بعد إضفاء الشرعية على مخدر "الماريجوانا"، في مزيد من الولايات الأمريكية، أصبح الدعم على المستوى الفيدرالي هو المطلوب لجعل مستثمري الحشيش يهتفون مرة أخرى، "الآن أصبح ذلك ممكناً ".
وبعد أن أدلت خمس ولايات، وهي: أريزونا وميسيسيبي ومونتانا ونيوجيرسي وساوث داكوتا، بأصواتها الأسبوع الماضي في اقتراع استخدام الماريجوانا، سيصبح المخدر في وقت قريب قانونياً بطريقة ما بالنسبة لـ70% من سكان الولايات المتحدة، أي، ثلث البلاد لن يحتاجوا حتى إلى عذر طبي لاستخدامه، لكن هذه ليست مفاجأة.
فالأمر الأكثر ملاحظةً، هو أن هذا كله حدث دون ضجة عامة، على عكس الماضي، وكي نكون منصفين، كانت هناك مخاوف أكبر في أذهان الأمريكيين شغلتهم هذه الأيام. لكن هذه هي اللحظة التي تنتظرها شركات الحشيش ومستثمروها، وهي أن تعدَّ صناعتها مشروعة، وليست قضية تصويت ساخنة. من هنا، يتحدد الهدف في جعل هذه الحشائش طبيعية تماماً، مثل الوجبات السريعة، والنبيذ، والرذائل الأخرى الموجودة منذ فترة طويلة في المتاجر بجميع أنحاء أمريكا.
ومن أجل ازدهار الصناعة، يحتاج ذلك إلى مساعدة الحكومة الفيدرالية ، وتبدو آفاق ذلك أفضل فجأة، إذ يؤيد ثلثا البالغين في الولايات المتحدة تقنين الماريجوانا، وتصل النسبة إلى 91 % إذا قمت بتضمين أولئك الذين يدعمونها على الأقل للأغراض الطبية ، وفقاً لمركز الأبحاث " بيو PWE. ويزيد هذا العدد عن الأمريكيين الذين يدعمون حقوق الإجهاض، أو الذين يعتقدون أنَّ النشاط البشري يساهم في تغيُّر المناخ.
فجوة حزبية تتقلص
كما تتقلص الفجوة الحزبية في المواقف تجاه المخدر، فقد قال أكثر من نصف الجمهوريين، إنه يجب تقنينها. وفي ولاية ميسيسيبي ذات اللون الأحمر الموثوق، انتقد حاكم الولاية "تيت ريفز" المبادرة 65 ، وهي المبادرة الأقل تقييداً لاثنين من مقترحات استخدامات الماريجوانا الطبية التي كانت مدرجة في خيارات الاقتراع - لأنَّها "ليبرالية" جداً بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يتناولون المخدرات.
وماتزال النسبة 74%. في حين يتولى جو بايدن منصبه في يناير، ويستمر تشكيل الكونجرس انعكاساً لأمة مقسمة، وقد ينتهي الأمر بالماريجوانا إلى أن تكون القضية الوحيدة التي يمكن أن يتفق عليها الجميع تقريباً.
كما يبشر الدعم المتزايد للمخدر في الولايات الحمراء بالخير لتصويت مجلس الشيوخ على قانون الخدمات المصرفية الآمنة والعادلة، الذي سيسمح للمؤسسات المالية بالقيام بأعمال تجارية بشكل قانوني مع شركات الماريجوانا. وسيكون أحد أكثر التطورات البناءة للصناعة دون تقنين الحشائش على المستوى الفيدرالي.
إعادة تصنيف الماريجوانا
لدى شركات الحشيش أسباب تجعلها تأمل في أن تُدخل الإدارة الجديدة تغييرات أخرى، مثل إعادة تصنيف أو استبعاد الماريجوانا من قانون المواد الخاضعة للرقابة. وكتب "إيزاك بولتانسكي" و"ميريل روس"، المحللان في شركة "كومباس بوينت ريسيرش آند تريدنج ال ال سي" في 26 أكتوبر الماضي، أنَّ إلغاء وضع المخدر في جدول المواد تحت المراقبة، سيترك الولايات تقرر كيفية التعامل معه، الأمر الذي قد يكون أكثر قبولاً للمحافظين من محاولة تغيير القوانين الفيدرالية.
وتعدُّ الماريجوانا حالياً أحد المخدرات المدرجة في الجدول رقم 1 ، جنباً إلى جنب مع الهيروين ، في فئة مخصَّصة للمخدرات ذات أعلى احتمالية لإساءة الاستخدام والإدمان وبدون استخدام طبي مقبول. ومن الأمثلة على مواد الجدول رقم 2 ، هناك الكوكايين والفنتانيل والميثامفيتامين والأوكسيكودون - وبعضها يعدُّ أصل أزمة إدمان المواد الأفيونية في أمريكا. بالنسبة لمؤيدي الماريجوانا، وهذا لا يضيف شيئاً.
ستوفر إزالة حشيش الماريجوانا من جدول المواد تحت المراقبة فائدة كبيرة لبيانات دخل الشركات.
