بلومبرغ
تستعد الهيئة العامة للاستثمار الكويتية، التي تدير استثمارات حكومية بأكثر من 800 مليار دولار، لأحد أفضل أعوامها المالية على الإطلاق، في ضوء الارتفاع العام للسوق الذي حقق عوائد تعادل 10% أو أكثر لصندوق الثروة السيادي في البلاد.
يتركز أكثر من 50% من استثمارات الهيئة في الولايات المتحدة، وفق أشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم خلال مناقشة معلومات سرية. وأضافوا أن الارتفاع الذي سجله مؤشرا "إس آند بي 500" و"ناسداك 100" العام الماضي، ساعد في زيادة العوائد خلال الأحد عشر شهراً الممتدة حتى فبراير.
يشير ذلك إلى تعافي أرباح الصندوق مقارنة بالعام الماضي، الذي ثبتت فيه العوائد تقريباً، وفق الأشخاص. ولم تتوفر تفاصيل بشأن الأداء خلال العام المنتهي في مارس 2022 مباشرة، كما لم يتسن الاتصال بممثلي الهيئة للحصول على تعليق.
استثمارات كويتية حول العالم
بعيداً عن الولايات المتحدة، توجد أكبر استثمارات الهيئة في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، يليها آسيا والأسواق الناشئة، وفق الأشخاص.
وتعد الهيئة العامة للاستثمار الكويتية من أكبر صناديق الثروة في العالم، ولا تفصح رسمياً عن قيمة أصولها. ونادراً ما يعلق المسؤولون عن استراتيجيتها، بل ويحيطون حجم محفظتها الاستثمارية وتوزيعها بدرجة كبيرة من السرية.
اقرأ المزيد: الصندوق السيادي الكويتي يدير أصولاً بـ250 مليار دولار عبر مكتب لندن
أشارت أحدث البيانات الرسمية المتاحة، التي تعود إلى 3 أعوام، إلى أن صندوق الأجيال القادمة الكويتي -وهو وعاء ادخاري وطني تديره الهيئة- حقق عوائد بنسبة 33% خلال العام المنتهي في مارس 2021، من بينها أرباحاً بنسبة 38% حققها مكتب الاستثمار الكويتي، ذراع الهيئة في لندن.
من شأن تحقيق عوائد تتجاوز 10% أن ترفع القيمة السوقية للأصول التي تديرها الهيئة قرب تريليون دولار، ما سيقلص الفجوة مع جهاز أبوظبي للاستثمار، الذي يعتبر أكبر صندوق استثمار تموله الدولة في الخليج، فيما يعد صندوق الثروة النرويجي أكبر صندوق سيادي في العالم، بأصول قيمتها 1.6 تريليون دولار، وفي المرتبة الثانية "تشاينا إنفستمنت كورب" (China Investment Corp.)، الصندوق السيادي الصيني.
اهتمام بالائتمان الخاص
سيمثل هذا الأداء دفعة إيجابية لصندوق أحاطت به التحديات في الأعوام الماضية، وتزامنت مع فترة الأزمة السياسية في الكويت. من الناحية التاريخية، طالما كانت الهيئة من أكبر المستثمرين العالميين، وتملك حيازات في "بلاك روك" و"مرسيدس"، كما اشترت حصة في "سيتي غروب" خلال أزمة 2008، وباعتها لاحقاً بربح يتجاوز مليار دولار.
لا يزال الصندوق يعتبر نفسه نشطاً، ويتعهد بالاستثمار في أشباه الموصلات والقطاعات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وفق الأشخاص.
تسعى الهيئة أيضاً إلى زيادة استثماراتها في الائتمان الخاص، بحسب الأشخاص، حيث أصبحت السوق البالغ حجمها 1.7 تريليون دولار منافسةً قويةً للقروض التقليدية، كما تجذب المستثمرين بتقديم عوائد أعلى متغيرة الفائدة.
أبرم "غولدمان ساكس" في الآونة الأخيرة مع "مبادلة للاستثمار"، ومقرها في أبوظبي، شراكة بقيمة مليار دولار للبحث عن صفقات الائتمان الخاص في آسيا. كما يوجه جهاز أبوظبي للاستثمار مزيداً من أمواله في الملكيات الخاصة.
جهود تنويع الاقتصاد الكويتي
تعد الهيئة أقدم صندوق ثروة في العالم، وتعود أصولها إلى ما قبل تأسيس دولة الكويت الحديثة. ويؤدي الصندوق دوراً محورياً في جهود تنويع اقتصاد البلاد بعيداً عن النفط، وتشمل محفظة استثماراته حصصاً في موانئ ومطارات ونظم توزيع الكهرباء تنتشر في أرجاء العالم.
وبخلاف صندوق الأجيال القادمة، تدير الهيئة أيضاً صندوق الاحتياطي العام (الخزينة العامة للدولة)، التي تعد المصدر الرئيسي الذي تمول منه الحكومة الموازنة.
اقرأ المزيد: صندوق النقد: تأخر إصلاحات الكويت المالية يعيق تنويع الاقتصاد
تعتبر الكويت خامس أكبر دولة منتجة للنفط في منظمة "أوبك"، وقالت الحكومة إنها ملتزمة بالوصول إلى الحياد الكربوني في قطاع النفط والغاز بحلول 2050، وفي القطاعات الأخرى بحلول 2060، تماشياً مع الأهداف المشابهة التي حددتها الدول المجاورة في الخليج.
لتحقيق هذا الهدف، تستثمر الهيئة في مشروعات الطاقة المتجددة، وتواصل السعي إلى امتثال استثماراتها لمعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية على الوجه الأكمل، وفق الأشخاص.