تأخر المساعدات لأوكرانيا من بيع "تشيلسي" بسبب تعقيدات إدارية في بريطانيا

النادي المملوك للملياردير الروسي "أبراموفيتش" تم بيعه بـ2.9 مليار دولار قبل عام

time reading iconدقائق القراءة - 15
شعار نادي \"تشيلسي\" على بوابة ملعبه الرئيسي \"ستامفورد بريدج\" في لندن، المملكة المتحدة - المصدر: بلومبرغ
شعار نادي "تشيلسي" على بوابة ملعبه الرئيسي "ستامفورد بريدج" في لندن، المملكة المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يجري حالياً إنشاء مؤسسة لمساعدة أوكرانيا بميزانية تبلغ 2.34 مليار جنيه إسترليني (2.9 مليار دولار) من عائدات بيع رومان أبراموفيتش لنادي "تشيلسي"، وأصبحت تلك المؤسسة جاهزة تقريباً لبدء العمل، واختارت رئيساً مقترحاً، لكن موافقة الحكومة البريطانية تستغرق وقتاً أطول من المتوقع.

صرّح مايك بنروز، المدير التنفيذي السابق لمنظمة "يونيسف" في المملكة المتحدة، الذي يشغل منصب القائم بأعمال الرئيس التنفيذي للمؤسسة الجديدة: "نحن جاهزون لبدء العمل، لكننا في انتظار الموافقة فقط... هناك تعقيدات وتأخيرات تتعلق بالموافقة السياسية بين كل من المملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وداخل المملكة أيضاً".

أضاف "بنروز" أن فريقه أكمل جميع الأوراق اللازمة لإنشاء المؤسسة، بما في ذلك ترشيح يان إيغلاند، الأمين العام لـ"مجلس اللاجئين النرويجي" كرئيس، وإعداد قائمة دولية مختصرة من المرشحين لمجلس من سبعة أعضاء، لكنه رفض الكشف عن الأسماء، قائلاً إنهم جميعاً يعملون في قطاع الأعمال الخيرية منذ فترة طويلة. وذكر "بنروز" أنه وضع قائمة مرشحين مختصرة لمديري الاستثمار للإشراف على الأموال.

كما قال: "لن نتخذ أي قرارات حتى نعرف أن المال سيأتي... نحن لا نريد أن ينتهي بنا المطاف بمؤسسة خيرية دون مال".

أموال لا تزال مجمدة

في العام الماضي، أفرجت حكومة المملكة المتحدة عن حوالي 200 ألف جنيه إسترليني لتمويل التكاليف القانونية والإدارية لإنشاء المؤسسة الخيرية، وتوظيف خبراء لوضع خطة لإنفاق الأموال. يقول "بنروز" إن المؤسسة تخطط للتركيز على المشاريع الإنسانية التي تدعم البرامج الطبية والتعليمية وإيواء الأوكرانيين.

باع "أبراموفيتش"، رجل الأعمال الروسي الذي تبلغ ثروته أكثر من 7.5 مليار دولار وفقاً لمؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات، نادي كرة القدم الذي يتخذ من لندن مقراً له إلى تحالف بقيادة المستثمر الأميركي تود بويلي في مايو 2022، بعد أن فرضت بريطانيا و"الاتحاد الأوروبي" عقوبات عليه بسبب اتهامات بصلته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

بعد ما يقرب من عام على البيع، لا تزال الأموال مجمدة في حساب مصرفي في المملكة المتحدة ولم يصل أي منها إلى أوكرانيا. ورفضت وزارة الخارجية البريطانية التعليق.

قال شخص مطلع على الأمر إن "الاتحاد الأوروبي" قدّم للأطراف المعنية توضيحاً قانونياً بشأن كيفية تطبيق عقوباته، ولا يتوقع أن تكون هناك حاجة لمزيد من العمل من جانبهم.

