونالد ترمب على شاشة خلال جلسة استماع أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب بتاريخ 11 فبراير 2020 على مبنى 'كابيتول هيل' مقر الكونغرس الأميركي في واشنطن. عقدت اللجنة جلسة استماع حول السياسة النقدية وحالة الاقتصاد. - Getty Images
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

شهدت أسواق سندات الولايات المتحدة اضطرابات طفيفة منذ أن أظهرت توقعات الأسواق تقدم الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي فاز بولاية ثانية الثلاثاء الماضي، ما أسفر عن زيادة الضغوط على الرهون العقارية وتكاليف الاقتراض للأسر. إذا استمرت هذه التحركات، فقد تكون مصدر خيبة أمل كبيرة للناخبين الذين وضعوا ثقتهم في ترمب لتحسين القدرة على تحمل تكاليف السكن وتخفيض تكاليف المعيشة.

لحسن الحظ، هناك مسار واضح يمكنه اتباعه للتخفيف من هذا الضرر وبدء فترته الجديدة بشكل إيجابي مع أسواق السندات إذ ينبغي عليه إعلان ثقته الكاملة برئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول -مستمر في منصبه حتى مايو 2026- والتعهد بعدم التدخل في أمور السياسة النقدية.

أعلم أن هذا أمر بعيد الاحتمال، لكن امنحني فرصة الاستماع إلى فكرتي.  

أجندة ترمب الاقتصادية

على خلفية أسوأ موجة من التضخم في الولايات المتحدة منذ أربعة عقود، فإن أجندة ترمب التي تشمل رسوماً جمركية جديدة وعجوزات ميزانية مرتفعة أثارت قلق المستثمرين في السندات. يفاقم من سوء الأوضاع وجود سجل لترمب على صعيد العداء تجاه البنك المركزي المستقل في البلاد، والذي يُعد حاجز حماية رئيسي ضد ارتفاع الأسعار.

خلال ولايته الرئاسية الأولى، تعرض باول لانتقاد علني على منصة "X" من ترمب بسبب إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة. أعلن الرئيس الأميركي السابق أنه لن يعيد تعيين باول في 2026. في الوقت ذاته، ظهرت نظريات حول الطرق التي قد يستخدمها ترمب لمحاولة إقصاء باول أو إضعاف دوره قبل بلوغه ذلك التاريخ. خلال مقابلة مع مجلة "بلومبرغ بيزنس ويك"، نفى ترمب نيته إقالة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، لكنه أضاف وضع قيد بقوله: "سأتركه يكمل فترته لا سيما إذا رأيت أنه يؤدي عمله على النحو الصحيح".

عادت هذه المسألة للبروز أمس خلال المؤتمر الصحفي لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بعد خفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية لتصل إلى نطاق بين 4.5% و4.75%. شهد المؤتمر نقاشاً حاداً بين باول وفيكتوريا جويدا، مراسلة مجلة "بوليتيكو":

جويدا: بعض مستشاري الرئيس المنتخب يشيرون إلى أنك ينبغي أن تستقيل. إذا طلبت منك المغادرة، هل سترحل؟

باول: لا

جويدا: هل يمكنك أن توضح أكثر؟ هل تعتقد أنك قانونياً غير ملزم بالمغادرة؟

باول: لا.

كان رد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جاداً. تراجعت عوائد السندات لأجل 10 سنوات بنحو أربع نقاط أساس مباشرة بعد تصريحاته، لتختتم اليوم بانخفاض إجمالي بلغ 11 نقطة أساس.

من يكبح اندفاعات ترمب؟

من المؤسف أنني أدرك تماماً أن خطتي للوصول للتعايش السلمي قد لا تلقى قبولاً واسعاً. سجل دونالد ترمب السابق لا يعكس براغماتية كبيرة، كما أنه ليس معروفاً بمد جسور التواصل مع من يختلف معهم. شهدت ولايته الأولى وتيرة استثنائية من التغييرات في أعضاء حكومته، وكانت عمليات الإقالة في كثير من الأحيان مليئة بالأحداث الدرامية. كان يعبر عن آرائه بحرية، أحياناً على حساب زيادات مفاجئة في العوائد وتقلبات سوق الأسهم.

