السيارات على وشك أن تصبح أكثر تكلفة وتلوثاً

time reading iconدقائق القراءة - 8
سيارات متوقفة عند إشارة مرور فيما تعبر شاحنة من طريق فرعية إلى شارع رئيسي في ليديا. إسبانيا - المصدر: بلومبرغ
سيارات متوقفة عند إشارة مرور فيما تعبر شاحنة من طريق فرعية إلى شارع رئيسي في ليديا. إسبانيا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

هناك أمور كثيرة تخشى أكبر شركات السيارات في العالم حدوثها نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا، والأمر لا يتعلّق فقط بعمليات توقف الإنتاج، أو أزمات سلسلة الإمداد.

تهز الحرب على أوكرانيا أسواق السلع الأساسية من النيكل إلى القمح والذرة، وتتسبّب في انقلاب فرص التبادل التجاري رأساً على عقب، وتثير حالة من عدم اليقين حول الإمدادات المستدامة. وهناك عنصر أساسي يستخدمه عمالقة السيارات الذين يصنعون سيارات أنظف، ويأتي ضمن المواد المتأثرة بالحرب أيضاً، وهو البلاديوم. أصبحت الأسعار مرتفعة للغاية لدرجة أنَّ معدل سرقة أجزاء السيارات المصنوعة من هذا المعدن -المحول الحفّاز- ارتفع بشكل حاد في الولايات المتحدة وأماكن أخرى.

كذلك، تعد تداعيات ارتفاع أسعار البلاديوم وقضايا الإمدادات عميقة، كما أنَّها تهدد الطموحات الخضراء الكبيرة لصُنّاع السيارات، الأمر الذي يجعل إنتاج السيارات أعلى تكلفة وسط الضغوط المتزايدة للحد من الانبعاثات الكربونية. ويستعد المشترون المتحمسون- العديد منهم ظهر في الولايات المتحدة بعد الوباء- لدفع أسعار أعلى في صفقات السيارات.

تتمتع روسيا بنحو 40% من إمدادات البلاديوم المادة الأساسية التي تُستخدم للمساعدة في جعل السيارات أكثر صداقة للبيئة. تحتوي كل مركبة عاملة بالبنزين في أي مكان في العالم على ما بين غرامين و15 غراماً من البلاديوم. أما المركبات العاملة بالديزل؛ فتتضمّن مقداراً أكبر (فكّر في المركبات التجارية الثقيلة). تُستخدم مجموعة المعادن البلاتينية، بما فيها البلاديوم والروديوم، في أنظمة عادم السيارات؛ فهي تحد من تلوث الهواء بفضل خصائصها الكيميائية والفيزيائية الفريدة. وتم اختبار مواد أخرى، لكنَّ الأمور لم تسر على نحو جيد.

يدخل البلاديوم بشكل أساسي في إنتاج نحو 70% من المركبات الخفيفة، وهذا المقدار يحافظ على مستويات الانبعاث الحالية، لكنَّ الأهداف التي تحفّز الصناعة نحو إزالة الكربون أصعب بكثير، وما زال هناك الكثير مما ينبغي فعله للوصول إلى الأهداف التنظيمية.

شركات غير مستعدة

من الناحية الواقعية، يعتمد الدفع نحو خفض الانبعاثات الكربونية، وأن تكون أكثر مراعاة للبيئة إلى حد كبير على صنع مركبات تقليدية أفضل الآن، إلى أن تصبح المركبات الكهربائية مجدية من الناحية التجارية حقاً. وفي حين يحدث التحول نحو المركبات الكهربائية؛ ستستمر سيارات البنزين وشاحنات الديزل في الوجود. فعلى سبيل المثال؛ باعت شركة "فورد موتور" ما يقرب من 46 ألف سيارة ديزل فائقة التحمل في الربع الأخير من عام 2021، بزيادة 11% عن الأشهر الثلاثة السابقة.

حالياً، أصبح معدن البلاديوم باهظ الثمن. وليس من الواضح كيف تخطط شركات السيارات لشراء المواد على المدى المتوسط، أو ما ستفعله عندما تصبح الأمور أكثر صعوبة. برغم أنَّ الشركات، مثل "تويوتا موتور"، قد ابتكرت تقنيات من شأنها خفض استخدام البلاديوم في الأعوام الأخيرة؛ إلا أنَّ هذه التقنيات لم تُستخدم على نطاق واسع بعد.

كما يتضح من نقص أشباه الموصلات، أنَّ شركات صناعة السيارات نادراً ما تكون مستعدة لمثل هذه العقبات، فهي لم تخطط للمستقبل. بدلاً من ذلك؛ تخلت الشركات عن بعض الرقائق المهمة في عملية تصنيع السيارات، ورفعت الأسعار بشدة لزيادة هوامش ربحها. من المخيف التفكير في الكيفية التي ستصبح عليها السيارات المسببة للتلوث إذا تم تطبيق مثل هذه التكتيكات على البلاديوم والمحولات الحفّازة.

