بلومبرغ
وافقت عائلة الملياردير الإيطالي ماسيمو موراتي على بيع حصة مسيطرة في شركة التكرير "ساراس" (Saras) إلى عملاقة تجارة السلع الأساسية "فيتول غروب"، في صفقة قدرت قيمة الشركة بنحو 1.7 مليار يورو (1.9 مليار دولار).
حققت "فيتول" المملوكة للقطاع الخاص أرباحاً ضخمة على مدى السنوات القليلة الماضية، إذ أطلقت جائحة كوفيد-19 ثم الغزو الروسي لأوكرانيا العنان لتقلبات هائلة في أسواق النفط والغاز والطاقة. ومع تلاشي تأثير تلك الصدمات في الوقت الحالي، انخرطت "فيتول" وغيرها من الشركات الكبرى في تجارة السلع في موجة شراء، متطلعين إلى تحقيق هوامش أكبر على المدى الطويل.
"فيتول" تتوسع في قطاع الطاقة
توصلت عائلة موراتي إلى اتفاق لبيع نحو 35% من أسهم "ساراس" بسعر 1.75 يورو للسهم، وفق بيان صادر عن العائلة. وقد يبيع أنجيلو موراتي، أحد أبناء أخ ماسيمو موراتي، نسبة 5% المتبقية لديه والمرتبطة بعقد تحوط (عبر شراء عقود خيارات بيع، وبيع عقود خيارات شراء).
أما "فيتول"، المعروفة بأنها أكبر شركة مستقلة لتجارة النفط في العالم، فتعتزم إطلاق عرض استحواذ على أسهم "ساراس" المتبقية. وذكرت "بلومبرغ نيوز" لأول مرة محادثات "فيتول" مع موراتي في السابع من فبراير الجاري.
ترغب "فيتول" في الاستحواذ على حصص بمصافي التكرير وشبكات الوقود بالتجزئة، فضلاً عن الاستثمار في أنشطة استكشاف واستخراج النفط والطاقة المتجددة في الولايات المتحدة. ومن شأن صفقة "ساراس" أن تمنح المجموعة العملاقة حصة في مصفاة تغذي سوق البحر المتوسط المربحة وخارجها. وعند اكتمال المشروع، سيكون لدى "فيتول" استثمارات في طاقة تكرير تزيد عن 800 ألف برميل يومياً.
وقال راسل هاردي، رئيس "فيتول" التنفيذي، إن "أعمال ساراس مكملة إلى حد بعيد للعمليات الأساسية لشركة فيتول"، مشيراً إلى أن المصفاة "أحد أصول الطاقة الأوروبية الرئيسية".
الصفقة تنتظر موافقة السلطات
تمتلك عائلة موراتي 40% من أسهم "ساراس"، ما يمنحها سيطرة كبيرة على الشركة. أما ماسيمو موراتي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي والمالك السابق لنادي إنتر ميلان لكرة القدم، فيملك 20%. ويحوز كل من ابني أخيه غابرييلي وأنجيلو موراتي 10% من خلال شركات قابضة.
من جانبه، صرح ماسيمو موراتي في بيان: "بعد 62 عاماً من تأسيس والدي لها، أعتقد أن أفضل ضمان للنجاح المستقبلي لمصفاة ساروتش هو التكامل مع كيان رائد في قطاع الطاقة العالمي، مثل (فيتول)".
تدير شركة "ساراس"، التي أسستها العائلة في الستينيات، مصفاة "ساروتش" بطاقة 300 ألف برميل يومياً في جزيرة سردينيا. وتمتلك "ترافيغورا غروب" (Trafigura Group) لتجارة السلع الأولية نحو 9.6% من شركة التكرير بعدما باعت نحو 4% الشهر الماضي.
وتعتبر المصفاة متطورة نسبياً، كما أنها قادرة على إدخال تعديلات على الخامات التي تعالجها والوقود الذي تنتجه. وهي أكبر مصنع في موقع واحد في جنوب أوروبا، على الرغم من أن منشأة "إيساب" (ISAB) الإيطالية، التي تنقسم إلى قسمين شمالي وجنوبي، تصبح أكبر عند دمجها.
وجاء في بيان موراتي أن إتمام الصفقة يخضع للموافقات التنظيمية بما في ذلك إجراءات "السلطة الذهبية" للحكومة الإيطالية. وتحد هذه الإجراءات أو تمنع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في إيطاليا أو المعاملات في الأصول الاستراتيجية الإيطالية.
"أصل عالي الجودة"
قالت الشركة في البيان: "تمثل هذه الصفقة فرصة لشركة (فيتول) للاستثمار في أصول عالية الجودة، ولكي تكون في وضع جيد يمكنها من تلبية احتياجات الطاقة الحالية والمستقبلية لإيطاليا وأوروبا".
تحصل عائلة موراتي على المشورة المالية من "بنك أوف أميركا سيكيوريتيز" (BofA Securities) و"فور بارتنرز أدفايزوري" (Four Partners Advisory )، والقانونية من "لينكليترز" (Linklaters). أما "فيتول" فتتلقى المشورة المالية من "جيه بي مورغان"، والقانونية من "كيومنتي" (Chiomenti) و "ويل، غوتشال آند مانجز" "(Weil, Gotshal & Manges).