شركات أميركية تركز على خفض التكاليف والعمالة لا النمو

سعي الشركات وراء الأرباح يطغى على خطط التوسع ويجمّد النفقات مع تباطؤ الاقتصاد

time reading iconدقائق القراءة - 5
أحد العمال داخل مصنع للسيارات وسط توقعات بتقليص العمالة خلال الفترة المقبلة مع تقلص هوامش ربحية الشركات الأميركية - المصدر: بلومبرغ
أحد العمال داخل مصنع للسيارات وسط توقعات بتقليص العمالة خلال الفترة المقبلة مع تقلص هوامش ربحية الشركات الأميركية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

وجدت مخاوف وول ستريت إزاء هوامش أرباح الشركات الأميركية المتراجعة طريقها إلى المديرين التنفيذين على ما يبدو استناداً إلى تقارير أرباح الربع الأول حتى الآن.

بات بعض الظواهر واضحاً فعلاً متمثلاً في وجود عمليات تخفيض التكاليف والوظائف، وتوقف الإنفاق والتوسع. أسفرت مخاوف تأثير زيادة أسعار الفائدة والتباطؤ الاقتصادي الوشيك إلى اندفاع الشركات متعددة الأنشطة في الولايات المتحدة الأميركية إلى التحول صوب كفاءة الأداء بدلاً من تحقيق النمو، وبدأ ذلك ينعكس بطريقة هائلة على نتائجها المالية.

رغم أن نصف شركات مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" فقط أعلنت عن نتائجها إلى الآن، إلا أن المعلومات المتعلقة بتكاليف العمالة في مؤتمرات الأرباح عبر الهاتف هبطت 80% مقارنة بالربع الأخير، حسب بيانات جمعتها "بلومبرغ" من مؤتمرات أرباح الشركات عبر الهاتف استناداً إلى الكلمات كثيرة التكرار على غرار تكاليف العمالة ونفقات التوظيف. يعكس تراجع مثل هذه التنويهات توقف التوظيف والتخفيضات قيد التنفيذ بالقوى العاملة.

ترشيد إنفاق "ميتا بلاتفورمز"

تحدث الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا بلاتفورمز" مارك زوكربيرغ، بطريقة كبيرة عن الكفاءة خلال مؤتمر أرباح الشركة عبر الهاتف للربع الأول، متعمقاً في موضوع روجته الشركة الأم لـ"فيسبوك" العام الجاري علاوة على إجراء تسريح 10 آلاف موظف.

أكدت سوزان لي، المديرة المالية لشركة "ميتا"، خلال المؤتمر الأسبوع الماضي، أنه "في حين تستمر جهودنا، بما فيها عملية تسريح موظفين بدأنا تطبيقها وأعمال إعادة هيكلة تامة، سنواصل تركيزنا على جهود تحقيق الكفاءة".

أرباح الشركات الأميركية تبلغ ذروتها وسط ترقب لموجة تسريح للعمالة

شكل تقليص التكاليف بؤرة تركيز نظيرتها شركة "أمازون.كوم" للتكنولوجيا، التي أعلنت الخميس الماضي أن نفقات التشغيل زادت 8.7% خلال الربع الأول، في وتيرة هي الأبطأ منذ عقد على الأقل. نفذت الشركة أحدث جولة من تسريح الموظفين الأربعاء الماضي، إذ بلغ إجمالي التخفيضات الأخيرة بالوظائف 27 ألف وظيفة ليصبح أكبر تقليص لعدد العمالة في تاريخ الشركة.

أشار آرون سوندارام، محلل الأسهم في شركة "سي إف آر إيه" (CFRA)، عبر رسالة بالبريد الإلكتروني: "اتخذت أمازون تحركات واسعة لتقليص تكلفتها للخدمة داخل شبكتها للبيع بالتجزئة، متوقعاً أن تتواصل التحركات خلال العامين الجاري والمقبل، مع تحقيق مزيد من أوجه الكفاءة، وبصورة عامة، نعتبر الربع الأول بداية لمرحلة تحول تمتد سنوات عديدة على صعيد الأرباح وهوامش الأرباح".

"ليفت" تخفض ربع قوتها العاملة

في هذه الأثناء يُنتظر أيضاً أن تكون الكفاءة وتحسين الأرباح موضوعاً متكرراً بإعلان شركة "ليفت" نتائجها في 4 مايو الجاري. كشفت شركة نقل الركاب في ملف الإيداع المقدم للجهات التنظيمية أنها تعتزم تخفيض ربع قوتها العاملة، بما يفوق ألف موظف و250 فرصة عمل.

أوضح جيم تيرني، رئيس وحدة "استراتيجة النمو الأميركي المركز" في شركة "أليانس بيرنشتاين": "يتعلق الأمر بأسره بتحديد القدر المناسب لنموّ الإيرادات، وتأتي تخفيضات التكاليف بدافع الحاجة الملحة إلى محاولة الحفاظ على هوامش التشغيل".

النساء يقتحمن سوق قطاع البناء بدعم من نقص العمالة

أضاف أن الإنفاق سيعود عندما تتسارع وتيرة نمو الإيرادات.

تابع تيرني: "لقد شاهدنا بارقة أمل على هذه الصعيد من (مايكروسوفت) و(ميتا)، لكن (أمازون ويب سيرفيسز) التابعة لـ(أمازون) سجلت مزيداً من التباطؤ في الإيرادات خلال أبريل الماضي مقارنة بمستويات الربع الأول، لذلك فإن الموقف متباين. نوّه بأن التخفيضات كانت مؤثرة بصورة مذهلة إذ تجاوزت غالبية الشركات توقعات الأرباح بفارق كبير، ورغم زيادة أسعار الأسهم عموماً، فعلى الإدارة أن تنظر إلى جنْي المستثمرين الأرباح عوضاً عن تحقيق نموّ خالص، لذلك أتوقع مواصلة إجراءات التقشف لبعض الوقت.

"3 إم" تشطب 6 آلاف وظيفة

رغم أن الشركات التكنولوجية وظفت أعداداً كبيرة وتباهت بذلك في أثناء حقبة وباء كورونا، فإنه قطعاً لا يُعَدّ القطاع الوحيد الذي يسعى للحد من النفقات في ظلّ تغيُّر الظروف الاقتصادية. قالت شركة "3 إم" لتصنيع القصاصات اللاصقة الأسبوع الماضي إنها ستشطب 6 آلاف وظيفة أخرى ضمن إعادة الهيكلة المتواصلة لكبح التكاليف.

كشفت شركة "غاب" العملاقة لتجارة التجزئة خلال الأيام الأخيرة عن عزمها على تسريح 1800 عامل سعياً للعودة للربحية في ظلّ هبوط المبيعات. بات مصرف "لازارد" الجمعة الماضية أحدث مصارف وول ستريت التي تقلص عدد الموظفين، وكشف عن خطط لتخفيض قوته العاملة 10%، إذ أعلن عن خسارة غير متوقعة في أرباحه.

أكد روبرت شين كبير مسؤولي الاستثمار في "بلانك شين ويلث مانجمنت" (Blanke Schein Wealth Management) أن "الشركات الأميركية رائعة بتوسيع النفقات من جهة البقاء متصدرة للمنافسة عن طريق توظيف العمالة، لكنها أيضاً أسرعت إلى عكس هذا الاتجاه وخفض القوى العاملة لدعم وحماية الحصيلة النهائية لهوامش أرباحها، ونشهد قدراً كبيراً منها يتكشف خلال مؤتمرات الأرباح عبر الهاتف شاهدناها الأيام الأخيرة".

تصنيفات

قصص قد تهمك