لماذا تحجم إسرائيل عن تزويد أوكرانيا بمنظومة القبة الحديدية؟

العلاقة الجيدة مع الكرملين الذي يهيمن على سوريا هي مكون أساسي في الأمن القومي الإسرائيلي

time reading iconدقائق القراءة - 5
تحت القصف - المصدر: بلومبرغ
تحت القصف - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

لا يتفق معظم الاستراتيجيين العسكريين في إسرائيل مع كثير من المراقبين الغربيين الذين يعتقدون أنَّ الأوكرانيين المسلحين بروح لا تقهر ورئيس كاريزمي؛ لديهم فرصة لهزيمة الجيش الروسي عسكرياً.

يعتقد الإسرائيليون أنَّ أوكرانيا لن تصمد لفترة أطول بلا دعم جوي غربي أو تدخل من قوات الناتو، لكنَّهم يتفقون أيضاً إلى حد كبير على أنَّ أداء القوات الروسية لم يكن بارعاً؛ بل إنَّه لم يُظهر تمكناً في بعض الحالات. لكنَّهم يرون أنَّ الروس لم يطلقوا بعد عنان الضربات الجوية الكبرى والقصف البحري، وهي هجمات لا يملك الجيش الأوكراني قدرة على ردها. يقول هؤلاء الخبراء إنَّ القوة النارية المطلقة ستغلب المقاومة البطولية.

بعد الشيشان وجورجيا وسوريا.. خطة بوتين ربما تنتهي بتدمير أوكرانيا

رأي الجنرالات أنَّ هذا يأتي من ناحية حرفية بحتة؛ فمعظمهم يؤيدون أوكرانيا حالهم كحال غالبية الإسرائيليين، كما يثير فولوديمير زيلينسكي، المقاتل اليهودي الذي يكيل اللكمات لخصم يفوقه حجماً، إعجابهم فضلاً عن الافتخار العرقي. لكنْ هناك حدود، فبالرغم من أنَّ الجيش الإسرائيلي يخطط لبناء مستشفى ميداني كامل، وإرسال طاقم عمل لأوكرانيا كما أرسل مساعدات إنسانية؛ إلا أنَّ إسرائيل لا تقبل أن تبيع منظومة قبة حديدية مضادة للصواريخ أو غيرها من المعدات العسكرية لـِ كييف، التي توسلتها علناً.

روسيا في سوريا

إنَّ دافعها بهذا عملاني؛ وهو أنَّ روسيا هي الحاكم الفعلي لسوريا المجاورة، وطالما يُنظر إلى العلاقة الجيدة مع الكرملين على أنَّها مكون أساسي في الأمن القومي الإسرائيلي. كما أنَّ الطيران الحربي الإسرائيلي يحلق في أجواء سوريا لمنع إيران من بسط قوتها في لبنان عبر دعم وكيلها "حزب الله" بأسلحة متطورة، وتتضمن أهداف طلعاتها مراكز القيادة، والسيطرة الإيرانية في سوريا، ومستودعات الأسلحة والمصانع، وأنظمة الدفاع المضادة للطائرات. كما أنَّ القادة العسكريين الإسرائيليين والروس في سوريا يتبعون آلية لمنع التضارب لتنسيق نشاط الجيش الإسرائيلي، كما تسمح روسيا لإسرائيل بالعمل دون تعريض الأصول الروسية للخطر.

ما الذي تعنيه هزيمة بوتين؟

يرى الإسرائيليون أنَّ تلك الاستراتيجية جيدة؛ فقد أظهر استطلاع رأي هذا الأسبوع أنَّ 67% من الجمهور يؤيدون نهج الحكومة الحذر تجاه الصراع بين روسيا وأوكرانيا، ويفضلون عدم اتخاذ موقف حازم ضد روسيا، في حين 21% فقط لا يؤيدون تلك الاستراتيجية.

