الألعاب الأولمبية في زمن كورونا.. لا عناق ولا تشجيع

time reading iconدقائق القراءة - 7
لاعبان في إحدى بطولات الأولمبياد السابقة - المصدر: بلومبرغ
لاعبان في إحدى بطولات الأولمبياد السابقة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

أهلاً بكم في دورة الألعاب الأولمبية بنسخة كورونا. هنا، العناق والتهنئة بضرب الكف بالكف والمصافحة أشكال غير ضرورية من الاحتكاك.

عليكم أن تمتنعوا أيضاً عن التشجيع والغناء والصراخ. هذا إذا سُمح لكم أو لأي أحد آخر في الحضور، فاليابان سوف تمنع الزوار القادمين من الخارج، ولم يتضح بعد عدد المقيمين الذين ستأذن لهم في الدخول إلى المدرجات.

وإذا كنتم من الرياضيين أو من الأشخاص المخوَّل إليهم الحضور، فحافظوا على التباعد، واتركوا مسافة مترين بينكم وبين غيركم، إلا إذا كنتم على أرض الملعب.

بين الألعاب الأولمبية الصيفية وتلك الشتوية، يشهد العالم أكبر احتفالاته كل سنتين. بالطبع، هي في الأصل فاعلية رياضية تحتفي بسعي البشر اللا متناهي ليكونوا الأسرع والأعلى والأقوى.

وبالإضافة إلى أن الألعاب الأولمبية هي مهرجان من اللياقة البدنية والمهارة والتفاني والتصميم، فهي حدث اجتماعي، يتمثل الإنجاز الأهمّ فيه بقلادة ذهبية حول عنقك.

الأولمبياد هذا العام تختلف عن سابقاتها؛ تبدو انطوائية، مكافحة للجراثيم ومفسدة للمزاج. فعلى الرغم من بدء حملة التلقيح ضد فيروس كورونا حول العالم، فإن الوباء لا يزال متفشياً، وهو لم يستثنِ طوكيو حيث أوصت الحكومة بتمديد حالة الطوارئ لأسبوعين إضافيين من أجل التصدي لموجة جديدة من الإصابات.

في صغري، كنت أعتقد أنه في كل أربع سنوات يوم إضافي فقط من أجل الألعاب الأولمبية. ولكن هذه المرة سوف تقام الألعاب الأولمبية في سنة فردية، ولربما السنة الوحيدة التي تساوي مضاعفاً لعددين أولين (43x47=2021).

قواعد وقائية صارمة

بالنسبة إلى الرياضيين والمسؤولين والجمهور، الوقاية من فيروس كورونا تعني الابتعاد عن الدماء والعرق والدموع التي تترافق مع السعي لتحقيق التألق في الأداء.

إلا أن الإرشادات الصادرة للحفاظ على صحة المشاركين في الحدث الرياضي، قد تفرغ المباريات من الروح الأولمبية التي تجري في عروقها.

ينصّ الكتيّب الإرشادي حول فيروس كورونا الصادر عن اللجنة الأولمبية الدولية على القواعد التي يتعيّن على الرياضيين والمسؤولين والإعلاميين التزامها في الأولمبياد هذا العام، تحت طائلة الطرد في حال المخالفة.

وبموجب الإرشادات الجديدة، لم يعُد بإمكانك معانقة منافسك لتهنئته إذا هزمك بشرف على مضمار الجري، أو أن تمسك بيد زميلك في الفريق فيما تركبان الدراجة الهوائية للاحتفال بالانتصار في مضمار الدراجات.

حتى إن التهنئة عبر ضرب الكف بالكف شبه الإلزامية في ملعب الكرة الطائرة بعد تسجيل كل نقطة، لم تعُد ضرورية.

فعلى الرغم من تسيس الألعاب الأولمبية تاريخياً نتيجة الحروب والحصارات والانشقاقات والقوميات، فإن القائمين عليها طالما أصرُّوا على أن الرياضة تسمو فوق السياسة، فتتجاوز الحدود وتوحّد بين الشعوب.

ولكن اليوم طُلب من الرياضيين والمسؤولين الحدّ من الاحتكاك مع الآخرين، وعدم الابتعاد عن القرية الأولمبية وتفادي النقل العام والبقاء ضمن أماكن الإقامة الرسمية.

وتَضمَّن الكتيّب الإرشادي تحذيراً صارماً، جاء فيه أن "المخالفة المتكررة والجسيمة لهذه القواعد قد تؤدي إلى سحب اعتمادكم وحقكم في المشاركة".

