"الساموراي السبعة" اليابانية تضاهي عمالقة الأسهم الأميركية

7 شركات يابانية لها سمات تشبه شخصيات فيلم "الساموراي السبعة" الشهير تستحق المتابعة السنوات المقبلة

time reading iconدقائق القراءة - 27
ملصق فليم الساموراي السبعة خلال 1954 - المصدر: بلومبرغ
ملصق فليم الساموراي السبعة خلال 1954 - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

أثار محللون من بنك "غولدمان ساكس غروب" ضجة في طوكيو الأسبوع الجاري عند نشر تقرير جيد التوقيت يسلط الضوء على مجموعة أسهم يمكن أن تكون بمثابة المكافئ الياباني لأسهم العظماء السبعة التي باتت تهيمن على الأسواق الأميركية.

باستخدام عملية تمحيص لاختيار الأسهم الأفضل أداءً، استقر "غولدمان" على ما يلي: "تويوتا موتور" و"سوبارو" و"ميتسوبيشي"، علاوة على 4 شركات في مجال أشباه الموصلات هي "سكري هولدينغز" و"أدفانتست" و"ديسكو" و"طوكيو إلكترون". هكذا أصبح يُطلق على هذه الشركات اسم "الساموراي السبعة".

أنا لست مقتنعاً. (سوبارو؟ حقاً) العظماء السبعة أكثر من مجرد سلة أسهم حيث صاغها مايكل هارتنيت محلل "بنك أوف أميركا"، وانتشرت العبارة بقوة ليس فقط بفضل الأداء الجيد للأسهم، لكن لأنها ترمز إلى السوق الأميركية، بداية من الهيمنة العالمية لشركة "أبل" وصولاً إلى الحماس غير المنطقي المحيط بشركة "تسلا". لا تتضمن الشركات السبع بعض الشركات الضخمة التي لا تلائم هذا الإطار، على غرار "بيركشاير هاثاواي".

الساموراي الحقيقيون

تكمن المفارقة، قطعاً، في أن فيلم " العظماء السبعة" أو (The Magnificent Seven) هو نسخة جديدة من فيلم "أكيرا كوروساوا" (Akira Kurosawa) الكلاسيكي أو (Seven Samurai) وتعني الساموراي السبعة.

قد يكون الفيلم الأميركي شهيراً أكثر، لكن العنوان الياباني احتفظ بجاذبيته بلا شك مع مرور الزمن. غالباً ما ينطبق الأمر نفسه على الشركات اليابانية، التي يمكن أن تفشل في إثارة الضجة ولكنها مع ذلك تصبح استثماراً أفضل طويل الأمد. (من الممكن أن يتفق وارن بافيت مع ذلك).

ما الصفات التي يمكن أن تتوافر في الساموراي السبعة الحقيقيين؟ عوضاً عن عملية التمحيص، وضعت قائمة بالشركات التي توضح بعض سمات اليابان الحديثة وحالة المشاريع اليابانية والشركات التي احتفظت بجاذبيتها مع مرور الزمن أو مع تقدم عمرها بطريقة أفضل من نظيراتها الأميركية.

مع ملاحظة أنه "في حالة عدم قدرتك على تمييز ذلك بالفعل، فهذه بالتأكيد لا تمثل توصية بالاستثمار في هذه الشركات".

تويوتا موتور

"تويوتا موتور": تمثل أكثر الكيانات اليابانية شهرة وهي الشركة الوحيدة المشتركة في هذه القائمة وقائمة "غولدمان"، وذلك لسبب منطقي. أصبحت شركة تصنيع السيارات مؤخراً الشركة اليابانية الأولى التي تتجاوز قيمتها السوقية 50 تريليون ين (333 مليار دولار). تضاعف سعر سهمها السنة الماضية إذ بات المستثمرون يرون أن مواقفها المتضاربة إزاء السيارات الكهربائية قد تكون هي النهج الصحيح المتمثل في أن مبيعات السيارات الهجينة آخذة في الازدهار، في حين يتعين على المنافسين إعادة التفكير في التحول نحو سيارات كهربائية بالكامل في المستقبل.

