Adrian Wooldridge
Bloomberg Opinion: global business columnistللإتصال بكاتب هذا المقال:@adwooldridgeawooldridge5@bloomberg.netالرؤساء التنفيذيون مطالبون بالتفكير ملياً بشأن الشفافية
تتعرض الشركات لضغوط شديدة كي تلتزم بالمسؤولية المجتمعية، إذ بات مديرو الأصول يوجهون المليارات بناءً على مدى التزام الهدف الاستثماري بالمعايير البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات. كما أن الناس يثقون بقدرة رجال الأعمال على حل المشكلات الاجتماعية أكثر من ثقتهم بالساسة، فيما تزيد أصوات الناشطين المؤيدين لالتزام الشركات للمسؤولية المجتمعية علواً كل يوم.مع ذلك، تُعد فكرة الشركات الملتزمة أخلاقياً حقل ألغام على الصعيدين النظري والعملي، إذ غالباً ما تتعرض الشركات الرائدة في هذ الصدد مثل "يونيليفلر" (Unilever) لانتقادات، ليس من مستثمرين فحسب؛ بل أيضاً من النشطاء. المحافظون منهم حانقون بشأن مفهوم الشركات التي تتبنى عدم التحيز العرقي أو المرتبط بالاختيارات الجنسية لدرجة ولوج صراعات مكاسبها للخصوم، والحكومات تستغل عمل النشطاء لتدفع بعبء المشكلات الاجتماعية عن كاهلها وتنقله إلى القطاع الخاص.إذاً كيف يمكن للعقلاء أن يجدوا طريقهم عبر هذه المتاهة؟ يقدم كتاب جديد من تأليف أليسون تيلور بعنوان "مكانة أعلى: صوابية الشركات في عالم مضطرب"، أفضل دليل قرأته حتى الآن.اقرأ أيضاً: رهان العملات المشفرة ينتج أفضل صناديق الحوكمة البيئية أداءً في العالميزعم معظم الرؤساء التنفيذيين هذه الأيام أنهم يؤمنون بنهج "رأسمالية الأطراف المعنية"، وهي فكرة أن تجعل الشركات جميع الأطراف ذات العلاقة منخرطةً كي تحصل على صلاحية لعملها. لكن من الذي لا يُعتبر طرفاً معنياً وفق هذا السيناريو؟ وكيف يمكن الموازنة بين جماعة مصالح وأخرى؟ يخاطر هذا النهج بتحميل كل شركة مسؤولية لا محدودة عن مشكلات العالم.بقلم: Adrian Wooldridgeيونيليفر بي ال سي
4,770.00 GBp-0.73
يونيليفر بي ال سي
4,770.00 GBp-0.73
قلة الورثة تلقي بظلالها على الشركات العائلية
الشركات العائلية تعتبر محركات خفية لاقتصاد عالمنا، إذ إن تسعاً من كل 10 شركات هي عائلية، وبين تلك كثير من كبربات المؤسسات حول العالم، أمثال "إل في إم إتش مويت إينسي لوي فيتون" (LVMH Moet Hennessy Louis Vuitton) في فرنسا، و"سامسونغ إلكترونيكس" في كوريا الجنوبية. كما أن ثلث الشركات المدرجة في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، و40% من أكبر شركات فرنسا وألمانيا فيها وجود قوي لعائلات.لكن مزيجاً من الاختيارات المؤثرة بالتركيبة السكانية، ومن تغير الأعراف، يتسبب راهناً بأكبر تهديد لبقاء الشركات العائلية وهو قلة الورثة. لو شاهدت التصرفات الغريبة التي تنمّ عن اضطرابات نفسية والتي يعج بها مسلسل "Succession"، الذي يتناول موضوع توريث الإدارة، ربما تقول: "إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم" (دعوة على الغائب لكي لا يعود). لكن ذلك سيكون تجاهلاً لأهمية أفضل الشركات العائلية، ليس فقط كمحركات للتقدم والابتكار، ولكن من حيث اكتسابها لثقة الناس، خصوصاً في وقت انحسار ثقتهم بالرأسمالية إلى أدنى مستوياتها تاريخياً.حتى لو نمت الشركات العائلية لتصبح عملاقة مثل "ويستار رويكو" في المسلسل المذكور، فإن الشركات العائلية مؤسسات هشة بطبيعتها. يرجع ذلك جزئياً إلى أنها عرضة بشدة للخلافات العائلية، كما أن من أسبابه صعوبة إعداد وريث متمكن لتوليها. تتمتع الشركات غير العائلية بميزة من حيث اختيار خلفاء من أي مكان في عالم مواهب الإدارة. أما الشركات التي تديرها عائلات، فيقيدها الحمض النووي.بقلم: Adrian Wooldridgeأنتم جميعاً مهتمون بـ"دافوس" الخطأ
