تعدُّ أسهم "غيم ستوب" ظاهرة في السوق؛ و يبدو أنَّ تقلُّباتها الشديدة منفصلة عن الواقع، لكن، بالنسبة للمؤمنين بها، فإنَّ بائع التجزئة لألعاب الفيديو المتعثِّر يمثِّل لعبة تحول، يقودها النجاح الذي حققه ريان كوهين في مجال التجارة الإلكترونية. كيف إذن يجب تفسير النتائج الفصلية الأخيرة لشركة "غيم ستوب كورب"؟.
قامت الشركة في وقت متأخر من يوم الثلاثاء بإصدار الأرباح لربع السنة الذي تخلل فترة العطلات، وكشفت عن مبيعات أقل بقليل من التوقُّعات عند 2.12 مليار دولار، مقارنة بتقديرات 2.24 مليار دولار. مستشهدة بحالة عدم اليقين بسبب الوباء، وقالت "غيم ستوب" أيضاً، إنَّها لن تقدِّم إرشادات للعام بأكمله - على الرغم من أنَّها ذكرت أنَّ شهر فبراير مثل ما وصفته بـ"البداية القوية"، فقد ارتفعت مبيعات مماثلة 23% عن العام السابق. و كان ردُّ فعل السوق هو بيع الأصول بسعر منخفض في مرحلة ما بعد السوق.
قياديون جدد
وكما كتبت الأسبوع الماضي، فإنَّ الحقيقة هي أنَّ النتائج المالية لشركة "غيم ستوب" تبدو متأخرة، وغير مهمة كثيراً. فإنَّ قيمة "غيم ستوب" تعتمد الآن على قدرة كوهين على تنفيذ خطته لتحويل بائع التجزئة هذا إلى رائد في التجارة الإلكترونية لفئات الألعاب والإلكترونيات الاستهلاكية، على غرار ما فعله مع شركة "تشيوي" (Chewy Inc) لمتاجر الحيوانات الأليفة عبر الإنترنت، التي شارك في تأسيسها وقادها كرئيس تنفيذي. أما الخبر السار للمؤمنين، فيتعلَّق بتحوُّل كوهين الذي يبدو على المسار الصحيح، كما يتعلَّق الكثير من هذا بالمواهب التي طالما تمكِّن كوهين من جذبها.
فجميع الموظفين الجدد الذين تمَّ تعيينهم في "غيم ستوب" لديهم سير ذاتية جيدة، وهذا ما يحتاجه "غيم ستوب" لتنفيذ رؤيته. و في يوم الثلاثاء، أعلنت الشركة عن ثلاثة تعيينات جديدة: جينا أوينز، مديرة تنفيذية رئيسية تشرف على التوزيع والتسليم في "أمازون"، في منصب رئيسة تشغيل الشركة؛ وندى باسيفيكو، المديرة التنفيذية السابقة لشركة "تشيوي"، تمَّ تعيينها كنائب أوَّل لرئيس التجارة الإلكترونية؛ وكين سوزوكي، نائب رئيس "زوليلي" (Zulily)، تمَّ تعيينه في منصب النائب الأول لأنظمة سلاسل التوريد. و جاء هؤلاء المعيَّنون الجدد بعد تعيين ثلاثة موظفين رئيسيين آخرين الشهر الماضي، ممن لديهم خبرة مماثلة في التجارة الإلكترونية.
قصة تحول
وهناك إشارات إيجابية أخرى، إذ يبدو أنَّ كوهين يشارك بشكل وثيق في اكتشاف كيفية تحسين عمليات "غيم ستوب". ففي يوم الثلاثاء، ذكرت وكالة "رويترز" أنَّ كوهين كان يتواصل مع العملاء، ويطلب منهم إبداء الرأي، ويدعو أيضاً إلى إصلاح الموقع الإلكتروني.
وعلاوة على ذلك، تعمل "غيم ستوب" على زيادة خيارات منتجاتها في فئات جديدة وجذَّابة. لقد أوصيت خلال الشهر الماضي أنَّه يجب على "غيم ستوب" أن تتنافس بقوة أكبر في مجال أجهزة ألعاب الكمبيوتر - تحديداً في بيع أحدث البطاقات الغرافيكية للكمبيوتر، تلك عالية السعر من "شركة إنفيديا" (Nvidia Corp). ويبدو أنَّهم يفعلون ذلك تماماً. ففي وقت سابق يوم الثلاثاء، لاحظ بعض اللاعبين على وسائل التواصل الاجتماعي أنَّ "غيم ستوب" لديها قوائم منتجات للعديد من أحدث بطاقات "شركة إنفيديا".
وقد يستمر سهم "غيم ستوب" في الصعود والهبوط، ولكنَّ قصة تحوُّل أعمال الشركة قد بدأت للتو. إذ سيتطلَّب الأمر الصبر والوقت، ولكن يبدو أنَّ كوهين يبحث عن الأشخاص المناسبين، ويشترك بشكل أكبر في الأعمال التجارية، وهذا يبشر بالخير.