هذه النزعة العملية، التي تؤكد أن المركبات الكهربائية ستكون مجرد جزء واحد من انتقال الطاقة، أكسبتها قدراً قليلاً من الاستحسان حتى وقت قريب ولكنها ربما تؤتي أكلها في الأجل البعيد. إذا كنا نشبه هذه الأسهم بالساموراي السبعة أنفسهم (ويسعدني عزيزي القارئ أن أبلغك أننا نفعل ذلك)، فمن الطبيعي أن تكون "تويوتا" هي شخصية كامبي شيمادا، القائد المتمرس والعملي الذي يلعب دوره في الفيلم تاكاشي شيمورا بصورة لا تُنسى.

"نينتندو"

شركة "نينتندو": لا توجد شركة أخرى مثلها تلخص القوة الناعمة والقدرة على التحمل في اليابان. تحدت الشركة الواقعة بمدينة كيوتو النقاد الذين طالبوها بالتخلي عن نموذجها في تصنيع الأجهزة والبرمجيات، وأثبتت صحة موقفها بعد نجاح وحدة تحكم الألعاب "سويتش".

ترمز أيضاً إلى نهج البلاد الذكي بطريقة متنامية في استخدام حقوق ملكيتها الفكرية. رغم أن حجم المساهمة ربما لا يظهر في نتائج الأرباح، لا تقلل من شأن تعريض الملايين من المشاهدين لشخصياتها في فيلم "سوبر ماريو بروس" (The Super Mario Bros). سيؤتي النجاح في شباك التذاكر في الأفلام ومتنزهات شركة "يونيفرسال ستوديوز" (Universal Studios) الترفيهية ثماره.

ترمز "نينتندو" كذلك إلى نهج ياباني فريد تجاه الرأسمالية، حيث يمثل المساهمون مجرد طرف واحد من أصحاب المصلحة. في عالم تشطب فيه شركات إنتاج الألعاب آلاف الوظائف، ينجح نهج "نينتندو" الذي يتجنب تسريح العمالة. في مقارناتنا السينمائية، ستجسد "نينتندو" شخصية شيتشيرو، وهو الساموراي الودود الذي يحبه الجميع، لكن هو الساموراي الذي لا ترغب في اصطحابه معك خلال المعركة.

"سوفت بنك"

شركة "سوفت بنك غروب": في فيلم الساموراي السبعة، تكافح شخصية كيكوتشيو الشهيرة التي يؤدي دورها توشيرو ميفوني من أجل القبول. يشق المحارب ذو الفم الكبير ولكن غير الملتزم طريقه قادماً من جذور متواضعة لكسب الاعتراف في نهاية المطاف بصفته ساموراي. هل يذكرك ذلك بأي أحد؟ جابهت شركة "سوفت بنك" التابعة لماسايوشي سون صعوبات بالمثل للحصول على القبول، سواء داخل اليابان (حيث ما يزال يُنظر إليها غالباً على أنها شركة صاعدة رغم امتلاكها شبكة هواتف محمولة وأكبر منصة مدفوعات عبر الهاتف المحمول وتطبيق مراسلة واسع الانتشار)، وفي الخارج أيضاً. كثيراً ما كان سون يتهكم على رهانات الاستثمار الفاشلة على غرار شركة "وي وورك" (WeWork).، ربما يضحك أخيراً لأن تفاؤله طويل الأمد إزاء صعود الذكاء الاصطناعي أصبح أخيراً فرصة تجارية معترفاً بها من قبل السوق. مثلها مثل كيكوتشيو، يمكن أن تكون شركة غير مستقرة وغريبة، لكن الأحداث ستكون أقل إثارة للاهتمام في غيابها.

"كيانس"

شركة "كيانس": ربما تكون شركة تصنيع أنظمة الشغيل الآلي الصناعية هي الأقل شهرة، لكنها تبقى استثماراً محبباً يحظى بواحد من أعلى هوامش الربح التشغيلية في اليابان وقيمة سوقية صعدت 20 ضعفاً تقريباً منذ 2010. تصمم "كيانس" حلول تشغيل آلي بحسب الطلب وتستعين بمصادر خارجية للإنتاج.