إنه ذلك الوقت من العام مرة أخرى -عندما يأخذ المتعلمون في كل مكان استراحة من أعمالهم المكتبية، ويفصلون أجهزتهم الإلكترونية، ويعيدون قراءة رواية توماس مان "الجبل السحري" (The Magic Mountain).ربما يكون أصحاب المصالح قد سافروا إلى الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا، ويتنقلون من اجتماع إلى آخر. غير أن أصحاب الخبرة والثقافة الرفيعة يفضلون أن يطلقوا أنفسهم تسبح في دافوس التي أبدعها خيال توماس مان.الأمر لا يقتصر على أن هذه الرواية واحدة من روائع الأدب، فيما يتعامل دافوس مع تقارير الشركات النموذجية الجافة، بل إن رواية مان، التي كُتبت في عام 1924، ما زالت تنطوي على كثير مما ينبغي أن نتعلمه عن أحوال عالمنا اليوم، أكثر مما لدى أي عدد من السياسيين ورؤساء البنوك المركزية وقادة الرأي.إن الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي يشكل ممارسة للأخلاقيات المتراجعة على نطاق واسع. فما هو الشيء الذي يُعد أشد تراجعاً من السفر عبر العالم على متن طائرة خاصة لمناقشة "سياسة صفر الانبعاثات الإيجابية لحماية المناخ"؟ أو التفاخر بالتنوع والإنصاف والشمول بينما تحصل لنفسك على ثلاثمئة ضعف ما تدفعه لعمالك ممن يقومون فعلاً بالأعمال الحقيقية؟كان موضوع مؤتمر هذا العام هو "إعادة بناء الثقة" –وكأن مهرجاناً احتفالياً يجمع الأثرياء وأصحاب النفوذ في منتجع منعزل للتزلج على الجليد من شأنه أن يفعل أي شيء آخر غير زيادة تآكل الثقة في المؤسسة العالمية. كم هو مناسب أن يتميز اليوم الأول من المؤتمر بانتصار ساحق للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في التجمع الجمهوري في ولاية أيوا.بقلم: Adrian Wooldridgeتحول في مشهد الحرب على التهرب الضريبي
كان في العولمة منفعة كبيرة للأثرياء الساعين لإبقاء أموالهم بعيداً عن متناول السلطات الضريبية، إذ تستثمر الشركات الأميركية نحو نصف أرباح نشاطاتها في الخارج في ملاذات ضريبية قاصية، فيما كان مثل هذا منعدماً في أواخر السبعينيات. هنالك حوالي 12 تريليون دولار من الثروات العالمية خارج بلدانها، وأهمية الملاذات مثل جزر العذراء البريطانية للاقتصاد العالمي تعادل أهمية مراكز التصنيع مثل شنجن.لكن إلى متى سيستمر ذلك الوضع؟ شهد العقد الماضي مساعي مبهرة عالمياً لسد الثغرات الضريبية. في 2017، طرحت الحكومات نظاماً للتبادل التلقائي للمعلومات البنكية، حيث يتحتم على المراكز المالية في الخارج أن تُخطر السلطات الضريبية في بلد إقامة صاحب الحساب بالمعاملات البنكية.في 2021، أبرم أكثر من 140 بلداً وإقليماً، بالتنسيق من منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، اتفاقاً لتطبيق حد أدنى من الضريبة يبلغ 15% على أرباح الشركات متعددة الجنسيات وإعادة توجيه الإيرادات الضريبية إلى البلدان التي تُباع أو تُستخدم فيها منتجاتها.بقلم: Adrian Wooldridgeروبرت مردوخ.. آخر أباطرة الإعلام في العالم