تتعامل اليابان واللجنة الأولمبية الدولية بجدية مع موضوع صحة الرياضيين والمسؤولين والجمهور. وعلى الرغم أنهما لم يصلا إلى حدّ إلغاء الألعاب الأولمبية للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، فإنهما يحرصان على الحدّ من الخطر عبر فرض حالات طوارئ وحظر قدوم الجماهير من الخارج، فيما يأملان أن لا يتحول الحدث الرياضي بنسخته المختصرة إلى بؤرة جديدة لتفشي فيروس كورونا.

الأولمبياد الشتوية

هذا جانب من القصة، فمن ناحية أخرى تستعدّ بكين لتستضيف في فبراير 2022 الألعاب الأولمبية الشتوية بعد 14 عاماً على استضافتها الأولمبياد الصيفية. وتبدو الصين مصمّمة على المضي قدماً، فيما تعتزم اليابان إثبات قدرتها على استضافة هذا الحدث متحدية الوباء العالمي.

من هنا جاءت القوانين الصارمة، ولكن على الأرجح غير القابلة للتنفيذ، بالإضافة إلى تطبيق التعقب والتتبع الذي بالكاد يعمل، والاعتماد على روحية اللعب النظيف والنية الحسنة لدى الرياضيين والمدربين في حدث رياضي لطالما شوّهه السلوك غير الشريف لأولئك الذين لا يريدون التزام القوانين.

مخاوف الرياضيين

تخيلوا معنا للحظة المعضلة التي يمرّ بها رياضي ما في هذه الدورة. فعدم القدرة على التنافس هو كابوسك الأسوأ، ولا يكاد يُقارَن مع أي شكل آخر من المخاطر أو العقوبات.

أنت تتدرب بجهد، تضحي بعملك ودروسك وحياتك الاجتماعية كل يوم طوال السنوات الخمس الماضية كي تتأهل للأولمبياد.

دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020 مغروسة في أجندتك العقلية، وبعد أن عشت كابوس انتهاء الحلم بإلغاء الألعاب الأولمبية في العام الماضي بسبب تفشي فيروس كورونا، استعدت الأمل حين اكتشفت أنها تأجلت إلى هذا العام.

تجاوزت العوائق اللوجستية التي تتضمن فحوص كورونا ووسيلة نقل حصرية توصلك إلى القرية الأولمبية، أقيم حفل الافتتاح أمام مدرجات نصف فارغة. مع ذلك، ما كنت لتفوّت هذا الحدث مقابل أي شيء. ولكنك الآن تشعر ببعض الإرهاق، صداع بسيط، سعال خفيف... لا داعي للقلق، أنت قوي، لاعب أولمبي وأحد أفضل الرياضيين في العالم.

تنصّ البروتوكولات الأولمبية على ضرورة تبليغ المسؤولين فوراً عن أي عوارض تشعر بها. تدرك أنك ستخضع لفحص كورونا، وإذا أتت النتيجة إيجابية فسوف تُمنع من التنافس. لذا تنتظر. بعد اليوم الثاني من ارتفاع حرارتك تتحدث إلى مدربك، وهو الآخر له مصلحة مثلك تماماً. وبما أن الأعراض ليست خطيرة، تتغيب عن التدريب وترتاح قليلاً. فإذا صرّحت بالأعراض التي تمر بها، فستُحرَم فرصتك في تحقيق النصر بالأولمبياد، ولا ترى لذلك أي جانب إيجابي.

تُستدعى إلى فحص كورونا التالي، بما أنه يتعين أن يخضع المشاركون للفحوص كل أربعة أيام. يدّعي مدربك أنك في التمرين أو عالق في وسيلة نقل أو غير متوافر، وسوف تأتي لاحقاً. الفرق الطبية المنهكة لن تكون صارمة مثل المسؤولين عند إجراء اختبارات المنشطات.

أخيراً، تنخفض حرارتك، فتعود إلى التدريب وتُمضي الوقت مع زملائك في الفريق ومع منافسيك. لاحقاً، بعد أسبوعين، وربما بعد أن تحصل على الميدالية، تبدأ تسمع عن موجات جديدة من الإصابات بفيروس كورونا في طوكيو.

