بلومبرغ
قال بيير أندوراند، مدير صندوق تحوط، إنه قد يتعين على دول "أوبك+" إعلان خفض أكبر في إنتاج النفط نهاية الشهر الجاري، لتعويض الزيادة الكبيرة المفاجئة في المعروض من الولايات المتحدة ودول أخرى.
في مقابلة على تلفزيون "بلومبرغ"، اليوم الأربعاء، قال متداول النفط المعروف ومؤسس شركة "أندوراند كابيتال مانجمنت" (Andurand Capital Management) إنه من الأرجح أن السعودية ترغب في رؤية مستوى الأسعار أكثر ارتفاعاً، لذا؛ ستحث أعضاء المنظمة الآخرين للانضمام إلى خفض الإنتاج في الآونة الأخيرة.
أضاف أن الرياض قد تعكس مسار خفض إنتاجها بمقدار مليون برميل يومياً طوعاً، الذي وصفه وزير الطاقة السعودي بأنه "هدية"، إذا لم يشارك نظراؤها بشكل أكبر في خفض المعروض.
وتابع أندوراند: "الأغلب أن السعودية ترغب في أن تخفض الدول الأخرى الإنتاج أيضاً لدعم الأسعار، وستُجرى مفاوضات ستستخدم فيها الرياض ورقة خفض الإنتاج الطوعي على الأرجح، لحث الدول الأخرى على خفض إضافي".
زيادة كبيرة في إمدادات النفط
عندما تجتمع دول "أوبك" وحلفاؤها نهاية الشهر الجاري، ستظهر صورة انخفاض أسعار النفط بشكل متزايد. فتراجع سعر الخام 15% عن أعلى مستوياته في سبتمبر الماضي ليقارب 82 دولاراً للبرميل في لندن، متحدياً التوقعات بأن خفض الإنتاج سيسبب تضييق نطاق أسعار السوق بشكل سريع.
تشير توقعات العام المقبل إلى انخفاض أكبر في الأسعار، وسط تكهنات بوجود فائض من الإمدادات في النصف الأول من العام، إذا تمسك تكتل الدول المنتجة للنفط بسياساته الحالية.
يشتهر أندوراند بتوقعاته الجريئة لارتفاع أسعار السلع، وقال إنه تفاجأ هذا العام بزيادة إنتاج النفط الأميركي، ومرونة الإمدادات من بعض أعضاء "أوبك+".
قال إن الزيادة على الطلب قوية للغاية، رغم كل المخاوف بشأن آفاق الاقتصاد الكلي الضعيف في الواقع. طالما كمنت المشكلة في المعروض، يُتوقع زيادة كبيرة في الإمدادات".
توازن دقيق في الأسواق
ارتفع إنتاج الولايات المتحدة من النفط ما بين 700 إلى 800 ألف برميل يومياً عن التوقعات الأولية، وفي الوقت نفسه، انتعشت الإمدادات الإيرانية مع تخفيف أميركا تطبيق العقوبات التي فرضتها، واستقرت صادرات النفط الروسي، حيث لم تلتزم موسكو بتعهداتها تجاه "أوبك+"، بحسب أندوراند.
توقع أنه نتيجة لذلك، يُرجّح أن تحتاج السعودية وشركاؤها في التحالف، المكون من 23 دولة، إلى الإعلان عن إجراء جديد عند اجتماعهم يوم الأحد المقبل؛ "فإذا لم تدعم دول "أوبك+" الرياض، فقد تزيد المملكة الإمدادات بما قد يدفع الأسعار إلى الانخفاض".
مع ذلك، فإن تنفيذ تلك الإجراءات المنسقة قد يكون صعباً، كما يرى أندوراند، فمعظم دول المنظمة شهدت تراجع قدرتها الإنتاجية في السنوات الماضية نتيجة نقص الاستثمار والأزمات السياسية، وبالتبعية، أمامها فرصة ضئيلة في تقليص إيرادات التصدير الحيوية عبر خفض أكبر للإمدادات.
بينما أشار إلى أنه خفض توقعاته السابقة هذا العام بأن يرتفع سعر النفط إلى 140 دولاراً للبرميل، قال إن ليس لديه رأي حاسم بشأن توقعات أسواق النفط في العام المقبل، التي تتسم في الفترة الحالية "بتوازن دقيق".