الملكة إليزابيث الثانية
بريطانيا بحاجة إلى ملك حتى لو كان تشارلز الثالث
حرص الملايين في جميع أنحاء العالم صباح أمس السبت على تشغيل شاشاتهم لمتابعة ملك إنجلترا وزوجته العجوزين، تحملهما عربة مُجلجلة متجهين إلى كنيسة "ويستمنستر آبي"، حيث جرت مراسم تتويجهما بشكل أكبر بكثير مما تبرره المكانة العصرية لبلدهما. فالعائلة المالكة تشكّل ركيزة متأصلة لا يزال لها بريقها اللامع في بريطانيا، شأنها شأن المسلسل المذهل الذي يمس جوانب الحياة الاجتماعية في البلاد.قد يرجّح قول ساخر أن يؤدي غياب ميغان، دوقة ساسكس، عن حفل التتويج، إلى تقليل عدد مشاهدي التلفاز قليلاً. لو كانت ميغان حضرت، لتوافد بعض الناس ليراقبوا ما إذا كانت زوجة الأمير هاري الأميركية ستقدم سريعاً على إحداث خلاف، أو ما إذا كان أحد أفراد العائلة المالكة قد يريد الانتقام بسبب كل الحزن الذي سببته لهم اعتداءاتها اللفظية.كما جرت العادة، فإن الابن الأصغر للملك تشارلز الثالث، "الاحتياطي" كما يطلق على نفسه في عنوان سيرته الذاتية الأكثر مبيعاً، سيحضر الحفل، ولكن بعد ذلك يسارع إلى منزله الجديد في كاليفورنيا، حيث يشعر هو وميغان بأنهما أكثر قيمة فيه مما هما عليه في بريطانيا. قبل أن يسافر، سيُكرم الجمهور في جميع أنحاء العالم بشكل مذهل، كما هي الحال بالنسبة إلى البريطانيين البارعين بشكل أفضل من أي أحد، من خلال عروض الحرس الملكي وسلاح الفرسان المُجلجل والأثواب والجواهر والمواكب والفرق، وهي المظاهر التي تثير أكثر المشاعر المؤيدة للنظام الجمهوري.حتى بعض هؤلاء البريطانيين الذين يشعرون بالحرج من كل الضجة حول تحول أمير ويلز العجوز فظ الطباع وحبيبته لفترة طويلة إلى كونهما الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا قد يسترقون النظر لمتابعة الاحتفال. وسط الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تعيشها الأمة، فقد كان هذا أمراً رائعاً أن نرى عرضاً احتفالياً يبعث في قلوبنا الفرح، حتى لو لم نشترِ الهدايا التذكارية المبتذلة.بعد عقود من التغطيات الإعلامية المفصلة لتشارلز غريب الأطوار، وخاصةً فيما يتعلق بزواجه السابق من الأميرة ديانا والذي انتهى بكارثة، هناك اليوم موجة من التوق بين العامة لتحقيق النجاح في عهده. فنحن نتطلع إلى السرور معه. وبشكل غير متوقع، يبدو أنه يعرض على الأقل إمكانية اتباع خطى والدته واعتباره حصناً للاستقرار في بلد يعاني من أزمة ثقة منذ أمد طويل.لحظة تاريخية.. لماذا يُعتبر تتويج تشارلز نقطة تحول جوهرية لبريطانيا؟
بقلم: Max Hastingsرحيل ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية عن 96 عاماً
أبرز تحوّلات اقتصاد بريطانيا منذ تنصيب الملكة إليزابيث الثانية قبل 70 عاماً
مساوئ "بريكست" تتربص باقتصاد المملكة المتحدة
لحظة تاريخية.. لماذا يُعتبر تتويج تشارلز نقطة تحول جوهرية لبريطانيا؟
رحيل ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية عن 96 عاماً
أبرز تحوّلات اقتصاد بريطانيا منذ تنصيب الملكة إليزابيث الثانية قبل 70 عاماً
مساوئ "بريكست" تتربص باقتصاد المملكة المتحدة
لحظة تاريخية.. لماذا يُعتبر تتويج تشارلز نقطة تحول جوهرية لبريطانيا؟
رحيل ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية عن 96 عاماً
أبرز تحوّلات اقتصاد بريطانيا منذ تنصيب الملكة إليزابيث الثانية قبل 70 عاماً
مساوئ "بريكست" تتربص باقتصاد المملكة المتحدة
لحظة تاريخية.. لماذا يُعتبر تتويج تشارلز نقطة تحول جوهرية لبريطانيا؟
