الأشجار ليست حلاً لمواجهة تغير المناخ بدون الحيوانات

9 فصائل حيوانية يمكنها امتصاص 6.4 مليار طن ثاني أكسيد الكربون من الهواء سنوياً

time reading iconدقائق القراءة - 8
قطيع من الظباء الأفريقية الزرقاء - المصدر: بلومبرغ
قطيع من الظباء الأفريقية الزرقاء - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

أصبحت الأشجار شعاراً لدور الطبيعة في مواجهة تغير المناخ. لكن ماذا لو أخبرتك أن دورها قد تؤديه الذئاب أو الظباء الأفريقية أو الحيتان بمنتهى السهولة؟

صدر بحث جديد شارك في كتابته 15 عالماً من 8 دول، وأوضح البحث كيف يمكن لتجديد الحياة البرية المساعدة في الحفاظ على معدل زيادة درجة الحرارة العالمية أدنى من 1,5 درجة، كما قدم مبررات لنهج أكثر شمولية حيال أزمتي التنوع البيولوجي وتغير المناخ، والتي تتعامل معهما الجهات الحكومية الدولية حالياً بشكل منفصل.

حل الطبيعة

يطلق على التشجير بشكل أساسي اسم الحل المعتمد على الطبيعة، والغرض منه هو المساعدة على احتجاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء، وأصبح التشجير مرادفاً للعمل المناخي. تقدم الحكومات والشركات وعوداً بزراعة الغابات التي يمكن أن تنبت سريعاً كالشتلات الصغيرة.

باتت هذه الطريقة المناسبة لتسكين إحساس المستهلكين والشركات بالذنب؛ حيث تعهدت العلامات التجارية مثل علامة الأزياء المستدامة "تن تري" (Tentree) ومحرك البحث "إكوسيا" (Ecosia) بزرع الأشجار في مقابل رعايتنا. الأشجار جميلة، لكنها ليست حلاً سريعاً للأزمة المناخية.

هل يحل احتجاز الكربون من خلال الأعشاب البحرية أزمة المناخ؟

في الواقع، تشير كثير من الأدلة إلى أننا في الحقيقة لم نتمعن في الأشجار بطريقة صحيحة، إذ كشفت إحدى الدراسات أن نصفها مات خلال 5 سنوات في أثناء جهود استصلاح الغابات الاستوائية وشبه الاستوائية. في المملكة المتحدة، زرعت شركة "ناشيونال هاي وايز" (National Highways) 850 ألف شتلة على امتداد نحو 34 كيلومتراً (21 ميلاً) على الطريق، وبعد 3 سنوات مات 75% منها.

تحفز سوق تعويض الكربون أيضاً زراعة النباتات من فصيلة واحدة سريعة النمو ومنخفضة التكاليف، لكن منافعها البيئية المشتركة ضئيلة وتخزن قدراً أقل من الكربون وأكثر عرضة للآفات والأمراض.

في إطار تركيزنا المُنصّب على الأشجار، وضعنا مفهوماً ثابتاً لدورة الكربون، وهو أن الأشجار تمتص ثاني أكسيد الكربون، ثم تنتهي القصة.

لكن الواقع أن الأشجار لا تنمو وحدها، فهي تعيش داخل مجتمعات معقدة يساعد كل منها بعضها بعضاً، والأمر سيان للحيوانات التي تتعايش معها. نسينا أيضاً أن الغابات ليست المصرف الوحيد للكربون في الطبيعة، إذ تساهم المروج الطبيعية والمحيطات والسهول الجليدية أيضاً في تخفيض الانبعاثات وتعتمد على القدر الصحيح من التنوع البيولوجي.

تنشيط دورة الكربون

هذا ما يريد أن يوضحه البحث الذي نُشر في دورية "ناتشر" لتغير المناخ. أوزوالد جيه شميتس المؤلف المشارك وأستاذ علم البيئة بجامعة ييل، قال إن الأشجار قد لا تتمكن من أداء مهمة امتصاص الكربون بكفاءة دون وجود الحيوانات المناسبة في نظامها البيئي. كمثال، جمعت إحدى الدراسات عينات من 650 قطعة أرض على نطاق 48 ألف كيلومتر مربع من الغابات الاستوائية في غويانا، لتكتشف ارتفاع مخزون الكربون في الأشجار والتربة بنحو أربعة أضعاف مع زيادة فصائل الحيوانات الشجرية في قطع الأراضي ذات مساحة 100 متر مربع من 10 إلى 70.

