بيث كويت: تحول الأهواء في دافوس ليس مفاجئاً

درج رؤساء الشركات على استخدام مؤتمر دافوس لتناول أمور مهمة مثل تغير المناخ وسياسات التنوع والمساواة والشمول، لكن هذا أصبح من الماضي

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي خطاباً خاصاً عن بُعد من واشنطن خلال الاجتماع السنوي الخامس والخمسين للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، سويسرا، بتاريخ 23 يناير 2025. - رويترز
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي خطاباً خاصاً عن بُعد من واشنطن خلال الاجتماع السنوي الخامس والخمسين للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، سويسرا، بتاريخ 23 يناير 2025. - رويترز
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

خاطب الرئيس الأميركي دونالد ترمب المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسرية الأسبوع الماضي، بعدما أصدر سلسلة أوامر تنفيذية تقوض سياسات اتحادية راسخة عن "التنوع والمساواة والشمول".

كما وجّه رسالةً صارمةً إلى قطاع الأعمال، إذ طلب من الهيئات الاتحادية الإعداد لتحقيق يشمل "ما يصل إلى تسع" شركات ومؤسسات من القطاع الخاص، بشأن ممارساتها لناحية التنوع والمساواة والشمول. وبدأ قادة الشركات يرددون رسالته هذه، على الأقل من كانوا في دافوس. 

اقرأ أيضاً: 5 عوامل تتحكم بالشركات الأميركية تجدر مراقبتها في 2025

قيم "إنقاذ العالم" تفقد بريقها

لطالما كان اجتماع النخب العالمية هذا مساحةً يتحلق فيها قادة الأعمال حول مشروبات ومقبلات، ليستعرضوا أفكاراً تهدف إلى حلّ بعض مشاكل عالمنا الأكثر إلحاحاً.

 في الماضي، كان المؤتمر أرضية خصبة لعرض مبادرات تعزز التنوع في مكان العمل، والتصدي لتغير المناخ، ودفع الشركات لمعالجة تفاوتات الدخل. لكن مؤتمر دافوس بدا مختلفاً هذا العام، فكثير من الشركات الأميركية بدأت تتخلى عن المبادئ المثالية الهادفة لإنقاذ العالم، وهي مبادئ يقوم عليها المؤتمر.

حتى قبل انتخاب ترمب لولاية ثانية في نوفمبر، كانت مفاهيم مثل "التنوع والمساواة والشمول" و"الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة" تفقد بريقها، وبدأت شركات أميركية كثيرة بتغيير مبادراتها وأهدافها تماشياً مع الواقع السياسي الجديد.

وتراجعت بعض الشركات، ومنها "والمارت" وهي أكبر شركة تضمّ موظفين في القطاع الخاص في الولايات المتحدة، عن بعض جهودها في مجال "التنوع والمساواة والشمول" تحت ضغوط ناشطين يمينيين. كما غادرت مؤسسات مالية كبرى مثل "جيه بي مورغان تشيس" و"بلاك روك" واحداً من أكبر التحالفات التجارية في العالم، الملتزمة بمكافحة التغير المناخي.

اقرأ أيضاً: واحداً تلو الآخر.. زعماء العالم في دافوس يتقبلون قواعد عصر ترمب

الوجه الحقيقي للشركات

أثارت سرعة تغيير بعض الشركات لسياساتها لإرضاء ترمب وأنصاره المعادين لتيار اليقظة الاجتماعية "ووك"، تساؤلات جدية حول مدى إيمانها أصلاً بالخطاب الذي كانت تتشدق به سابقاً. (يوم الخميس، خاطب ترمب مؤتمر دافوس في كلمة متلفزة، مكرراً مواقفه المعتادة، وتلقى بعض الأسئلة غير المحرجة من الرؤساء التنفيذيين الحاضرين).

تعليقاً على هذا التحوّل المفاجئ، قال توم غلوسر، المشارك في مؤتمر دافوس وأحد المديرين الرئيسين في "مورغان ستانلي" وشركة "ميرك" (Merck) في مقابلة مع بلومبرغ نيوز: "الأمر أشبه بسؤالهم هل تكذبون الآن أم كنتم تكذبون؟".

رجح أن يكون بعض الرؤساء التنفيذيين يشعرون بالارتياح اليوم لأنهم "ما عادوا بحاجة للتظاهر"، وقال: "تصرفاتهم وتصريحاتهم ربما بدأت تعكس ما يؤمنون به حقاً".

وصف أحد المسؤولين التنفيذيين هذا التغيير في حديثه لمنصة "ديل بوك" (DealBook) التابعة لصحيفة "نيويورك تايمز" بأنه "عودة مبهجة" إلى "العصر السابق"، فيما قال آخر إنه يفضل إلغاء القيود الناظمة وزيادة إنتاج الطاقة وتعزيز الاستثمار.

عالم ترمب

لكن لا شكّ أن بعضهم خرج عن هذه القاعدة في دافوس، حيث صرّح كلّ من رئيس "جيه بي مورغان" التنفيذي جايمي ديمون، ورئيس "غولدمان ساكس" التنفيذي ديفيد سولومون، خلال إطلالات تلفزيونية أنهما سيستمران بالتركيز على برامج التنوع والمساواة والشمول، رغم ضغوط من المساهمين المناهضين لهذا التوجه. وقال ديمون متحدياً "فليرونا ما لديهم".

لكن بنظر كثير من المشككين بشعار "إنقاذ العالم" الذي رفعته الشركات الكبرى، فإن هذه التصريحات ليست كافية لدحض الشعور بأن هذا التحوّل في أجواء دافوس دليل جديد على أن معظم الخطاب المثالي السابق، كان مجرد استعراض دعائي لا يعبر عن قناعة حقيقية.

قالت أليسون تايلور، أستاذة إدارة الأعمال في جامعة نيويورك ومؤلفة كتاب (Higher Ground: How Business Can Do the Right Thing in a Turbulent World) يبدو أن رسالة دافوس هذا العام هي "قضي الأمر، إن هذا عالم ترمب الآن، وزمن سياسات التنوع والمساواة والشمول قد ولّى".

لكنها أشارت إلى أنه عادة ما تكون توقعات ما يسمى "إجماع دافوس" مغلوطة. في 2016، توقعوا ألا يفوز ترمب بالانتخابات الرئاسية، ثمّ توقعوا أن يفوز في 2020، وأن يحصل ركود في 2023. (ومن المرات النادرة التي أصاب فيها حضور دافوس كانت حين توقعوا فوز ترمب في انتخابات العام الماضي).

اقرأ أيضاً: انقلاب مواقف قادة الأعمال تجاه ترمب يشعل أجواء دافوس

يصعب أن تصيب توقعاتك عما سيحدث في العالم حين تأتي من داخل فقاعة مترفة في جبال الألب.

بالعودة إلى العالم الحقيقي، تمكنت شركة "كوستكو هولسيل" (Costco Wholesale) الأسبوع الماضي من التغلب بسهولة على اقتراح قدمه بعض المساهمين سعى لتقويض جهودها في تعزيز التنوع، وكان ذلك تذكيراً بأن الأمر ربما لم ينته كلياً بعد.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان
Beth Kowitt

Beth Kowitt

Senior columnist @opinion
للإتصال بكاتب هذا المقال:@bethkowitt

تغيير حجم الخط

واشنطن

8 دقائق

13°C
غائم جزئي
العظمى / الصغرى 11°/13°
22.2 كم/س
36%

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.