لم تحقق جهودنا العالمية أهدافها لضمان الحصول على الرعاية الصحية واللقاحات والموارد المتاحة بصورة متساوية خلال جائحة كورونا. نتيجة لذلك؛ كشفت الجائحة حجم التفاوت الاجتماعي والصحي على مستوى العالم، وأثبتت أنَّ السياسات الحديثة للتحضُر لم تحقق المساواة الصحية بالنسبة للجميع.
أبرزت الجائحة عدم التكافؤ المتزايد والذي يؤثر على المجتمعات المهمشة حالياً؛ فقد أظهرت كيف تلعب عوامل مثل الجنس والعمر والوضعين الاجتماعي والاقتصادي دوراً كبيراً في تحديد ما إذا كان الشخص بإمكانه الحصول على الرعاية الصحية أم لا، أو حتى الحصول على ضمانات صحية مناسبة تحد من المخاطر التي تتفاقم نتيجة لانتشار المعلومات المُضلِّلة على نطاق واسع، إلى جانب الموارد الحكومية المحدودة المتاحة لتنفيذ برامج التطعيم ضد فيروس كورونا.
اقرأ أيضاً: عدم إصابتك بكورونا ربما يعزى إلى الحظ
برغم أنَّنا عُدنا نوعاً ما إلى الحياة الطبيعية؛ إلا أنَّ الفيروس مُستمر في التطور، وما يزال غير قابل للتنبؤ به بدرجة كبيرة؛ وذلك وفقاً لما أظهرته الزيادة الأخيرة في عدد الإصابات والمُتغيّرات الجديدة المثيرة للقلق. لذلك؛ فإنَّ مهمتنا لم تنتهِ بعد؛ إذ إنَّ المرضى المُعرّضين لمخاطر عالية ما يزالون في خطر كبير.
بناء على وضعنا الحالي؛ فإنَّنا ما زلنا بحاجة إلى وضع معايير للمسؤولية الاجتماعية، والعمل المنسق، والتعاون بين الأطراف المعنية بالقطاعين العام والخاص لتوفير التطعيم والعلاجات لمن يحتاجون إليها، ولكنَّنا نحتاج أيضاً إلى تطوير نموذج أولي لعلاج فيروس كورونا. باختصار؛ يجب أن نحمي الفئات الأكثر عُرضة للإصابة وأن ننظر إلى ما هو أبعد من اللقاحات باعتبارها الحل الوحيد.
الأولوية لإمدادات اللقاح
لقد قطعنا شوطاً طويلاً، وخطونا خطوات كبيرة في التطعيم ضدّ فيروس كوفيد-19؛ لكنْ على الرغم من طرح لقاح فعّال يساعد في الوقاية من العدوى والإصابات الشديدة التي تتطلب الرعاية بالمستشفيات المتخصصة؛ فإنَّ جزءاً كبيراً من سكان العالم ما يزالون غير مُحصّنين بشكل كلي.
إلى جانب عدم التكافؤ عالمياً؛ فقد أدت الاستجابة البطيئة والتردد في أخذ اللقاح إلى عدم تكليل الجهود المبذولة في بعض الدول بالنجاح على الرغم من إنتاج اللقاح وتوفير جرعاته وتوزيعها على نطاق واسع.
لذلك يجب على الحكومات ومقدّمي الرعاية الصحية مواصلة العمل من أجل تحقيق المساواة في الحصول على اللقاحات وتوفير الخبرة والموارد التي تتوافق مع الأساليب الجديدة التي يمكن أن تساعد على تعزيز أنظمة الرعاية الصحية والتي قد تتطلب المزيد من الدعم. كما ينبغي أن تتضمن استراتيجيتنا شركاء متعددين يعملون كفريق واحد مشترك عبر مختلف مراحل التصنيع، بالإضافة إلى تسخير خبراتنا العلمية ومهاراتنا التقنية وقدراتنا التصنيعية لمكافحة التحديات المتطورة والمستمرة معاً. إنَّ الإحصائيات تُشير إلى أنَّ حوالي 1.3 مليار شخص يعيشون بحالة فقر في البلدان المتوسطة أو المنخفضة الدخل؛ ولذلك؛ فإنَّ أولويتنا حالياً تتمثل في تطعيم نحو ثلثي هذا العدد ضد فيروس كورونا المستجد.
أكبر قدر من المساواة
إنَّ استراتيجيتنا في شركة فايزر لتحقيق أكبر قدر من المساواة تحثنا على الاستمرار في شراكتنا مع المجتمع الصحي العالمي والقطاع الخاص، فضلاً عن إبرام اتفاقيات التوريد الحكومية الثنائية لتوفير جرعات اللقاح، ولكنَّ التحدي هنا ليس في الإمداد، ولكنَّه يكمن في ضمان وصول اللقاحات إلى الموجودين في هذه البلدان ذات الاقتصادات المهمشة.
طالع المزيد: رئيس "فايزر": التطعيم ضد "كورونا" سنوياً أفضل من الجرعات التنشيطية
لتحقيق هذا الهدف؛ فإنَّنا نسعى للاستفادة من مسارات الإمداد الحالية وتحديد مسارات جديدة لتعزيز وصول وتوفير الجرعات للفئات السكانية الأكثر عرضة للإصابة؛ والتي هي بأمس الحاجة للحصول على اللقاحات.