مع ذلك، كان مخزون الكربون في الأراضي نفسها أعلى بخمسة أضعاف تقريباً عندما زادت أنواع الثدييات الموجودة من 5 إلى 35 نوعاً.

91 مليار دولار تكلفة حماية "الكوالا" و"الإيمو" في أستراليا

يرجع ذلك لأن الحيوانات "تنشط دورة الكربون"- بحسب وصف البحث- من خلال سلوكها وأدوارها في النظام البيئي، وهذا أمر أكبر من الغابات. لننظر إلى الظباء الأفريقية، إنها تحول نظام "سيرينغيتي" البيئي إلى مصرف للكربون عبر الرعي، ما يحد من خطر حرائق الغابات، وفضلاتها التي تحتوي على الكربون من النباتات التي تدفنها الحشرات في التربة. في السهول الجليدية، تدك قطعان ثيران المسك الثلج، ما يحافظ على تجمد التربة، وبذلك تخفض انبعاثات الميثان وتزيد العاكسية، أي القدرة على عكس ضوء الشمس، ما يبرّد البيئة المحلية.

الحيتان والكائنات البحرية الضخمة الأخرى تأخذ كربونها إلى قاع البحر عند نفوقها. حيوانات أخرى مثل التابير والأفيال تصمم مناظر طبيعية عبر نظامها الغذائي، ما يقلل التنافس النباتي وينشر البذور ويحسن من تغذية التربة.

توضح البيانات الواردة في البحث أن حماية أو تجديد أعداد 9 فصائل ومجموعات حيوانية من الأسماك والحيتان وأسماك القرش والذئاب الرمادية والظباء الأفريقية وثعالب البحر وثيران المسك وأفيال الغابات الأفريقية والثيران الأميركية، من شأنها مجتمعة أن تمتص 6,41 مليار طن إضافي من ثاني أكسيد الكربون من الهواء سنوياً. تشكل هذه الكمية أكثر من 95% من الكمية السنوية اللازمة لإزالة 500 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون من الهواء بحلول 2100.

منافع أخرى للتنوع البيولوجي

من المحبط أن تُعامل جهود حماية التنوع البيولوجي ووقف تغير المناخ بشكل منفصل. قال شميتس إن على الناس أن تبدأ بالتفكير بصورة شاملة، عبر توسيع أبعاد المشكلة، يمكننا التوصل إلى حلول نافعة للتنوع البيولوجي والمناخ معاً.

الطبيعة الأم تمتلك أفضل التقنيات لحل أزمة المناخ

توجد منافع أخرى لتجديد الحياة البرية، ففي غابة وست بلين في كِنت، إنجلترا، أُحضر 5 ثيران أوروبية إلى غابة على مساحة نصف كيلومتر مربع (50 هكتاراً) في يوليو، وأبلغني المتحدث الرسمي باسم "صندوق كنت للحياة البرية" (Kent Wildlife Trust) بأن الخمسة ثيران فتحوا ممرات في الغابة وأدخلوا ضوء الشمس إلى أرضها لتساعد على نمو نباتات جديدة، كما ساعدت الثيران على التصدي للردندرة البنطسية، وهي فصيلة غازية زاحمت النباتات المحلية وكلفت المملكة المتحدة ملايين الجنيهات ما بين 2015 و2022. سحق القطيع الصغير الشجيرات وحطمها لصنع طارد حشرات طبيعي يُبعد الحشرات عن القطيع.

معالجة أزمة التنوع البيولوجي وتغير المناخ بشكل منفصل تعيق التقدم في كلا المجالين. يهدف برنامج "خفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها" (REDD+) التابع لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) إلى تجنب الانبعاثات وإدارة الغابات الاستوائية للحفاظ على البيئة ومخزون الكربون في الدول النامية.

