بلومبرغ
يساعد مدير "ماستركارد" المالي ساتشين ميهرا عملاقة المدفوعات على تنويع منتجاتها فيما توسّع انتشارها عبر قطاعات مثل التجارة الإلكترونية وتعاملات التشفير.
خطّط ميهرا للعمل بشركة عائلته في الهند بعدما حصل على ماجستير إدارة أعمال من جامعة فيرجينيا، لكن شقيقه شجّعه على العمل في القطاع المالي بالولايات المتحدة. عمل سابقاً لدى شركتي "هيس" و"جنرال موتورز" في عدة دول، ثم انضم إلى "ماستركارد" في 2010 وبات مديرها المالي منذ 2019.
انتشر استخدام بطاقات الائتمان والخصم على نطاق واسع. هل تتوقّع نموّاً كبيراً للمدفوعات الإلكترونية مستقبلاً؟
ما تزال هناك فرصة كبيرة للغاية لنمو المدفوعات الاستهلاكية ونحن على أتمّ الاستعداد للاستفادة منها. هذا هو اتجاه التحول من الدفع النقدى إلى طرق الدفع الإلكترونية. إذا فكّرت بالأمر ستجد أن هناك كثيراً من المدفوعات النقدية يتعيّن جعلها إلكترونية على الصعيد العالمي.
· "ماستردكارد" أكبر بكثير من مجرّد مُعالِج مدفوعات. فما مدى أهمية خدمات البيانات التي تقدّمها؟
يمثّل ما نسميه قطاع الخدمات، الذي يتضمن تحليل البيانات وتقديم الرؤى والاستشارات وتصميم أنظمة برامج الولاء وقدراتنا في مجال مكافحة الاحتيال، نحو 35% من عائدات الشركة، وهو ما يجعل الناس يفكرون بـ"ماستركارد"عندما يفكرون ببطاقة دفع إلكتروني. إنه أمر مهم للغاية، لكن هناك جانب مختلف تماماً لـ"ماستركارد" أيضاً.
أعلنت "ماستركارد" بشكل واضح عن تبني معاملات التشفير. إلى أي مدى نجحتم في ذلك؟
في عالم العملات المشفرة، نضطلع بتيسير عملية التدرّج سواء كمدخل إلى عالم التشفير حيث يستعين المستخدمون بمنتجات الخصم والائتمان الخاصة بنا لشراء عملات مشفرة؛ أو كمخرج منه، وذلك عبر إتاحة صرف تلك العملات لتمكين مستخدمينا من الاستفادة من أرصدتهم من العملات المشفرة جميع الأماكن التي تقبل الدفع ببطاقات "ماستركارد". تُعدّ تلك قدرة مدرة للدخل وحققت نجاحاً إلى حد ما منذ ظهور بيئات التشفير.
ما مدى فاعلية الأصول المشفرة كأدوات دفع حقيقية؟
يتعيّن أن تكون أي عملة مخزناً للقيمة حتى نعتبرها وسيلة دفع في أذهاننا. إذا تقلبت قيمة عملة ما يومياً بحيث تكلفك القهوة من "ستاربكس" 3 دولارات اليوم، وغداً 9 دولارات، وفي اليوم التالي دولاراً، فهذه مشكلة من منظور عقلية المستهلك. لذا ننظر إلى العملات المشفرة باعتبارها أميل لأن تكون فئة أصول. لكن فيما يتعلق بأدوات الدفع، نرى احتمالاً بأن يكون أمام العملات الرقمية المستقرة ونظيراتها الصادرة عن البنوك المركزية مستقبلاً أفضل قليلاً.
ربطت "ماستركارد" جزءاً من تعويضات بعض الموظفين بالممارسات البيئية والمجتمعية وحوكمة الشركات. فما الذي تحاول تحقيقه؟
نعتقد أن تحقيق مصالحنا عبر العمل الطيب جزء مهم للغاية من هويتنا. علينا التأكد من إنفاق أموالنا في سبيل ما نؤمن به، خاصةً مع كل ما نتحدث عنه من منظور إنفاذ الممارسات البيئية والمجتمعية وحوكمة الشركات وحماية المناخ وضمان التنوع والشمول. يتعين عليك القيادة بالريادة وتبيان أنك تهتم حقاً، والتصرف على هذا الأساس، لكن هذا لا يجعل جميع موظفي شركة قوامها 20 ألف موظف متعاونين بالضرورة، وهنا يأتي دور الحوافز المالية.
ما الذي يقضّ مضجعك؟
أحد الأمور التي أقدّرها بشأن "ماستركارد" وما نعيشه هنا كل يوم هو وجود قدر صحي من جنون العظمة في هذه الشركة. أعتقد أن هذا أمر مهم [لأن] الشركات الناجحة تشعر بالرضا عن نفسها في كثير من الأحيان. وعندما نشعر بالرضا، فهذه بداية الزوال. لذا فإن هذا المستوى الصحي من جنون العظمة مهم حقاً. تدور التحديات التي قد نواجهها بينما نتقدم حول البقاء على اطلاع بما يحدث من منظور الابتكار التقني والتأكد من أننا نقود من موقع ريادة، ولا ندير ظهورنا للتطور ونقول "سنسلك الاتجاه الآخر".
ما هو أكبر تغيير تتوقّع إدخاله على دور المدير المالي خلال السنوات العشر المقبلة؟
أتوقّع التركيز على ضمان ريادتنا للقطاع عبر التوسع في تنفيذ المعاملات، لكن مع التيقظ لإدراك أي إخفاقات والرجوع عنها سريعاً، وفي هذا يمكن للمدير المالي أن يلعب دوراً كبيراً. أعني بذلك أننا لن نفوز دائماً؛ بل نأمل بأن نصيب أكثر مما نخطئ. لكن عليك تمييز الأفكار غير المجدية والتحقق من الإخفاقات سريعاً وتركها لتجربة غيرها، إذ يمكن أن تُغرَم ببعض الأفكار وتستمر بتنفيذها وبالتالي تواصل إهدار الموارد لتدرك بالنهاية أنها لا تجدي نفعاً. أعتقد أن التركيز على تبني هذه الفلسفة سيزداد بالنسبة للمدراء الماليين الذين يعملون في بيئة تندر فيها رؤوس الأموال دون غيرهم.