بلومبرغ
ارتفعت مبيعات السيارات في أوروبا 11% خلال يناير الماضي، في ظل تلبية شركات السيارات مثل "فولكس واجن" و"ستيلانتيس" الطلبيات المتراكمة، وتعافي الطلب على السيارات الكهربائية.
ارتفع عدد المركبات الجديدة المسجلة إلى 1.02 مليون وحدة في الشهر الماضي، وفق ما صرح به اتحاد مُصنعي السيارات في أوروبا اليوم الثلاثاء. ومثلت السيارات الكهربائية 11.9% من إجمالي التسليمات، مرتفعة من نسبة 10.3% في الفترة نفسها من العام الماضي، فيما تسعى شركات السيارات إلى إعادة تحفيز عمليات الشراء وسط حرب الأسعار الطاحنة.
تباطؤ الاقتصاد يتحدى شركات السيارات
تواصل شركات السيارات الاستفادة من سجلات الطلبيات الكبيرة، لكن عودة المبيعات إلى مستويات ما قبل الجائحة تواجه مزيداً من التحديات هذا العام، إذ تعاني اقتصادات ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا تباطؤاً، وهي أكبر 3 أسواق للسيارات في المنطقة على التوالي، ما يفاقم مخاوف المستهلكين في ظل معاناتهم من تكاليف الاقتراض المرتفعة.
اقرأ أيضاً: هل فقدت "تويوتا" أكبر شركة سيارات في العالم الرؤية الواضحة؟
كتب المحللان لدى "بلومبرغ إنتليجنس"، مايكل دين وجيليان دافيز في مذكرة: "إن انعكاس مسار الاتجاه الذي يتجاوز فيه الطلب العرض -وهو التوجه المستمر منذ النصف الثاني من 2020، والذي يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وهامش الربح- يمثل خطراً كبيراً على الصناعة العام الجاري، في ظل عودة إنتاج المركبات إلى المعدلات الطبيعية وانخفاض الطلبيات".
قد يعاني اقتصاد ألمانيا من انكماش ضئيل خلال الربع الأول من هذا العام، بحسب تصريحات رئيس البنك المركزي الألماني (بوندز بنك) يواكيم ناغل. فيما خفضت فرنسا توقعات الاقتصاد في الأحد الماضي، وتتوقع نمواً بنسبة 1% فقط خلال العام الجاري. كما دخلت المملكة المتحدة في حالة ركود خلال النصف الثاني من العام الماضي.
مخاوف حول نمو المبيعات
إن أي تباطؤ اقتصادي سيفاقم المخاوف من تراجع النمو في مبيعات السيارات الكهربائية. فرغم أن تسليمات السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات قفزت 29% في يناير الماضي، إلا أن حصتها السوقية كانت عند أدنى مستوياتها في عام.
اقرأ أيضاً: "بي واي دي" تخطط لإعادة شراء أسهم وزيادة إنتاج السيارات الفاخرة
ويرى دين وجيليان أن الحصة السوقية للسيارات الكهربائية قد تنخفض نتيجة فتور المستهلكين. وتوقعا زيادة طفيفة في النسبة التي تمثلها السيارات الكهربائية من إجمالي المبيعات لتصل إلى 16%.
كما أن فتور الحماس تجاه التحول إلى السيارات الكهربائية يفاقم الضغط على شركات السيارات لإعادة تقييم استراتيجياتها، فيما تواصل التزامها بالقوانين متزايدة الصرامة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
تبعات حرب الأسعار
تقدم حكومات، مثل ألمانيا، حوافزَ، ما يؤثر على الطلب. ورغم أن حرب الأسعار التي تشنها "تسلا" تجعل السيارات أقل تكلفة، إلا أن تبعاتها تنتشر في أرجاء القطاع، حيث بدد تدهور أسعار السيارات الكهربائية المستعملة اهتمام المشترين بالتحول إلى شراء المركبات الجديدة.
ويعمل عدد من المصنعين على تأجيل مواعيد طرح طرازات جديدة، فيما تقلص شركات تأجير السيارات المشتريات لأسطولها. كما وتجري "رينو" (Renault SA) محادثات مع شركات سيارات أخرى لخفض تكلفة إنتاج المركبات الكهربائية الجديدة عبر إبرام شراكات، رغم أن الشركة تعول على طرح منتج كبير خلال العام الجاري.