محمد العريان: 3 قوى تعيد تشكيل مشهد الاستثمار

التفاؤل بالذكاء الاصطناعي.. وتقدم الأسواق.. وارتفاع عوائد السندات الحكومية أبرز محركات السوق

time reading iconدقائق القراءة - 6
تمثال \"الفتاة الشجاعة\" خارج بورصة نيويورك للأسهم في مدينة نيويورك، الولايات المتحدة - بلومبرغ
تمثال "الفتاة الشجاعة" خارج بورصة نيويورك للأسهم في مدينة نيويورك، الولايات المتحدة - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

أثرت ثلاثة عوامل بشكل كبير على المشهد المالي خلال الاثني عشر شهراً الماضية، وهي: التفاؤل التكنولوجي المرتكز إلى الذكاء الاصطناعي، والارتقاء المأمول للأسواق، وارتفاع عوائد السندات الحكومية. ويُتوقع أن تواصل هذه العوامل لعب دور هذا العام لكن بطريقة توحي بمزيد من التقلب، والحاجة لإعادة النظر في الاستثمار بما يشمل نطاقاً أكبر من الفرص في الأسواق العامة والخاصة.

تفاؤل أكبر بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

التفاؤل بشأن القدرات المعززة للإنتاجية للابتكارات التكنولوجية المثيرة للحماس يظهر في قدرة حفنة من الشركات على قيادة قفزة مؤشر "إس آند بي 500" لعدة مستويات قياسية. هذا التفاؤل له مبررات جيدة في ضوء الطرق الكثيرة التي سيسهم بها الذكاء الاصطناعي في تحسين ما نفعله وطريقة ذلك. كما تبرره أيضاً السرعة التي يتقدم بها القطاع، فالأموال التي يجري ضخها فيه ووتيرة التقدم تجعل بعض العاملين فيه يقرون دون جدال بعدم معرفتهم إلى أين ستصل التكنولوجيا خلال العامين المقبلين.

اقرأ أيضاً: ترمب يعلن عن "Stargate" أكبر مشروع لبنية الذكاء الاصطناعي التحتية

وبالنظر إلى المستقبل، من المرجح أن يتضخم هذا التفاؤل، ليس فحسب من خلال اتساع النطاق التطبيقي للذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي أفضل ما يوصف به هو أنه تكنولوجيا للأغراض العامة، وإنما أيضاً نتيجة التقدم في مجالات أخرى من الذكاء الاصطناعي. كما أن هناك الوعد المثير للحماس المتعلق باستمرار العمل على الحوسبة الكمية وعلوم الحياة. السنوات القليلة المقبلة ستكون لها أهمية خاصة إذ سنرى التفاعلات بين الذكاء الاصطناعي العام والحوسبة الكمية وعلوم الحياة.

تزايد قفزة سوق الأسهم

القفزة التي حققتها سوق الأسهم شهدت تركز المكاسب في أسهم معينة وهو ما أدى إلى العديد من الفروقات الأكبر من المعتاد في التقييمات؛ منها بين قطاع التكنولوجيا وباقي السوق، وبين الأسهم الأميركية قياساً إلى الأسهم خارجها، وعوائد الأسهم الأميركية قياساً إلى عوائد السندات. وبالتسبب في العديد من الظواهر غير الاعتيادية، مثل علاوة المخاطر السالبة على الأسهم، فإن تلك الفروقات دفعت البعض في السوق لتوقع حدوث ارتقاء سواء داخل الولايات المتحدة أو على الصعيد العالمي. ونرى انعكاس ذلك في التدفق الكبير للأموال على مؤشرات الأسهم الأوسع نطاقاً وأسواق السندات وبوتيرة متزايدة في الأسهم غير الأميركية.

اقرأ أيضاً: أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى أمام امتحان الأرباح وسط تقييمات مرتفعة

لكن التقارب المأمول بين الأسواق بعيد كل البعد عن الحدوث بطريقة تلقائية. حتى تتمكن بقية الأسواق العالمية من اللحاق بركب الأسواق الأميركية، فإننا بحاجة إلى أن نرى إصلاحات تركز على النمو تؤدي لتحسين العوامل الاقتصادية الأساسية في أوروبا والصين والعديد من الاقتصادات الناشئة. بالنسبة للاتحاد الأوروبي، يتطلب ذلك قيادة سياسية قوية لا سيما في فرنسا وألمانيا اللتين تعانيان من ضبابية سياسية.

يعتمد التقارب أيضاً على مناورة التدابير السياسية التي قد تؤدي لتفاقم معوقات النمو عالمياً. ومن هنا ينبع هذا الاهتمام لدى الأسواق بمتابعة الإعلانات الصادرة في الولايات المتحدة وتوجهات "الاحتياطي الفيدرالي".

مسيرة سندات الخزانة الأميركية

ارتفعت بالفعل عوائد السندات الحكومية الأميركية بفضل النشاط الاقتصادي الأقوى من المتوقع والتضخم العنيد نسبياً. وتزايد ذلك بعد إدراك أن "الفيدرالي" لن يستطيع خفض أسعار الفائدة بالقدر والسرعة التي كان الكثيرون يتوقعونها منذ أشهر قليلة.