كما نعمل أيضاً على المساعدة في مواجهة تحديات الموارد والبنية التحتية، ومعالجة الثغرات في سلسلة التبريد وتقديم الخدمات، وعدم توفر القوى العاملة بالشكل الكافي والمشكلات المتعلقة بإمداد الحُقن، والثقة في اللقاح ببعض الدول.
نحن نفخر أن نقول إنَّ جهودنا المكثفة واتفاقية الشراء مع مبادرة الوصول العالمي للقاحات "كوفيد-19 COVAX" قد أثمرت عن قيام شركتي "فايزر" وبيونتيك بتوفير أكثر من 35 مليون جرعة لـ58 دولة في جميع أنحاء العالم. بالإضافة إلى ذلك؛ قمنا بتسليم أكثر من 1.4 مليار جرعة اعتباراً من يونيو 2022 إلى 111 بلداً من البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل كجزء من تعهدنا بتوفير ما لايقل عن مليار جرعة كل عام لهذه الدول ذات الاقتصادات المهمشة التي تتسم بمعدلات دخل منخفضة ومتوسطة.
حل شامل
مع ذلك؛ فإنَّ إمكانية الوصول إلى اللقاح، وتحسين كفاءة النظام الذي يحيط بعملية تلقي اللقاح يعدّان فقط جزءأ من الحل بالنسبة لنا. إذ يجب علينا أيضاً العمل على الوصول إلى نموذج علاج أولي لكوفيد-19.
ما تزال الأنظمة الصحية مثقلة بالأعباء، إذ يمثل الوصول للأطباء ومراكز الرعاية الصحية تحدياً في البلدان النامية. كما يؤدي نقص القوى العاملة والأضرار النفسية الواقعة على العاملين في مجال الرعاية الصحية إلى تفاقم التحديات. بالنظر إلى أنَّ 40 -50% من سكان العالم يعتبرون عرضة لخطر الإصابة بمرض شديد ناجم عن كوفيد-19، بالتالي؛ يجب أن تزيد استجابتنا لتحقيق المساواة في وصول اللقاحات والموارد مع اتباع استراتيجية أكثر شمولاً بخصوص كيفية حماية الأشخاص المعرضين لمخاطر عالية.
كحل لمعالجة هذا الخلل في التوازن؛ أطلقت شركة "فايزر" اتفاقية من أجل عالم أكثر صحة؛ وهي مبادرة مميزة تركز على توسيع نطاق وصول الأدوية المحمية ببراءات الاختراع في البلدان ذات الدخل المنخفض، مما يعني أنَّ 1.2مليار شخص يعيشون في الدول النامية سيكون لديهم احتمالية أكبر لإمكانية الحصول على الأدوية واللقاحات المحمية المتوفّرة في الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي. إنَّ إنهاء التفاوتات الصحية مسؤولية مشتركة. لذلك؛ فإنَّنا نوجه الدعوة إلى قادة ومنظمات الصحة العالمية للانضمام إلى الاتفاق وتقديم خبراتهم ومواردهم لسد فجوة العدالة الصحية والمساعدة في خلق عالم أكثر صحة.
الحل الثاني
في حين يتمثّل الحل الثاني لتحسين إمكانية الوصول وتقليل التهديد الذي يتعرّض له المرضى المعرّضون لمخاطر عالية في تطوير وتوزيع علاج مضاد للفيروسات والذي يؤخذ بالفم المعتمد والمصرّح به. ويمكن أن تلعب هذه العلاجات دوراً مهماً في تخفيف الضغط على قطاعات الصحة العامة وتجنّب العلاج في المستشفيات أو الوفاة.
أثبتت خيارات مثل الدواء الفموي المضاد للفيروسات من شركة "فايزر"، والذي تم تطويره ليتم تناوله عن طريق الفم في المنزل في غضون خمسة أيام من ظهور أعراض كوفيد-19 على أنَّه يتمتع بأمان وفاعلية، إذ يؤدي إلى انخفاض بنسبة 89% في المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج في المستشفيات، أو التعرض لخطر الوفاة عند تناوله خلال 3 أيام من ظهور الأعراض، وذلك بناء على دراسة أجرتها EPIC-HR على أكثر من 2000 مريض.
تعد الاستفادة من العلاج في المنزل كوسيلة تكميلية للتلقيح أمراً بالغ الأهمية، إذ يساعد على تخفيف الضغط على الشبكات الصحية، كما يمكن أن يساعد الأشخاص الأكثر ضعفاً، كما يمكن توزيعه بسهولة أكبر (لأنَّه لا يتطلّب التحكم في درجات الحرارة، أو إدارة المراقبة)؛ وهو ما يعزز جهودنا للحد من الوباء وتحويله إلى مرض متوطّن يمكن التحكّم فيه.
وبينما نمضي قدماً في هذا الإطار، نحتاج إلى الاعتراف بأنَّ التصدي للوباء العالمي يتطلّب الآن تحقيق المساواة والعدالة، وهو الأمر الأكثر أهمية في الوقت الحالي، والذي يمثل أساساً للتعافي.