بلومبرغ
تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على حلفائها الأوروبيين للموافقة على إقرار عقوبات محتملة ضد روسيا، حيث تشعر بالقلق من بطء التقدم، رغم أسابيع من المحادثات ومن مخاوف متزايدة بأن الرئيس فلاديمير بوتين قد يغزو أوكرانيا قريباً، حسبما قال أشخاص مطلعون على مناقشات في الأيام الأخيرة.
قال الأشخاص إن إدارة بايدن ناقشت أيضاً مجموعة إجراءات روسية محتملة تعتقد أنها تستوجب رداً انتقامياً. إلى جانب إرسالها قوات إلى أوكرانيا، يمكن أن تقوم موسكو بأي جهد أو محاولة لتنظيم انقلاب ضد الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، أو أي أعمال أخرى لزعزعة استقرار حكومته.
تتحاور الولايات المتحدة المحادثات مع القوى الأوروبية الكبرى، بعدما فشلت الاجتماعات مع روسيا خلال الأسبوع الجاري بتسليط الضوء على نوايا موسكو.
فيما نفى بوتين أنه يخطط حالياً لغزو أوكرانيا، فإنه يطالب بضمانات أمنية من جانب حلف شمال الأطلسي "الناتو". يقول التحالف العسكري إنه لا يمكنه تقديمها، ويواصل بوتين حشده الضخم للقوات على الحدود.
ويندي شيرمان، نائبة وزير خارجية الولايات المتحدة: "تحدثت الولايات المتحدة وحلفاؤنا في الناتو بصوت واحد هذا الأسبوع لدعم المبادئ الأساسية وهي أن جميع البلدان حرة، ويجب أن تكون حرة، باختيار تحالفاتها. السيادة والسلامة الإقليمية أمران مقدسان
طريق مسدود
يمثل التحرك كجبهة موحدة بشأن الردع الاقتصادي، رافعة حاسمة في محاولات صرف اهتمام بوتين بعيداً عن العمل العسكري، خاصة أنه لا توجد مواعيد محددة لإجراء مزيد من المناقشات مع موسكو.
صعد المسؤولون الروس من خطابهم الخميس، حيث قال نائب وزير الخارجية، سيرغي ريابكوف، إن المحادثات مع الدول الغربية وصلت "لطريق مسدود".
ألقت تلك التصريحات بظلالها على عملة الروبل الروسية، التي سجلت أسوأ أداء في الأسواق الناشئة مقابل الدولار يوم الخميس.
"بايدن": واشنطن "ستردّ بحزم" إذا غزت روسيا أوكرانيا
يؤكد حث الولايات المتحدة لإقرار العقوبات شعوراً متزايداً بنفاد صبر إدارة بايدن حيال الموقف الأوروبي. فمن ناحية، المسؤولون الأمريكيون غير مسرورين لأن الدول الأوروبية لم تتفق على عقوبات محددة تُفرض إن غزت روسيا أوكرانيا. ومن ناحية أخرى، تخشى الولايات المتحدة عدم استعداد القادة الأوروبيين للرد، إن عمد بوتين لإجراءات أدنى من الغزو الشامل، مثل الهجمات الإلكترونية أو حملات التضليل المتصاعدة.
أقر مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، الخميس بأن الولايات المتحدة وأوروبا قد لا تتفقان بشكل كامل إزاء العقوبات التي يجب أن تدخل حيز التنفيذ إذا هاجم بوتين أوكرانيا، لكنه قال إنه واثق من أن كلا الجانبين يتفقان على أنه ستكون هناك "عواقب اقتصادية وخيمة" على موسكو.
انسجام بالرد؟
قال سوليفان للصحفيين في البيت الأبيض: "هل هذا يعني أن الولايات المتحدة وأوروبا سيكون لديهما نفس القائمة بالضبط وصولاً إلى كل التفاصيل الأخيرة؟ لا... هل يعني ذلك أنني سأقف أمامكم وأقول إن الولايات المتحدة وأوروبا تحركتا بانسجام بشأن تطبيق إجراءات اقتصادية قاسية؟ أنا واثق من أنني سأتمكن من القيام بذلك".
قال أحد الأشخاص المطلعين على الموقف الأمريكي إن المسؤولين الأوروبيين أقروا في اجتماعات الناتو في الأيام الأخيرة بأنهم لم يكونوا مستعدين جيداً للرد على هجوم "هجين" أو مختلط من جانب روسيا، وأرادوا معرفة ما هي دوافع الولايات المتحدة لاتخاذ إجراء وكيف ستتكثف استجابتها. لم يعلق المتحدثون باسم البيت الأبيض فورياً على الأمر.
عملت الولايات المتحدة وشركاؤها الأوروبيين لأشهر على حزمة يمكن أن تشمل تدابير تستهدف أكبر البنوك الروسية وفرض ضوابط على تصدير التقنيات المتقدمة في الصناعات الرئيسية والمنتجات عالية التقنية.
أثار بعض أعضاء أوروبا الغربية الكبار في الاتحاد الأوروبي تساؤلات حول تأثير بعض العقوبات قيد المناقشة على اقتصاداتهم، وفقاً لأشخاص مطلعين على المناقشات. يتضمن ذلك احتمال أن يرد بوتين بقطع إمدادات الغاز المهمة عن أوروبا.
ثمن العقوبات
يعمل الحلفاء على تقييم الأثر الاقتصادي وعلى مناقشات تقنية حول التدابير المقترحة، كما تبحث إدارة بايدن عن طرق لتخفيف التأثير المحتمل للعقوبات على إمدادات الطاقة في أوروبا.
ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا 16% الخميس، بسبب أن روسيا والولايات المتحدة ما تزالان بعيدين عن تضييق هوة الخلافات بينهما.
يُنظر إلى أقوى الأفكار المطروحة على الطاولة، مثل فصل روسيا عن نظام "السويفت" للمدفوعات الدولية، على أنها فكرة غير مقبولة بالنسبة لبعض البلدان.
كما اقترح عدد من الحكومات الأوروبية عمليات اقتطاع وإدخال بعض الإجراءات المالية بشكل تدريجي، حسبما قال شخصان مطلعان لـ"بلومبرغ نيوز".
يجب أن توافق دول الاتحاد الأوروبي وعددها 27 دولة، بالإجماع على الجزء الأكبر من أي تدابير أو رد على مستوى التكتل.
أوروبا لروسيا: إذا غزوتِ أوكرانيا فسننضم جميعاً إلى الناتو
قال أحد الأشخاص، إن الأمل يكمن بإمكانية وضع اللمسات الأخيرة على حزمة من التدابير عندما يجتمع وزراء خارجية التكتل في 24 يناير.
أعرب سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، عن تفائله بذلك، وقال "بما أنني أقف هنا اليوم، لا أستطيع أن أخبركم ما ستكون عليه الخطوات التالية... لا يسعني إلا أن أخبركم أن الولايات المتحدة، وإدارة بايدن وحلفاءنا وشركاءنا، نحن، على استعداد للتعامل مع أي مستجدات".