قرار روبرت مردوخ بالتنحي عن منصب رئيس مجلس إدارة "نيوز كورب" (News Corp) و"فوكس كورب" (Fox Corp)، وإفساح المجال لابنه الأكبر لاكلان، يكتب الفصل الأخير لحقبة في عالم الإعلام، وهي عصر بارونات الصحافة. أو بالأحرى يمثل بداية لنهاية عصر يصعب فيه تصديق أن مردوخ المتقاعد سيكرس بقية حياته بالكامل لفن "دفع الأقراص".يُعد مردوخ الشخصية المعاصرة الوحيدة التي يمكن التحدث عنها بالتزامن مع الحديث عن بارونات الصحافة العظماء من العهود الزمنية السابقة: أمثال ألفريد هارمسورث، نابليون فليت ستريت، الذي أدخل صحافة "التابلويد"؛ ووليام راندولف هيرست، الذي أتقن فنون الإثارة والسلاسة والترويج للحرب؛ واللورد بيفربروك، الذي تنافس مع هيرست في حماسه لطمس الخط الفاصل بين نقل الأخبار وصناعتها."مردوخ" يتخلى عن خطط اندماج "فوكس" و"نيوز كورب"إذا كان هيرست قدّم للعالم شخصية "سيتيزن كين" في رواية "أورسون ويلز"، وشخصية اللورد كوبر من رواية "بيفربروك إيفلين و"، قدّم مردوخ شخصية "لوغان روي"، المتسلط ورمز الخلل الأُسري.كان بارونات الصحافة المعاصرون لمردوخ لاعبين محدودين مقارنة به، إما بسبب أنهم فشلوا في مجاراة النطاق العالمي الذي حققه أو لأنهم تدهورت بهم الأحوال. اقترب كونراد بلاك من طموحات مردوخ العالمية من خلال إمبراطورية امتدت من بريطانيا، حيث كان يمتلك صحيفتي "التلغراف" و"سبكتاتور"، لتصل إلى إسرائيل وكندا والولايات المتحدة، لكن انتهى به الأمر في السجن بتهمة الاحتيال عبر البريد وعرقلة العدالة (أصدر دونالد ترمب عفواً عنه لاحقاً). وانتحر روبرت ماكسويل بعد إفلاس شركاته ومداهمة صناديق التقاعد التي كان يملكها.أما الأخوان باركلي، اللذان يمتلكان أيضاً "التلغراف" و"سبكتاتور"، فلم تسعهم سوى بريطانيا، وأصبحت إمبراطوريتهما الآن في أيدي جهات مسؤولة عن إدارة ديونهما. من المؤكد أن آرثر غريغ سولزبيرجر يتمتع بسلطة هائلة باعتباره العضو السادس في عائلة أوكس-سولزبيرغر الذي يعمل كناشر لصحيفة "نيويورك تايمز"، ولكن مع كل التقدير لسولزبيرجر الابن، فهو ليس روبرت مردوخ.ربما كان الشخص الوحيد الذي اقترب من مردوخ هو أكسل سبرينغر، المالك اللامع لكل من "بيلد" (Bild) و"دي ويلت" (Die Welt) (ومع ذلك، في حين وُصف سبرينغر كثيراً بأنه النسخة الألمانية من مردوخ، "لا أحد يشير إلى مردوخ على أنه "الأسترالي أكسل سبرينغر".بقلم: Adrian Wooldridgeنيوز كورب
29.18 USD+0.48
نيوز كورب
29.18 USD+0.48
الرأسمالية والليبرالية الكلاسيكية في سبيلهما للانفصال
لم تساور مؤسسي الليبرالية الحديثة أية شكوك بشأن العلاقات الإيجابية بين الجانب الفلسفي لكل من الليبرالية والرأسمالية (أو "المجتمع التجاري" كما كانوا سيطلقون عليه). فقد كان آدم سميث يرى أن السعي من أجل الاكتفاء الذاتي يتمخض عنه "ثراء عام". وأشار ديفيد هيوم إلى أن التجار "يسعون إلى قوة النبلاء القديمة" وينتجون تعددية سياسية. أما فولتير، فقد وصف بورصة لندن بأنها معبد للتسامح والقيم العالمية.كان هؤلاء الفلاسفة محقين على نطاق واسع. فقد طغى تقدّم الليبرالية على تقدّم الرأسمالية -بدءاً من البندقية في العصور الوسطى، ثم فلورنسا في عصر النهضة، فالأراضي المنخفضة الهولندية، ثم بشكل مذهل في بريطانيا وأميركا. اللبنات الأساسية لكل من الرأسمالية والليبرالية متطابقة، فيهما تكمن الحقوق الفردية من خلال القانون والعُرف، وحرية الاختيار في كل من السياسة والسوق، وفصل السياسة عن الاقتصاد، والإرادة الحرة والنقاش. الليبرالية والرأسمالية تسودان في العديد من البلدان، ولم يُسجل أي بلد على أنه ليبرالي وغير رأسمالي.مع ذلك، من الأهمية بمكان هنا إضافة وصف جديد: مع أنه لا يمكن الحصول على ليبرالية من دون رأسمالية، فإنه بالتأكيد، يمكن الحصول على رأسمالية من دون ليبرالية. في عام 1930، تعاونت كل من الشركات الألمانية، وحتى أكثر من ذلك، الشركات الأجنبية متعددة الجنسيات مع النازيين، وكان المثال على ذلك أن "كوكا كولا" لم تكن الجهة الراعية لدورة الألعاب الأولمبية لعام 1936 فحسب، بل أنها قدمت نفسها كشركة ألمانية. منذ مطلع القرن الحالي، راجت الرأسمالية الاستبدادية. الصين رائدة في التوليف ما بين آليات السوق والقوة الشيوعية.حنين في شمال أوروبا لفرض ضرائب أعلى على الأثرياءبقلم: Adrian Wooldridgeجوجل (ألفابت)
