يعتقد المحللون الاستراتيجيون للأسهم في وول ستريت أن الأرباح المرنة ستحافظ على انتعاش الأسهم حتى نهاية العام، حتى مع قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة. وفي حال كانوا على حق، فإن مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" (S&P 500) يبدو وكأن الرهان عليه بمثابة صفقة جذابة، ولكن تظهر تصدعات خطيرة في أطروحة أرباحهم.
أظهر استطلاع بلومبرغ الذي نُشر هذا الأسبوع أن متوسط توقعات المحللين الاستراتيجيين يشير إلى المؤشر قد هذا العام عند مستوى 4,743، وهو ارتفاع ضمني بنسبة 21% عن إغلاق أمس الأربعاء، بعد أن انخفض المؤشر بأكثر من 4% في اليوم.
وفقاً لهذا المنظور، ظلت الأرباح صامدة حتى الآن، ولا يزال المحللون الاستراتيجيون يتوقعون أنها ستحقق نمواً بنسبة 10% تقريباً على مدار العام، على الرغم من انخفاض المؤشر بنسبة 18% تقريباً منذ بداية العام حتى الآن، وهو أمر جذاب للمستثمرين الذين يمتلكون السيولة، ويتساءلون عن موعد العودة إلى الاستثمار مجدداً.
اقرأ أيضاً: إن لم تتراجع الأسهم فعلى "الفيدرالي" إجبارها
ومع ذلك، قد يكون الاتجاه في مراجعات المحللين الاستراتيجيين أكثر أهمية من المستوى الفعلي للتوقعات، وقد يكون هناك المزيد من التعديلات الهبوطية الوشيكة بعد التطورات الأخيرة هذا الأسبوع. وخفضت كل من شركة "ولمارت" (Walmart) وشركة "تارغت" (Target) توقعات النمو هذا الأسبوع، ما يدل أنه حتى المتاجر المعروفة بالصفقات تظل عرضة لأعلى معدل تضخم منذ 40 عاماً.
كما تتوقع "ولمارت" الآن أن أرباحها ستنخفض بنسبة 1% هذا العام، مقارنة بالتقديرات السابقة للمكاسب المكونة من رقم بخانة واحدة. من جانبها، خفضت "تارغت" هامش الدخل التشغيلي المتوقع للعام بأكمله إلى "حوالي 6%" من "8% أو أعلى" في السابق. وفي كلتا الحالتين، أثبتت الشركتان التحذيرات القائمة، فبالنسبة للجزء الأكبر، تؤدي التكاليف المرتفعة إلى تعويض المبيعات المرنة في نفس المتجر.
ربما ليس من المستغرب أن يكون المحللون الاستراتيجيون محقين في توقع اتجاهات "ستاندرد آند بورز" في الأوقات العادية، إلا أن الإجماع غالباً ما يكون خاطئاً - أو على الأقل بطيئاً في التكيف - عندما تصبح التوقعات فوضوية.
اقرأ أيضاً: الأسهم الأمريكية تسجل أكبر وتيرة تخارج هذا العام وسط مخاوف الركود
في السلسلة المستمرة منذ 23 عاماً، قلّلت توقعات المحللين الاستراتيجيين في شهر مايو الذين شملهم استطلاع بلومبرغ من تقدير قيمة مؤشر نهاية شهر ديسمبر الفعلية 14 مرة، وبالغت في تقديرها تسع مرات. وكان التقليل من التقديرات غالباً قريباً من الهدف، لكن بعض التقديرات المبالغ فيها كانت خاطئة بشكل فاضح، بما في ذلك، على وجه الخصوص، في عام 2008، وكل عام من أعوام انهيار فقاعة "الدوت كوم". وإذا كنتم تعتقدون أن هناك فرصة في أن ينضم عام 2022 إلى تلك السنوات المخزية في تاريخ السوق، فقد يكون من الأفضل لكم تجاهل الإجماع.
تُظهر أحدث التصريحات من "تارغت" و"ولمارت" أن التضخم يضغط بالفعل على الأرباح، وذلك دون النظر في إمكانية حدوث ركود. وبينما تؤكد توقعات المحللين الاستراتيجيين على الاتجاه الصعودي للأسهم، فإن الأسبوع الماضي يُذكر بأن هناك الكثير من المخاطر على الجانب السلبي أيضاً.