مع ذلك، ما زالت أعداد الحيوانات في تلك البيئات مستمرة في التناقص بسبب الصيد، ما يعرض المشروعات لخطر عدم تحقيق أهدافها.

بداية ممتازة

يقول البحث إنه يجب مراعاة الحيوانات في تصميم مشروعات خفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات، وأود أن أضيف أنه إذا أُدرج التنوع البيولوجي ضمن مراقبة كل تعويضات الكربون المرتبطة بالغابات وتقاريرها والتحقق منها، فقد يشجع ذلك على مشروعات أكثر كفاءة وشمولاً، كما سيحبط الزراعات أحادية النوع الضارة، فتلك ليست بغابات، إنها صحارٍ.

لهذه الأسباب.. تغير المناخ هو الخطر الأكبر على تطور البشرية

بالمثل، فإن الإطار العالمي للتنوع البيولوجي الصادر عن الأمم المتحدة (UN Global Biodiversity Framework) وأهدافه 30 × 30، التي تتعهد فيه الدول المشاركة بحفظ 30% من أراضيها ومحيطاتها بحلول 2030، يعد بداية ممتازة لتجديد الحياة البرية.

مع ذلك، فشلت هذه الدول في إدراك الدور الذي قد يؤديه تجديد الحياة البرية فيما يتعلق بالنباتات والحيوانات معاً في الحد من تغير المناخ. فلن تحدث دورات الكربون المُنشطة إذا كانت المناطق المحمية أصغر من اللازم أو بعيدة عن الحيوانات لتنجح وتؤدي دورها في البيئة.

تجديد الحياة البرية ليس حلاً شاملاً بالطبع، فللحفاظ على كوكب متنوع وسليم، علينا أيضاً أن نمنع التلوث. كما يتطلب تجديد الحياة البرية مناهج مصممة خصيصاً للفصائل النادرة والبيئات والمجتمعات المحلية، كما يجب إجراء مزيد من البحوث لسد الثغرات الموجودة في معرفتنا. لكن الرسالة واضحة: نحتاج لصورة شاملة بها الأشجار والحيوانات معاً لنسخّر كامل إمكانات الطبيعة.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

تغيير حجم الخط

لندن

8 دقائق

5°C
غيوم متناثرة
العظمى / الصغرى /
9.3 كم/س
76%

كيف يساهم التخلص من التلوث في زيادة حرارة الكوكب؟

استعادة توازن المناخ الذي تمتعت به الإنسانية منذ فجر الحضارة أصعب بكثير من الإخلال به

time reading iconدقائق القراءة - 7
أحد المزارعين يتابع حرق قش الأرز في مدينة باتيالا في ولاية بنجاب، الهند - المصدر: بلومبرغ
أحد المزارعين يتابع حرق قش الأرز في مدينة باتيالا في ولاية بنجاب، الهند - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

أحد الأخبار السارة النادرة في تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ‎، الصادر الأسبوع الماضي، لا يخلو من المتاعب. فقد نجحنا بفضل الجهود البشرية في إبطاء وتيرة تزايد الاحتباس الحراري على مدى القرنين الماضيين بما يصل إلى 0.8 درجة مئوية.

لكن الخبر السيئ هو العامل المتسبب في ذلك التراجع في درجة الحرارة، وهو انبعاثات الجزيئات الدقيقة من مركبات وكربون الكبريت والنيتروجين، المعروفة باسم الهباء الجوي (aerosols). مثلها مثل رذاذ الهباء الجوي، فهي عبارة عن جزيئات عالقة في الهواء – لكن أغلبها لا يأتي من بخاخات الهواء المضغوط.

تنتُج أغلب هذه الجزيئات من عمليات حرق الوقود الغني بالكربون ذاته، الذي يتسبب في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. تتطاير الجزيئات في الغلاف الجوي وتؤثر على تكوُّن السحب، كما تعكس الإشعاع الشمسي إلى الفضاء مرة أخرى. ويعادل ذلك تأثير الاحترار الناتج عن ثاني أكسيد الكربون والميثان وغازات أخرى.

نتيجة لذلك، تقلل انبعاثات الهباء الجوي المتزايدة من درجة حرارة الغلاف الجوي، فيما يرفع خفض الانبعاثات درجة الحرارة.

