مع بدء موسم نتائج الأعمال؛ فإنَّ واحدة من أهم القصص التي ستبرز هي أنَّ أقوى منافسي "نتفلكس"، بقيادة "والت ديزني"، ربما يكونون بالفعل على وشك التعثر، وإذا كانت "ديزني" لا تستطيع الاقتراب من مكانة "نتفلكس"، فمن يستطيع؟.
تراجع "ديزني"
من المقرر أن تعلن "نتفلكس" عن أوَّل التقارير الفصلية للقطاع الأسبوع المقبل، يوم 20 يوليو، في حين سيتعيَّن على المستثمرين الانتظار بقلقٍ حتى 12 أغسطس ليلقوا نظرة على الأرقام الرسمية لشركة "ديزني".
وتشير القراءات الأولى إلى أنَّ "ديزني بلس" تفقد زخمها بالولايات المتحدة، في الوقت الذي تصبح فيه الهند - الدولة التي تكسب فيها أموالاً أقل بكثير عن كل مُستخدم - واحدة من أكبر الأسواق وأسرعها نمواً.
ويعدُّ النمو على نطاق عالمي حاسماً، ولكن للانتصار في حروب البث الرقمي، ينبغي أن تكسب الشركة السوق الأمريكية.
تباطؤ النمو بأمريكا الشمالية
وبالقرب من نهاية أحدث ربع مالي لشركة "ديزني" الذي انتهى مؤخراً، كان لدى خدمة "ديزني بلس" 38 مليون مستخدم في الهند، وهو الرقم نفسه الذي لديها في الولايات المتحدة وكندا، بحسب ما نقل موقع "ذي إنفورميشن" أوائل الشهر الجاري، مستشهداً ببيانات داخلية في الشركة.
وبالنسبة لأمريكا الشمالية، يمثِّل هذا الرقم تقدُّماً بطيئاً عن الـ 37 مليون مستخدم في فبراير.
وأظهرت البيانات الداخلية أنَّ إجمالي المشتركين حول العالم وقف عند حوالي 110 ملايين، وهو مستوى توقَّع المحللون سابقاً أن تصل إليه "ديزني بلس" في إبريل، وكانوا يتوقَّعون أن تصل حالياً إلى 113 مليوناً.
وشكَّك متحدِّث باسم "ديزني" في دقة أرقام "ذي إنفورميشن"، وهناك مأخذ آخر يقول، إنَّ مسلسل"Loki" من إنتاج "مارفل" الذي بدأ عرضه على "ديزني بلس" الشهر الماضي أعطى دفعة للأرقام في اللحظة الأخيرة.
"نتفلكس" الأقوى
وفي كل الأحوال، من المنصف أن نقول، إنَّه برغم أنَّ المشجعين الأكثر إخلاصاً لـ"ديزني" لم يحتاجوا أي إقناع للاشتراك؛ فإنَّ الوصول إلى الـ 100 مليون مستخدم المقبلين سيكون أصعب بكثير.
ويشعر المحللون بتفاؤل كبير بأنَّ أسهم "ديزني" ستواصل الصعود، في الوقت الذي تشهد فيه مدن الملاهي وأعمال العطلات الخاصة بها تعافياً سريعاً من الوباء.
ومع ذلك، أصبح من الواضح أنَّه في أعمال البث، تعدُّ "نتفلكس" حصناً حصيناً أكثر مما اعتقد بعضهم، ولن يسهل الاستيلاء على حصتها السوقية، ولا حتى من قِبل المملكة السحرية.
الحفاظ على المستخدمين
وبعد أن أدت إغلاقات العام الماضي لارتفاع عدد المستخدمين الجدد، يتباطأ نمو "نتفلكس" في الولايات المتحدة مجدداً.
ومع ذلك، وفي علامة أقل إثارة للقلق، أشار تحليل "بلومبرغ إنتلجينس" لبيانات "سينسور تاور" إلى أنَّ الطلب العالمي على التطبيق يتراجع إلى مستويات ما قبل الوباء، التي ماتزال تعد مستويات صحية مع تحسُّن عدد التنزيلات خلال مايو ويونيو، مقارنة بمارس وإبريل، عندما شهدت تراجعاً كبيراً نتيجة إعادة الفتح.