سيتابع ملايين المشاهدين حول العالم الحدث الرياضي الذي سيفتقر هذا العام إلى صخب الجماهير الذين يعطون الحياة للدورة الأولمبية. قد تكون المدرجات شبه خالية، والتشجيع صامتاً والاحتفالات خجولة، ولكن كما في الماراثون الذي يختتم الألعاب الأولمبية، فإن التحدي العظيم بحدّ ذاته كفيل بجعل هذا الحدث يستحقّ كل التضحيات. أنوار الأولمبياد تخفت سريعاً، فعلى طوكيو أن تشعّ قبل أن تسلب منها بكين الأضواء. وفي النهاية، بوباء أو من دون وباء، على الألعاب الأولمبية أن تستمر.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

تغيير حجم الخط

Tokyo

1 دقيقة

11°C
غيوم متفرقة
العظمى / الصغرى /12°
4.8 كم/س
31%

لماذا يتطلع عشاق عالم "ديزني" إلى زيارة اليابان لا أمريكا؟

time reading iconدقائق القراءة - 9
\"طوكيو ديزني لاند\" بعد أن أعيد افتتاحها رسمياً في يوليو - AFP
"طوكيو ديزني لاند" بعد أن أعيد افتتاحها رسمياً في يوليو - AFP
المصدر:

بلومبرغ

في وقتٍ تنتظر فيه بعض الأسر توافر لقاحات كورونا بفارغ الصبر حتى يتمكن أطفالها المحبون لـ"ميكي ماوس" من زيارة مملكة السحر مرة أخرى، يتطلع عشاق عالم ديزني الأكثر حماساً إلى شيء آخر تماماً، هو رحلة إلى اليابان.

ومن المتوقع أن يخرج منتجع "طوكيو ديزني" من الوباء بشكلٍ أكبر وأفضل من ذي قبل، فهذا المنتجع يُشعِرك بالحنين إلى الماضي، بخاصة أنه يمثل ديزني المثالية العالقة في الأذهان منذ الطفولة، حيث القلعة الزرقاء، والصابون يوزّعخ بطريقة سحرية شخص يرتدي زيّ ميكي ماوس، والعائلات تتجه لتجربة رحلة على متن قطار الملاهي الذي يبدو جيداً دائماً كأنه جديد.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

وتتميز اليابان من غيرها من الدول بالألعاب والتجارب الفريدة من نوعها، مثل العرض المسرحي "بيغ باند" (Big Band) مع ضرب ميكي ماوس على الطبول مباشرة، وهو سحرٌ يتجاوز أي شيء يمكن رؤيته في الولايات المتحدة.

كما أنك لن تعثر على وجبات خفيفة غريبة الأطوار، مثل تلك التي تُقدَّم في "طوكيو ديزني" في أي مكان آخر. وتضمّ هذه الوجبات الغريبة "موتشي" على شكل مخلوقات فضائية صغيرة خضراء (Little Green Men) من سلسلة أفلام "حكاية لعبة" (Toy Story)، وبيض نصف مسلوق مع صفار بيض على شكل ميكي، ومجموعة متنوعة من نكهات الفشار التي تشمل الروبيان بالثوم والكاري وفول الصويا بالعسل. أما أكشاك الهدايا التذكارية فستجد عليها أن ثقافة "كاواي" تجعل تذكارات ديزني لا مثيل لها.

لهذا تشهد متنزهات اليابان 3 ملايين زائر من خارج البلاد سنوياً في الأوقات العادية، وهو ما يعادل 10% من إجمالي الزوار.

المصدر: أ ف ب
المصدر: أ ف ب

وفي عام 2019، أبلغ منتجع "طوكيو ديزني" عن ارتفاع أعداد الزوار إلى مستوى قياسي، فيما شهدت متنزهات الولايات المتحدة وهونغ كونغ انخفاضاً بنسبة 3% في أعداد الزوار.

ويقول غيفري كويستر، مسؤول التعليم العالي ومنشئ المحتوى وأحد عشاق ديزني مدى الحياة، إن "طوكيو ديزني تُشعِرك حقّاً كأنك في رحلة سفر مقدسة".

ويرجع ذلك جزئياً إلى أن المتنزَّهَين الترفيهيَّين، "ديزني لاند" و"ديزني سي"، وأربعة فنادق ومنطقة التسوق الواقعة في منتجع "طوكيو ديزني"، مملوكة بالكامل لشركة "أورينتال لاند" (Oriental Land)، وبالإضافة إلى رسوم الترخيص والملكية، فهي تتعاقد مع شركة "والت ديزني إماجينيرينغ" (Walt Disney Imagineering) لإحياء رؤيتها للمستوى التالي.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

تجربة ساحرة

وعلى عكس "والت ديزني" (Walt Disney)، تتمحور الكيانات التجارية لـ"أورينتال لاند" (Oriental Land) بشكلٍ شبه كامل حول المنتجع الترفيهي، مما يُسفر عن تجارب مُموَّلة جيداً، بجانب التوسع في التفكير المستقبلي الذي يحتفل بأيقونات ديزني السابقة بدلاً من المقتنيات التجارية البراقة.

