الشرق
شدّد متحدثون في مؤتمر "أسبوع أبوظبي للاستدامة" على أهمية صياغة "أجندة التعافي الأخضر" لما بعد جائحة كورونا، بما يكفل تحقيق التنمية المستدامة في قطاعات حيوية بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، كالطاقة النظيفة، وترشيد استهلاك المياه، والأمن الغذائي. وركّز المشاركون على ضرورة تعزيز التعاون بين الدول للوصول إلى اقتصاد أخضر يتوافق مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية واتفاقية باريس لتغير المناخ.
التقاط الكربون
أشار وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة إلى أن "الإمارات أول دولة تنضم لاتفاقية باريس لتغيّر المناخ، وأول من حدد أهداف الطاقة النظيفة الرامية إلى تخفيض انبعاثات الكربون بنسبة 24% بحلول عام 2030 مقارنةً بعام 2016"، موضحاً أن "الإمارات تشجع على تبنّي سياسات تعتمد على مزيج من الطاقة لدفع عجلة التعافي لمرحلة ما بعد كورونا، وتستثمر في تقنيات خفض البصمة الكربونية في إنتاج الطاقة، ولديها الاستعداد لمشاركة خبراتها في مجال التقاط الكربون". ولفت إلى "أهمية إنتاج الهيدروجين الأزرق نظراً لدوره المهم في خفض الانبعاثات الكربونية، والإمارات تعمل على استكشاف آفاق تطويره تجارياً".
ولفت سلطان أحمد الجابر إلى أن "جائحة كورونا عززت أهمية الاستدامة وأظهرت مدى الترابط الوثيق بين الصحة والغذاء وسلاسل التوريد في العالم، وشكلت فرصة لدولة الإمارات لتقوية مواردها واختبار قدرتها على المحافظة على حياة المواطنين من خلال إعطاء أكثر من مليونيْ جرعة لقاح حتى الآن وهي ثاني أعلى نسبة في العالم".
وكشف الجابر، باعتباره الرئيس التنفيذي لأدنوك أيضاً، أن شركته تسعى لإبرام شراكات مع شركات أمريكية في مجال النفط غير التقليدي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
تحلية المياه
وفقاً لتقرير الأمم المتحدة العالمي عن تنمية الموارد المائية لعام 2020، فقد تضاعف الاستهلاك العالمي من المياه 6 مرّات القرن الماضي، وهو يزداد بنسبة 1% سنوياً، ومن المتوقع استمرار هذا الارتفاع حتى عام 2050، كما أن ظاهرة تغير المناخ ستؤدي إلى تفاقم هذا الوضع. هذا التحدّي اعتبره عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، دافعاً للاهتمام بترشيد استهلاك المياه والاعتماد على الطاقة والتكنولوجيا في الإنتاج والاستهلاك وصولاً إلى الاقتصاد الأخضر". لافتاً إلى أن الإمارات "هي ثاني أكبر منتج للمياه المحلاة على مستوى العالم بعد السعودية، حيث تقوم بإنتاج حوالي 14% من إجمالي المياه المحلاة عالمياً، تمثل تقريباً جميع المياه الصالحة للشرب في الدولة".
ونوّه بأن "أبوظبي تعتمد الابتكار والتكنولوجيا في بناء مصانع لتحلية المياه، ولديها 4 مصانع قائمة تنتج 15% من المياه الصالحة للاستخدام في الإمارة، ومن المتوقع ارتفاع هذه النسبة إلى 30% بحلول 2022، مع تشغيل محطة الطويلة لتحلية المياه في مجمع الطويلة للطاقة التي وصلت تكلفتها إلى ملياري درهم".
الغذاء والتكنولوجيا
من أبرز الدروس المستفادة من جائحة كورونا بالنسبة للإمارات كانت الاهتمام بالأمن الغذائي. وفي هذا السياق، قالت مريم بنت محمد المهيري، وزيرة الدولة للأمن الغذائي والمائي أن "الإمارات عززت من استخدامها للتكنولوجيا من أجل إنتاج الغذاء بشكل مستدام، والابتكار في الإنتاج الزراعي من خلال تقنية "بلوكتشين" المساهمة في ترشيد إنتاج الغذاء واستخدامه".
مدن المستقبل
قال محمد الرماحي، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر"، إن المدن تستهلك 80% من الطاقة، وتصل نسبة انبعاثات الكربون فيها إلى 70%"، مُبيّناً أن "الابتكار والتكنولوجيا كفيلان بجعل المدن مستدامة وأكثر كفاءة". وتحدث عن مدينة "مصدر" كمثال باعتبار "أنها منظومة بيئية متكاملة تعتمد على التكنولوجيا الكفيلة بتخفيض نسبة انبعاثات الكربون إلى 20% بحلول عام 2050.، ويجري العمل فيها على اختبار مراكب ذاتية القيادة بهدف تقليل الانبعاثات". ونوّه "بضرورة الاستثمار بالهيدروجين الأخضر ذات الكفاءة العالية، ومراجعة البنية التحتية للمباني لتتسق مع المعايير البيئية الأكثر استدامة بما يكفل تقليل استهلاك الطاقة بنسبة 40% في المستقبل".
الطاقة الشمسية
أكّد جاسم ثابت، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة "طاقة"، أن "جائحة كورونا خلقت مطالب واحتياجات اقتصادية جديدة"، مُشيراً إلى "أن شركات الطاقة بإمكانها المساهمة في بناء مستقبل مستدام على النطاق العالمي بالاستناد إلى خبراتها المهمة". وأوضح أن شركة "طاقة" وضعت استراتيجية الاستخدام النظيف للطاقة بالاعتماد على التكنولوجيا، وتقوم بالتوسع بتطوير محطات الطاقة الشمسية". ونوّه بضرورة التعاون بين القطاعين العام والخاص من أجل اتخاذ خيارات عملية ترسم مستقبل القطاع.
صناعة الهيدروجين
رأى مصبح الكعبي، الرئيس التنفيذي لقطاع البترول والبتروكيماويات لشركة مبادلة للاستثمار، أن "تضاعف استهلاك الطاقة بحلول 2050 إضافة إلى التغير المناخي يتطلبان توظيف استثمارات كبيرة في مجال إيجاد حلول للطاقة النظيفة"، مُبيِّناً أن "الامارات رائدة في هذا المجال، كما أن شركة "مبادلة" ملتزمة بتوفير الطاقة النظيفة بما يتماشى مع رؤية الإمارات لتصبح مركزاً رائداً على صعيد المنطقة في هذا المجال". وقال إن "الشركة تعمل مع الشركاء المحليين والعالميين على جعل الإمارات أكبر مُصنّع للهيدروجين التجاري المصدر الأهم للطاقة النظيفة"، مشدداً على "ضرورة توحيد جهود كافة المعنيين بالطاقة النظيفة من حكومة ومستثمرين ومُشغّلين ومواطنين".