خفض انبعاثات الهباء الجوي أولوية رئيسية

رغم ذلك، فلا بد أن يصبح خفض انبعاثات الهباء الجوي أولوية رئيسية للصحة على المستوى العالمي. في 2015، بلغ عدد الوفيات الزائدة بسبب التعرض لمثل هذه الكيماويات نحو 4.23 مليون حالة.

وكانت أسوأ التأثيرات بسبب استنشاق الدخان الناتج عن حرق الخشب وروث الحيوانات في الدول الفقيرة، إلى جانب الوقود المستخدم في وسائل النقل وغبار الطرق في نظيراتها الغنية.

الطبيعة الأم تمتلك أفضل التقنيات لحل أزمة المناخ

نحن نحرز بعض التقدم على تلك الجبهة. تتراجع تركيزات ثاني أكسيد الكبريت (SO2) في أوروبا والولايات المتحدة منذ ثمانينيات القرن الماضي، حينما دفعت مخاوف بشأن الأمطار الحمضية محطات الطاقة إلى تركيب أجهزة تنقية الغاز لإزالة مركبات الكبريت من المداخن.

تُقلِّص ضوابط مشابهة انبعاثات الهباء الجوي بشكل كبير في محطات الطاقة في الصين وحتى في الهند، حيث يخفض أيضاً أحد مساعي الحكومة لطرح مواقد تعمل بالغاز النفطي المسال، من حجم الدخان الناتج عن الطهي المنزلي.

انتكاسة مناخية جديدة

لكن ذلك التقدم على صعيد الصحة يعني أن تأثير التبريد الذي يتيحه الهباء الجوي منذ فجر العصر الصناعي، يتراجع وهو ما يُعتبر انتكاسة من منظور المناخ. نتيجة لذلك، فقد لا يكون حتى خفض انبعاثات الكربون كافياً للحد من احترار الكوكب.

تقول ناتالي ماهوالد، الأستاذة بجامعة كورنيل: "ربما يكون الأمر بالقدر نفسه من الأهمية كالاحترار الناتج عن ثاني أكسيد الكربون على مدى العقود القليلة المقبلة. ستزداد درجات الحرارة مع تنقية الهباء الجوي من أجل جودة الهواء".

هل يمكن لتقنية احتجاز الكربون أن تحل مشكلة الانبعاثات؟

جرى قياس تأثير ذلك بالفعل في بعض المناطق. قد تكون الإغلاقات بسبب وباء كوفيد في أوائل 2020 تسببت في رفع درجات الحرارة بما يصل إلى 0.3 درجة مئوية في بعض المناطق بالنصف الشمالي من الكرة الأرضية، كما أن الاحترار الناتج عن انبعاثات الهباء الجوي المخففة، فاق التبريد الناتج عن خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

إغلاقات كورونا تحسن وضع المناخ

ارتفع معدل الإشعاع الشمسي على مستوى الأرض في مدينة ووهان الصينية قرابة الضعف في ذروة الإغلاقات في الصين، بفضل التخفيضات في الهباء الجوي، حسبما وجدت مجموعة من الباحثين الصينيين خلال الشهر الجاري.

وفقاً لدراسة منفصلة نُشرت في 2022، فإن مستويات متراجعة من أكسيد النيتروجين ربما تكون قد غيّرت توازن التفاعلات الكيماوية في الغلاف الجوي وأزالت تركيزات غاز الميثان، وهو مصدر قوي من مصادر الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

لماذا يعد الوصول لذروة الانبعاثات بداية معركة المناخ؟

قد تكون اللوائح التنظيمية التي بدأ العمل بها في 2022، وتمنع استخدام زيت الوقود عالي الكبريت في وقود السفن، قلّصت ثاني أكسيد الكبريت بشكل أكبر، وهو أهم أنواع الهباء الجوي المستخدمة لتبريد الغلاف الجوي.

وجدت دراسة نُشرت مؤخراً أن ضوابط التحكم في الكبريت، التي بدأت الصين العمل بها بين 2016 و2019، خفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت على مستوى المنطقة بما يصل إلى 40%.