180.78 USD+4.15
جوجل (ألفابت)
180.78 USD+4.15
لو لم تظهر النيوليبرالية.. لوجب علينا ابتكارها
تتحول "النيوليبرالية" (Neoliberalism) سريعاً إلى أيديولوجية لا تجرؤ على ذكر اسمها. قبل ثلاثين عاماً، تغنى أعضاء النخبة العالمية في انتشاء بمبادئ النيوليبرالية وترانيمها المقدسة؛ أي أفضلية السوق على الدولة، وتبني حرية حركة رأس المال والبضائع، وأن يصبح قطاع الأعمال قطاعاً للأعمال. اليوم، حتى صندوق النقد الدولي، كنيسة هذه العقيدة ومحرابها، يعلن أن زمنها قد ولى. وفي 27 أبريل، ألقى مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، خطاباً يمكن إدراجه تحت عنوان: "انتهى عصر النيوليبرالية، وانزاحت الغُمة".فهل كانت غُمة حقاً؟ هل كان العالم سيصبح عالماً أفضل إذا بقي الليبراليون الجدد في مراكزهم البحثية بدلاً من دخول أروقة السلطة؟ وهل سيصبح عالماً أفضل إذا قضينا على النيوليبرالية؟ الإجابة على كلا السؤالين هي بالقطع لا.بقلم: Adrian Wooldridgeمايكروسوفت كورب
437.08 USD+0.58
مايكروسوفت كورب
437.08 USD+0.58
"بريكست" وملحمة العجز السياسي.. وكيفية الخلاص
ثبُت أن الآثار المدمرة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"بريكست"، قد طالت الجميع بلا استثناء وبشكل عادل. فالاتفاقية لم تضر بالدولة فحسب عبر خفض معدل النمو وصرف الانتباه عن التهديدات المميتة، مثل السُّمنة، لكنها أضرت أيضاً بالحزب الذي حاك الخطة في الأساس.مع أننا لا نزال في شهر أبريل، يبدو من المؤكد أن كتاب تيم بيل الذي يحمل عنوان "حزب المحافظين بعد بريكست: الأزمة والتحوّل" (The Conservative Party After Brexit: Turmoil and Transformation) سيفوز بجائزة أكثر كتب العام إحباطاً. يرسم الكتاب صورة لحزب كان عظيماً في الماضي، لكنه وقع في قبضة الهوس بفكرة واحدة، حيث يسجل الكتاب الوقت المهدر ويعدد الفرص الضائعة. باختصار، إنه كتاب حافل بالأخبار السيئة.بيل، وهو أستاذ للعلوم السياسية بجامعة كوين ماري في لندن، وخبير أكاديمي بارز في شؤون حزب المحافظين، يذكّرنا في كتابه المكون من 350 صفحة، بسلسلة من الأحداث التي يفضّل الناس الطبيعيون نسيانها، ومنها مثلاً: سعال تيريزا ماي طيلة كلمتها في مؤتمر الحزب، فيما سقطت أحرف مختلفة من شعار "بناء دولة للجميع" خلفها؛ ووصف جريدة "ديلي ميل" للقضاة البريطانيين بأنهم "أعداء الشعب"؛ واختباء بوريس جونسون في ثلاجة خلال برنامج تليفزيوني صباحي لتجنّب الأسئلة الصعبة؛ ومطالبات مؤيدي "بريكست" بأن تدقّ ساعة "بيغ بن" في لحظة الانفصال عن الاتحاد الأوروبي مع نهاية 2019 وبداية 2020؛ ودومينيك كامينغز –كبير مساعدي جونسون- يخبر لجنة برلمانية بأن رئيسه كان "يتخبّط يمنة ويساراً"؛ فضلاً عن عودة كواسي كوارتنغ على وجه السرعة من اجتماع في واشنطن لتقيله صديقته العزيزة، رئيسة الوزراء ليز ترَس، من منصبه، في الوقت الذي كان يتدهور فيه الاقتصاد البريطاني.بقلم: Adrian Wooldridgeالجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأميركي
1.3015 USD-0.2382
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأميركي
1.3015 USD-0.2382