قد يكون رأي الإسرائيليين قصير النظر. إذ يرى بعض المحللين الغربيين أنَّ أوكرانيا قد تخسر مرحلة الحملة العسكرية للحرب، لكنَّها ستفوز ضد روسيا الفقيرة والضعيفة في مرحلة الاحتلال. يتفق المحللون الإسرائيليون مع وجهة النظر تلك؛ إذ يرون أنَّ كبر مساحة أوكرانيا يصعّب من الاحتفاظ بالمدن الكبرى على وجه الخصوص، حيث سيتعين على روسيا تحصين قواتها. يتوقَّع بعض المراقبين في اسرائيل حرباً أهلية طويلة بين الأوكرانيين الروس في شرق البلاد ضد الأوكرانيين المناهضين لروسيا في الغرب، والتي ستنتهي بانقسام البلاد إما رسمياً أو بحكم الأمر الواقع.

"شباب" بوتين

هناك بالطبع احتمال استبدال بوتين، ولكن ذلك قد لا يحدث إلا بعد طول أمد، فقد بلغ عمره 69 عاماً فقط، وهو شاب مقارنة ببايدن، كما أنَّه يحكم قبضته على أجهزته العسكرية والأمنية. يصعب أن يشكّل الروس مقاومة ضده خاصة مع حجب المعلومات التفصيلية، وما يتمتع به بوتين من تأييد.

لا تتأثر إسرائيل التي تملك ميزاناً تجارياً ضعيفاً مع روسيا بسياسة العقوبات على روسيا وعزلتها الشديدة التي تجعلها منبوذة دولياً. يشكك العديد من الإسرائيليين بأنَّ أوروبا والولايات المتحدة وبريطانيا سينجحون بمقاطعة إمدادات الطاقة الروسية.

ينظر الإسرائيليون لآلية القوة الروسية والصينية ويرون فيها مخرجاً لبوتين، فبعد أيام قليلة من إعلان بايدن خطته لتحويل روسيا إلى شرير دولي مفلس ومعزول؛ أعلن وزير خارجية الصين وانغ يي أنَّ روسيا "الشريك الاستراتيجي الأهم لبلاده، وأنَّ الشراكة بينهما من أهم العلاقات الدولية في العالم".

لا يبدو وداع بوتين وشيكاً

التقى وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في ريغا في نفس يوم إعلان وانغ يي، وانتقد الجانبان "الهجوم الروسي غير المبرر على أوكرانيا"، وكرر بلينكن الوعد الأمريكي طويل الأمد بعدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية. لكنْ لابيد لم يشكر بلينكين على رسالة الطمأنينة، وأشار إلى أنَّ الولايات المتحدة على وشك توقيع اتفاق نووي مع إيران، وهو ما تعتبره إسرائيل تهديداً وجودياً.

الفائدة الوحيدة من حرب أوكرانيا تتمثل في أنَّ إسرائيل عادت إلى المبادئ الأولى. إذ عبّر لبيد عن رأي الحكومة الإسرائيلية والقادة العسكريين بقوله: "هذه الحرب تذكير لدولة إسرائيل بأنَّ لدينا أصدقاء وحلفاء، لكنَّ أمننا يجب أن يبقى في أيدينا دائماً، وأنَّ ما يبقينا على قيد الحياة في عالم خطير هو أنَّ لدينا جيشاً".

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات
النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

تغيير حجم الخط

تل أبيب-يافا

5 دقائق

17°C
سماء صافية
العظمى / الصغرى 17°/19°
1 كم/س
55%

إدارة ترمب لم تجدد الإعفاءات للعراق لشراء الكهرباء من إيران

القرار يأتي ضمن نهج "أقصى الضغوط" الذي تمارسه الولايات المتحدة على طهران

time reading iconدقائق القراءة - 4
الرئيس الأميركي دونالد ترمب - المصدر: بلومبرغ
الرئيس الأميركي دونالد ترمب - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

رويترز

 قالت وزارة الخارجية الأميركية إن إدارة الرئيس دونالد ترمب أنهت الإعفاءات الممنوحة للعراق لشراء الكهرباء من إيران، وذلك ضمن حملة "أقصى الضغوط" التي ينتهجها ترمب تجاه طهران.

