ريادة

لماذا لم تحفز "المدينة المستدامة" في دبي التطوير العقاري الأخضر؟

في عام 2017، قام ليوناردو دي كابريو بزيارة سرية إلى دبي لتفقد مشروع سكني جديد يتمتع بميزة فريدة تمكن المطورين من التفاخر بها. إذ يضم المشروع المعروف باسم "المدينة المستدامة" 600 منزل، و11 قبة حيوية، ومزرعة حضرية ممتدة عبر مركزها، ويقال إنه أكثر المجتمعات السكنية استدامة من الناحية البيئية في منطقة الخليج، ونموذجاً محتملاً لمستقبل أكثر اخضراراً.ولكن بعد مرور سبع سنوات وإنفاق 1.3 مليار درهم (354 مليون دولار) على تكاليف البناء، لم يتحقق سوى بعض ما قيل عن ذلك المشروع. إذ يبلغ عدد سكان المدينة المستدامة حالياً نحو 3 آلاف نسمة، وهي واحدة من المشاريع العقارية القليلة منخفضة الكربون في منطقة من أقسى الظروف المناخية في العالم، ظروفها المناخية من أشد الظروف قسوة في العالم. وتنتج المدينة كمية كبيرة من استهلاكها من الكهرباء، وتجمع بين التكنولوجيا والتصميم المعماري التقليدي للحفاظ على راحة السكان، من دون استخدام الطاقة إلى أقصى درجة.غير أن المدينة المستدامة لم تطلق توجهاً جديداً حتى الآن. فبعد الدفع نحو تنمية أكثر مراعاة للبيئة في بداية العقد الأول من الألفية الجديدة، وعلى الرغم من الوعود الكبيرة في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في دبي العام الماضي، لا تزال الإمارات تفتقر بشدة إلى المباني والمجتمعات العمرانية التي تتماشى مع أهدافها البيئية. كان من المفترض أن تكون "المدينة المستدامة" نموذجاً للبناء عليه، لكنها لا تزال مجرد استثناء.اقرأ أيضاً: نجاح قمة "كوب 28" يتجاوز الأقوال إلى الأفعاليقول كريم الجندي، زميل مركز البيئة والمجتمع في "المعهد الملكي للشؤون الدولية- تشاتام هاوس" في بريطانيا إنه "لفترة من الزمن، كانت هناك رغبة في تحقيق مستويات عالمية من الاستدامة. لا أعتقد أن تلك الرغبة ما زالت قائمة في عالم التطوير العقاري، نظراً لأنها تتطلب تحولاً كبيراً في صناعة البناء والتشييد نفسها".

الرؤساء التنفيذيون مطالبون بالتفكير ملياً بشأن الشفافية

تتعرض الشركات لضغوط شديدة كي تلتزم بالمسؤولية المجتمعية، إذ بات مديرو الأصول يوجهون المليارات بناءً على مدى التزام الهدف الاستثماري بالمعايير البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات. كما أن الناس يثقون بقدرة رجال الأعمال على حل المشكلات الاجتماعية أكثر من ثقتهم بالساسة، فيما تزيد أصوات الناشطين المؤيدين لالتزام الشركات للمسؤولية المجتمعية علواً كل يوم.مع ذلك، تُعد فكرة الشركات الملتزمة أخلاقياً حقل ألغام على الصعيدين النظري والعملي، إذ غالباً ما تتعرض الشركات الرائدة في هذ الصدد مثل "يونيليفلر" (Unilever) لانتقادات، ليس من مستثمرين فحسب؛ بل أيضاً من النشطاء. المحافظون منهم حانقون بشأن مفهوم الشركات التي تتبنى عدم التحيز العرقي أو المرتبط بالاختيارات الجنسية لدرجة ولوج صراعات مكاسبها للخصوم، والحكومات تستغل عمل النشطاء لتدفع بعبء المشكلات الاجتماعية عن كاهلها وتنقله إلى القطاع الخاص.إذاً كيف يمكن للعقلاء أن يجدوا طريقهم عبر هذه المتاهة؟ يقدم كتاب جديد من تأليف أليسون تيلور بعنوان "مكانة أعلى: صوابية الشركات في عالم مضطرب"، أفضل دليل قرأته حتى الآن.اقرأ أيضاً: رهان العملات المشفرة ينتج أفضل صناديق الحوكمة البيئية أداءً في العالميزعم معظم الرؤساء التنفيذيين هذه الأيام أنهم يؤمنون بنهج "رأسمالية الأطراف المعنية"، وهي فكرة أن تجعل الشركات جميع الأطراف ذات العلاقة منخرطةً كي تحصل على صلاحية لعملها. لكن من الذي لا يُعتبر طرفاً معنياً وفق هذا السيناريو؟ وكيف يمكن الموازنة بين جماعة مصالح وأخرى؟ يخاطر هذا النهج بتحميل كل شركة مسؤولية لا محدودة عن مشكلات العالم.

بقلم: Adrian Wooldridge
يونيليفر بي ال سي
4,770.00 GBp-0.73
بقلم: Tyler Cowen
يأمل تطبيق "فليب" في الجمع بين أفضل ما تقدمه كل من "أمازون" و"تيك توك"  - المصدر: بلومبرغ
أمازون دوت كوم انك
194.72 USD+1.39
منتزه الميرليون ومارينا باي ساندز في سنغافورة - المصدر: بلومبرغ
بقلم: Bobby Ghosh
لوحة جدارية تعبر عن الفخر بالهوية الفلسطينية في منطقة أبر إيست سايد بمانهاتن في نيويورك  - المصدر: بلومبرغ
مركبات تسير على طريق بالقرب من موقع تشييد ناطحة سحاب تبنيها شركة "تشاينا ستيت كونستراكشن إنجنيرنغ كورب" (China State Construction Engineering Corp) في العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة، مصر في 15 يناير 2023 - المصدر: بلومبرغ