الارتفاع غير المتوقع في عوائد السندات الأميركية أدى لارتفاع عائدات السندات في اقتصادات متقدمة أخرى أيضاً، وخصوصاً بريطانيا الأكثر عرضة للمؤثرات الخارجية بسبب التحديات التي تواجهها داخلياً. كما أثر على الاقتصادات الناشئة، بما في ذلك الدول التي ظنت أنها أفسحت مجالاً كبيراً لخفض أسعار الفائدة. هذه العوامل مجتمعة تعرقل المسار المنتظم للاقتصاد العالمي، حيث عادة ما تقلص الاقتصادات المتأخرة الفجوة بينها وبين الأداء الاستثنائي للاقتصاد الأميركي بوتيرة تدريجية. ولو استمرت تلك العوامل فقد يؤدي هذا الضعف إلى تقويض الاقتصاد الأميركي نفسه.

اقرا أيضاً: السندات مرتفعة المخاطر تتحول لملاذ آمن في سوق الدين المتقلبة

كلما أمعنا النظر في هذه السمات الثلاث البارزة للمشهد المالي خلال الاثني عشر شهراً الماضية، وجدنا أن التحليل يشير إلى احتمال حدوث تقلبات كبيرة مستقبلاً. فعلى الرغم من كل شيء، الظروف التي من شأنها أن تضمن انتقالاً منظماً وداعماً للطرفين إلى الأسهم غير التكنولوجية والعالمية أبعد ما تكون عن التلقائية. هذه الديناميكيات المعقدة داخلياً بطبيعتها تتفاقم بسبب الضبابية السياسية والجيوسياسية.

في هذه الأجواء، ينبغي للمستثمرين التحلي بالانفتاح على تطور مستمر لأساليب الاستثمار وعدم الميل ببساطة للتمركز استعداداً لحركة عكسية في المتوسطات. بعبارة أخرى، الإضافة الكبيرة للقيمة التي حدثت في الآونة الأخيرة نتيجة تبني أسلوب يركز على فكرة معينة عند الانكشاف للسوق بصفة عامة، الذكاء الاصطناعي على وجه الخصوص، قد يتحول إلى قدر أكبر من التركيز على اختيار الأسماء.

هذا عالم يفضل الإدارة النشطة لا الاستراتيجيات السلبية المستندة إلى أداء المؤشرات. ينبغي للمستثمرين محاولة الاستفادة من مجموعة أوسع من فرص الاستثمار، بما في ذلك الاستثمار في التغلب على إخفاقات كل من السوق والمؤسسات عبر تطبيق أساليب الأسواق المتقدمة على أسواق الائتمان الخاص في الاقتصادات الناشئة. ينبغي لهم أيضاً السعي لمزيد من المغامرة بالدخول في مجالات تعتمد على اقتناص الفرص ولا تسير بالتوازي مع الاتجاه العام للأسواق مثل تمويل عمليات التقاضي.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

تغيير حجم الخط

نيويورك

4 دقائق

-5°C
سماء صافية
العظمى / الصغرى -7°/-4°
37 كم/س
35%

الأسهم الآسيوية ترتفع بدعم من طفرة الذكاء الاصطناعي في الصين بقيادة "DeepSeek"

سجلت الأسواق مكاسب في اليابان وهونغ كونغ بينما استقرت الأسهم في البر الرئيسي للصين

time reading iconدقائق القراءة - 5
شعار بورصة هونغ كونغ على لوحة إلكترونية تعرض أسعار الأسهم في ساحة مجمع البورصة (The Exchange Square) في هونغ كونغ، الصين - صورة أرشيفية - المصدر: بلومبرغ
شعار بورصة هونغ كونغ على لوحة إلكترونية تعرض أسعار الأسهم في ساحة مجمع البورصة (The Exchange Square) في هونغ كونغ، الصين - صورة أرشيفية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

ارتفعت الأسهم الآسيوية جزئياً بفضل التفاؤل بشأن تطورات الذكاء الاصطناعي في الصين، متجاهلة تأثير قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على كولومبيا و(ذلك قبل أن يتراجع عن القرار في وقت لاحق)، والذي أدى إلى تراجع شهية المخاطرة في الأسواق الأخرى.

وسجلت الأسواق مكاسب في اليابان وهونغ كونغ، بينما استقرت الأسهم في البر الرئيسي للصين بعد تحقيق مكاسب مبكرة. وشهدت شركات التكنولوجيا الصينية المرتبطة بنموذج أعمال شركة "ديب سيك" (DeepSeek) ارتفاعاً ملحوظاً، بعد أن اكتسبت شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة زخماً واسعاً. في المقابل، تراجعت العقود الآجلة الأميركية في التداولات الآسيوية وسط مخاوف من أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي الصينية قد تهدد الهيمنة التكنولوجية الأميركية.

وارتفع الدولار الأميركي إلى جانب صعود عوائد سندات الخزانة، مما يعكس حالة من الحذر بعد أن أمر ترمب بفرض رسوم جمركية على كولومبيا بسبب رفضها استقبال المهاجرين المرحّلين من الولايات المتحدة. في المقابل، تراجع البيزو المكسيكي.