وأضافت الوزارة في بيان أن قرار عدم تمديد الإعفاء الممنوح للعراق عند انتهاء صلاحيته "يضمن عدم السماح لإيران بأي قدر من الإغاثة الاقتصادية أو المالية" مشيرة إلى أن حملة ترمب تجاه إيران تهدف إلى "إنهاء تهديدها النووي وتقليص برنامجها للصواريخ الباليستية ومنعها من دعم الجماعات الإرهابية".

سياسة أقصى الضغوط على إيران

أعاد ترمب فرض سياسة "أقصى الضغوط" على إيران كأحد أول قراراته بعد عودته إلى منصبه في يناير. وفي ولايته الأولى، انسحب من الاتفاق النووي الإيراني وهو اتفاق متعدد الأطراف يهدف إلى منع إيران من تطوير أسلحة نووية.

وتقول الحكومة الأميركية إنها تسعى إلى عزل إيران عن الاقتصاد العالمي ووقف عائداتها من صادرات النفط بهدف إبطاء تطوير طهران للسلاح النووي.

وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية وتقول إن برنامجها سلمي.

وفرضت واشنطن سلسلة من العقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي، ودعمها للجماعات المسلحة مما جعل الدول التي تتعامل مع إيران غير قادرة على إجراء معاملات تجارية مع الولايات المتحدة.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جيمس هيويت "كان الرئيس دونالد ترمب واضحاً في أنه يجب على النظام الإيراني أن يتخلى عن طموحاته للحصول على سلاح نووي وإلا فسيواجه أقصى قدر من الضغوط. نأمل أن يضع النظام مصالح شعبه والمنطقة فوق سياساته المزعزعة للاستقرار".

الضغط على بغداد

منح ترمب في البداية إعفاءات لعدة مشترين لتلبية احتياجات المستهلكين من الطاقة، عندما أعاد فرض العقوبات على صادرات إيران من الطاقة في عام 2018، مشيراً إلى برنامجها النووي وما تصفه الولايات المتحدة بتدخلها في الشرق الأوسط.

وجددت إدارته وإدارة سلفه جو بايدن إعفاء العراق مراراً مع حث بغداد على تقليل اعتمادها على الكهرباء الإيرانية. وكررت وزارة الخارجية الأميركية التأكيد على ذلك مرة أخرى أمس السبت.

وأضافت الوزارة "نحث الحكومة العراقية على إنهاء اعتمادها على مصادر الطاقة الإيرانية في أسرع وقت ممكن. إيران مورد طاقة لا يمكن الاعتماد عليه".

وأفادت مصادر لرويترز بأن الولايات المتحدة استغلت مراجعة الإعفاءات جزئياً للضغط على بغداد من أجل السماح بتصدير النفط الخام من إقليم كردستان العراق عبر تركيا. والهدف هو تعزيز الإمدادات في السوق العالمية والحفاظ على استقرار الأسعار مما يمنح واشنطن مجالاً أوسع لمواصلة جهودها في تقييد صادرات النفط الإيرانية.

وكانت مفاوضات العراق مع إقليم كردستان شبه المستقل بشأن استئناف تصدير النفط مشوبة بالتوتر حتى الآن.

فرص للشركات الأميركية

ومضت وزارة الخارجية الأميركية تقول "تحول العراق في مجال الطاقة يوفر فرصاً للشركات الأميركية التي تُعد من رواد العالم في تعزيز كفاءة محطات الطاقة وتحسين شبكات الكهرباء وتطوير الربط الكهربائي مع شركاء موثوق بهم".

وقللت الوزارة من تأثير واردات الكهرباء الإيرانية على شبكة الكهرباء في العراق قائلة "شكلت واردات الكهرباء من إيران في عام 2023 أربعة بالمئة فقط من إجمالي استهلاك الكهرباء في العراق".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.