من المؤكد، كما يذكر الكثيرون، أنَّ الصادرات لن يتم تقييدها على الفور، وبالنظر إلى مشكلات إمدادات البلاديوم التي طال أمدها؛ فهناك بدائل متاحة مثل البلاتين، وهذا أمر مُنصف. بيد أنَّ تكلفة البلاتين تزداد أيضاً، لكنَّه لا يؤدي المهمة المطلوبة بكفاءة.

علاوة على ذلك، يعتمد الإحلال على مجموعة من العوامل. فعلى سبيل المثال؛ تظل تركيبات البلاديوم فعالة لفترة أطول مقارنة بالبلاتين في درجات الحرارة المرتفعة. وبالتالي؛ يكون المكان الذي تضع فيه جهاز المحول الحفّاز داخل السيارة شيئاً مهماً.

كما تتطور أنماط الشراء أيضاً، إذ تحظى مركبات الدفع الرباعي والشاحنات الصغيرة بشعبية كبيرة. وهذا يعني أنَّها تستخدم المزيد من البلاديوم لتصبح أكثر صداقة للبيئة. خلاصة القول؛ إذا استمرت الشركات في صنع مركبات تعتمد على هذه المجموعة من المعادن للحدِّ من أبخرتها المسبّبة للتلوث؛ سيكون الأمر مجزياً.

في النهاية، تحاول شركات صناعة السيارات تلبية الأهداف والقيود التنظيمية. وهي لا تتحوّل لتصبح صديقة للبيئة كممارسة حسنة النية ليتسنى لنا جميعاً تنفّس هواء أنظف، بل ثمة عقوبات إذا لم تفعل ذلك، كما اكتشف الكثيرون بالفعل.

تشير لوائح الانبعاثات الكربونية الصارمة في الصين إلى زيادة بنسبة 40% في شحنات البلاديوم، إلى جانب ارتفاع شحنات الروديوم بين 50% إلى 100%. في الوقت نفسه؛ يحاول بعضهم التغلب على النظام بطرق أخرى. فخلال الأسبوع الجاري؛ اعترفت شركة "هينو موتورز" -وحدة صناعة الشاحنات التابعة لـ"تويوتا" العملاقة- أنَّها تلاعبت ببيانات أداء محرّك الديزل.

إذا كانت شركات بهذا الحجم ما تزال منخرطة في مثل هذا النشاط، وليست قادرة حقاً على خفض الانبعاثات؛ سيكون الأمر أكثر صعوبة مع هذه العقبات الجديدة، خاصة أنَّ الغزو الروسي لأوكرانيا سيكون طويل الأمد.

بطبيعة الحال؛ هذا مجرد تحوّل صديق للبيئة يقوم على الوضع الراهن. كما أنَّنا لم نتحدّث عما يحدث لكل طموحات صناعة البطاريات عالية التقنية التي ستتأثر بارتفاع أسعار النيكل والاختلال الحالي في هذه السوق.

حتى في عام 2022؛ لم يكن لدى الشركات العملاقة قديمة الطراز القناعة الكافية اللازمة للتحول نحو حقبة جديدة تماماً من صناعة السيارات، لكن إذا لم يبدأ صُنّاع السيارات في التعاون سوياً الآن؛ سيصبح الطريق أمامنا أكثر صعوبة وتلوّثاً.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
NAMEالمؤشرVALUEقراءة المؤشرNET CHANGEالتغيرCHANGE %نسبة التغير1 MONTHشهر1 YEARسنةTIME (GMT)الوقت2 DAYيومان
JBO1:COMالفولاذ377.00+4.00+1.07%+5.60%-1.18%2025-03-14الفولاذ
LN1:COMالنيكل16,253.44-39.93-0.25%+6.49%-9.05%2025-03-14النيكل
LCO1:COMكوبالت35,900.000.000.00%+67.51%+26.91%2025-03-14كوبالت
LA1:COMألمنيوم2,701.04-21.46-0.79%+1.47%+22.40%2025-03-14ألمنيوم
HG1:COMنحاس (Comex)489.60-2.95-0.60%+3.88%+21.02%2025-03-14نحاس (Comex)
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

تغيير حجم الخط

نيويورك

13 دقائق

5°C
غيوم قاتمة
العظمى / الصغرى /
16.7 كم/س
87%

الصين لا تتخلص من السيارات الملوثة بالسرعة الكافية

time reading iconدقائق القراءة - 9
السيارات على طول طريق في بكين، الصين. - المصدر: بلومبرغ
السيارات على طول طريق في بكين، الصين. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

كانت الكلمات الافتتاحية لأغنية ناجحة من عام 2005 "هناك تسعة ملايين دراجة في بكين، وهذه حقيقة"، تقديراً متحفظاً في ذلك الوقت، واليوم تم استبدال الملايين من تلك الدراجات بسيارات تساهم في رفع درجة حرارة الكوكب.

يعد ذلك مصدراً للانبعاثات تعهدت حكومة الصين بمعالجته، لكن هناك خطر يتمثل في أن أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم تنمو ببطء شديد. ووفقاً لتقرير أصدرته "منظمة السلام الأخضر" هذا الشهر، يخفق قطاع السيارات بالصين في تحقيق هدف البلاد للوصول إلى صافي صفر الانبعاثات بحلول عام 2060.