تجارة عابرة للولايات
يطلب القطاع أيضاً من الحكومة الفيدرالية السماح بالتجارة بين الولايات التي تمَّ تقنينها. وفي الوقت الحالي، إذا كان لدى إحدى الشركات مصنع في كولورادو، على سبيل المثال، ويرغب في نقل بعض هذا المنتج إلى مستوصفها في مونتانا، فهذه عملية تهريب، وهي جريمة خطرة جداً. في حين أنَّ إنشاء البنية التحتية في كل مكان يستغرق وقتاً طويلاً ومكلفاً.
في الواقع، فإنَّ بعض أكبر التحديات في الحصول على ترخيص الأعمال التجارية الخاصة بالأعشاب الضارة تدور حول العقبات التنظيمية، والعملية المكلفة للعمل بشكل مجزأ عند التوسع في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وقد ساعد ذلك سوق الحشائش المخدرة غير المشروع على الحفاظ على ميزة تنافسية من خلال خفض الأسعار. وفي كاليفورنيا، يمكن شراء الماريجوانا بشكل قانوني، تشير التقديرات إلى أنَّ المعاملات غير القانونية تشكل الغالبية العظمى من المبيعات.
ولا عجب أنَّ مخزونات المواد المخدرة في وقت فقد زبائن السوق ميزة الوفرة هذا العام. قد انخفض مع ما يسمى مؤشر الحشيش بنسبة 38 %. وفي أحد الأمثلة، اضطرت شركة " ميدمين اتربرايز أنك MedMen Enterprises Inc " المحاصرة في عدد من الولايات إلى الابتعاد عن ولاية فرجينيا ، إّذ بدأ فتح سوق الماريجوانا الطبية المحدود، ولكنه قد يكون مربحاً؛ وتراجعت أسهمها بنسبة 73% هذا العام.
الماريجوانا هدف شركات الأغذية
قد يكون التأثير غير المقصود للقضاء على السوق هو دفع شركات الحشيش التي تعاني من ضائقة مالية إلى أحضان عمالقة الأغذية والمشروبات ، الذين يستعدون للانقضاض على مخدر الماريجوانا بمجرد أن تصبح القوانين أكثر تراخياً. أما بالنسبة لمصنعي البيرة والتبغ ، قد يكون هذا من أكثر طرق النمو الواعدة. وبحسب قولي هذا، يبدو أنَّ مجموعة من الشركات الناشئة ستبتلعها الشركات العملاقة، وهو
ما يتعارض مع جهود المشرِّعين الديمقراطيين لتكافؤ الفرص التنافسية من خلال إنفاذ أكثر عدوانية لقواين مكافحة الاحتكار.
تعدُّ المنتجات الاستهلاكية اليومية طريقة أساسية لشركات الحشيش لاستهداف قاعدة عملاء أوسع من مدخِّني الحشيش. وتريد شركة" كانوبي جروث كورب Canopy Growth Corp " الكندية، التي تبلغ قيمتها 9 مليارات دولار ، البدء في بيع المشروبات التي تحتوي على "هيدرو كانابينول" (THC)، وهي المادة الكيميائية ذات التأثير النفسي في الحشيش، العام المقبل للتنافس مع البيرة. بالرغم من أنَّ شركة "كانوبي" مدعومة من قبل شركة المشروبات الكحولية" كونستليشن براندس إنك"، فإنَّه سيكون من الصعب مواجهة شركة" أنهاوسر - بوش إنبيف أس أيه / أن أيه"، التي تسيطر على 42% من سوق البيرة في أمريكا الشمالية.
مؤشرات إيجابية لقطاع الماريجوانا
تسير الأمور في اتجاه إيجابي للقطاع شيئاً فشيئاً، وإن كان ذلك ببطء. وفي الوقت نفسه ، دخلت شركات الحشيش استراتيجياً الولايات التي يُسمح فيها بالماريجوانا الطبية حتى تكون جاهزة للتداول بمجرد أن يصبح الاستخدام الترفيهي للبالغين قانونياً. وعلى سبيل المثال ، نجد من بين الفائزين الفوريين بإجراءات الاقتراع الأسبوع الماضي شركة" كوراليف هولدنجز إنك"، وهي شركة بقيمة 5.9 مليار دولار، وتمتلك الحصة السوقية الأولى في ولاية نيو جيرسي، والمرتبة الثانية في ولاية أريزونا ، وشركة "هارفست هيلث آند ريكريشن إنك" التي تحصل على 50% من مبيعاتها من ولاية أريزونا بحسب تقرير 4 نوفمبر من قبل "بابلو زوانيك" ، المحلِّل في شركة "كانتور فيتزجيرالد" وشركاه.
ومن المتوقَّع أن تصبح نيويورك وبنسلفانيا التالية مع حدوث عجز في الميزانية بسبب كوفيد- 19، وقد يحفزهم هذا على الانتقال بشكل أسرع في هذه القضية.
على المستوى الوطني، إذا كان بايدن يبحث عن أرضية مشتركة مع الجمهوريين، فإنَّ الماريجوانا من بين كل الأشياء، تبدو كأنَّها أمر معقول للبدء. لقد كان عام 2020 غريباً حقاً.