ماسك يقول وداعاً لأهداف نمو "تسلا"

التوقعات تشير إلى أن تسليم السيارات سيكون مخيباً للآمال هذا العام وسط غياب طرح طراز جديد في الأسواق

time reading iconدقائق القراءة - 13
إيلون ماسك الرئيس، التنفيذي لشركة \"تسلا موتورز\" - المصدر: بلومبرغ
إيلون ماسك الرئيس، التنفيذي لشركة "تسلا موتورز" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

من الآن فصاعداً، لا ينبغي لأي شركة أن تقول إنها تعاني من التباطؤ. فقد أعادت شركة "تسلا" تعريف هذا المصطلح بأن الركود يأتي "بين موجتي نمو رئيستين".

تقدير كبير لمن صاغ هذه البشرى بأن حالة الركود سرعان ما تفسح المجال لنمو آخر مثير، فسهم "تسلا" المزدهر بشكل غير اعتيادي تنطبق عليه هذه القاعدة.

ختمت نتائج الربع الرابع المتراجعة، والتي أُعلنت مساء الأربعاء، عاماً باهتاً لـ"تسلا". وعلى الرغم من بيع ما يقرب من نصف مليون سيارة، أو ما يعادل زيادة بنحو 38% في عام 2023، انخفضت الأرباح التشغيلية بمقدار الثلث.

ولهذا السبب، يمكن إلقاء اللوم على سلسلة من تخفيضات الأسعار التي اتخذتها الشركة لدعم الطلب، ما أدى إلى انخفاض الإيرادات الضمنية والهامش الإجمالي لكل مركبة بنسبة 15% و44% على التوالي. علاوة على ذلك، بعد أن كانت التوقعات منذ أوائل عام 2021 أن يصل النمو السنوي في إنتاج المركبات إلى 50%، من المرجح أن تفشل "تسلا" في تحقيق هذه النسبة هذا العام. وحتى قبل إعلان النتائج المتراجعة، أشار إجماع التقديرات إلى ارتفاع عمليات تسليم المركبات بنسبة 21% فقط في 2024.

مؤشرات سابقة على نمو "تسلا"

تم التنبؤ بكل هذا في إعلان نتائج الربع الثالث، عندما رد الرئيس التنفيذي، إيلون ماسك، على سؤال حول هدف النمو البالغ 50% بسخريته من السؤال:

أعني أن الخطر يظهر بوضوح، فليس من الممكن أن يستمر معدل النمو المركب بنسبة 50% إلى الأبد، وإلا فإن هذا يعني تجاوز طبيعة الكون المعروفة.

من الصعب المجادلة في ذلك، فـ"إلى الأبد" هو وقت طويل. ولكن ماذا عن سنة واحدة فقط؟ من المؤكد أن الكون يمكنه أن يستوعب 2.5 مليون سيارة كهربائية أخرى تحمل علامة (T) دون مشكلة. وعلى نفس المنوال، جاء إجماع التوقعات لعام 2024 أقل قليلاً عن 2.2 مليون مركبة، لكن كان ذلك قبل أن تقوم "تسلا" بإبلاغ المستثمرين بمصطلح "موجات النمو" بدلاً من تقديم رقم فعلي.

على مدار العام الماضي، مع تقلص هوامش أرباح "تسلا" وتضاؤل آفاق النمو، ردد كل من ماسك والمحللين الأكثر حماساً سرديات أخرى لدعم التقييم، تركز على الذكاء الاصطناعي والروبوتات. أحد الأسباب وراء عدم جدية تهديد ماسك الأخير، بنقل رؤاه حول الذكاء الاصطناعي إلى مكان آخر ما لم يحصل على مجموعة ضخمة من أسهم "تسلا" الجديدة، هو أنه جعل الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية لتقييم "تسلا"، وبالتالي الجزء الأكبر من ثروته الخاصة.