ويعدُّ الاحتفاظ بعدد المشتركين الذي يزيد على 200 مليون المؤشر الأكثر أهمية من الآن فصاعداً.
منافسة قوية
ومن المعقول ألا تأتي بعض من أشد المنافسات التي تواجهها "نتفلكس" محلياً من "ديزني"، وإنَّما من "أبل تي في بلس"، و"أمازون برايم فيديو"، لأنَّ تنوُّع برامجهم يمكن أن يكون بديلاً حقيقياً لـ "نتفلكس"، وليس من خلال العروض الصديقة للعائلة التي يسيطر عليها الأبطال الخارقون على "ديزني بلس".
ويعدُّ محتوى "أبل تي في" خفيفاً، لكنَّه ثقيل في إرضاء المشاهدين، ويحصد "Mythic Quest" تقييماً نسبته 97% على موقع "روتن تومیتوز"، ويحظى "Ted Lasso" بتصنيفٍ مرتفع مشابه من المشاهدين.
ويقال، إنَّ "أبل إنك" تدرس الاستحواذ على شركة ريس ويذرسبون، "هالو صن شاين" التي أنتجت برنامج بث مفضل آخر وهو "The Morning Show".
كما اتفقت "أمازون دوت كوم إنك" مؤخراً على الاستحواذ على "إم جي إم"، استوديو الأفلام الشهير الذي أنتج المسلسل المؤثر الحائز على جائزة إيمي "The Handmaid’s Tale" الذي عُرض على منصة "هولو".
أما في أوروبا؛ فإنَّ وضع "نتفلكس" أكثر ضعفاً، نظراً لأنَّ مستخدمي "ديزني بلس" هناك لديهم ميزة إضافية لا يمتلكها المستخدمون في الولايات المتحدة، وهي خدمة "ستار"، التي تضمُّ برامج الشركة للبالغين، لكن في الولايات المتحدة يُبثُّ هذا النوع من المحتوى على منتج "هولو" التابع لـ "ديزني"، لكنَّه يظلُّ تطبيقاً منفصلاً (ربما ليس لوقتٍ طويل إذا كانت الشركة ذكية).
محاولات لإثارة إعجاب المستخدمين
وتخاطر "بارامونت بلس" (Paramount+) المملوكة لشركة "فياكوم سي بي إس" في أنْ تصبح مجرد ملحوظة في قصة خدمات البث الرقمي، وكان الحدث الذي أقامته "ألين آند كو،" الأسبوع الماضي، لأباطرة الإعلام في "صن فالي" في "إيداهو"، توقيتاً مناسباً للمساهمة المسيطرة في "فياكوم سي بي إس"، شاري ريدستون، لتحديد مشترٍ للشركة.
وقد تجد أنَّ المدير التنفيذي لتكتل "كومكاست كورب"، بريان روبرتس، هو الرجل المنشود في الوقت الذي يدرس فيه طرقاً لتحسين تطبيق "بيكوك" الذي لم يُثر الإعجاب بعد، والمملوك لـ "إن بي سي يونيفرسال".
ودعونا نراقب "اتش بي أو ماكس" التابع لـ"وارنر ميديا"، ففي الوقت الذي تبيع فيه "إيه تي آند تي" قسم "وارنر ميديا" إلى "ديسكفري"، يبدو أنَّ آفاق "اتش بي أو ماكس" تتحسَّن، وبرغم أنَّ عطل "Integration Test Email #1" أضحكنا كثيراً على حساب الشركة، ربما يكون "لوغان راي" هو من سيضحك بالأخير.
ومع ذلك؛ وبرغم كل الأموال التي تضخّها هذه الشركات في خدمات البث الرقمي والاستحواذات القائمة على البث، لم ينجح أي شيء في إقناع الحشود بأنَّهم لم يعودوا بحاجة إلى "نتفلكس".