تاريخياً.. خفض الفائدة لن يحسن توقعات أرباح الشركات

تخفيض "الاحتياطي الفيدرالي" لأسعار الفائدة عادة ما يرتبط بالركود

time reading iconدقائق القراءة - 4
متسوقون في \"تايمز سكوير\"، بنيويورك، أميركا - المصدر: بلومبرغ
متسوقون في "تايمز سكوير"، بنيويورك، أميركا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

انتعشت أسواق الأسهم بالتزامن مع تقديرات أرباح الشركات، مدعومة بمرونة الاقتصاد. لكن إذا استرشدنا بالتاريخ فإن التخفيضات الوشيكة في أسعار الفائدة قد تقلب هذا السيناريو.

على الرغم من أن الأسواق تترقب بفارغ الصبر انخفاض أسعار الفائدة، إلا أن الأمر يمكن ألا يخدم أرباح الشركات. عادةً ما يخفض "الاحتياطي الفيدرالي" أسعار الفائدة عندما يتجه الاقتصاد نحو الركود، وهو ما يبدو أن توقعات المحللين المتفائلة لا تأخذه في الاعتبار. في الولايات المتحدة، يرى البعض أن "الفيدرالي" سوف يخفض أسعار الفائدة في شهر مارس المقبل، مع اتجاه التضخم وأسعار المنتجين إلى الانخفاض على نطاق واسع.

قال أندرو لابثورن، كبير الاستراتيجيين الكميين لدى "سوسيتيه جنرال"، في مذكرة: "عادة ما يترافق انخفاض الأرباح مع تراجع أسعار الفائدة". رأى لابثورن أن التقديرات الحالية تعكس "نظرة وردية للغاية"، وتساءل: "هل هذا هدوء ما قبل العاصفة؟".

شهدت الأسهم العالمية نشاطاً محموماً خلال العام الماضي، إذ ارتفعت بنحو 16%، مدعومة بارتفاع توقعات الأرباح. تحوم هوامش الأرباح بالقرب من مستويات قياسية، فيما واصل المحللون رفع تقديراتهم.

اقرأ أيضاً: "وول ستريت" تدق ناقوس الخطر بشأن تدهور توقعات أرباح الشركات

الاستفادة من التضخم

قال جيري فاولر، الخبير الاستراتيجي في "يو بي إس غروب" (UBS Group AG)، إن السوق استفادت من تسجيل التضخم مستويات دون المتوقع، مما سمح بتوسيع تقييمات السندات والأسهم.

"إما أن يتم تخفيض تقديرات الأرباح، فتتراجع الأسعار لتعكس هذا المسار، أو لا تؤخذ تخفيضات أسعار الفائدة في الاعتبار، وتنخفض الأسعار مع ضغط مضاعفات الربحية"، وفق كايل رودا، كبير محللي السوق في "كابيتال. كوم" (Capital.com).

بالنظر إلى المستقبل، لا تزال وجهة النظر المتفق عليها متفائلة للغاية، حيث يُتوقع أن ترتفع الأرباح المجمعة لمدة 12 شهراً للشركات المدرجة ضمن مؤشر "إم إس سي آي العالمي" بنسبة 10% عن العام الجاري، يليها نمو بأكثر من 8% في عام 2025، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".

مؤشرات مبكرة مختلطة

جاءت المؤشرات المبكرة من الشركات متفاوتة. وتراجعت أسهم شركة "بربري غروب" (.Burberry Group Plc) الأسبوع الماضي بعد أن خفضت الشركة البريطانية المتخصصة في صناعة المعاطف توقعات أرباحها، وهي علامة جديدة على أن الطلب على السلع الفاخرة يتراجع. وفي ديسمبر الماضي، تراجعت أسهم "فيديكس كورب" (.FedEx Corp) بعد تقرير الأرباح الذي كشف عن الضعف في أعمال النقل الجوي السريع للشركة، حيث اختار العملاء إرسال الطرود عن طريق وسيلة نقل أبطأ وأقل تكلفة.

اقرأ أيضاً: توقعات بأن يعزز تراجع التضخم الأساسي في أميركا تفاؤل "الفيدرالي"

مع ذلك، رفعت كل من شركة "لولو ليمون أثليتيكا" (Lululemon Athletica)، وشركة "ابيركرومبي آند فيتش" (Abercrombie & Fitch) توقعات مبيعاتهما للشهر الجاري، بعد أداء قوي خلال الربع الماضي الذي تزامن مع موسم العطلات، على عكس المخاوف من الضعف الاستهلاكي وسط ارتفاع التضخم بشكل عنيد.

توقعات الهبوط السلس

حتى الآن، ومع بقاء توقعات الهبوط السلس قائمة دون منازع بسبب استمرار قوة سوق العمل في الولايات المتحدة والإنفاق الاستهلاكي، يُتوقع أن تحافظ الشركات على نمو قوي في الأرباح، خاصة في قطاع التكنولوجيا.

في أوروبا، من المتوقع أيضاً أن تواكب الشركات التقديرات للعام الجاري، والتي تشير إلى نمو بـ12% على مدى الأشهر الـ 12 المقبلة. لم تدفع المراجعات السلبية للأرباح قبل نتائج أعمال الربع الرابع إلى تغيير الاتجاه التصاعدي بشأن تقديرات الأرباح على نطاق واسع.

قال فاولر: "الرياح المعاكسة بالنسبة إلى توقعات الأرباح لا تزال دون التقديرات. ما زلنا نعتقد أن ضعف التضخم ونمو الناتج المحلي الإجمالي الاسمي يهددان هوامش الأرباح".

تصنيفات

قصص قد تهمك