بلومبرغ: ترشيحات ترمب لتولي المناصب تذكر بفوضى مألوفة

مقدم البرامج في قناة "فوكس نيوز" بيت هيغسيث مرشح لتولي منصب وزير الدفاع

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوقع مرسوماً - المصدر: بلومبرغ
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوقع مرسوماً - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

يعكس اختيار الأشخاص لتولي مناصب مهمة السياسات المتوقعة، كما يقول الشعار السائد إبان فترة الرئيس الأميركي الراحل دونالد ريغان، وبالتالي فإن إدارة دونالد ترمب الثانية من المحتمل أن تكون غير تقليدية -إن لم تكن كارثية- على غرار ما حدث أثناء إدراته الأولى. ويقع على عاتق الجمهوريين في مجلس الشيوخ تخفيف حدة الأضرار المحتملة. 

الخبر الجيد هو أن بعض الأسماء المتوقع أن يختارها ترمب هم موظفون حكوميون لديهم خبرة في الخدمة العامة وآراء قد تُعتبر طبيعية أو معتدلة. فعلى سبيل المثال، لا يحتاج المرء إلى الاتفاق كثيراً مع السيناتور ماركو روبيو ليقر بأنه مؤهل لمنصب وزير الخارجية. الأمر نفسه ينطبق على النائب مايك والتز، المرشح لمنصب مستشار الأمن القومي، وجون راتكليف، المرشح لرئاسة وكالة الاستخبارات المركزية.

يمكن القول إن أسماء مسؤولين آخرين متوقع اختيارهم، أقل ملاءمة بشكل واضح لشغل تلك المناصب. فمقدم البرامج في قناة "فوكس نيوز"، بيت هيغسيث، المرشح لتولي منصب وزير الدفاع، هو من المحاربين القدامى المتميزين، ولكن لا يوجد سبب وجيه للاعتقاد بأنه قادر على إدارة 3 ملايين موظف في "البنتاغون"، والميزانية البالغة 840 مليار دولار. كما أن النائبة السابقة تولسي غابارد، صاحبة المواقف المتعاطفة مع ديكتاتوريين أجانب، تبدو أقل ملاءمة لإدارة الاستخبارات الوطنية. 

من الأفضل عدم التطرق إلى مات غايتس، الشخصية الديماغوجية المثيرة للجدل، وقد خضع للتحقيق من قبل السلطات الفيدرالية بشأن مزاعم تتعلق بجرائم جنسية، إذ يبدو أن ترمب يرغب في ترشيحه لمنصب المدعي العام. 

من المتوقع أن تكون هناك ترشيحات غريبة أخرى في المستقبل. فمن المحتمل ترشيح المزيد من المخادعين والمحتالين الذين يدورون في دائرة ترمب، لتولي مناصب ذات أهمية على الصعيد الوطني. 

ينبغي على أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، وخاصة زعيم الأغلبية المنتخب حديثاً جون ثون، أن يكونوا يقظين تجاه اختيار الأشخاص غير المؤهلين، ومستعدين لرفضهم. القيام بذلك سيكون واجباً وطنياً كما أنه يصب في مصلحتهم، إذ أن غياب الكفاءة في الأشخاص الذين يشغلون المناصب العليا سيعرقل تنفيذ برنامجهم. 

مع حصول ترمب على تفويض قوي نسبياً في الانتخابات، فإنه -حتى الآن وبعد كل ما حدث- يستحق بعض الحرية في تشكيل فريقه. من المهم أيضاً التأكيد على أن وجود مسؤولين مؤهلين حول الرئيس يصب في مصلحة الجميع، ولا ينبغي انتقاد الموظفين العموميين الذين يسعون لمساعدته في أداء وظيفته. المصلحة العامة يجب أن تتفوق على الاعتبارات الحزبية في أداء المهام الحكومية.

