هبوط الأسهم الأميركية وسط تقلبات شديدة

تراجعت أسعار الأسهم الأميركية مع زيادة حدة التقلبات نتيجة انتهاء صلاحية مشتقات وعقود الخيارات، وتقييم المستثمرين لتأثير إضراب عن العمل في شركات صناعة السيارات في ديترويت وهم يدققون في البيانات الاقتصادية قبل قرار الاحتياطي الفيدرالي.

قادت أسهم التكنولوجيا الكبرى خسائر السوق يوم الجمعة، مع هبوط أسهم عملاقتين مثل "إنفيديا" و"ميتا بلاتفورمز" بنسبة تجاوزت 3.5%. وفقد مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" مكاسب هذا الأسبوع، فيما انخفض مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 2% تقريباً. وهبط مؤشر لشركات صناعة الرقائق الإلكترونية بسبب تقرير إخباري أفاد بأن شركة "تايوان سيميكونداكتور مانيفاكتشرينغ" (Taiwan Semiconductor Manufacturing) طلبت من مورديها الرئيسيين تأجيل شحنات من المعدات المتطورة. وتقلبت أسهم شركتي "فورد موتور" و"جنرال موتورز"، وارتفعت عوائد سندات الخزانة، فيما لم يشهد سعر الدولار تغيراً يذكر.

وقفز مؤشر تقلبات الأسهم "VIX"، الذي يحظى بمتابعة واسعة النطاق في وول ستريت، من أدنى مستوى له منذ عام 2020. فقد انتهت يوم الجمعة صلاحية أعداد هائلة من المشتقات المرتبطة بالأسهم وعقود خيارات المؤشر والعقود الآجلة، مما اضطر المستثمرين إما إلى تمديد مراكزهم القائمة أو فتح مراكز جديدة. وهذه العملية تزامنت مع إعادة التوازن إلى المؤشرات المعيارية، ومنها مؤشر "ستاندرد أند بورز 500"، وهو سبب آخر لزيادة التعاملات على الأسهم.

قالت كولي كوكس من شركة "إي تورو" (eToro): "إن انتهاء صلاحية عقود الخيارات والمشتقات يضطر الناس إلى تعديل مراكزهم، وفي هذه المرة جاء الحدث قوياً بصورة استثنائية حتى أنه قد يضيف طاقة تشعل حركة الأسواق. ويظهر ذلك بقوة في أسهم منفردة، حيث يمكن أن يكون التداول ضعيفاً في الأسهم والخيارات. استعد للحركة المتقلبة، ولكن لا تحاول الخروج من هذه السوق حتى نرى دليلاً مقنعاً على ركود الاقتصاد".

تحديات الأداء الاقتصادي

من زاوية التحليل الأساسي، تُعتبر التحديات التي تواجه سوق العمل –وأخطرها إضراب عمال السيارات ومخاطر إغلاق الحكومة المحدقة- من أسباب القلق في الأسواق، وفقاً لمارك هاكت، رئيس بحوث الاستثمار في شركة "نيشن وايد".

ويلاحظ هاكت أنه: "إذا توسع الإضراب، يستطيع المستثمرون أن يتوقعوا تأثيراً له على الاقتصاد بوجه عام وضغوطاً على سلاسل التوريد وهوامش أرباح الشركات".

ويرى إيان لينجن، من شركة "بي إم أو كابيتال ماركتس"(BMO Capital Markets)أنه في حين أن بنك الاحتياطي الفيدرالي من غير المرجح أن يستجيب لإضراب واحد، فإن "الصورة العامة لعمال يطالبون بأجور أعلى باستمرار تمثل ديناميكية أخرى من شأنها أن تبقي أسعار الفائدة مرتفعة لفترة طويلة في محاولة لمواصلة تخفيض الطلب على العمال".