يأتي ذلك مع جانب آخر، هو الميزانية العمومية الأقلّ تنوعاً التي تعني أن الشركة فقدت مصدر دخلها الحقيقي الوحيد خلال فترة الإغلاق التي دامت لأربعة أشهر في عام 2020.

وتُعَدّ أحدث وسائل التكنولوجيا بجانب فكرة تقديس قصص ديزني الكلاسيكية، بدلاً من "حرب النجوم" (Star Wars) و"مارفل" (Marvel) المكتسبة مؤخراً، الغبار السحري لجاذبية "طوكيو ديزني".

وعلى سبيل المثال، فإن أعمال توسيع المنطقة المستوحاه من فيلم "الجميلة والوحش" (Beauty and the Beast) التي بلغت تكلفتها 75 مليار ينّ (720 مليون دولار) والتي اكتملت العام الماضي، تمنح الضيوف التمتع بجولة في قلعة الوحش من داخل فنجان شاي مسحور.

و250 مليار ينّ أخرى (2.4 مليار دولار) مخطَّط إنفاقها لجلب أوجه جذب جديدة، مثل بيتر بان (Peter Pan) و"رابونزل" (Tangled)، قريباً إلى متنزه "ديزني سي" بطريقة أكثر أهمية من تلك المتبعة في المتنزهات الأمريكية.

ولكن ينبغي العلم أنه على الرغم من أن الملكية الفكرية محفوظة، فإن سرد القصص يجري بشكل أساسي باللغة اليابانية، سواء كان ذلك خلال الجولات أو العروض أو المسيرات الاستعراضية.

وتقول أليكسا ستاركي، إخصائية الأسنان التي وصفت نفسها بأنها أحد معجبي "ديزني" البالغين: "أتمنى في أغلب الأوقات لو أنني أستطيع محو كل ذكرياتي، وتجربة متنزهات ديزني مرة أخرى كأنها المرة الأولى في حياتي، لكن متنزه طوكيو ديزني يُعَدّ طريقة لإعادة إحياء إحساس التجربة الأولى لديزني".

المصدر: منتجع طوكيو ديزني
المصدر: منتجع طوكيو ديزني

إثارة دهشة الأمريكان

ويميل متنزه "طوكيو ديزني سي" إلى إثارة دهشة الأمريكيين بشكل أكبر، ففكرته مستوحاه من البحار السبعة، التي تمتزج موانيها بالمناظر الواقعية المذهلة، إذ ينجرف جندول البندقية عبر بركانٍ مشتعلٍ، أو قطارٍ مرتفع يسير بجوار مانهاتن متجهاً نحو سفينة تعمل بالبخار.

ويقول كويستر: "يتميز متنزه طوكيو بعوامل جذب كثيرة ليس لها مثيل في أي متنزه آخر، وحتى تلك التي تشترك في الاسم مع متنزه آخر لا تقدم نفس التجربة تقريباً". وهناك نشاط مستوحى من كتاب "رحلة إلى مركز الأرض" للروائي جول فيرن، إذ يضع الركاب في مواجهة مع وحش الحمم البركانية الضخم قبل انفجار البركان.

ولجأت النسخة اليابانية من عالم ديزني إلى استلهام قصة جديدة حول اختفاء صاحب فندق ثري من فيلم "برج الإرهاب" (Tower of Terror) الذي يدور في منطقة "توايلايت زون" (Twilight Zone) في منتجع والت ديزني العالمي.

وعلى الجانب الترفيهي قدّم الموكب الكهربائي "دريم لايتس" (Electrical Parade Dreamlights) جولة على متن عربات العرض الكهربائية المضيئة في الشارع الرئيسي العام الماضي، في حين أن العروض المسرحية تشمل مسرحية "رقصة ماردي غراس" (Mardi Gras dance) و "هيا نحتفل غراس" (Let’s Party Gras).

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

ابتكارات تكنولوجية مثيرة

وتُعتبر المتنزهات أيضاً مكاناً للابتكارات التكنولوجية، فهناك هوني هانت (Hunny Hunt) من فيلم الشخصيات الكارتونية "بوه (Pooh)، الذي يقدم قصة جيدة، لكنها مؤثرة بعض الشيء، عن مركبة تبدو كأنها ذاتية القيادة، وكان هوني هانت رائداً في الذهاب في رحلات دون مسارات قبل نحو عقدين من الوصول إلى عالم والت ديزني.

