مبادرة مستقبل الاستثمار: "جيه بي مورغان" يرى أن المخاطر الجيوسياسية أهم من مخاوف الركود

افتتح رئيس صندوق الثروة السيادي السعودي، البالغة قيمته 620 مليار دولار، مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في وقت سابق اليوم الثلاثاء بتعهده بعقد أكبر مزاد لائتمان الكربون على الإطلاق، في محاولة لصقل أوراق الاعتماد الخضراء للدولة الغنية بالنفط.

تنعقد مبادرة مستقبل الاستثمار هذا العام وسط خلاف متصاعد حول قرار "أوبك+" بخفض إنتاج النفط، الذي يهدد بإلحاق ضرر بالعلاقات السياسية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.

ومع ذلك يبدو أن بنوك الاستثمار الأميركية الكبرى غير منزعجة، إذ يُعَدّ جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لـ"جي بي مورغان تشيس أند كو"، وديفيد سولومون من مجموعة "غولدمان ساكس"، من بين الرؤساء الماليين الأميركيين الذين من المقرر أن يحضروا هذا المؤتمر، الذي يُعَدّ استعراضاً لجهود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

بنوك الاستثمار العالمية: مخاطر الركود تتزايد في أميركا وأوروبا

قال جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لـ"جي بي مورغان تشيس"، ونظيره في "غولدمان ساكس" ديفيد سولومون، إنّ الركود في الولايات المتحدة وأوروبا مرجح بشكل متزايد.

قال سولومون إن الظروف الاقتصادية سوف "تضيق بشكل كبير من هنا"، إذ أوضح بنك الاحتياطي الفيدرالي أنه سيرفع الفائدة إلى المستوى المستهدف. وأوضح في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في المملكة العربية السعودية في الرياض أنه "عندما يكون هناك سيناريو اقتصادي يكون فيه التضخم متأصلاً، فمن الصعب للغاية الخروج منه دون تباطؤ اقتصادي حقيقي".

ومن جانبه قال جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لـ"جيه بي مورغان"، إنه قلق للغاية بشأن العوامل الجيوسياسية. وقال في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار السعودي في الرياض: "أهم شيء هو الجغرافيا السياسية حول روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة والصين وعلاقات العالم الغربي".

وألمح ديمون قائلاً: "هذا بالنسبة إليّ سيكون مقلقاً أكثر بكثير مما إذا كان هناك ركود معتدل أو حادّ قليلاً".

ديمون: الولايات المتحدة والسعودية ستعملان على إيجاد حل

قال جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لـ"جيه بي مورغان" (JPMorgan Chase & Co) إنه واثق بأن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ستعملان على حل خلافاتهما بعد أن أثار قرار "أوبك+" بخفض إنتاج النفط بمليوني برميل يومياً خلافاً بين البلدين.

أوضح ديمون إنه يجب ألا تكون السياسة الأميركية "كل شيء على طريقتنا"، مشيراً إلى أن "ما لا يساعد هو أن الصحافة تخلق أزمات ضخمة من الأمور التي ليست بالضخمة".

أضاف ديمون: "المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة حليفتان منذ 75 عاماً. لا أستطيع أن أتخيل أي حلفاء يتفقون على كل شيء وليس لديهم مشكلات.. ستعمل السعودية والولايات المتحدة على هذا الأمر، وأنا متفائل بأن المسؤولين من كلا الجانبين يعملون لإيجاد حل، وستظل الدولتان حليفتين".

"مبادلة للاستثمار": قلة الاستثمار في الطاقة خلق الأزمة الحالية

قال خلدون خليفة المبارك، الرئيس التنفيذي لشركة "مبادلة للاستثمار"، إنّ قلة الاستثمار في صناعة الطاقة ساعدت في زرع بذور الأزمة الحالية.

أوضح المبارك: "قبل ثلاث سنوات في هذا المؤتمر كانت كلمة الهيدروكربون شريرة.. كثير من التحديات التي نواجهها اليوم في ما يتعلق بإمدادات الطاقة ناتج عن نقص الاستثمار الناجم عن عدم قدرة عديد من الممولين والمؤسسات الاستثمارية وشركات الطاقة على الاستثمار في سلاسل التوريد الهامة".

"غولدمان ساكس": العالم يمرّ بمرحلة انتقالية

قال الرئيس التنفيذي لـ"غولدمان ساكس غروب" في المؤتمر إنّ العالم يمرّ بفترة من التعديلات سواء في التكنولوجيا أو السياسات النقدية.

أوضح ديفيد سولومان: "اقتصاد الابتكار ما زال على قيد الحياة وبصحة جيدة، كما أن التقدم الذي جرى إحرازه على مجموعة متنوعة من الجبهات، سواء الذكاء الصناعي والكم أو تكنولوجيا الطب والتقدم في الرعاية الصحية، سيكون له تأثير عميق في الطريقة التي نعيش بها".

أضاف الرئيس التنفيذي لـ"غولدمان ساكس": "نحن نمرّ بفترة تعديل بعد فترة طويلة جداً عمل فيها العالم -على الأقل في ما يتعلق بالسياسة النقدية- بطريقة معينة".

