الشرق
توقعت "إس آند بي غلوبال كومودتي إنسايتسس"، أن يطبق تحالف "أوبك+" جولة جديدة من خفض الإنتاج خلال الربع الأول من العام الجاري.
في نهاية نوفمبر 2023، اتفق التحالف على تعميق تخفيضات الإمدادات خلال الربع الجاري بنحو 900 ألف برميل يومياً. تم تحديد حصص "أوبك" الحالية حتى نهاية مارس على الرغم من أن وزراء الدول الأعضاء في التحالف قالوا إنه يمكن تعديلها بحسب الحاجة.
قالت مؤسسة "إس آند بي" في تقرير حديث، إنه في حال أقدم التحالف على جولة أخرى من خفض الإنتاج، ستكون الخامسة من نوعها منذ أكتوبر 2022، لدعم الأسعار في مواجهة ارتفاع الإمدادات من خارج منظمة "أوبك".
مراجعة ظروف السوق
تتماشى توقعات "إس آند بي" مع توقعات مؤسسات أخرى، من بينها وكالة "فيتش" التي قالت إن ضعف نمو الاقتصاد العالمي في عام 2024، قد يدفع تحالف "أوبك+" إلى مزيد من خفض الإنتاج، إذا تحولت سوق النفط بشكل قاطع إلى تحقيق فائض.
"فيتش": "أوبك+" قد يخفض مزيداً من الإنتاج بسبب ضعف النمو العالمي
سيعقد "أوبك+" اجتماع متابعة عبر الإنترنت لمراجعة ظروف السوق في الأول من فبراير المقبل، ومن المقرر أن يجتمع الوزراء بشكل شخصي في مقر المجموعة في فيينا مطلع يونيو.
فقدت أسعار النفط نحو 20% من قيمتها في الربع الرابع، إذ فاق تأثير الإمدادات القياسية من الولايات المتحدة وأماكن أخرى تأثير قيود المعروض التي أجراها التحالف والطلب القوي على الوقود. يتوقع أن يتباطأ نمو استهلاك النفط هذا العام، مما يعزز التوقعات بزيادة العرض.
السعودية تخفض أسعار بيع النفط في فبراير
انسحبت أنغولا من "أوبك" الشهر الماضي بعد 16 عاماً وسط خلاف حول حصتها الإنتاجية، لكن من غير المتوقع أن يكون لخروجها أي تأثير على الإمدادات من البلاد أو التحالف الأوسع.
في 5 ديسمبر الماضي، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إن تحالف "أوبك+" سيكون جاهزاً لزيادة خفض إنتاج النفط في الربع الأول من 2024 لإزالة التربح والحد من التقلبات في السوق العالمية، إذا لم تكن الإجراءات الحالية كافية.
التزمت السعودية، التي تشارك في رئاسة تحالف "أوبك+" مع روسيا، منذ يوليو بالحفاظ على إنتاجها عند 9 ملايين برميل يومياً. لكنها في الأشهر الأخيرة ضخت أقل من هدفها، حيث أبلغت بشكل ذاتي عن إنتاج قدره 8.82 مليون برميل يومياً في نوفمبر، و8.94 مليون برميل يومياً في ديسمبر، وفقاً للأرقام التي نشرتها أمانة "أوبك".
السعودية تخفض سعر النفط إلى آسيا تسليم فبراير لأدنى مستوى في 27 شهراً
حاولت السعودية تحفيز المشترين من خلال خفض بمقدار دولارين للبرميل على أسعار البيع الرسمية لمبيعات النفط الخام في شهر فبراير. تشير أسعار البيع الرسمية للمملكة، إلى السياسة النفطية للدولة الرئيسية في "أوبك" وأكبر مصدر للخام في العالم.
روسيا أكبر مصدر للنفط إلى الصين
قيدت السعودية إنتاجها في حين شهدت إيران، التي تم إعفاؤها من الالتزام بالحصص ضمن "أوبك+" أثناء خضوعها للعقوبات الأميركية، نمو إنتاجها بشكل كبير. ضخت طهران 3.10 مليون برميل يومياً في ديسمبر، وفقاً لأحدث مسح لوكالة "بلاتس" الدولية للمعلومات النفطية، بزيادة سنوية قدرها أكثر من 500 ألف برميل يومياً.
في الوقت نفسه، لم تلتزم روسيا، الخاضعة أيضاً لعقوبات غربية، بأي تخفيضات في الإنتاج وفق "أوبك+" بل تخفيضات متواضعة في الصادرات بمقدار 300 ألف برميل يومياً في الربع الأول من عام 2024، وفق التقرير.
في حين نفذت الرياض قيودها العميقة على الإنتاج، فقد تنازلت عن مكانتها كأكبر مصدر في الصين لموسكو، التي باعت خامها بأسعار مخفضة. تظهر البيانات الرسمية من بكين أن روسيا باعت ما متوسطه 2.15 مليون برميل يومياً إلى الصين في عام 2023، مما زاد حصتها السوقية في الصين إلى 19%، مقابل 15% لصالح السعودية، حسب التقرير.
روسيا تتحول لأكبر مورد للنفط إلى الصين لأول مرة منذ 2018
تعكس سياسة السعودية في بداية العام استراتيجيتها مطلع عام 2020 مع بداية نشوب جائحة كورونا، عندما خفضت أسعار البيع بمقدار دولارين للبرميل من فبراير إلى مارس.
وصلت شحنات الخام السعودي إلى 5.7 مليون برميل يومياً في ديسمبر، ويتوقع أن تصل إلى 6 ملايين برميل يومياً في يناير، حسب بيانات "إس آند بي".