سعر النفط يراكم المكاسب مع تعهد إسرائيل بالانتقام بعد ضربة إيران

ارتفعت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي بعد أن أطلقت إيران نحو 200 صاروخ باليستي على إسرائيل، مما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى التعهّد بالانتقام، ما زاد المخاطر على إمدادات النفط من المنطقة.

ارتفع سعر خام برنت، المؤشر العالمي، إلى ما فوق 76 دولاراً للبرميل، بعد أن قفز بأكثر من 5% خلال تداولات يوم الثلاثاء إثر الهجوم الإيراني، الذي سبقته تحذيرات من الولايات المتحدة. وارتفعت تقلبات عقود الخيارات إلى أعلى مستوى لها منذ 11 شهراً مع قيام المتداولين بالتحوط ضد احتمال ارتفاع الأسعار.

استجابة الأسواق للمخاطر الجيوسياسية

يعكس ارتفاع أسعار النفط إدراك المستثمرين بزيادة المخاطر على السلعة الأهم في العالم، حيث يمثل الشرق الأوسط نحو ثلث الإمدادات العالمية. كما ارتفعت الأصول الآمنة مثل السندات والذهب والدولار الأميركي في ظل التصعيد الأخير للنزاع.

رغم أن إسرائيل وإيران تتواجهان منذ اندلاع الحرب في غزة ضد حركة حماس المدعومة من طهران قبل نحو عام، إلا أن القفزات السابقة في الأسعار كانت قصيرة الأجل في غياب تعطل فعلي للإنتاج. ضخت إيران حوالي 3.3 مليون برميل يومياً في سبتمبر، وفقاً لمسح أجرته بلومبرغ.

وقال محللو "غولدمان ساكس" ومنهم يوليا جيستكوفا غريغسبي: رغم ارتفاع علاوة المخاطر الجيوسياسية يوم الثلاثاء، تشير أدواتنا إلى أن هذه العلاوة (السعرية) لا تزال معتدلة. وبالتالي، تظل أسعار النفط حساسة لمخاطر تعطل الإمدادات.

اقرأ أيضاً

اقرأ أيضاً

إيران تطلق صواريخ باليستية على إسرائيل وواشنطن تتعهد بمساعدة تل أبيب

قال الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء، إن إيران أطلقت أكثر من 100 صاروخ باليستي مباشرة على إسرائيل، وهو تصعيد في المعركة بين الخصمين في الشرق الأوسط.

شهد العام الحالي تبادل ضربات بين إيران وإسرائيل، بما في ذلك إطلاق طهران صواريخ وطائرات مسيّرة في أبريل، والتي تم الإبلاغ عنها مسبقاً ولم تُحدث سوى أضرار طفيفة. وتبع ذلك بعد أيام هجوم محدود من إسرائيل ضد إيران. وفي ذلك الأسبوع، أنهت أسعار النفط التعاملات منخفضة بأكثر من 30%.

ارتفع سعر خام برنت تسليم ديسمبر بنحو 4% إلى 76.14 دولار للبرميل عند الساعة 11:53 صباحاً في لندن.
كما ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط لتسليم نوفمبر بنسبة 3.6% إلى 72.49 دولار للبرميل.

في حين قلل العديد من المشاركين من مخاطر تعطل الإمدادات، قالت شركة "آر بي سي كابيتال ماركتس" إن البنية التحتية للطاقة قد تصبح هدفاً لأي من الجانبين. وأضافت أن طهران وحلفاءها "قد يستهدفون عمليات الطاقة في أجزاء أخرى من المنطقة إذا تحول الوضع الحالي إلى حرب شاملة".

اجتماع "أوبك+" وتقييم الأسواق

في غضون ذلك، من المقرر أن تعقد اللجنة الفنية المشتركة لتحالف "أوبك+" اجتماعاً عبر الإنترنت اليوم الأربعاء لمراجعة أسواق النفط العالمية، حيث تستعد المجموعة لإعادة بعض إنتاجها المتوقف في ديسمبر بعد أن كانت قد أجلت هذه الخطة سابقاً.