بلومبرغ
تستعد مؤسسات استثمار، من بينها "بلاك روك" (BlackRock) ومجموعة "يو بي إس غروب" (UBS Group)، لأن تلعب دوراً رئيسياً في أحدث اختبار للقوة التفاوضية عند حاملي السندات العالميين مع دخول الشركات الصينية في أزمة.
تعد المؤسستان من بين أكبر خمس مؤسسات حيازة للسندات الدولارية التي أصدرتها شركة "سوناك تشاينا" (Sunac China Holdings)، وهي أحدث شركة عقارية تتعثر في سداد الديون، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ" استناداً إلى تقارير إفصاح حديثة في منتصف مايو الجاري. ورفضت شركتا "بلاك روك" و "يو بي إس" التعليق.
استناداً إلى تقارير الإفصاح الحديثة، تضم قائمة الحائزين لديون "سوناك" الدولية شركات "إتش إس بي سي"، و "باسيفيك مانجمنت إنفستمنت" التابعة لشركة "أليانز"، ومجموعة "أشمور". ولا تعكس تقارير الإفصاح بالضرورة الحيازة الحالية، إذ إن بعضها ربما تغير منذ تقديم مستندات الإفصاح، وربما تحتفظ الشركات بسندات نيابة عن عملائها. وتختلف قواعد إفصاح الصناديق عن حيازاتها من بلد إلى آخر.
رفض التعليق ممثلون عن كل من "أليانز"، و"إتش إس بي سي"، و"أشمور"، و"إيه بي آر دي إن" (abrdn)، و"فاليو بارتنرز" (Value Partners Group)، و"نيوبرغر برمان" (Neuberger Berman Group) و"فيديليتي إنترناشيونال" (Fidelity International).
قالت شركة "برودينشال" (Prudential) إن إجمالي انكشافها على قطاع العقارات الصيني "ضئيل لا يلتف إليه".
اقرأ أيضاً: أسواق العقارات الصينية تواصل التراجع في ديسمبر
يواجه المستثمرون العالميون واقع الاستثمار في سوق السندات الدولية الصينية، التي تبلغ قيمتها 870 مليار دولار، حيث يعطى الدائنون الأجانب غالباً أولوية أدنى من نظرائهم المحليين، بما يترتب على ذلك من خسائر بمليارات الدولارات.
سددت "سوناك"، التي تبلغ ديونها الخارجية 7.7 مليار دولار، مدفوعات سندات السوق المحلية، في اليوم التالي لإعلان تعثرها في سداد سند دولاري وتوقعاتها بعدم القدرة على سداد التزامات دولية أخرى.
تركزت معظم مبالغ التعثر في السداد على مستوى سوق الائتمان الصينية هذا العام في السندات الخارجية، في مخالفة كاملة لما كان يحدث في الأعوام السابقة، ويرجع ذلك جزئياً إلى ضخامة كمية الديون الدولارية التي طرحتها شركات التطوير العقاري.
تعثر إيفرغراند
تعد مجموعة "تشاينا إيفرغراند غروب"، المثقلة بديون دولارية بقيمة 19 مليار دولار، أكبر شركة تعثرت في السداد، وسط أزمة القطاع العقاري في الصين عندما عجزت عن سداد التزاماتها في شهر ديسمبر الماضي.
مثل شركة "سوناك"، تجنبت "إيفرغراند" التعثر في سداد التزاماتها في السوق المحلية عن طريق حصولها على تمديد أجل قروضها من المستثمرين.
تسلط هذه الأمور الضوء على المعاملة المختلفة التي يتلقاها الدائنون، حيث لا يكون أمام حاملي السندات الدولارية فرصة لاتخاذ إجراءات، حتى وهم يحوزون الجزء الأكبر من ديون الشركة.
لدى شركة "سوناك"، على سبيل المثال، مديونيات بسندات دولارية تتجاوز قيمتها ضعف سنداتها المحلية وفقا لبيانات جمعتها "بلومبرغ".
اقرأ أيضاً: حملة الصين على العقارات قد تُحول السيولة لصناديق الاستثمار
يعني إعطاء الأولوية لسداد الالتزامات المحلية أن شركات التطوير العقاري، التي تعاني نقصاً في السيولة النقدية يمكن أن تستمر في نشاطها، مقابل أن تقدم ضمانات أكبر حتى تتفاوض بشأن تمديد فترة السداد، وفق وي ليانغ تشانغ، الاستراتيجي لدى بنك "دي بي إس بنك" (DBS Bank).
علاوة على ذلك، تميل السندات المحلية في الصين إلى الاستناد بشكل أكبر على ضمانات داعمة تحتل موقعاً أعلى أهمية في هيكل رأس المال، مقارنة مع الديون الدولارية.
وفق محلل "بلومبرغ إنتيليجنس" دان وانغ، "الدائنون المحليون عادة تكون ديونهم مضمونة بأصول"، مما يترتب عليه حرص قوي من الشركات على تجنب التعثر في سدادها.