وقال فاي-سيرن لينغ، المدير الإداري في "Union Bancaire Privee": "إن شركة ديب سيك تُظهر إمكانية تطوير نماذج ذكاء اصطناعي قوية بتكاليف أقل، مما قد يغير النظرة الاستثمارية لسلسلة التوريد الخاصة بالذكاء الاصطناعي بالكامل، والتي تعتمد على إنفاق مرتفع من عدد قليل من الشركات العملاقة".

ورغم التفاؤل المحيط بقطاع الذكاء الاصطناعي في الصين، إلا أن الحالة العامة للمستثمرين عبر مختلف الأصول تدهورت بعد خطوة ترمب الأخيرة بفرض الرسوم على كولومبيا.

وتهدد هذه الخطوة بعرقلة الانتعاش الأخير في الأسواق العالمية، الذي جاء بعد أن تفادى الرئيس الأميركي فرض رسوم فورية على السلع القادمة من المكسيك وكندا والصين، مما هدّأ المخاوف مؤقتاً من اندلاع حرب تجارية عالمية وشيكة.

وفي سياق آخر، انكمش النشاط الصناعي في الصين على نحو غير متوقع في يناير مع تباطؤ الإنتاج استعداداً لعطلة رأس السنة القمرية. وبلغ مؤشر مديري المشتريات الصناعي الرسمي 49.1 نقطة مقابل 50.1 نقطة في ديسمبر، وفقاً لما أعلنته المكتب الوطني للإحصاء يوم الإثنين.

اقرأ أيضاً: أرباح الشركات الصناعية في الصين تنخفض للعام الثالث

وتعطلت التداولات في كل من تايوان، كوريا الجنوبية، وأستراليا يوم الإثنين بسبب عطلات رسمية.

وفي أسواق السلع، انخفضت أسعار النفط بعد فرض ترمب قيوداً تجارية على كولومبيا، مما أبرز المخاطر التي تواجه الاقتصاد العالمي والتجارة. وتراجع خام برنت، وهو المعيار العالمي، بأكثر من 1% بعد تسجيله أول خسارة أسبوعية في عام 2025.

الفيدرالي الأميركي يستعد للإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير هذا الأسبوع

من المتوقع على نطاق واسع أن يُبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير في ختام اجتماعه الذي يستمر ليومين، والمقرر أن ينتهي يوم الأربعاء، ليكون بذلك أول توقف في دورة خفض الفائدة التي بدأها في سبتمبر الماضي.

ويواصل الاقتصاد الأميركي إظهار قوته، مدعوماً بنمو قوي في التوظيف وتباطؤ وتيرة انخفاض التضخم، مما يجعل من غير الضروري خفض أسعار الفائدة بشكل عاجل، وفقاً لمذكرة صادرة عن مجموعة "ANZ" أعدتها مجموعة من الاقتصاديين، من بينهم شارون زولنر.

وأضاف التقرير: "إلى جانب ذلك، فإن السياسات التجارية والتعريفات الجمركية الأميركية التي لم يتم تأكيدها بعد، إلى جانب جهود الحكومة الفيدرالية لتعزيز الكفاءة، والسياسات الجديدة في قطاع الطاقة، وإجراءات تخفيف القيود التنظيمية، جميعها عوامل تحمل تداعيات على النمو والتضخم، مما يبرر موقف الحذر الذي يتبناه الفيدرالي".

أبرز الأحداث الاقتصادية لهذا الأسبوع

  • الإثنين: كلمة لرئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد وعدد من المسؤولين.
  • الثلاثاء: بيانات ثقة المستهلك الأميركي وطلبات السلع المعمرة، وقرار الفائدة في تشيلي.
  • الأربعاء: بيانات مؤشر أسعار المستهلك في أستراليا، وكلمة لمحافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي، وقرار الفائدة للفيدرالي الأميركي. كما تصدر تقارير الأرباح لشركات تسلا ومايكروسوفت وميتا و"ASML"، إلى جانب قرار الفائدة في كندا والبرازيل.
  • الخميس: كلمة لنائب محافظ بنك اليابان ريوزو هيمينو، وبيانات ثقة المستهلك والبطالة والناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو، بالإضافة إلى قرار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي. كما تُعلن جنوب أفريقيا قرار الفائدة، إلى جانب بيانات الناتج المحلي الإجمالي ومطالبات البطالة في الولايات المتحدة. وتصدر تقارير أرباح أبل ودويتشه بنك وشل.
  • الجمعة: بيانات البطالة في اليابان ومؤشر أسعار المستهلك في طوكيو، إلى جانب بيانات الدخل والإنفاق الشخصي والتضخم وفق مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة. كما تُعلن كولومبيا معدل البطالة وقرار الفائدة.
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

تغيير حجم الخط

هونغ كونغ

2 دقائق

16°C
غيوم قاتمة
العظمى / الصغرى 16°/17°
30.6 كم/س
76%

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.