لا طراز جديداً هذا العام

وفي مساء الأربعاء، تركزت السردية أكثر على السؤال الرتيب نسبياً حول السيارة الجديدة، سؤال رتيب مقارنة بالروبوتات البشرية، لكنه حيوي للغاية لمستقبل "تسلا". في صباح اليوم نفسه، وفي توقيت رائع، ظهرت قصة على "رويترز" حول إبلاغ "تسلا" للموردين بأنها ستبدأ في إنتاج سيارة كهربائية جديدة على نطاق واسع منتصف عام 2025، نقلاً عن مصادر لم تسمها. وصرح ماسك خلال إعلان النتائج يوم الأربعاء أن الإنتاج قد يبدأ في تكساس في النصف الثاني من العام القادم.

تحتاج شركة "تسلا" إلى هذه السيارة الكهربائية الأرخص ثمناً، كما أن الصناعة تحتاجها بالفعل. كان غياب نموذج "الجيل القادم" عن العرض التقديمي الكبير لاستراتيجية "تسلا" في شهر مارس الماضي هو الجانب الأكثر نقاشاً خلال هذا العرض، معادلاً لما كتب عنه غاي تيليس في كتابه (cold-stricken Sinatra).

يمكن إلقاء اللوم بشكل كبير بخصوص تباطؤ نمو مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة بشكل عام على مجموعة المنتجات باهظة الثمن، والتي غالباً ما تكون ثقيلة الوزن. فسيارة "سايبر تراك" (Cybertruck) التي أطلقتها الشركة مؤخراً تلخص المشكلة، فنظراً لحجم الأموال والجهود التي تم تكريسها لإنتاجها، فإنها تمثل الفرصة الضخمة الضائعة لتوسيع السوق بشكل أسرع. تفاخر ماسك بأن الطلب على "سايبر تراك" لن يمثل مشكلة، لكنه تجنب تقديم أي أرقام على المدى القريب.

منافسة قوية في قطاع السيارات

حتى في الوقت الذي تعاني فيه بعض شركات صناعة السيارات التقليدية في التحول نحو السيارات الكهربائية، فإن شركات أخرى تنتج تلك السيارات تحظى باهتمام أكبر أو على وشك إطلاق نماذج أرخص. وبالمثل، يتردد أن شركة "أبل" خفضت طموحاتها فيما يتعلق بمشروعها للسيارات الكهربائية الذي ترددت شائعات عنه لفترة طويلة. وفي حين أن هذا قد يبدو أمراً جيداً بالنسبة لشركة "تسلا"، إلا أنه في حال أطلقت شركة "أبل" سيارة كهربائية، فمن المحتمل أن يكون منتجاً مرتفع الثمن يتنافس بشكل مباشر مع الطرازين (S) و(X)، وكلتاهما على نحو افتراضي ستكونان سيارات كلاسيكية حين يحل عهد المركبات الكهربائية.

وبطبيعة الحال، يمكن لشركة "تسلا" أن تشير إلى النمو المبكر، الموجة الأولى، والنجاح في نشر المركبات الكهربائية. بالإضافة إلى ذلك، فإن نهجها المتباهي بتقليل تكلفة المركبات الكهربائية من خلال إعادة تصور عملية تصنيعها هو بالتأكيد النهج الصحيح، فالشركة قادرة وممولة بشكل جيد.

ومع ذلك، ولمواجهة الواقع الصعب لهذه النتائج الأخيرة، فإن الفائدة من التشكيك هنا، ليست ضئيلة على الإطلاق، بل تصبح ساحقة. خذ بعين الاعتبار، أن شركة "تسلا" بدأت عام 2023 بقيمة 341 مليار دولار. وعلى مدى الاثني عشر شهراً التي تلت ذلك، انخفضت الأرباح بنسبة 24% (باستثناء المزايا الضريبية غير النقدية للربع الرابع) وانخفض إجماع تقديرات الأرباح للفترة المقبلة بنسبة 27%. وتبلغ قيمة الشركة اليوم 660 مليار دولار. تلك الموجة يجب أن تكون تسونامي.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

California City

19°C
غبار
العظمى / الصغرى 18°/20°
9.3 كم/س
9%

فى هذا المقال

الآراء الأكثر قراءة