"أغراض إنسانية"

توقفت عملية بيع "تشيلسي" المثيرة للجدل على عدم استفادة "أبراموفيتش" من بيع النادي، وهو نفسه الذي اقترح إنشاء مؤسسة خيرية، بحيث يتم التبرع بجميع العائدات الصافية من الصفقة لضحايا الحرب في أوكرانيا.

ذكر بيان للحكومة البريطانية في مايو من العام الماضي أن العائدات ستُحفظ في حساب مصرفي بريطاني، "لاستخدامها لأغراض إنسانية في أوكرانيا". وأضاف البيان أن المملكة المتحدة ستعمل مع المفوضية الأوروبية والحكومة البرتغالية - حيث يحمل "أبراموفيتش" الجنسية - لضمان الامتثال للعقوبات وتحديد وجهة العائدات.

وفقاً لشخص آخر تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، أثبتت الجوانب العملية لهذا التبرع أنها معقدة للغاية، ولا يزال يتعين تذليل العديد من العقبات قبل أن تتمكن أوكرانيا من رؤية أي أموال. ومن غير الواضح الموعد الذي سيحدث فيه ذلك.

وفي نوفمبر 2022، قال وزير الخارجية البريطانية ليو دوشيرتي لمجلس العموم إنه يأمل أن تكون الأموال "على وشك بداية رحلتها إلى أوكرانيا لمساعدة الناس، الذي يحتاجون إلى المساعدة بالفعل".

في يناير الماضي، ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" أن حكومة المملكة المتحدة كانت على وشك تسليم العائدات إلى المؤسسة، ومن المحتمل أن تكون الترتيبات جاهزة بعد أسابيع.

يتم إنشاء مؤسسة مستقلة في المملكة المتحدة لإدارة وتوزيع أموال "أبراموفيتش"، وقال الشخص المُطّلع على هيكلها إن خبراء الشؤون الإنسانية خارج حكومة المملكة المتحدة مسؤولون عن العملية، التي ثبت أنها معقدة.

مخاطر قانونية

تتمثل الخطة في أن يتم تحويل العائدات إلى المؤسسة التي يترأسها "بنروز"، إذ ذكر المصدر أنه بمجرد الانتهاء من إنشاء المؤسسة، سيتعين عليها بعد ذلك التقدم بطلب للحصول على ترخيص للوصول إلى الأموال من "مكتب تنفيذ العقوبات المالية"، وهو القسم المسؤول عن العقوبات في وزارة الخزانة البريطانية.

كما أضاف أن حكومة المملكة المتحدة ستضطر بعد ذلك إلى تقييم طلب الترخيص من ناحية مخاطر الالتفاف على العقوبات. ومن المحتمل أن تستغرق العملية فترة زمنية طويلة حتى تكتمل برمتها.

قضية معقدة

يعد استخدام الأصول الخاضعة للعقوبات قضية معقدة من الناحية القانونية، حيث يستكشف كل من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة طرقاً لمصادرة الأصول الروسية المجمدة، واستخدامها للمساهمة في إعادة إعمار أوكرانيا.

فرض الاتحاد الأوروبي مؤخراً التزامات تتعلق بالإبلاغ، وتسمح قوانينه باستثمار أصول البنك المركزي الروسي المجمدة لمساعدة كييف. لكن تطبيق آلية مماثلة على أصول الأفراد والكيانات الخاضعين للعقوبات قد يمثل مشكلة لأن القيود مصممة لتكون مؤقتة.

بشكل منفصل، أعلنت كندا أنها تعتزم مصادرة 26 مليون دولار من الأصول الخاضعة للعقوبات من "أبراموفيتش"، واستخدام عائدات المصادرة للمساعدة في إعادة بناء أوكرانيا وتعويض ضحايا الحرب.

لكن أموال نادي "تشيلسي" تعتبر حالة مختلفة، لأن "أبراموفيتش" نفسه اقترح إنشاء مؤسسة خيرية عندما أعلن عن بيعه نادي كرة القدم.

تصنيفات

قصص قد تهمك