بلومبرغ
أصبحت شركات التكنولوجيا والشركات الناشئة في أفريقيا محطة جذب كبيرة لا يمكن للمستثمرين الدوليين تجاهلها، وفقاً لشريكة في صندوق يركز على الاستثمارات بالقارة.
قالت ليكسي نوفيتسك، الشريكة العامة في "نورسكن 22" (Norrsken22)، وهو صندوق استثمار يركز على أفريقيا تبلغ قيمته 205 ملايين دولار، لـ"بلومبرغ": "نلاحظ تطلع بعض المستثمرين، خاصة خلال الربع الأول، إلى استثمار مبالغ كبيرة في الشركات الأفريقية". مُضيفةً: "مرجع ذلك أنهم يلاحظون أرقاماً جيدة في الكثير من هذه الشركات مقارنةً بتلك التي يرونها في أسواقهم".
يُرجح أن توفر هذه الاستثمارات قدراً من الطمأنينة لشركات التكنولوجيا والشركات الناشئة الأفريقية بعد تراجع تدفقات رأس المال الاستثماري العام الماضي. حيث تراجعت بنسبة 31% في عام 2023 لتصل إلى 4.5 مليارات دولار عن العام السابق بعد أن انسحب المستثمرون من الاقتصادات الأفريقية التي تعاني من ارتفاع معدلات التضخم وضعف العملات المحلية، وفقاً لتقرير حديث صدر عن جمعية رأس المال الخاص الأفريقية التي يقع مقرها في لندن.
قالت نوفيتسك: "بناء الشركات لمثل هذه المنصات الجيدة تثير حماس المستثمرين الدوليين"، متوقعة تجاوز الاستثمارات مستويات ما قبل عام 2020، لكنها ستكون أقل من مثيلتها في عامي 2021 و2022 عندما أدى الحماس في أعقاب الجائحة إلى الكثير من الاستثمارات المتسرعة.
عودة المستثمرين إلى أفريقيا
أضافت نوفيتسك: "أعتقد أن الوضع سيكون أكثر قوة"، متوقعة أن يبدأ المستثمرون في العودة والاستثمار بمزيد من العناية.
أوضحت: "نأمل أن يتركز مزيد من الاستثمارات في المجالات التي يشاركون فيها بشكل أكبر في عمليات الشركات وتحظى بتقييم أكثر منطقية".
أشارت إلى أن "نورسكن 22" استثمرت في ست شركات حتى الآن، بما في ذلك البنك الافتراضي "تايم غروب" (Tyme Group) في جنوب أفريقيا، ولديها ثلاثة استثمارات أخرى قيد الإعداد. كما قالت إنها تخطط لزيادة هذا العدد إلى 20 شركة بحلول نهاية عام 2025.
يُعتبر الصندوق، الذي تم إنشاؤه في عام 2022، مبادرة مشتركة بين هانس أوترلينغ، الشريك في "نورث زون فينتشرز" (Northzone Ventures)، ومؤسسة "نورسكن" التابعة لنيكلاس أدالبيرث. كما يهدف إلى دعم الشركات التي تقدم حلول التكنولوجيا المرنة، بما في ذلك البرامج والمنصات المستندة إلى الويب والذكاء الاصطناعي. من بين الداعمين 30 مؤسساً لما يُسمى بشركات "يونيكورن"، أي الشركات التي بلغ تقييمها قبل تلقي استثمار جديد مليار دولار على الأقل.
لدى الصندوق أيضاً استثمارات في جنوب أفريقيا ونيجيريا وكينيا ومصر.
قالت نوفيتسك: "نركز بشكل أكبر على المدفوعات الرقمية والبنوك الافتراضية في سوق الدول الفرنكفونية في غرب أفريقيا". واختتمت: "حتى الآن كان النمو منخفضاً وبطيئاً جداً، لكننا نتوقع أن التحول التنظيمي الجاري الآن، سيسرع وتيرة التبني الرقمي خلال السنوات الخمس المقبلة".