رحيل ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية عن 96 عاماً
أبرز تحوّلات اقتصاد بريطانيا منذ تنصيب الملكة إليزابيث الثانية قبل 70 عاماً
مساوئ "بريكست" تتربص باقتصاد المملكة المتحدة
لحظة تاريخية.. لماذا يُعتبر تتويج تشارلز نقطة تحول جوهرية لبريطانيا؟
بريطانيا.. العلامة التجارية المَلَكية ووعاء "المارمايت"
قد يبدو للبعض أن تقييم الملكية البريطانية كعلامة تجارية تناول سطحي أو حتى مساس بالطابع المقدّس. لكن الأمر لا يبدو كذلك بالنسبة إلى العائلة المالكة التي اعتبرت نفسها شركة عائلية منذ أن لقّبها جورج السادس باسم "الشركة".بغض النظر عن أوجه التشابه السيميائية (المتعلقة بعلم تحليل الرموز والدلالات) بين الأعلام والعلامات والأناشيد والأنغام والشعارات والعبارات الترويجية، تُعدّ الملكية البريطانية علامة تجارية عالمية، وكانت الملكة سفيرة لهذه العلامة.باستثناء المسيح، كانت إليزابيث الثانية بالتأكيد صاحبة الصور الأكثر استنساخاً في تاريخ البشرية. فعلى سبيل المثال، تُتداول حالياً نحو 4.7 مليار ورقة نقدية و29 مليار قطعة نقود معدنية تحمل صورة الملكة في المملكة المتحدة فقط، والتي تُعتبر شعاراً شخصياً ومؤسسياً ممتداً منذ سبعة عقود. وقد امتد كذلك انتشار الصورة في أوجها إلى 33 دولة أخرى على الأقل.ولفهم حجم رسوخ الملكة في العلامة التجارية "بريطانيا"، انظر إلى التغييرات الجارية في البنية التحتية للبلاد. كانت بعض التغييرات فورية (مثل قَسَم الحكومة؛ والإجراءات القانونية؛ والنشيد الوطني)؛ في حين ستتداخل بعض التغييرات الأخرى لعقود (مثل الرموز البريدية؛ وصياغة جوازات السفر؛ وكتب الصلاة). إلا أنه، مع مرور الوقت، سيدمج تشارلز الثالث بسلاسة في نسيج الدولة ولن تبدو كلمات (حفظ الله الملك) وكأنها مستغرقة للغاية في لغة شكسبير.إليزابيث الثانية قدمت رؤية ثورية بشأن الملكية في بريطانياإذا بدا كل ذلك دستورياً بشكل كبير، يجدر بنا أن نتذكر حجم ما قامت به إليزابيث الثانية لتحديث العلامة التجارية للملكية. مدفوعة بتلاشي الاحترام ومطالب الوسائل الإعلامية، شجّع الأمير فيليب الملكة على استحداث ابتكارات جريئة تُقرّبها إلى رعاياها، بدءاً من السماح بعرض تتويجها على التلفزيون إلى الاختلاط مع العامة في جولات المشي الملكية. أعطت الملكة موافقتها، في عام 1969، على بث الفيلم الوثائقي الرائد، "فلاي أون ذا وول" (Fly on the Wall)، والذي أُذيع في "بي بي سي" لمدة عام كامل.غفران الزلاتبالطبع، تعرّضت الملكة لعثرات شخصية أيضاً. أكثر تلك العثرات إثارة للمشاعر وردت في عام 1966 عندما تأخرت الملكة عن زيارة أبرفان عقب انهيار المنجم الذي قتل 116 طفلاً و28 بالغاً. أما العثرة الأكثر خطورة، فكانت في عام 1997 عندما فشلت الملكة في احترام عمق الألم العام بعد وفاة الأميرة ديانا.مع ذلك، غُفِرَت لها مثل تلك الزلات التي كانت وليدة الحذر وليس القسوة. نمت الثقة في الملكة بمرور الوقت إلى أن وصلت لذروتها عند ظهورها مع جيمس بوند في افتتاح أولمبياد لندن 2012، ثم عندما احتست الشاي مع الدب "بادينغتون" في يونيو الماضي.كان لا يُمكن التفكير في انخراط العلامة التجارية في مثل هذه الشراكات قبل عقد من الزمان فقط، وهي في الحقيقة ليست جرأة سياسية فحسب، ولكنها تدل بشكل مبهر على مدى قدرة الملكة على توجيه وتوسيع العلامة التجارية للملكية لمدة 70 عاماً و214 يوماً.