"كريدي سويس" في انتظار الخلاص بعد سنوات من التعثر والفضائح

البنك السويسري سجل خسارة صافية بلغت 7.9 مليار دولار في 2022

time reading iconدقائق القراءة - 6
شعار \"كريدي سويس\" على نافذة بمقر البنك في زيورخ، سويسرا. - المصدر: بلومبرغ
شعار "كريدي سويس" على نافذة بمقر البنك في زيورخ، سويسرا. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

يريد الجميع أن يعرف ما إذا كانت مجموعة "كريدي سويس" (Credit Suisse Group) وصلت إلى الهاوية. لسوء الحظ، لا يزال البنك السويسري يحجب المعلومات التي يمكن أن تحمل الإجابة.

يتعلق هذا في الغالب بشكل وتكاليف وإيرادات بنك "كريدي سويس فيرست بوسطن" (CS First Boston) الاستثماري المستقبلي، والأنشطة المتبقية لــ "كريدي سويس". لكن الأمر يتعلق أيضاً بقدرة البنك على وقف تخارج الأصول. لا يزال المستثمرون والمحللون والعملاء الأثرياء والموظفون غير قادرين على تحديد كيف ومتى يمكن أن يبدأ "كريدي سويس" في التعافي، وهي مشكلة لأن ثقة كل هؤلاء أمر بالغ الأهمية للتقدم. لذا يتعين على رئيس مجلس الإدارة أكسل ليمان والرئيس التنفيذي أولريش كورنر استعادة أموال العملاء والتأكد من بقاء أفضل المصرفيين في البنك وتحفيزهم في خضم عملهما على إعادة الهيكلة الصعبة.

ينبغي لــ "كريدي سويس" كشف التفاصيل الغائبة في أقرب وقت ممكن، لأن استمرار حالة عدم اليقين تُبقيه في وضع صعب.

تجلت المصاعب التي عاناها البنك في نتائج العام بأكمله يوم الخميس، حيث أعلن عن خسارة صافية قدرها 7.3 مليار فرنك سويسري (7.9 مليار دولار) لعام 2022، وهو ما يعني أن الإيرادات التي حققها خلال الـ 12 سنة الماضية باتت الآن خسارة صافية تبلغ 1.2 مليار فرنك سويسري.

فضائح وتعثر لسنوات

بعد فضائح وسوء تقدير للمخاطر على مدى سنوات، قرر "ليمان وكورنر"، اللذان تقلدا منصبيهما العام الماضي، في أواخر أكتوبر، إجراء إصلاح جذري لكيان "كريدي سويس" وما يفعله. وكانا منشغلين في العمل على هذه الإصلاحات في الخريف الماضي لدرجة أدت إلى حدوث "فراغ" في التواصل ساعد في إحداث أزمة ثقة بين العملاء، وتخارج هائل للأصول من ذراع البنك الأساسية لإدارة الثروات.

خامس خسارة متتالية لـ"كريدي سويس" بعد سحب العملاء 120 مليار دولار

كانت أكبر خيبة أمل في نتائج يوم الخميس هي أن تلك التدفقات الخارجة لم تبدأ في تغيير المسار قبل نهاية العام. وما كان تخارجاً هائلاً في أكتوبر بات نزراً يسيراً بحلول ديسمبر، ولكن خلال عام 2022، شهدت ذراع الثروة تخارجاً صافياً للأصول قيمته 96 مليار فرنك سويسري، وهو ما يمثل 13% من أصولها في نهاية عام 2021.

وبإضافة آثار هبوط الأسواق وتغير قيم العملات، انخفضت أصول الثروة الخاضعة للإدارة 27% من نهاية عام 2021 إلى نهاية عام 2022. وفي الوقت نفسه، تقلصت القروض المقدمة للعملاء الأثرياء 24%. وحققت الأعمال المقلَصة إيرادات أقل 30% لتسجل أول خسارة سنوية على الإطلاق قدرها 631 مليون فرنك سويسري.

إدارة الثروات وآمال النمو

قال "كورنر" للمحللين إن ودائع الثروات عادت هذا العام، لمناطق منها آسيا، التي كانت المصدر الرئيسي للتدفقات الخارجة. وخسر "كريدي سويس" مجموعة من المصرفيين في المنطقة، كما واجه صعوبة في وضع ضوابط للمخاطر من شأنها حماية البنك، لكنها لا تُصعّب على المصرفيين والعملاء العمل معاً.

تقوم استراتيجية البنك على إدارة الثروات، إذ يعلق عليها آمال النمو والأرباح. وتضررت تلك الإدارة بشدة نتيجة الاضطرابات التي تعصف بــ "كريدي سويس"، والتي جعلت المستثمرين يشعرون بالقلق إزاء آفاق البنك وتوقعاته.

"كريدي سويس" يعتمد على الاستثمارات السعودية لدعم خطط تجديده

في الوقت نفسه، يتم إضعاف الأعمال المصرفية الاستثمارية والتجارية عمداً، عن طريق مجموعة متنوعة جارية من عمليات الإغلاق والبيع وانبثاق شركات فرعية. وبالتالي، فإن المقارنة مع المنافسين أو مع الأداء في الماضي لا طائل من ورائها تقريباً، لكن الإيرادات تراجعت 55%، وتكبدت الوحدة خسائر قبل الضرائب بلغت 3.2 مليار دولار، وهي أفضل قليلاً من خسارة 3.7 مليار دولار التي منيت بها في عام 2021.

هذا هو الموضع الذي يكون فيه نقص المعلومات محبطاً للغاية للمستثمرين والمحللين. فبنك "كريدي سويس" يشتري البنك الاستثماري الخاص التابع لمايكل كلاين، رئيس الخدمات المصرفية الاستثمارية الجديد، مقابل سندات قابلة للتحويل قيمتها 100 مليون دولار، ونحو 75 مليوناً نقداً، اعتماداً على الالتزامات الضريبية للبائعين، ومن غير الواضح ما الذي يعنيه ذلك تحديداً. باع "كريدي سويس" أيضاً جزءاً كبيراً من أعماله في مجال المنتجات المُورقة لشركة "أبولو غلوبال مانجمنت"(Apollo Global Management) مقابل 800 مليون دولار قبل حساب الضرائب، والتي ستُسَجل في الربع الأول من هذا العام.

أبريل المنتظر

ووراء هذين الجزأين المتغيرين الكبيرين، وإعادة هيكلة بعض خطوط التجارة الأخرى، يكمن سؤال كبير عما قد يبدو عليه معدل التشغيل المثالي للتكاليف والإيرادات بالنسبة لـ "كريدي سويس فيرست بوسطن" المعاد إحياؤه، ومكاتب التجارة (التداول) المتبقية. رفض البنك إعطاء أي معلومات، لكنه وعد بأنه سيعيد صياغة أرقامه الأخيرة لوحداته الجديدة في أبريل.

ولحين إصدار هذه التفاصيل، يظل الغموض يكتنف شكل "كريدي سويس" الحقيقي وآفاقه في المستقبل. ولا يمكن للمستثمرين دعم تحوله دون مغامرة كبيرة. وكل ما يطلبه البنك من العملاء والموظفين هو الحفاظ على إيمانهم به لحين إلقاء المزيد من الضوء على وضعه. وفي ظل ما سبق، فإننا نحتاج لحلول شهر أبريل سريعاً، حاملاً معه الكثير من الأخبار السارة.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

زيورخ

2 دقائق

-1°C
ثلوج
العظمى / الصغرى -2°/
19.3 كم/س
88%
الآراء الأكثر قراءة