بلومبرغ
تراجع إنتاج منظمة "أوبك" من النفط الخام بأكبر قدر خلال 3 أعوام بعدما قلصت المملكة العربية السعودية إنتاجها بدرجة أكبر لدعم الأسواق العالمية.
بلغ إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول 27.79 مليون برميل يومياً في المتوسط الشهر الماضي حسب مسح أجرته بلومبرغ، بانخفاض قدره 900 ألف برميل يومياً، وهو أكبر انخفاض منذ أن قلصت المنظمة وحلفاؤها الإمدادات إبان ذروة تفشي وباء كوفيد عام 2020.
التزمت الرياض بمعظم تخفيضاتها الإضافية البالغة مليون برميل يومياً التي تعهدت بها في محاولة لتدعيم الأسعار في مواجهة البيانات الاقتصادية الضعيفة في الصين ومخاوف الركود في الولايات المتحدة الأميركية. وصعدت أسعار النفط مع نقص الإمدادات العالمية لتبلغ أعلى مستوياتها في 3 أشهر، متجاوزة 85 دولاراً للبرميل في بورصة لندن مؤخراً.
تمديد التخفيض
يتوقع تجار النفط أن تعلن السعودية عن تمديد العمل بالتخفيضات حتى سبتمبر خلال الأيام المقبلة، ما يزيد من مؤشرات نقص المعروض في السوق. وفيما يساور القلق البلدان المستهلكة من أن سياسة "أوبك" تخاطر بمفاقمة التضخم، يبدو أن أعضاء المجموعة الرئيسيين يحتاجون إلى أسعار نفط مرتفعة لتغطية الإنفاق الحكومي.
النفط يتجه لاقتناص أفضل شهر منذ مطلع 2022 مع تراجع الإمدادات
بحسب مسح بلومبرغ، ضخت المملكة العربية السعودية في المتوسط 9.15 مليون برميل يومياً خلال يوليو المنصرم. وانخفضت أيضاً إمدادات نيجيريا بمقدار 130 ألف برميل يومياً إلى 1.26 مليون يومياً، إذ أفشل حدوث تسرب في محطة "فوركادوس" خططاً للبلاد لزيادة الإنتاج.
كذلك، تعرضت ليبيا لانتكاسة، إذ تراجع الإنتاج 50 ألف برميل يومياً مسجلاً 1.1 مليون برميل يومياً في أعقاب اندلاع احتجاج عطّل لمدة قصيرة حقل الشرارة النفطي. وحظيت جهود السعودية لدعم السوق -بشكل متأخر- ببعض المساعدة من روسيا، عضو تحالف "أوبك+".
صادرات روسيا
خرقت موسكو لعدة أشهر تعهداتها بتقليص الإمدادات، إذ ركزت على تعظيم الإيرادات لتمويل حربها ضد أوكرانيا. لكن بيانات تتبع الناقلات تكشف أنها خفضت الصادرات في الوقت الحالي. فقد بلغت شحنات التصدير أدنى مستوياتها في 7 أشهر مسجلة أقل من 3 ملايين برميل يومياً بقليل.
ستترأس المملكة العربية السعودية وروسيا بعد غد الجمعة، جلسة مراجعة عبر الإنترنت تتناول ظروف السوق من قبل البلدان الرئيسية في تحالف "أوبك+". ومن المقرر أن يجتمع ممثلو تحالف "أوبك+" المكون من 23 دولة بالكامل في أواخر نوفمبر المقبل.
يستند مسح بلومبرغ إلى بيانات تتبع السفن، ومعلومات من المسؤولين، وتقديرات من شركات استشارات تتضمن "كيبلر" (Kpler Ltd) و"ربيدان إنرجي غروب" (Rapidan Energy Group) و"رايستاد إنرجي" (Rystad Energy).