"تسلا" تعود للتركيز على السيارات الكهربائية

المستثمرون متحمسون بفضل أداء أنشطة السيارات الكهربائية

time reading iconدقائق القراءة - 7
إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة \"تسلا\" - Getty Images
إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" - Getty Images
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

بعد أسبوعين من فعالية الكشف عن "روبوتاكسي" التي جاءت دون التطلعات، حولت "تسلا" استراتيجيتها بنجاح أكبر بالعودة على التركيز على صناعة السيارات. ومع ذلك، جاءت مكالمة مناقشة الأرباح التي أجرتها الشركة مساء الأربعاء بنفس الغموض والارتباك اللذين طغيا على تلك الفعالية. بشكل عام، يُعد ذلك تهيئة لربع أخير حاسم من 2024 وللعام المقبل؛ وهو الأهم.

تخطت "تسلا" توقعات الأرباح للمرة الأولى منذ خمسة أرباع، وإن كانت تلك التوقعات قد انخفضت بنحو النصف خلال العام المنصرم. هامش الربح الإجمالي لقطاع السيارات في الشركة باستبعاد تأثير بيع أرصدة انبعاثات الكربون -والذي يحظى بمتابعة كبيرة- توقف عن التراجع ليعاود الصعود ويسجل أعلى مستوياته منذ نهاية العام الماضي. كما بلغ التدفق النقدي الحر 2.74 مليار دولار، وهو الأعلى منذ عامين. وأبدت الشركة تفاؤلاً حيال مبيعاتها من السيارات، متوقعة زيادة طفيفة في عام 2024 مقارنة مع 2023، على عكس توقعات السوق الحالية، وهذا يعني احتمال أن تبيع أكثر من نصف مليون سيارة في ربع واحد لأول مرة في تاريخها.

تحفظات وتوقعات النمو

لكن هناك بعض التحفظات. أشارت "تسلا"، دون توضيح، إلى تأثير إقرار الإيرادات المؤجلة من منتجات "القيادة الذاتية الكاملة"، وهو بند لا يمكن التنبؤ به في هوامش قطاع السيارات. علاوة على ذلك، سجلت مبيعات أرصدة انبعاثات الكربون ثاني أعلى مستوياتها على الإطلاق بعد الربع السابق، وقد تجاوزت المبيعات في الأرباع الثلاثة الأولى من العام الحالي مبيعات 2023 بأكمله. لا شك أن التدفق النقدي الحر المرتفع بشدة استفاد من نمو الأرباح، لكن 60% منه تقريباً جاء من زيادة الحسابات مستحقة الدفع، وهي فواتير مؤجلة في الأساس.

يبدو أن توقعات نمو مبيعات السيارات في 2024 سلاح ذو حدين. كانت الشركة لا تزال تبني مخزونها في الربع الثالث وتقدم حلول تمويل بدون فائدة في الولايات المتحدة، مما قد يؤدي إلى تراجع هوامش الربح لهذا الربع.

اللافت للنظر أن الرئيس التنفيذي إيلون ماسك أكد على فكرة النمو، متوقعاً زيادة ما بين 20% و30% في تسليم السيارات خلال عام 2025، وهو أعلى بكثير من التوقعات الحالية. ومن المفترض أن يعتمد هذا النمو على "مركبات جديدة من بينها المزيد من الطرز ميسورة الأسعار" تقول الشركة إنها ستبدأ إنتاجها في النصف الأول من العام المقبل.

قفزة في القيمة السوقية

قفزت القيمة السوقية لتسلا حوالي 12% خلال تداولات ما بعد إغلاق السوق، مما أضاف حوالي 80 مليار دولار لقيمتها، وهذا يعادل تقريباً ضعف قيمة شركة "فورد موتورز"، لتعوض بذلك الخسارة التي تلت فعالية "روبوتاكسي" المخيبة للآمال. وهو أمر أقل ما يُقال فيه إنه غريب!

فقد شعر المستثمرون بالقلق قبل أسبوعين بعد أشهر من الترقب حين لم تكشف "تسلا" سوى عن القليل من التفاصيل المهمة المتعلقة باستراتيجيتها للسيارات ذاتية القيادة، التي تُعد عاملاً جوهرياً في تقييمها وكان من المفترض أن تحل محل استراتيجية السيارات الكهربائية الرخيصة التي انهارت في بداية العام. لكنهم متحمسون الآن فيما يبدو بفضل الأداء الأفضل من المتوقع لنشاط السيارات الكهربائية الأساسي للشركة، رغم التحفظات سالفة الذكر، ولأهداف النمو الجديدة. وتستند هذه الأهداف على "طرز ميسورة الأسعار" لم نرها بعد لكن من المفترض إطلاقها خلال أشهر قليلة.

