"نيويورك ميلون": البنوك السعودية تنافس على كعكة المصرفية الاستثمارية

أعرب هاني قبلاوي، رئيس بنك "نيويورك ميلون إنترناشيونال"، عن عدم يقينه أنَّ هناك مساحة متوفرة لبنك عالمي كبير لدخول السعودية، أو حتى دول الخليج، ومنافسة البنوك المحلية على حصة في كعكة سوق التجزئة.

ولفت في مقابلة مع "الشرق" إلى أنَّه برغم وجود عدد محدود من البنوك في السعودية؛ إلا أنَّ سوق المملكة "تتمتع بمستوى مرتفع من الخدمات البنكية، حيث تقوم المصارف الموجودة بخدمة العملاء، لاسيما في قطاع التجزئة، بشكل جيد. كما يقومون باستمرار بالابتكار والرقمنة. وبالتالي؛ فإنَّ الأمر لا يتعلق بعدد البنوك؛ بل بتلبيتها لاحتياجات السوق".

إلى ذلك، يرى قبلاوي أنَّ البنوك السعودية بدأت تأخذ أدواراً رئيسية في العمليات المصرفية الاستثمارية، سواء على صعيد مساعدة الشركات لجمع الأموال، أم لطرح أسهمها للاكتتاب العام. مُعتبراً أنَّ "الإمكانات موجودة لديها للقيام بذلك، وتتطور بشكل مطرد، والرغبة بنقل الخبرات والمعرفة الدولية لسوق المملكة قوية". مُضيفاً: "الأمر يتعلق بالمال والمعرفة والتكنولوجيا، وهذه الأمور تتوفر بشكل أكبر كل يوم للبنوك السعودية لتنمية أعمالها على صعيد الأنشطة المصرفية الاستثمارية".

المصارف العالمية

عن رؤيته لآفاق القطاع المصرفي العالمي؛ يشير قبلاوي إلى أنَّ نتائج الإيرادات والأرباح التي أعلنت عنها كبرى المصارف العالمية خلال الربع الأخير "أعطت صورة وردية عمّا يشهده القطاع من انتعاش". لكن هذا الواقع الإيجابي، برأيه، يترافق مع "خطر سحب البنوك المركزية لسجادة الدعم المالي من تحت أقدام الأسواق بشكل غير تدريجي، إذ يجب إنجاز عملية التكييف النقدي بهدوء، ومشاهدة رد فعل السوق، وتفاعل أسعار الفائدة مع ذلك.. هذه تلخص المخاطر التي تحتل مكان الصدارة في أذهان المصرفيين على مستوى العالم".

لدى بنك "نيويورك ميلون" نشاط في الرياض منذ أكثر من 30 عاماً، ومؤخراً أصبح يملك حضوراً فعلياً بعد حصوله على رخصة من هيئة السوق المالية السعودية مطلع هذا العام. كما أنَّ لدى البنك مقرّات في القاهرة، وأبوظبي، ودبي.

ويتركَّز عمل البنك في المملكة والمنطقة مع الحكومات، والبنوك المركزية، والصناديق السيادية، بالإضافة للبنوك التجارية "حيث أعلنا العام الماضي عن شراكة مع "الأهلي كابيتال" لتقديم خدمات مشتركة للعملاء المؤسساتيين في السعودية".