مع ذلك، فمن المناسب توخي الحذر، فقد أعلن عدد كبير من المسؤولين في ولاية ترمب الأولى أنه غير مؤهل لتولي المنصب، بينهم نائب الرئيس ووزير الخارجية ووزير العدل واثنان من مستشاري الأمن القومي واثنان من وزراء الدفاع واثنان من رؤساء هيئة الأركان، وربما العشرات من كبار المسؤولين البارزين الآخرين.  

لن يكون من المفاجئ إذا توصل فريقه خلال فترة ولايته الثانية إلى نفس الاستنتاج ولذات الأسباب. ومع ظهور هذه الحقيقة الجديدة، يتعين على البلاد ببساطة التكيف معها بأفضل ما يمكن. 

خلاصة

يتوقع أن تكون الإدارة الثانية لدونالد ترمب غير تقليدية، وربما مثيرة للجدل مثل ولايته الأولى، مع تسليط الضوء على أهمية اختياراته للمناصب العليا. بعض المرشحين المحتملين، مثل ماركو روبيو ومايك والتز، يتمتعون بخبرة ومؤهلات مناسبة، في حين تثير ترشيحات أخرى، مثل بيت هيغسيث وتولسي غابارد، القلق بشأن الكفاءة والملاءمة. هذا يضع مسؤولية كبيرة على عاتق الجمهوريين في مجلس الشيوخ، وخاصة زعيم الأغلبية جون ثون، لرفض أي ترشيحات غير مؤهلة حفاظاً على الكفاءة في إدارة الحكومة.
 
في الوقت نفسه، يؤكد المقال على أهمية السماح لترمب ببعض الحرية في تشكيل فريقه لضمان تنفيذ أجندته. ومع ذلك، من الضروري أن تكون المصلحة الوطنية هي الموجه الأساسي في اختيار المسؤولين، خاصة مع انتقاد العديد من كبار المسؤولين ترمب في ولايته الأولى لعدم أهليته لإدارة الحكومة. مع هذه التحديات، تبقى الحاجة إلى التكيف مع الواقع السياسي الجديد أمراً حتمياً لضمان استقرار العمل الحكومي.
هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

تغيير حجم الخط

واشنطن

3 دقائق

11°C
غيوم متناثرة
العظمى / الصغرى 10°/12°
6.4 كم/س
70%

هل يقوض ترمب مكتسبات العمال في عهد سلفه؟

انتصارات الحركة العمالية تهددها مناهضة الحكومة العتيدة التي ستضطر إلى المال لتشديد الجهود

time reading iconدقائق القراءة - 8
دونالد ترمب متجهاً ليلقي كلمة أمام نقابة سائقي الشاحنات في مقرها في واشنطن العاصمة في يناير 2024 - Getty Images
دونالد ترمب متجهاً ليلقي كلمة أمام نقابة سائقي الشاحنات في مقرها في واشنطن العاصمة في يناير 2024 - Getty Images
المصدر:

بلومبرغ

شهد العمال في الولايات المتحدة انتعاشاً ملموساً في السنوات الأخيرة بعد عقود من التحديات، لكن انتخاب دونالد ترمب رئيساً جديداً قد يهدد المكتسبات التي حققوها.

حقق العمال في عهد الرئيس جو بايدن مكاسب غير مسبوقة، من أبرزها توقيع عقود نقابية تاريخية مع كبرى شركات صناعة السيارات واستوديوهات هوليوود وشركتي "يو بي إس" و"بوينغ". كما نجحوا في تأسيس نقابات جديدة في عمالقة التكنولوجيا والمطاعم مثل "أبل"، و"أمازون"، و"مايكروسوفت"، و"تشيبوتلي"، و"ستاربكس".

في بداية جائحة كورونا، واجه العمال تحديات كبيرة، مما جعل التغيير أمراً ضرورياً، خصوصاً مع نقص العمالة الناجم عن ظروف الوباء. وقد لعبت إدارة بايدن دوراً بارزاً في دعم هذه التحولات، حيث اتسم بعض المسؤولين الذين عينهم بايدن بصرامة غير معهودة في مواجهة الشركات، وجاءت السياسات الصناعية داعمة لمصالح العمال.