موكيش أمباني يطالب باستمرار الاستثمار في النفط

قال موكيش أمباني، رئيس مجلس إدارة "ريلاينس إندستريز": "من المهم أن تضع في اعتبارك أن الانتقال من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة لا يمكن ولن يحدث فجأة أو في وقت قصير"، مشيراً إلى أنه حتى اليوم تمثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح 10% فقط من توليد الطاقة العالمية.

أضاف أمباني: "لذلك لا ينبغي أن تستمر الاستثمارات في النفط والغاز في التراجع.. إذا حدث ذلك فسيؤثر في النمو العالمي والاقتصاد العالمي وبالتالي في رفاهية الناس".

"بريدج ووتر أسوشيتس": طباعة النقود تؤدي إلى إنفاق مُبالَغ فيه

أكد راي داليو، مؤسس شركة "بريدج ووتر أسوشيتس" (Bridgewater Associates)، في أثناء مبادرة مستقبل الاستثمار، إنّ الإنتاجية من أكبر مخاوفه.

قال داليو، الذي تخلى عن قيادة شركة "بريدج ووتر أسوشيتس" الشهر الماضي، إنه لم يتقاعد ولكنه في مرحلة انتقالية.

ألمح داليو إلى أن الإنتاجية من بين أكبر مخاوفه، مضيفاً: "نحن نخلق موارد مالية غير سليمة لأننا نطبع كثيراً من الأموال.. نريد إنفاق أموال أكثر بكثير مما لدينا ".

أوضح داليو أن الحكومة كي تفعل ذلك عليها أن تخلق ديوناً. وقال: "نريد أن ننفق أموالاً أكثر مما لدينا"، مضيفاً أن السلطات يجب أن تنظر في الاستثمار في التعليم.

السعودية تؤسس شركة لتداول الكربون

وتزامنًا مع القمة، قال صندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي تبلغ قيمته 620 مليار دولار، إنه أسس شركة طوعية لسوق الكربون، ويخطط لطرح مليون طن من الائتمان الكربوني في مزاد اليوم الثلاثاء، لدعم هدف البلاد لتحقيق صافي الانبعاثات الصفرية.

"ستقدم الشركة التوجيه والموارد لدعم الشركات والصناعة في المنطقة، إذ تلعب دورها في التحول العالمي إلى صافي صفر الانبعاثات، مما يضمن أن عمليات شراء ائتمان الكربون تتجاوز التخفيضات الهائلة للانبعاثات في سلاسل القيمة"، وفقاً للبيان.

في وقت سابق من هذا الشهر، جمع صندوق الاستثمارات العامة 3 مليارات دولار عبر أول إصداراته من السندات الخضراء، التي تُعَدّ في الوقت نفسه أول إصداراته في مجال التمويل الأخلاقي.

ألمح محافظ الصندوق ياسر الرميان في مبادرة مستقبل الاستثمار اليوم الثلاثاء إلى أن تكاليف المعيشة والفقر والبطالة هي قضايا مهمة في عديد من الدول. وقال: "نحن بحاجة إلى تعلم كيفية إدارة الأزمات، بدلاً من أن تديرنا الأزمات"، مشيراً إلى أن التضخم المتصاعد وأسعار الفائدة المرتفعة بشكل خاص هما من مجالات القلق. وقال: "لم يعُد الأمر يتعلق بالاقتصاد الجزئي أو الكلي، فنحن نعيش في عصر الاقتصاد الجغرافي".

رئيس بورصة هونغ كونغ: التركيز على الفرص طويلة الأجل في الصين

قال نيكولاس أجوزين، الرئيس التنفيذي لشركة "بورصة ومقاصة هونغ كونغ" (Hong Kong Exchanges & Clearing)، في أثناء مقابلة مع تليفزيون "بلومبرغ"، إنّ التقلبات الأخيرة في السوق في هونغ كونغ كانت بمثابة رد فعل لأسئلة المستثمرين حول المستقبل، ولكن من المهم "التركيز على الفرص طويلة الأجل" في الصين.

قال أجوزين: "لقد كان عاماً صعباً" بالنسبة إلى الاكتتابات العامة الأولية في هونغ كونغ، لكن الطروحات الجاري تحضيرها "لا تزال جيدة"، إذ قدمت نحو 140 شركة طلباتها.

سيحضر المؤتمر السعودي أيضاً أكبر وفد صيني بحضور أكثر من 80 مديراً تنفيذياً من البلاد.

"إنفستكورب": أوروبا تظهر "أقوى"

قال الرئيس التنفيذي لشركة "إنفستكورب"، أكبر شركة لإدارة الأصول البديلة في الشرق الأوسط، إنه يرى "فرصة جيدة" لأوروبا لتظهر "أقوى" بعد أزمة الطاقة وتحديات الحرب التي تواجهها، حسبما قال الرئيس التنفيذي محمد العارضي في مقابلة مع تليفزيون "بلومبرغ" في الرياض.

وأشار العارضي أيضاً إلى أن "الأساسيات قوية" في الولايات المتحدة، وأن "إنفستكورب" ستواصل الاستثمار في المملكة المتحدة على المدى الطويل.