لماذا يُفضّل مصرفيو دبي شركات التكنولوجيا الناشئة على بنوك الاستثمار؟

time reading iconدقائق القراءة - 4
مركز دبي المالي العالمي - المصدر: بلومبرغ
مركز دبي المالي العالمي - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

رويترز

يترك عدد كبير من المصرفيين في دبي وظائفهم، متجهين إلى الشركات الناشئة وسط بريق السيولة وخيارات ومنح الأسهم، في وقتٍ تقل فيه قيمة أتعابهم على الصفقات بمنطقة الخليج عمّا هي عليه في أسواقٍ أخرى، بحسب تقرير لوكالة "رويترز".

من هؤلاء المصرفي الاستثماري المخضرم عمر أبو عناب، الذي ترك وحدة الشرق الأوسط في "غاغنهايم بارتنرز" (Guggenheim Partners) في ديسمبر لإنشاء "كيبر"، وهي شركة ناشئة في دبي متخصصة في تكنولوجيا العقارات، والتي تصف نفسها بأنها مقدم خدمات مصرفية خاص للمستثمرين في قطاع العقارات.

صناعة مزدهرة

يُفيد تقرير صادر عن "KPMG" بأن شركات "التكنولوجيا العقارية" تمثل صناعة عالمية آخذة في الازدهار، إذ حصلت على استثمارات عالمية في العام السابق لجائحة كورونا بقيمة 2.6 مليار دولار، ارتفاعاً من مليار دولار في 2016.

اقرأ أيضاً: أُطلق في دبي.. تطبيق الدردشة "Oh! Message" يسعى لتمويل بـ5 ملايين دولار

اقرأ أيضاً: شركة تكنولوجيا ناشئة تحصل على أكبر تمويل في تاريخ العراق

أبو عناب ليس وحده، فقد انتقل المصرفي السابق لدى "موليس آند كو" (Molis&Co) يوسف سالم إلى شركة "سويفل" الناشئة العاملة بمجال النقل ومقرها دبي، والتي أعلنت في يوليو الاندماج مع "كوينز غامبيت" الأمريكية (Queen's Gambit)، وهي شركة استحواذ ذات أغراض خاصة. وقدّرت الصفقة "سويفل" بحوالي 1.5 مليار دولار.

كما انضم أميت أغاروال، الذي كان يعمل في "غولدمان ساكس"، إلى شركة "تراكر" (Trukker) المتخصصة بتكنولوجيا الخدمات اللوجستية والنقل بالشاحنات في الشرق الأوسط، كمدير مالي للمجموعة.

يقول أبو عناب: "في الماضي، كان الناس يقبلون على العمل في الخدمات المصرفية الاستثمارية لأنها كانت واحدة من الوظائف الأعلى أجراً. هم الآن يحاولون بناء شركات ناشئة تصل قيمتها إلى مليار دولار". أو ما يُعرف بـ"يونيكورن".

رسوم ضئيلة

يزداد الاهتمام بقطاع التكنولوجيا في دبي بسبب قصص نجاح فيه. فبعد استحواذ "أمازون" على خدمة البيع بالتجزئة عبر الإنترنت في الشرق الأوسط "سوق دوت كوم" في 2017 مقابل 580 مليون دولار، شهد القطاع المزيد من الصفقات، منها استحواذ "أوبر" على شركة "كريم" لخدمات طلب سيارات الأجرة في 2019 بقيمة 3.1 مليار دولار.

لكن بالنسبة للمصرفيين، قد تكون أتعابهم في مثل هذه الصفقات ضئيلة مقارنةً بتلك التي تتيحها مجالات أخرى.

فقد أعلنت الشركة العربية لخدمات الإنترنت والاتصالات، وهي الوحدة التكنولوجية لشركة الاتصالات السعودية "stc"، أنها ستدفع رسوماً بقيمة 12 مليون دولار لطرحها العام الأولي، وذلك وفق نشرة الإصدار في سبتمبر.

اقرأ أيضاً: تمويلات قياسية للشركات الناشئة في 2021 تصل إلى 621 مليار دولار

تعادل هذه الرسوم، التي تتشارك فيها البنوك وشركات المحاماة والتدقيق، حوالي 1.3% من قيمة الصفقة، مُقارنةً مع 5% في الولايات المتحدة أو أوروبا.

بينما دفعت أرامكو السعودية، التي جمع طرحه أسهمها رقماً قياسياً بلغ 25.6 مليار دولار في 2019، للبنوك الكبرى في الصفقة ما بين 3 و4 ملايين ملايين دولار لكل منها.

لم تشهد دبي طرحاً عاماً أولياً كبيراً منذ 2017، عندما فصلت "إعمار العقارية" وحدتها "إعمار للتطوير" وأدرجتها في البورصة المحلية.

كل ذلك يدفع أشخاصاً مثل رئيس "كيبر" أبو عناب (44 عاماً) للبحث عن متنفس آخر لطموحاتهم. وهو يخطط لتوسيع أنشطة الشركة لاحقاً إلى مدن عالمية مثل لندن. ويقول: "لا يتلقى المستثمرون العقاريون خدمة جيدة في هذه المنطقة. أردت الارتقاء بهذه التجربة بناء على خلفيتي المالية لمالكي العقارات لمساعدتهم على اتخاذ قرارات استثمارية أفضل باستخدام التحليلات والبيانات الآنية".

تصنيفات

قصص قد تهمك