حتى أن بايدن شارك شخصياً في أحد الاعتصامات العمالية، مما أتاح فرصاً جديدة للعمل النقابي، وهي مكاسب قد يسعى ترمب إلى التراجع عنها.

رئيس صاحب خبرة

حذّر دانيال فيسينتي، المدير الإقليمي لاتحاد عمال المركبات من أن كل هذه المنجزات "عرضة للخطر... لأن كل شيء سيزداد صعوبة، من التنظيم إلى التفاوض على عقود أقوى، وصولاً إلى الإضرابات".

ولأن ترمب اكتسب خبرة من الممارسة، يُتوقع أن يكون أسرع في إحداث مزيد من ذلك مع "تركيز على التخفيف من القيود الناظمة"، حسب رأي بول ديكامب، المحامي المتخصص في شؤون الشركات الذي تولى الإشراف على إنفاذ سياسات الأجور وساعات العمل في إدارة جورج دبليو بوش. أضاف ديكامب: "إن أفضل إعداد لتولي الرئاسة هو أن تكون قد شغلت هذا المنصب سابقاً".

أصدر بعض المسؤولين الذين عيّنهم بايدن قوانين تهدف إلى إلغاء اتفاقيات عدم المنافسة، وزيادة العمال المؤهلين للاستفادة من الأجر الإضافي، واقترحوا أيضاً تشريعات لحماية العمال من التعرض للحرّ. لكن إن تولى إدارة الهيئات الناظمة مسؤولون مقربون من الشركات، ودعمهم قضاة ذوو عقلية مشابهة، فإن هذه الجهود ستصبح على الأرجح في خبر كان.

يتضمن "مشروع 2025"، وهو خطة أعدها مستشارون ومسؤولون سابقون من إدارة ترمب الأولى، مقترحات لتخفيف القوانين المتعلقة بالسلامة والتمييز وعمالة الأطفال، بالإضافة إلى اقتراح بإلغاء النقابات العمالية في القطاع العام.

وقد أشار ترمب خلال حملته الانتخابية إلى أنه سيمنح صديقه إيلون ماسك فرصة لخفض الميزانية الاتحادية، ما يعني حتماً خفض عدد الموظفين. كما أن تشدد ترمب المتوقع في التعامل مع قضايا الهجرة قد يمنح أصحاب العمل نفوذاً أكبر في كف تذمر العمال.

محاربة النقابات

سواء قُدّر للجمهوريون أن يسيطروا على مجلس النواب أم لا، فإن من يعينهم ترمب يمكنهم تغيير مسار تشريعات الطاقة الخضراء التي تبناها بايدن، وقد جلبت مئات مليارات الدولارات على هيئة إعفاءات ضريبية وقروض ومنح مصحوبة بضمانات تهدف إلى تعزيز النقابات، أو على الأقل الوظائف اللائقة. وتعتمد قوة هذه الضمانات إلى حد كبير على اختيار الوكالات الاتحادية لكيفية تطبيقها، أو عدم تطبيقها.

يستطيع ترمب أن يقلّم بسرعة مخالب المجلس الوطني لعلاقات العمل، وهي الهيئة الاتحادية الوحيدة الموكلة بفرض معظم حقوق العمال بالانتظام النقابي أو الاحتجاج على ظروف عملهم. 

كانت جينيفر أبروزو، المستشارة العامة للمجلس في إدارة بايدن، من أشد الداعمين لحقوق العمال في واشنطن خلال السنوات الماضية. إلا أن ترمب سيكون قادراً على عزلها من منصبها منذ اليوم الأول لتسلمه السلطة، مثلما فعل بايدن مع سلفها.

