بلومبرغ
تأجلت شراكة استثمارية بين مكتب العائلة المملوك للملياردير راي داليو وشركة تابعة للشيخ طحنون بن زايد آل نهيان في أبوظبي، بسبب بنود قانونية تحكم تخارج داليو في وقتٍ سابق من شركة "بريدج ووتر أسوشيتس" (Bridgewater Associates) التي أسسها قبل عقود.
وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر بشكل مباشر، تمحورت إحدى المشكلات حول احتمالية أن يستخدم داليو، الذي أسس "بريدج ووتر" لتتحول إلى شركة عملاقة بحجم 160 مليار دولار، الملكية الفكرية الخاصة بالشركة في الصفقة المزمعة.
وأوضح الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم كون المعلومات خاصة، أن داليو (74 عاماً) كان وقع قبل سنوات على اتفاقية عدم منافسة عند تخارجه من صندوق التحوط الأكبر في العالم. معتبرين أن مشروع الشراكة مع الشيخ طحنون، وهو أحد أبرز عملاء "بريدج ووتر"، سيضع هذه الاتفاقية تحت المجهر.
داليو و"بريدج ووتر" أفصحا في في بيانٍ مشترك، أنه "لم تكن هناك مناقشات أو نزاعات بين راي داليو وشركة بريدج ووتر حول هذه المواضيع، وأي شيء يشير لخلاف ذلك عارٍ من الصحة تماماً". مضيفاً: "بريدج ووتر لا تعلق على أي شراكات مع عملائها، سواء كانت سابقة أو حالية".
كان المستثمر الأميركي والشيخ الإماراتي يخططان لإطلاق الشراكة منتصف العام الماضي، عبر تأسيس ذراع لإدارة الأصول، في مركز أبوظبي المالي العالمي، تابعة لشركة "جي 42" ( G42) المتخصصة بالذكاء الاصطناعي، بحسب الأشخاص المطلعين.
وأضافوا أن داليو قد يكون يدير بعض الأموال مقابل رسوم، بينما يقدم خدمات استشارية غير رسمية بالوقت الراهن، على حد قول الأشخاص. ولم يرد ممثلو مكتب العائلة التابع له على طلبات للتعليق على الأمر.
بينما أكد متحدث باسم "جي 42" أن الشركة ومكتب عائلة داليو يستكشفان سبلاً للتعاون، رغم أنهما لم يدخلا بعد في شراكة أعمال رسمية.
جذب صناديق التحوط
لعب داليو دوراً محورياً بنجاح أبوظبي مؤخراً في جذب كبار مستثمري ومديري صناديق التحوط، وهو أسس فرعاً لشركة استثماراته الخاصة في الإمارة العام الماضي. وكان جهاز أبوظبي للاستثمار، الذي يترأسه الشيخ طحنون حالياً، أحد أكبر داعمي "بريدج ووتر" عندما أسسها داليو قبل نصف قرن.
رغم تأخر الإطلاق الرسمي لشراكة "مكتب عائلة داليو-جي 42" ( DFO-G42)، فقد كان العديد من الموظفين ينتقلون للعمل ما بين الشركتين.
من بين هؤلاء علي حجازي، الذي انضم مؤخراً إلى مكتب عائلة داليو في أبوظبي كمدير للأبحاث والاستراتيجيات الاستثمارية، بعد فترة من العمل لدى "جي 42" وجهاز أبوظبي للاستثمار، وفقاً لأشخاص مطلعين.
واجهت "جي 42"، التي تطمح لأن تصبح كياناً عملاقاً بمجال الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط، تدقيقاً بشأن بعض استثماراتها. وفي وقت سابق من العام الجاري، تعهد رئيسها التنفيذي بنغ زاو بتجنب الصين والتركيز على الولايات المتحدة. حيث تولى صندوق جديد في أبوظبي مؤخراً إدارة صندوق الشركة الموجّه نحو الاستثمار في الصين، وفقاً لتقرير "بلومبرغ نيوز".
تعاون "مكتب عائلة داليو" و"جي 42" بالفعل في المجال البيئي، حيث يعملان على أبحاث المحيطات كجزء من مشروع يهدف لحماية النظام البيئي البحري في إندونيسيا.