الشرق
تخطط "سويفل هولدينغز"، الشركة المصرية المتخصصة بخدمات النقل الجماعي التشاركي، للعودة إلى حجم أعمالها (شركات يونيكورن) الذي كانت عليه في 2022 خلال العامين المقبلين، بحسب المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشركة مصطفى قنديل في مقابلة مع "الشرق"، وذلك من خلال التركيز والتوسع في الأسواق المتقدمة سريعة النمو، ذات القيمة الشرائية المرتفعة، إلى جانب مصر.
وشركات "اليونيكورن"، هي شركات ناشئة تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار. تمت صياغة المصطلح لأول مرة في عام 2013 من قبل المستثمرة المغامرة أيلين لي.
وأضاف قنديل في الحوار الذي جرى في مكتبه جنوب مدينة القاهرة على الضفة الشرقية من نهر النيل، أن الشركة المدرجة ببورصة "ناسداك" الأميركية، وتعمل حالياً بأسواق مصر، والسعودية، والإمارات، غيرت استراتيجيتها بشكل كامل للتركيز على الأسواق المتقدمة بدلاً من الأسواق النامية، موضحاً أن مصر ستكون الدولة النامية الوحيدة" التي ستتوسع الشركة فيها.
قنديل أشار إلى أن الشركة ستتوسع قريباً في كل دول الخليج، على أن نتوسع نهاية هذا العام أو مطلع 2025، "إلى ما بين 3 و5 أسواق بأوروبا وأميركا الشمالية".
تأسست "سويفل"، التي تتخذ من القاهرة مقراً لعملياتها، ومن دبي مقراً إدارياً ومالياً، في أبريل 2017، وهي توفر خدمة النقل الجماعي بالحافلات الصغيرة، إذ يمكن للركاب الحجز وسداد الأجرة عبر تطبيق الشركة على الهاتف المحمول. ونجحت الشركة منذ تأسيسها في جمع نحو 640 مليون دولار عبر جولات تمويل.
بلغت القيمة السوقية لـ"سويفل" نحو 1.5 مليار دولار في العام 2021، ثم انهارت لتصل إلى 6 ملايين دولار فقط في مارس 2023، إلا أن قيمتها ارتفعت مجدداً لنحو 190 مليون دولار حالياً، ليصل سعر سهمها إلى 13.7 دولار.
تضاعف حجم الشركة في السعودية
قنديل (31 سنة) أضاف لـ"الشرق"، أن حجم شركته بالسعودية تضاعف ثلاث مرات خلال العام الماضي رغم أن الشركة كانت تركز على الربحية وليس على النمو، متوقعاً أن يتضاعف النمو خلال العام الجاري بين مرتين إلى 3 مرات.
ولفت إلى أن "سويفل" تحاول العمل مع كافة الأطراف في السعودية ومن بينها الحكومة، لرؤية كيف يمكن أن تكون جزءاً من "رؤية السعودية 2030"، وكيف يمكن أن تساعد في تحقيق هذه الرؤية التي يعتبر قطاع النقل أساسياً فيها، وكيفية تفعيل الجيل الثاني من شبكة النقل الموجودة، من خلال تشغيلها بشكل فعال عبر الذكاء الاصطناعي.
كانت "سويفل" تعمل خلال 2022 في نحو 150 مدينة موزعة على 20 دولة حول العالم، إلا أن جائحة كورونا وما تلا ذلك من توترات عالمية، دفعها لتقليص أعمالها، وأجبرها على التحول إلى الربحية مبكراً، والخروج من عدة أسواق.
وأوضح أن الشركة كان لديها وجود في نحو 13 سوقاً من دون مكاتب، إذ تعمل من خلال استحواذات قامت بها، على منح التكنولوجيا لشركات أو حكومات في هذه الأسواق، مشيراً إلى أن المصروفات الخاصة بهذه الاستحواذات كانت مرتفعة جداً لأنها في بلاد مثل ألمانيا وأوروبا عموماً. ومع التوجه نحو الربحية، "اضطررنا لوقف هذا النوع من الأعمال".
كما تخارجت الشركة من دول أخرى لم يكن هناك فيها تأثير إيجابي، مثل تركيا والأرجنتين وكينيا وباكستان، مشيراً إلى "إقفال المكاتب هناك في الوقت الحالي، مع التركيز على الأسواق المتقدمة التي لديها عملات مستقرة".