تشارلز ملكاً.. وداع وتتويج يغيران وجه بريطانياولكن ماذا سيحدث إذاً في عهد تشارلز الجديد؟بدا من تصريحات الملك تشارلز الثالث العلنية الأولى، بصفته ملكاً، أنه يُدرك بوضوح ضرورة تقييد أنشطته الخيرية والتجارية المثيرة للجدل مؤخراً، وكذلك آرائه الصريحة حول البيئة والتخطيط الحضري، حتى وإن كانت بارعة.يبدو أن تشارلز ووريثه ويليام يعترفان بأن "الشركة" تتطلب تقليص حجمها، على غرار أسلوب شركة "ماكنزي"، من أجل تأسيس نظام ملكي أكثر انسيابية وخالٍ من المتاعب والمسؤوليات والتشتُّت والإحراج.بقلم: Ben Schott
إليزابيث الثانية قدمت رؤية ثورية بشأن الملكية في بريطانيا
توفيت أطول ملوك بريطانيا جلوساً على العرش. وأشعر أنَّ أحداً قد رحل من أسرتي.وُلدت الملكة إليزابيث في 1926، وهو العام الذي قدّم فيه جون لوجي بيرد أول عرض تلفزيوني عام، وتوجت في 1953، عام وفاة جوزيف ستالين. عاشت الملكة معنا فترة طويلة بحيث لا يتذكر الحياة قبلها سوى فئة قليلة من السكان. وحكمت فترة كانت الأطول من أي ملك بريطاني آخر، وتفوقت بسهولة على جدتها الكبرى، الملكة فيكتوريا. بناءً على مبدأ "يجب أن يُرى حتى يُصدَّق"، قابلت شخصياً عدداً لا يحصى من الأشخاص، وأثرت في حياة المليارات من خلال الراديو والتلفزيون. من لا يتذكر ما كانت تبثه بمناسبة عيد الميلاد؟ أو العزاء الذي قدمته خلال جائحة كوفيد عندما رددت وعد فيرا لين "سنلتقي مرة أخرى".الآن رحلت.رحيل ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية عن 96 عاماًتتمثل معجزة النظام الملكي في كيفية نجاته في عصر ديمقراطي يتسم بالمساواة. كل ما يمثله هذا النظام (الوراثة بدلاً من الجدارة، والإسناد بدلاً من الانتخاب) هو نقيض كل شيء نعتز به كحضارة. ومع ذلك، لم ينج النظام الملكي البريطاني فحسب، بل ازدهر. لم يقدم أياً من تنازلات ممالك راكبي الدراجات في العالم الاسكندنافي. وفي الواقع، كاد هذا النظام أن يستمتع بتحدي المساومة.كيف تحقق هذا؟ استعداداً لتولي المنصب، زوّدت الملكة بدليل للصمود في وجه اضطرابات الحداثة. كان هذا كتاب والتر باغهوت العظيم "الدستور الإنجليزي"، الذي نُشر عام 1867 في ذروة حيوية العصر الفيكتوري. عندما كانت طفلة، قام نائب عميد كلية إيتون، هنري مارتن، بزيارة قلعة وندسور بانتظام لتعليمها واجباتها الدستورية، مع التركيز بشكل خاص على حكمة باغهوت.لم يكن أي شيء في هذه التجربة طبيعياً. خاطب مارتن الأميرة المنعزلة بلقب "سادتي"، محاضراً إياها كما لو كانت مجموعة من طلاب إيتون. بل إنَّ أشد من ذلك سريالية هو ما علّمها إياه، مستخدماً في ذلك باغهوت: وهو أنَّ بريطانيا "جمهورية مقنّعة"، وأنَّ أفضل مؤهل للعاهل الملكي هو الغباء، وأنَّ المهمة هي قضاء الحياة بحرف الانتباه عن عمل الحكومة الحقيقية.كان باغهوت يعتقد أنَّ فن الحكم أخطر كثيراً من أن يترك للجماهير. بدلاً من ذلك، يجب أن يترك الحكم لنخبة صغيرة من الرجال من ذوي التفكير الرصين الذين يفهمون العالم. لكن كيف يمكن أن تقنع الناس بقبول هذا الوضع في عصر التحول الديمقراطي؟ الجواب يكمن في حرف الانتباه أو التمويه عن طريق الملكية. كان باغهوت يأمل في أن يركز الناس على أفراد العائلة المالكة الرائعين في عرباتهم المذهبة، كي يقودوا العرض العظيم، بينما نرى أنَّ "الحكام الحقيقيين يتم إخفاؤهم في عربات من الدرجة الثانية". "لا أحد يهتم بهم ولا يسأل عنهم، لكنَّهم يطاعون ضمنياً وبطريقة لاواعية بسبب روعة من يتقدّمونهم ويخطفون الأضواء بدلاً منهم".بقلم: Adrian Wooldridge