دور الهندسة الجيولوجية

ويُنظر للهندسة الجيولوجية (وهي فكرة إيقاف الاحتباس الحراري من خلال رش ثاني أكسيد الكبريت في الغلاف الجوي وحجب أشعة الشمس) عادةً على أنها ضرب من ضروب الخيال العلمي، أو مقترحات طائشة على أقل تقدير تطرحها شركات ناشئة خارجة عن السيطرة.

ما تبرزه هذه الدراسات هو أننا – على العكس من ذلك – نستخدم بالفعل الهندسة الجيولوجية، لكن بالعكس: بدلاً من تبريد الكوكب، فإننا نزيد من احتراره.

إنذار مناخي جديد.. درجات حرارة قياسية في أوروبا بداية العام

سيجعل ذلك العقود المقبلة تمثل تحدياً بشكل خاص. يختفي الهباء الجوي عادةً من الغلاف الجوي خلال أسابيع، فيما يظل ثاني أكسيد الكربون عالقاً فيه بما يصل إلى ألف عام. ونتيجة لذلك، عندما تتخلص من انبعاثات المداخن، يظل تأثير النتائج السيئة لفترة أطول من نظيراتها الجيدة.

نقطة التحول في عصر الهباء الجوي

استنتج باحثون في معهد غودارد التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، العام الماضي، أننا وصلنا لـ"نقطة التحول في عصر الهباء الجوي"، إذ أن تأثير التبريد الناتج عنه أصبح بالفعل في أضعف مراحله خلال قرن من الزمان.

نتيجة لذلك التحول، قد تتسارع وتيرة الاحترار بين عامي 2010 و2050 بما يصل إلى ضعفها في العقود الأربعة السابقة، حسب دراسة نشرها مؤخراً جيمس هانسن، عالِم المناخ بجامعة كولومبيا.

وفقاً لبيل كولينز، أستاذ عمليات المناخ في جامعة ريدينغ في المملكة المتحدة، فإن الأخبار السارة هي أننا بالفعل ندمج هذه التغييرات في نماذجنا لتغير المناخ في المستقبل.

مزيد من الأشجار يعني مدناً ألطف جواً وأكثر جمالاً

كما توضح ناتالي ماهوالد أن تقليل الهباء الجوي لا بد أن يظل أولوية، لأنه سيتسبب في وفاة عدد أكبر من البشر أكثر من تغير المناخ على مدى العقود القليلة المقبلة، كما ستكون التأثيرات ضارة بشكل خاص للفئات الأكثر فقراً والأعراق غير البيض، الأكثر عرضة لمثل هذه الانبعاثات.

ما الخيارات أمامنا الآن؟

هناك بعض الخيارات المحدودة التي تضمن تحقيق مكسب لكل الأطراف أيضاً. هباب الفحم الناتج عن حرق الحقول والغابات، من حرائق الأخشاب وروث الحيوانات، ومن وقود الديزل، يُعد نوعاً نادراً من الهباء الجوي يتسبب في رفع درجة حرارة الغلاف الجوي بدلاً من خفضها.

سيساهم خفض إنتاج ذلك الملوِّث في جانبي معادلة المناخ. ويقول كولينز إن أكسيدات النيتروجين الناتجة عن حرق وقود الطائرات ستتسبب في احترار الكوكب، حتى مع خفض الانبعاثات على مستوى الأرض، لذا يجب أن يصبح التخلص من ذلك أولوية أيضاً.

برغم ذلك، فإننا نواجه طريقاً محفوفاً بالمخاطر للخروج من الموقف الذي تسببنا فيه. مع كل الشهرة التي نالها ثاني أكسيد الكربون في النقاشات الدائرة بشأن تغير المناخ، فما هو سوى إحدى الوسائل التي أدت لإخلال النشاط البشري بتوازن المناخ الذي لطالما تمتعنا به منذ فجر الحضارة. ستصبح استعادة ذلك التوازن أصعب بكثير من الإخلال به.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

تغيير حجم الخط

واشنطن

9 دقائق

11°C
غيوم قاتمة
العظمى / الصغرى 10°/13°
13 كم/س
64%

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.