في ظل السياسات الحالية، ستبلغ انبعاثات الصناعة ذروتها في عام 2027 عند 1.75 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، على أن تنخفض 11% عن تلك الذروة بحلول عام 2035. لكن، عوضاً عن ذلك يجب أن ينخفض هذا التلوث 20% على الأقل ليتماشى ذلك مع الحياد الكربوني المستهدف في عام 2060، وفقاً لـ"منظمة السلام الأخضر".

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

الإتجاه العام

لتحقيق ذلك، يجب أن تكون 63% من إجمالي مبيعات السيارات في الصين خالية من الانبعاثات بحلول نهاية العقد، على أن تصل إلى 87% بحلول عام 2035. يعتبر هذا أعلى من الهدف الحالي للبلاد المتمثل في أن تكون 40% من السيارات الجديدة إما كهربائية أو تعمل بالطاقة النظيفة - بما في ذلك الغاز الحيوي - بحلول عام 2030، بينما يجب أن تكون المركبات الكهربائية "الاتجاه العام" بحلول عام 2035.

ووفقاً لـ"منظمة السلام الأخضر"، يتعين على صانعي السيارات الصينيين التخلص تدريجياً من المركبات ذات محركات الاحتراق الداخلي بحلول عام 2030. أي شيء بعد ذلك لن يكون كافياً لتحقيق هدف "اتفاقية باريس" الطموح لحد الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية، بحسب باو هانغ، رئيس المشروع في مكتب "منظمة السلام الأخضر" لشرق آسيا الذي يقع مقره في بكين، وقال: "في الوقت الحالي، شركات صناعة السيارات في الصين متخلفة عن الركب".

وضعت شركتان أجنبيتان فقط أهدافاً محددة لحصتهما من مبيعات السيارات الكهربائية في الصين بحلول عام 2030، وكلاهما أقل من هدف صافي الصفر لعام 2060. تستهدف "فولكس واجن" أن تكون نصف مبيعاتها من السيارات الكهربائية بحلول نهاية العقد، بينما تسعى "هوندا" إلى أن تكون 40% من المبيعات إما سيارات كهربائية أو مركبات تعمل بخلايا الوقود بحلول ذلك الوقت. بينما لم تضع أي من شركات صناعة السيارات الرئيسية في الصين أهدافاً رقمية لعام 2030 للسيارات عديمة الانبعاثات.

"فولكس واجن" تراهن على المركبات الكهربائية لتعويض حصتها في الصين

يمثل قطاع النقل 7% من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الصين. أي أقل من معظم البلدان المتقدمة، لكن التحدي الذي يواجه الصين هو أن سوق السيارات لديها تنمو بسرعة أكبر بكثير. يبلغ معدل ملكية السيارات في الصين حوالي 180 لكل 1000 شخص مقارنة بحوالي 600 في الاتحاد الأوروبي. إذا وصلت الصين إلى نفس معدل ملكية السيارات للفرد الذي وصل إليه الاتحاد الأوروبي الآن، فسيكون لديها 500 مليون سيارة أخرى بحلول منتصف القرن.

المهام الرئيسية

تم إدراج مهمة جعل قطاع النقل أنظف كواحدة من "المهام الرئيسية" العشر في خارطة الطريق الرسمية للصين لوضع حد لزيادة انبعاثات الكربون قبل عام 2030. تنص الإرشادات الأولى التي تحدد تفاصيل أهداف المناخ التي وضعها الرئيس شي جين بينغ على أنه بحلول نهاية العقد سيمثل "السفر الأخضر" 70% على الأقل من الرحلات في المدن التي يزيد عدد سكانها عن مليون شخص، وسيبلغ الطلب على النفط من قبل النقل البري ذروته.

سيكون تطوير سوق المركبات الكهربائية جزءاً أساسياً من تلك الخطط. غالباً ما تلقي أرقام مبيعات السيارات الكهربائية المذهلة في الصين بظلالها على حقيقة أن الدولة الآسيوية لديها أيضاً أكبر أسطول في العالم من مركبات الوقود الأحفوري - وهو أسطول سيواصل النمو على الرغم من سياسات الحكومة للترويج للمركبات الكهربائية.

الصين ستشجع اندماج شركات السيارات الكهربائية لتعزيز القطاع المبعثر

وبينما اقترح الاتحاد الأوروبي حظراً فعلياً على بيع السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين والديزل اعتباراً من عام 2035، وأعلنت المملكة المتحدة أنها ستحظر السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين والديزل اعتباراً من 2030، لم تضع الصين جداول زمنية مماثلة لإنهاء الطلب على مركبات الوقود الأحفوري. وفي محادثات المناخ خلال "مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2021" في غلاسكو في نوفمبر، رفضت الصين والولايات المتحدة، أكبر سوقين للسيارات في العالم، التوقيع على تعهد لبيع السيارات والشاحنات الصغيرة الخالية من الانبعاثات فقط بحلول عام 2035.

يقول باو من "منظمة السلام الأخضر": "إن خفض الانبعاثات أمر تراكمي... كلما أطلت انتظارك، بات الأمر مستحيلاً".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.