يستخدم تطبيق "سويفل" الخاص موقع الراكب والجهة المقصودة لتحديد أقل وقت ممكن للرحلة، استناداً إلى أقرب محطة للحافلات الصغيرة التي تتحرك وفق مسارات محددة.
خانة العشرات
بعد سنوات من الخسائر، وتقليص النفقات والعمالة، والخروج من العديد من الأسواق، نجحت "سويفل" في 2023 بالتحول للربحية لأول مرة بتاريخها، من خلال تحقيق صافي ربح 4.3 مليون دولار، مقابل صافي خسارة 123.6 مليون دولار في عام 2022.
وأضاف أن اضطرار الشركة إلى التحول للربحية قبل 3 سنوات من الموعد الذي كان مخططاً، دفعها إلى التخارج من عدد من الشركات التي كانت استحوذت عليها في وقت سابق مقابل أسهم. وأوضح أن كل الشركات التي استحوذت عليها كانت مقابل 15% من "سويفل"، وتم بيعها مقابل أقل من 15 مليون دولار.
تركز الشركة هذا العام على زيادة حجمها وعدد عمالها ومنتجاتها من جديد، لتستهدف التوسع في 2025 في الأسواق الأوروبية والأميركية، والوصول بالأرباح "إلى خانة العشرات"، وفق قنديل الذي أكد أنها ستعيد "استغلال الأرباح في التوسعات، ولا ننوي توزيع أرباح على المساهمين في الوقت الراهن"، متابعاً: "قد نلجأ لزيادة رأس المال حال احتياجنا لتمويل التوسعات المستقبلية".
تبلغ حصة قنديل، مؤسس الشركة، 25% من الأسهم، في حين تملك الإدارة التنفيذية نحو 7%، و"بيكو كابيتال" أقل من 10%، بينما تتوزع الأسهم الباقية على العديد من صناديق الاستثمار والمستثمرين العالميين والعرب.
زيادة عدد الموظفين
أفصح الرئيس التنفيذي لشركة "سويفل" أن شركته بدأت رحلة زيادة عدد الموظفين من جديد، "على ألا يزيد العدد عن 1000 موظف خلال الفترة المقبلة، ارتفاعاً من نحو 500 موظف حالياً".
وفضل قنديل عدم الغوص في تفاصيل عدد الموظفين الذين سُرحوا خلال الفترة الماضية على مرحلتين، مكتفياً بالقول إن العدد كان "كبيراً، وتخطى 40% من إجمالي عدد الموظفين قبل نحو عامين".
في مايو 2022، قالت" سويفل" إنها ستخفض قوتها العاملة بنسبة 32% لمساعدة تدفقها النقدي على أن يصبح إيجابياً. وفي 25 نوفمبر 2022، أعلنت الشركة عن خطط لخفض أكثر من نصف القوى العاملة، وبيع أو وقف أو تقليص بعض العمليات في "البلدان الأصغر"، للتركيز بشكل أساسي على مصر.
قنديل قال لـ"الشرق" إن عدد الحافلات التي تسيّر رحلات شركته في أسواقها الرئيسية يبلغ نحو 3000 حافلة في الوقت الراهن، متوقعاً الوصول "إلى ضعف هذا الرقم خلال عامين"، مع زيادة حجم العمليات والأسواق.
السوق المصرية
أما في ما يتعلق بمصر، فأشار قنديل إلى أن حجم عمليات الشركة هناك أقل قليلاً من مليار جنيه حالياً.
توقع قنديل أن تتجاوز الشركة هذا الرقم خلال العام الجاري، إذ "نركز جميع مصروفاتنا في مصر للاستفادة من تعويم العملة"، في الوقت ذاته "الحصول على دخل أكبر من الخليج وأوروبا وأميركا خلال الفترة المقبلة".
انخفض الجنيه المصري مقابل الدولار بنحو 50% منذ أقر البنك المركزي المصري، مطلع مارس الماضي، تعويم سعر الصرف لأول مرة منذ أكثر من 14 شهراً، ليسجل 47.9 جنيه للدولار، بحسب بيانات البنك المركزي المصري.