اقرأ أيضاً: نصف مليون وظيفة مهددة بالاختفاء من جداول الأجور في الولايات المتحدة

انخفضت توقعات التضخم في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من عامين مع تزايد تفاؤل المستهلكين بشأن التوقعات الاقتصادية. ومع ذلك، تراجعت المعنويات إلى 67.7 نقطة- أقل من متوسط ​​التقديرات في استطلاع "بلومبرغ" لآراء الاقتصاديين. وارتفع مؤشر لنشاط المصانع في ولاية نيويورك بشكل غير متوقع بسبب الطلبيات الجديدة. وزاد الإنتاج في المصانع بنسبة ضئيلة في أغسطس، بسبب انخفاض إنتاج السيارات.

قوة أداء الاقتصاد الأميركي ستدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى التخطيط لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام والبقاء عند مستوى الذروة في العام المقبل لفترة أطول مما كان متوقعاً في السابق، وفقاً لخبراء اقتصاديين استطلعت "بلومبرغ نيوز" آراءهم.

اقرأ أيضاً

اقرأ أيضا

هل يتجنب "الفيدرالي" الإشارة إلى وصول الفائدة لذروتها الأسبوع المقبل؟

يُرجح أن يتجنب رئيس بنك "الاحتياطي الفيدرالي الأميركي"، جيروم باول، وزملاؤه الإشارة إلى انتهائهم من رفع أسعار الفائدة في اجتماعهم الأسبوع المقبل.مع استمرار معدل التضخم أعلى من مستهدف 2% وقوة النمو الاقتصادي؛ من المتوقع أن يميل مسؤولو البنك المركزي ال ...

وشهدت صناديق الأسهم أكبر تدفق أسبوعي في 18 شهراً وسط تزايد ثقة المستثمرين في أن الاقتصاد الأميركي يتجه نحو هبوط سلس، وفقاً لـ"بنك أوف أميركا".

جذبت الأسهم العالمية 25.3 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في 13 سبتمبر -وهو أعلى مستوى منذ مارس 2022- وفقاً لبيانات استشهد بها "بنك أوف أميركا". غير أن المحلل الاستراتيجي مايكل هارتنت يرى، وسط تجدد التفاؤل بأداء الاقتصاد الأميركي، صورة تشاؤمية أشمل، حيث اتجه الجزء الأكبر من التدفقات الداخلة إلى أسواق النقد وسندات الخزانة، وهما فئتان من الأصول تتجهان إلى تسجيل أداء قياسي هذا العام.

أبرز أخبار الشركات

• قالت شركة "تشارلز شواب" إنها تأثرت مؤقتاً بانسحاب العملاء وهي تندمج مع شركة "تي دي أميريتريد" (TD Ameritrade)، مما أدى إلى انخفاض في صافي تدفق السيولة النقدية الجديدة للشركة الشهر الماضي.
• أعلنت شركة "بلانيت فيتنس" (Planet Fitness) عن الرحيل الفوري لرئيسها التنفيذي، الذي شغل هذا المنصب لأكثر من عقد من الزمان.
• قدمت شركة "أدوبي" توقعات مبيعات وافقت توقعات المحللين، غير أنها أصابت المستثمرين بخيبة أمل، والذين توقعوا أن الطلب على أدوات الذكاء الاصطناعي للشركة سيعزز الإيرادات.
• تلقت شركة "والت ديزني" الآن عرضاً واحداً على الأقل لشبكة تلفزيون "إيه بي سي" والمحطات المحلية وبعض القنوات الفضائية، وقد تتلقى مزيداً من العروض حيث تسعى إلى التخلص مما تعتبره أصولاً غير أساسية والتركيز على نشاط البث.
• تستكشف شركة "ديسكفر فايننشال سيرفيسيز" (Discover Financial Services) فرص بيع ذراع نشاط قروض الطلاب التابعة لها حيث تسعى الشركة إلى تنقية عملياتها في أعقاب سلسلة من الهفوات التنظيمية، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
• تستعد شركة توصيل البقالة "إنستاكارت" (Instacart) لتسعير طرحها العام الأولي يوم الإثنين بعد زيادة النطاق السعري لها عقب بداية قوية لتداول أسهم "أرم هولدينغز" (Arm Holdings)، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.