محلياً، تشتهر بأنها الشركة الأعلى أجوراً، ما يتماشى مع بلد ربما ترتفع فيه الأجور أخيراً. على غرار شخصية كيوشو، الساموراي الهزيل لكنه ماهر وقليل الكلام، لا تملك "كيانس" الكثير لتقوله عن نفسها حيث تصدر تقارير أرباحها دون تفاصيل كثيرة، ولا تتحدث الشركة مطلقاً إلى وسائل الإعلام.

"سوني"

شركة "سوني غروب": ربما تكون خياراً غير ملهم، لكنها ما تزال تمثل رمزاً، على غرار منافستها في ألعاب الفيديو "نينتيندو"، تمثل "سوني" نهجاً رأسمالياً بطابع ياباني. لو كانت شركة أميركية، ربما كانت قُسمت إلى أجزاء وبيعت عندما واجهت صعوبات في العثور على نموذج عمل لاستبدال أدواتها وأجهزة التلفزيون التي كانت مربحة في الماضي. عوضاً عن ذلك، أعادت تقديم نفسها من جديد عبر قطاعات مختلفة، بداية من مستشعرات الصور وصولاً إلى بث الرسوم المتحركة. أشبه "سوني" بشخصية كوروماي كاتاياما، نائب القائد وكبير الخبراء الاستراتيجيين للساموراي.

"ميركاري"

شركة "ميركاري": مع وجود شركات عديدة منذ عقود، أردت أيضاً إضافة ممثل لأسهم الشركات اليابانية الصاعدة للقائمة. مشهد الشركات الناشئة محدود لكنه قوي، ورغم أن "ميركاري" ربما لا تكون هي التي تعبر عنه خلال العقود المقبلة، فإن شركة سوق السلع المستعملة عبر الإنترنت التي يبلغ عمرها 11 سنة تعد من بين الشركات القليلة التي نجحت خارجياً، حيث حققت ربع إيراداتها في الولايات المتحدة الأميركية وتعرض الإعلانات خلال مباراة "سوبر بول" لكرة القدم الأميركية. كنت بحاجة أيضاً إلى مثال يشبه دور كاتسوشيرو أوكاموتو، تلميذ المقاتلين الذي لم يثبت جدارته بعد.

"ريكروت هولدينغز"

شركة "ريكروت هولدينغز": يشكل التوظيف أيضاً موجة جديدة من الشركات اليابانية. تأسست باعتبارها مجلة للبحث عن عمل للطلاب في حقبة الستينيات من القرن الماضي، والتي تجاوزت فضيحة سياسية شائنة في الثمانينيات من القرن الماضي، نمت "ريكريت" لتصبح أكبر مزود لخدمات الإنترنت في اليابان، حيث دخلت بكافة المجالات بداية من التوظيف وصولاً إلى حجوزات المطاعم.

تعد أيضاً مثالاً غير عادي لشركة محلية حققت نجاحاً في عملية استحواذ كبيرة خارجياً، إذ يأتي ثُلث الإيرادات من الولايات المتحدة الأميركية. تعد منصتها "إنديد" (Indeed.com)، التي تم الاستحواذ عليها خلال 2012، حالياً الأكبر حول العالم. خلال المرحلة الراهنة، باتت مقارنات الساموراي صعبة نوعاً ما، ولكن ينبغي لـ"ريكروت" أن تناسبها شخصية هيهاتشي هاياشيدا، وهو ساموراي بلا مجموعة تحميه يعاني من سوء الحظ ويعمل بمجال قطع الأخشاب.

لكن عليك الحذر

مع وجود مؤشر "نيكاي 225" الياباني على بعد يوم واحد من تسجيل أعلى مستوى له في التاريخ لأول مرة منذ 34 سنة، يجدر بنا أن نتذكر "مع خطر إفساد فيلم عمره 70 عاماً" أنه لم ينج الجميع مع نهاية فيلم الساموراي السبعة. خذ في اعتبارك جملة شيمادا الشهيرة: "يظهر الخطر دائماً عندما تبدو كافة الأمور جيدة".

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

Tokyo

5 دقائق

12°C
غائم جزئي
العظمى / الصغرى 11°/13°
14.8 كم/س
47%