بلومبرغ
استخدمت روسيا طائرات بدون طيار أحادية الاستخدام لمهاجمة وسط كييف في 17 أكتوبر الجاري رداً على النكسات العسكرية التي تعرضت لها في أجزاء أخرى من أوكرانيا. وفقاً للولايات المتحدة وأوكرانيا فإن إيران هي من أمد روسيا بهذه الطائرات بدون طيار.
1) ما أنواع الطائرات بدون طيار المستخدمة في الحرب؟
يُطلق عليها اسم "شهيد -136"، كما تسمى أحياناً "كاميكازي" لأنها غير مصممة للنجاة من مهمتها. لكنها في الحقيقة صواريخ موجهة أكثر من كونها مجرد طائرات، وجميع الصواريخ تكون انتحارية تتحطم على الهدف. نظراً لأن طائرات شهيد -136 مزودة بأجنحة اجتياحية ومحركات دوارة، لذا يمكنها أن تطير لساعات قبل أن تقبض على الهدف وتضربه. في حين أن طائرات "شهيد" جديدة في الحرب على أوكرانيا، إلا أنها تأتي من عائلة من المقذوفات البطيئة التي تحلق على ارتفاع منخفض والتي كانت موجودة منذ الثمانينيات، وتم ترقيتها في المقام الأول من خلال تضمين أنظمة "جي بي إس" التجارية المتاحة على موقع "علي بابا". ويعني اسمها "شهيد" بالفارسية.
2) هل هذا هو أول استخدام للطائرات بدون طيار الإيرانية في أوكرانيا؟
لا، بحسب الولايات المتحدة، حيث تسلمت روسيا 1000 طائرة بدون طيار من إيران نهاية شهر أغسطس الماضي. وفي الشهر التالي، بدأ الروس في استخدامها لمهاجمة مدينة أوديسا الساحلية الجنوبية.
اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات على إيران بسبب صادرات الأسلحة لروسيا
قبل أشهر من ذلك، كان الأوكرانيون يهاجمون القوات الروسية بطائرة "سويتش بليد 300" الأصغر حجماً، وهي طائرات بدون طيار محمولة للاستخدام مرة واحدة من صنع شركة "إيروفيرومنت" (AeroVironment) ومقرها فرجينيا، كما استخدمت القوات الأوكرانية طائرة بدون طيار تركية مسلحة قابلة لإعادة الاستخدام، وكذلك طائرات بدون طيار متاحة تجارياً تطلق المتفجرات دون تخطيط مسبق على الهدف.
3) ما دور إيران في الحرب؟
تقول إيران إنها ليست طرفاً في الحرب الروسية في أوكرانيا وتنفي تصدير أي أسلحة لاستخدامها هناك. من جانبها لم تشتر أوكرانيا هذه الطائرات بدون طيار، وطردت سفير إيران من البلاد. عُثر على بقايا طائرات بدون طيار - التي أعيدت تسميتها إلى "غيران-2" (2 Geran) أو "غيرمنيوم -2" (Germanium-2) من قبل روسيا بعد إسقاطها.
4) ما ميزة استخدام طائرات بدون طيار "شهيد"؟
في الوقت الذي تستنزف فيه روسيا مخزونها من الصواريخ الموجهة بدقة وتكافح من أجل شراء أو صنع بدائل أثناء خضوعها إلى العقوبات، تقدم الطائرات الإيرانية بدون طيار بديلاً دقيقاً متوسط المدى. قد تكون عدة طائرات بدون طيار ضرورية لتحقيق ضربة تعادل صاروخ كروز، ولكن لأنها غير مكلفة يمكن شراؤها بثمن بخس وإطلاقها فيما يسمى بالأسراب. ورغم أنها تتحرك ببطء نسبياً، إلا أنها تطير على ارتفاع منخفض وقد يكون من الصعب على بعض أنظمة الدفاع الجوي تحديد موقعها وإسقاطها، خاصة عند استخدامها بأعداد كبيرة. صواريخ الدفاع الجوي المستخدمة في كثير من الأحيان لإسقاطها تكلف أكثر بكثير. يمكن تركيب أنظمة إطلاق الطائرات بدون طيار على شاحنات، وبالتالي فهي قابلة للحمل نسبياً ويصعب تدميرها على الأرض.
5) كيف يستغل الروس هذه الطائرات بدون طيار؟
عندما تُنشر لضرب مدن مثل كييف وأوديسا، يكون لطائرات "شهيد" تأثير نفسي على السكان، حيث تنشر الخوف وتعطل النشاط اليومي. كما تم استخدامها في المقدمة، حيث نشر بعض المدونين العسكريين الروس صوراً لناقلات جند مدرعة وقطع مدفعية أوكرانية قالوا إنها دمرتها عائلة طائرات بدون طيار "شهيد"، وهو السيناريو الذي أيدته صحيفة وول ستريت جورنال.
طالع أيضاً: إنفوغراف.. أكبر 10 دول استيراداً للأسلحة
على مواقع الإنترنت الموالية لروسيا، كانت هناك تكهنات بأن الطائرات بدون طيار يمكن أن تستخدم في أسراب لتدمير بطاريات المدفعية الأوكرانية المضادة للطائرات، مما يمنح روسيا التفوق الجوي الذي افتقدته طوال الحرب. لكن هذه الآمال لم تتحقق حتى الآن.
6) ما الدفاع المتاح ضد الطائرات بدون طيار؟
يمكن إسقاطها باستخدام مدافع قديمة مضادة للطائرات، فضلاً عن دفاعات صاروخية أكثر تطوراً، كما أسقط الأوكرانيون بعضها.
تكمن الصعوبة في أوكرانيا التي يزيد حجمها عن فرنسا في تحديد مكان تمركز الدفاعات الجوية التي تملك كييف مخزوناً محدوداً منها. كما تستطيع "شهيد" أن تطير مئات الكيلومترات (تزعم إيران أن لهذه الطائرة بدون طيار مدى يزيد عن 2000 كيلومتر، أو ما يعادل 1243 ميلاً، لكن هذا على الأرجح مبالغة).
اقرأ أيضاً: سباق الأسلحة النووية يشتعل مجدداً بعد عقود من الهدوء
أعرب المسؤولون الأوكرانيون عن اهتمامهم بشراء أنظمة دفاع جوي من إسرائيل، التي أسقطت كافة الطائرات بدون طيار الإيرانية الأكثر تطوراً تقريباً. لكن إمداد إسرائيل لأوكرانيا بمثل هذه الأسلحة يهدد بقلب العلاقات مع موسكو. فروسيا، التي ما تزال تحتفظ بوجود عسكري في سوريا، تغض الطرف عن الهجمات الإسرائيلية هناك، حيث تستهدف تلك الضربات إمدادات الأسلحة الإيرانية لمليشيات حزب الله اللبناني المناهض لإسرائيل.