تطلعات ماسك

في الوقت نفسه، كرر ماسك رسالته حول إطلاق سيارات الأجرة ذاتية القيادة في 2026، وسيارات القيادة الذاتية بالكامل غير الخاضعة للإشراف في ولايتي تكساس وكاليفورنيا العام المقبل (إذا وافقت الجهات التنظيمية)، بجانب الروبوت "أوبتيموس" الذي قدمه قبل أسبوعين وأثار خيبة أمل واسعة. النقطة الجديدة الوحيدة اللافتة هي قوله إن على السلطات الفيدرالية التصريح بتشغيل السيارات ذاتية القيادة، مضيفاً أنه "إذا كان هناك قسم معني بالكفاءة الحكومية، فسأسعى لتحقيق ذلك"، ملمحاً إلى الفوائد المحتملة التي قد تصب في صالحه من نجاح حملة رئاسية معينة يدعمها بملايين الدولارات.

بعبارة أخرى فإن الإضافة الوحيدة هنا هي أن أنشطة السيارات الكهربائية، وليست هي الركيزة الأساسية لتقييم "تسلا" على أي حال، أوقفت التراجع في هوامشها لربع واحد فحسب ولربما تسجل نمواً معقولاً العام المقبل، وفقاً لتصريح آخر من ماسك لا يريد أن ينقله عنه أحد.

"تسلا" تواجه اختباراً حقيقياً

على مدار العامين الماضيين أو نحو ذلك، تراجعت أسهم "تسلا" بصفة عامة بعد فقاعة 2021. وحدثت موجات بيع متكررة بفعل مؤشرات على تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية وانخفاض الهوامش، بجانب بيع ماسك بعض أسهمه في 2022. لكن رؤى ماسك وأهدافه المتأثرة بشكل متزايد بالذكاء الاصطناعي أعادت تعزيز ثقة المستثمرين.

ورغم غرابة اعتماد انتعاش أسهم "تسلا" يوم الأربعاء على قطاع السيارات الكهربائية بالشركة، هذا التحول يمثل اختباراً للشركة على المدى القريب. فقد تعهد ماسك بطرح طرز جديدة (لم يتم الكشف عنها بعد)، وبتسارع كبير في نمو مبيعات السيارات الكهربائية، وسيارات ذاتية القيادة حقيقية في ولاية واحدة على الأقل، وكل ذلك في غضون 9 أو 12 شهراً تقريباً. ويستمر الحديث في حين تقترب "تسلا" بسرعة كبيرة من عدة مواعيد نهائية حاسمة.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

تغيير حجم الخط

تكساس

3 دقائق

21°C
غيوم قاتمة
العظمى / الصغرى 20°/21°
25.9 كم/س
14%

سعر سهم "تسلا" يقفز 22% ويقود انتعاشة وول ستريت

وول ستريت ترى فرصة بنسبة 85% تقريباً بأن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة أساس في الشهر المقبل

time reading iconدقائق القراءة - 6
متداولون يتابعون أسعار الأسهم بقاعة التداول ببورصة نيويورك - بلومبرغ
متداولون يتابعون أسعار الأسهم بقاعة التداول ببورصة نيويورك - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

سجلت مؤشرات الأسهم الأميركية أول ارتفاع لها في هذا الأسبوع، مع تقييم المتداولين لعدد كبير من أرباح الشركات بحثاً عن أدلة حول صحة أكبر اقتصاد في العالم. وانتعشت سندات الخزانة بعد أيام من الخسائر.

وصل مؤشر "العظماء السبعة" إلى أعلى مستوى له منذ ثلاثة أشهر، مع ارتفاع سعر سهم "تسلا" بنسبة 22% مسجلاً أقوى صعود له منذ مايو 2013. أعلنت شركة السيارات الكهربائية العملاقة التابعة لإيلون ماسك عن تحقيق أرباح قوية وتتوقع نمواً 30% في مبيعات السيارات العام المقبل. صعد سعر سهم "يونايتد بارسل سيرفيس" (United Parcel Service) –والذي يُعد مؤشرا للأداء الاقتصادي– بنسبة 5.3% بعد عودة الشركة إلى نمو المبيعات والأرباح. فشلت نتائج شركتي "آي بي إم" و"هاني ويل انترناشيونال" في رفع أسعار الأسهم.

آفاق إيجابية


قال دانييل سكيلي، من فريق أبحاث واستراتيجيات إدارة الثروات في "مورغان ستانلي": "على الرغم من احتمال حدوث المزيد من التقلبات مع ورود المزيد من نتائج الأعمال، والاقتراب من انتخابات نوفمبر، فإن آفاق السوق على المدى الطويل تظل قوية".

بالكاد تحركت السوق بعد البيانات الاقتصادية يوم الخميس، إذ فاقت مبيعات المنازل الجديدة التقديرات، وانخفضت طلبات إعانة البطالة الأولية، وتوسع نشاط الأعمال بوتيرة قوية.

قال توم إيساي من "ذا سيفنز ريبورت" (The Sevens Report): "البيانات المعتدلة المتوافقة التوقعات (والتي ليست جيدة جداً أو سيئة للغاية) تعد أفضل نتيجة لاستمرار انتعاش الأسهم والسندات".

ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.2%، ليتخطى مستوى 5800 نقطة من جديد. وارتفع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.8%. هبط مؤشر داو جونز الصناعي 0.3%، منخفضاً لليوم الرابع على التوالي، متكبداً أطول سلسلة خسائر منذ يونيو.

انخفضت عائدات السندات الأميركية لأجل 10 سنوات أربع نقاط أساس إلى 4.2%. سجل مزاد لسندات الخزانة المحمية من التضخم بقيمة 24 مليار دولار يوم الخميس أدنى عائد هذا العام وسط تفوق أداء سندات الخزانة المحمية من التضخم منذ خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الشهر الماضي.

تراجعت أسعار النفط بعدما طغت المخاوف من زيادة العرض على المخاطر الناجمة عن الضربة الانتقامية الإسرائيلية المحتملة على إيران.

خفض "أبطأ" للفائدة

قال سام ستوفال من "سي إف آر إيه" (CFRA): "يبدو أن السوق مدفوعة بالنتيجة المتوقعة لفترة نتائج الأعمال، والانتخابات الرئاسية، وتفسير سوق السندات للإجراءات النقدية المستقبلية من قبل الاحتياطي الفيدرالي. يرى المستثمرون أن مرونة الاقتصاد والتوظيف تجبر الاحتياطي الفيدرالي على أن يكون (أبطأ في خفض أسعار الفائدة)".

ولا يزال ستوفال  يتوقع خفض الفائدة مرتين بمقدار 25 نقطة أساس في 2024. وتقدّر أسواق المال حالياً فرصة بنسبة 85% تقريباً بأن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة أساس في الشهر المقبل، وحوالي 135 نقطة أساس من التيسير النقدي بحلول نهاية 2025.

في حين أن سوق الأسهم لا تزال منخفضة على مدار تعاملات الأسبوع، إلا أن هذا الهبوط لم يؤثر على الإشارات الفنية الصعودية المتراكمة لمؤشر "إس آند بي 500". إذ يواصل مؤشر الأسهم الأميركية التداول فوق متوسطه المتحرك لمدة 200 يوم بمسافة كبيرة، مسجلاً أكثر من 240 يوماً متتالياً فوق الخط طويل الأجل المراقب عن كثب.

توقعات باستمرار ارتفاع الأسهم الأميركية

في الحالات الـ13 السابقة عندما أغلق المؤشر فوق متوسطه لمدة 200 يوم لمدة 242 يوماً متتالياً على الأقل، مع انخفاض المؤشر بأقل من 3% عن مستواه القياسي، واصل المؤشر تحقيق مكاسب بمتوسط 7.2% في الأشهر الستة التالية، مرتفعاً في جميع الحالات باستثناء حالتين، وفق تحليل "سنتيمن تريدر" (SentimenTrader).

قال كريغ جونسون من "بايبر ساندلر": "على المدى القريب، من المتوقع حدوث تراجعات/جني أرباح في ضوء حالة عدم اليقين المحيطة بالانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، وعدم اليقين الجيوسياسي، وموسم نتائج الأعمال"، و "نبقي على مستهدف مؤشر (إس آند بي 500) لنهاية العام عند مستوى 6,100 نقطة".

من جهتها، قالت سوليتا مارسيلي، من "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" (UBS Global Wealth Management): "نرى مجالًا لارتفاع الأسهم الأميركية. لدينا رؤية جذابة لقطاع التكنولوجيا، بالإضافة إلى قطاعات المرافق والخدمات المالية وتقديرات المستهلكين وخدمات الاتصالات".

يشير كريس سينيك من "وولف رييسرش" إلى أن تركيز السوق وصل إلى أعلى مستوياته منذ حقبة "الخمسين الأنيقة" في ستينيات القرن الماضي- حيث تمثل أكبر سبع شركات نحو 30% من وزن السوق، وتمثل أكبر 25 شركة 48% منها.

وقال إنه خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، تميزت هذه الشركات المفضلة في السوق بنمو أرباحها المستمر ونسب سعر إلى أرباح مرتفعة تماثل "العظماء السبعة". وفي نهاية المطاف، كانت البيئة التضخمية التي سادت السبعينيات وما أعقبها من فترات الركود في منتصف السبعينيات وأوائل الثمانينيات هي التي كسرت هذا الاتجاه.

وأضاف سينيك: "وبطريقة مماثلة، لا نتوقع تغير الاتجاهات الحالية حتى الركود التالي و/أو عندما يتضاءل حماس الذكاء الاصطناعي بشكل كبير"، و"مع ذلك، ما زلنا متفائلين بشأن توسع السوق بما يتوافق مع توصياتنا بامتلاك أسهم دورية"، مشيراً إلى أن أسهم القطاع المالي هي المفضلة بالنسبة إليه.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.