في هذه الفترة، تحيط بترمب شخصيات لا تبدو مهتمة بكبح اندفاعاته. على سبيل المثال، مدير صندوق تحوط سكوت بيسنت، -مستشار لترمب وقد يكون مرشحاً لمنصب وزير الخزانة- طرح فكرة تعيين رئيس "ظل" لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. يمكن لهذا الرئيس التواصل مع الأسواق بشأن توجه جديد للسياسة النقدية حتى قبل انتهاء فترة باول، ما يعد انحرافاً خطيراً ربما يضر بمصداقية سياسات البنك المركزي الأميركي.

مع تجارب التضخم الأخيرة وتفاقم العجز المالي، قد يجد ترمب نفسه في مواجهة سوق أكثر حساسية تجاه تقلباته مقارنة بفترته السابقة. يبدو أن باول سيستمر في عمله مع الرئيس المنتخب لمدة عام ونصف على الأقل، وربما أكثر، لأن فترة باول في حال التمديد في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي تنتهي في 2028.

ترمب يمكنه جعل هذا الأمر سهلاً، كما يمكنه جعله صعباً.

محاولة إضعاف دور رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يعد فرصة ضائعة. باول يتمتع بخبرة راسخة، ورغم بعض الأخطاء التي ارتكبها عندما أبقى على أسعار الفائدة منخفضة في أواخر 2021، إلا أنه نجح في تخفيض التضخم في الولايات المتحدة دون زيادة كبيرة في البطالة في الولايات المتحدة.

استمرار باول في صالح ترمب

يمكن لهذا الإنجاز أن يساعد في حماية انتعاش قطاع الإسكان من الأثر السلبي لتكاليف الاقتراض المرتفعة، ومنع تباطؤ النمو الاقتصادي. دعم باول سيساعد ترمب أيضاً في بناء توافق حول أهدافه الخاصة بالسياسات الاقتصادية مثل الرسوم الجمركية وتخفيض الضرائب. الإبقاء على باول في منصبه هو الخيار الصحيح لأميركا، وربما لترمب أيضاً، الذي سيحتاج إلى اقتصاد قوي قبل انتخابات التجديد النصفي في 2026.

لا يوجد أي مكسب لترمب في استمرار خلافه مع رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي. لو كان إدراكه لهذه الحقيقة وحده كافياً لردعه.

خلاصة

يشير المقال إلى اضطرابات في أسواق السندات الأميركية بعد فوز ترمب بولاية ثانية، مما زاد من تكاليف الاقتراض، وقد يخيب آمال الناخبين الذين يأملون في تحسين القدرة على تحمل تكاليف السكن.

قد يظهر ترمب دعمه لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ويتعهد بعدم التدخل في السياسة النقدية. تاريخياً، انتقد ترمب باول بسبب أسعار الفائدة المرتفعة، وهناك تكهنات بمحاولات مستقبلية لإضعاف دوره.

يرى المقال أن استمرار باول قد يفيد ترمب في استقرار الاقتصاد، مما يدعم موقفه في الانتخابات النصفية القادمة، خصوصاً إذا تجنب التدخلات التي قد تزعزع الأسواق.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
NAMEالمؤشرVALUEقراءة المؤشرNET CHANGEالتغيرCHANGE %نسبة التغير1 MONTHشهر1 YEARسنةTIME (GMT)الوقت2 DAYيومان
GT10:GOVالولايات المتحدة100.27------------12:19:41.000الولايات المتحدة
GT30:GOVالولايات المتحدة101.70------------12:19:41.000الولايات المتحدة
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

واشنطن

13 دقائق

3°C
غيوم متفرقة
العظمى / الصغرى /
16.7 كم/س
50%