في غضون ذلك، يحث بعض مؤيدي قطاع الأعمال ترمب على الإقدام على خطوة مشكوك بقانونيتها، تقضي بفصل كافة الأعضاء الديمقراطيين في مجلس علاقات العمل، حتى يتسنّى له إلغاء الأحكام المؤيدة للنقابات بأسرع وقت. ينص القانون على أنه يمكن فصل أعضاء المجلس فقط بسبب "الإهمال أو سوء السلوك"، إلا أن بعض الشركات مثل "سبيس إكس" التي يملكها ماسك تعتبر أن هذه قيود غير دستورية.

وقال مايكل لوتيتو، الرئيس الشريك لقسم العلاقات الحكومية في مكتب محاماة "ليتلر" الذي يميل إلى إدارات الشركات إن "الرئيس ترمب رمز للتفكير من خارج الصندوق... أعتقد أن كل الخيارات واردة".

سيدفع فقدان الحلفاء في واشنطن بعض المدافعين عن حقوق العمال إلى تعزيز جهودهم لتحقيق مكاسب على مستوى الولايات والمدن، مثل رفع الحد الأدنى للأجور، وإلزامية الإجازات المرضية، أو إلغاء الحضور القسري لاجتماعات مناهضة للعمل النقابي.

وقد أبدى الناخبون في ولايات بينها ميسوري ونبراسكا، وربما ألاسكا (بعد احتساب العدد الأكبر من الأصوات)، تأييدهم لبعض أو كل هذه السياسات الأسبوع الماضي. إلا أن هذه المكاسب قد لا تعمّر طويلاً، فالتوجه اليميني الواسع في القضاء خلال فترة ترمب الأولى، دفع مؤيدي حقوق العمال إلى التردد في تقديم دعاوى أمام مجلس علاقات العمل ضد شركات مثل "أوبر" و"ليفت"، حتى في عهد بايدن.

تعيين القضاة

في يوم الانتخابات، ألغى قضاة استئناف كان قد عيّنهم ترمب خلال ولايته الأولى قراراً فرضه بايدن يلزم المتعهدين الحكوميين بدفع 15 دولاراً في الساعة على الأقل للعمال، معتبرين أن الحد الأدنى للأجور "اعتباطي".

وكما في مجالات أخرى كثيرة، فإن إرث ترمب الأكثر استدامة قد يكون المحكمة العليا. فإذا ما تقاعد القاضيان سامويل ألِيتو وكلارنس توماس خلال ولايته المقبلة، سيصبح ترمب من عيّن غالبية قضاة المحكمة العليا، ويمكن أن يبقوا في مناصبهم لما تبقى من حياة كثير من قراء "بلومبرغ بيزنيسويك".

بعيداً عن التفاصيل، إن تقويض عودة ترمب إلى السلطة لكثير من مكتسبات العمال التي تحققت في عهد بايدن يكاد يكون محققاً. قال نيلسون ليختنستاين، المؤرخ المتخصص في قضايا العمل بجامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، إن ذلك "سيطلق يد أصحاب العمل لفعل ما يريدون".

لكن من ناحية أخرى، هذه المكتسبات لم تكن هدية مجانية. إذ قالت جينيفر أبروزو، المستشارة العامة لمجلس علاقات العمل، إنه إذا توقف المسؤولون الحكوميون عن دعم العمال، "أعتقد أن العمال سيتولون زمام الأمور بأنفسهم".

اعتبرت أتويا دورا-لاسكي، وهي موظفة لدى "تشيبوتلي ميكسيكان غريل" وكان لها دور قيادي في المفاوضات حول حقوق العمال في مكان عملها في لانسنغ بولاية ميشيغان، أن تزايد التهديدات لحقوق النساء العاملات وذوي الميول المختلفة والمهاجرين في عهد ترمب، أسباب إضافية تدفع إلى تعزيز التضامن. أضافت: "حين يفقد الناس الأمل في المؤسسات السياسية، يفتح ذلك مجالاً للنقابات لتتدخل وتملأ الفراغ".

تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

تغيير حجم الخط

واشنطن

3 دقائق

11°C
غيوم متناثرة
العظمى / الصغرى 10°/12°
6.4 كم/س
70%

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.