بلومبرغ
ارتفعت الأسهم الأميركية، بينما انخفضت عائدات السندات بعد أن عززت التقارير الاقتصادية في كل من الولايات المتحدة وأوروبا التكهنات بأن البنوك المركزية الكبرى ستوقف رفع أسعار الفائدة لمنع الركود.
ارتفع مؤشر (ستاندرد آند بورز 500) بنسبة 1.1%، بأكبر وتيرة ارتفاع يومي منذ يونيو. فيما قادت أسهم التكنولوجيا السوق نحو الارتفاع، مع ترقب أرباح شركة "إنفيديا كورب"، فيما انخفضت عائدات سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين، التي تعد أكثر حساسية لتحركات السياسة النقدية الوشيكة، إلى أقل من 5% حيث أظهرت البيانات أن النشاط التجاري الأميركي لم يتوسع إلا بالكاد بسبب ضعف الطلب. كما انخفض سعر العائد لسندات ألمانيا لأجل 10 سنوات مع استمرار انكماش نشاط القطاع الخاص في منطقة اليورو.
ترى جينيفر ماكيون من "كابيتال إيكونوميكس" أن مؤشرات مديري المشتريات السريعة لشهر أغسطس "تشير بقوة إلى أننا وصلنا إلى ذروة دورات التشديد النقدي أو اقتربنا منها".
الرهن العقاري
جاءت إشارة اقتصادية أخرى ذات صلة من صناعة الرهن العقاري في الولايات المتحدة، مع تراجع طلبات شراء المساكن إلى أدنى مستوياتها منذ ثلاثة عقود تقريباً. وأظهرت بيانات منفصلة أن مبيعات المنازل الجديدة بلغت أعلى مستوياتها منذ أكثر من عام، إذ أدى الارتفاع في معدلات الرهن العقاري إلى إبقاء المخزون في سوق إعادة البيع محدوداً للغاية. كما يقيّم المتداولون تقرير الحكومة الأميركية الذي يقول إنه من المحتمل أن يتم تعديل نمو الوظائف خلال العام حتى مارس بالخفض بمقدار 306 ألف وظيفة، وهو تعديل أصغر مما توقعه بعض الاقتصاديين.
ويعزى تراجع عائدات السندات يوم الأربعاء إلى عوامل فنية. حيث يأتي ذلك بعد عمليات بيع واسعة مؤخراً التي دفعت عائدات السندات لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوياتها منذ أواخر عام 2007 وسط تكهنات بأن أسعار الفائدة ستظل مرتفعة لفترة أطول للحد من التضخم؛ حتى لو قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي إيقاف حملته لرفع أسعار الفائدة مؤقتاً في سبتمبر.
وقال كريشنا جوها، نائب رئيس مجلس إدارة شركة "إيفركور أي إس أي": "إن الارتفاع الأخير في عائدات السندات أدى إلى ارتفاع معدلات الرهن العقاري واقتراض الشركات، وساهم في انخفاض أسعار الأسهم، وولّد ضغوطاً تصاعدية على الدولار.. سيتعين على بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يأخذ في الاعتبار تشديد الظروف المالية عند تحديد أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة، بما في ذلك القرار بشأن ما إذا كان سيتم رفع أسعار الفائدة في سبتمبر".
جاكسون هول
تنتظر الأسواق بفارغ الصبر خطاب جيروم باول يوم الجمعة في ندوة السياسة الاقتصادية في "جاكسون هول" التي يعقدها بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي للحصول على أدلة حول توقعات السياسة بعد أن رفع المسؤولون الشهر الماضي تكاليف الاقتراض إلى أعلى مستوى منذ 22 عاماً.
وحتى وقت قريب، كانت التوقعات تشير إلى استمرار رفع أسعار الفائدة للسيطرة على أسرع معدل تضخم منذ أربعة عقود. والآن، مع استمرار التضخم في التباطؤ؛ بدأت الخلافات بين صناع السياسات في الظهور حول مقدار العمل المتبقي الذي يتعين القيام به. من المرجح أن يستخدم باول "جاكسون هول" هذا الأسبوع لتوضيح كيفية تقييم بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن رفع أسعار الفائدة وتحديد متى سيكون وقت بدء خفضها.
تفاؤل الأسواق
أصبح المتداولون الآن أكثر تفاؤلاً بشأن الأسهم الأميركية، وفقاً لاستطلاع آراء المتداولين الذي أجراه "تشارلز شواب"، الذي وجد أن 44% من المتداولين يتوقعون الآن -ارتفاعاً من نسبة توقعات سابقة 32% في الربع الثاني- في حين أن 69% من عملاء "شواب" المتداولين ما زالوا يعتقدون أنه من المحتمل أن يدخل الاقتصاد الأميركي رسمياً في حالة ركود، مقابل 86% وفق توقعات الربع السابق.