وتستخدم حدائق ديزني الأمريكية الآن هذا النظام في عديد من مناطق الجذب الجديدة، مثل "حرب النجوم: صعود المقاومة" (Star Wars: Rise of the Resistance)، التي افتُتحت عام 2019 في "استوديوهات ديزني هوليوود" (Disney's Hollywood Studios).

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

الثقافة اليابانية تشكّل التجربة

ولدى دانييل جو، المدير التنفيذي الإبداعي لمحفظة شركة "والت ديزني إماجينيرينغ" (WDI) التابعة لمتنزه "طوكيو ديزني"، نظرية أخرى بخصوص العاشقين المتفانين للمتنزهات، وتتعلق تلك النظرية بشكل أكبر بالزوار اليابانيين، فهؤلاء الزوار لا يرتدون ملابس متطابقة وعصابات رأس، ويقلّدون الرقصات الاستعراضية، ويستمتعون بوقتهم بشكل لا يحدث في أي مكان آخر في المجتمع الياباني اليومي، وهي المشاركة باعتبارها وسيلة جذب.

ويقول جو: "نظريتي تشير إلى وجود نوع من الاحتياجات البشرية الأساسية التي يلبيها منتجع طوكيو ديزني لضيوفنا اليابانيين".

ويمكن النظر إلى الدب دافي (Duffy the Disney Bear)، وهو دب ديزني المحشو الذي استُقبل استقبالاً فاتراً في المتنزهات الأمريكية، لكنه قد يكون أعظم ظاهرة في "طوكيو ديزني". ويضع الجمهور الياباني الدب دافي في أزياء أنيقة ويدفعونه في عربات الأطفال، كما يستخدمون كراسي الأطفال العالية للدُّمى في المطاعم.

وهناك طاقم مماثل مكونٌ من نصف دستة من الحيوانات المبهجة، المعروفة باسم "دافي وأصدقائه" (Duffy & Friends)، الذي يتمتع بجاذبية قوية لدرجة أنها مهّدت الطريق أمام "أورينتال لاند" (Oriental Land) لجني نحو 8 مليارات دولار سنوياً من الإنفاق على البضائع في عامي 2018 و2019.

ولا تساهم المعتقدات الثقافية مثل "أوموتيناشي" (فلسفة الضيافة اليابانية) في سوى تعزيز قيم "ديزني" الأساسية لتقديم الخدمات بابتسامة جذابة. فمثل هذه الأشياء البسيطة، مثل حقيقة أن الحقائب التي تُترك في غرفة المرء يمكن نقلها بسلاسة إلى فندق آخر، تندرج ضمن وسائل الراحة اليابانية الشائعة، والتي قد تبدو -في أحسن الأحوال- طلبات غير تقليدية للمستهلكين في المتنزهات الأمريكية.

يقول كريس نيلغي، مؤسس "تي دي آر إكسبلورر" (TDRExplorer): "هناك هذا المستوى من المعايير التي يجب الوفاء بها، بصرف النظر عن أي شيء، وفي الثقافة الغربية، نحن متساهلون بعض الشيء تجاه هذه الأمور". وجدير بالذكر أن "تي دي آر إكسبلورر" تقدم معلومات باللغة الإنجليزية وأدلة إرشادية لزيارة المنتجع.

تأثير كورونا

وأغلقت منتجعات "طوكيو ديزني" أبوابها لعدة أشهر في بداية تفشي الوباء، ثم أُعيد فتحها بشكل محدود في يوليو، مع إتاحة عدد أقل من المتاجر والمطاعم لتسهيل تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي. وبحلول وقت إعادة فتح الحدود الدولية، ينبغي أن تكون الأمور أقرب إلى الوضع الطبيعي المعتاد قبل الوباء.

وجدير بالذكر أن القواعد واللوائح، بما في ذلك الحجوزات ومبيعات التذاكر، تتغير باستمرار وسط انتشار الوباء. وبشكل عام، يُشجَّع الضيوف الذين يزورون البلاد للمرة الأولى على حجز الفنادق قبل ستة أشهر تقريباً من موعد القدوم، مع ارتفاع الطلب على الغرف في فندق "ميرا كوستا" (Hotel MiraCosta)، التي تُطِلّ على مشهد "طوكيو ديزني سي".

تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

تغيير حجم الخط

Tokyo

4 دقائق

11°C
غيوم متفرقة
العظمى / الصغرى 10°/12°
4.8 كم/س
31%

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.