أسفر السباق لترويض كوفيد-19 عن ثروة من الأبحاث، واللقاحات الجديدة، والعلاجات الواعدة التي تبشر بإمكانية القضاء على الوباء.
ومع ذلك؛ ما تزال هناك أسئلة كثيرة أكثر إلحاحاً بشأن هذا الأمر، والتي يناقشها ماكس نيسن، و سام فاضلي، وهما يغطيان مجال الرعاية الصحية وصناعة الأدوية في "رأي بلومبرغ"، و "بلومبرغ إنتليجنس"، خلال هذا المقال.
تمَّ تحرير المحادثة واختصارها.
ماكس نيسن: هل نحتاج حقاً إلى جرعة معززة أو جرعة ثالثة؟ ما الذي علينا أن نتوقَّعه من هذه الجرعات بالضبط؟
سام فاضلي: لحسن الحظ، توفِّر اللقاحات التي خضعت للدراسة بشكل أكثر من غيرها- وهي "أسترازنيكا"، و "فايزر- بيونتيك"، و "موديرنا"- حماية عالية ضد الحالات المرضية الحادة، أو الدخول إلى المستشفى لستة أشهر على الأقل بعد أخذ جرعتين من اللقاح. وبالتالي؛ فإنَّنا لا نحتاج إلى جرعة ثالثة، لكنَّنا نشهد انخفاضاً كبيراً في مستوى الحماية من العدوى، وهذا متوقَّع نظراً لانخفاض الأجسام المضادة الناجمة عن اللقاح بمرور الوقت، ونظراً لأنَّنا نكافح الآن مع متحوِّل "دلتا" الأكثر عدوى.
السؤال الحقيقي هو ما إذا كانت الحماية من الحالات المرضية الشديدة ستبدأ في التراجع أيضاً، وأعتقد أنَّنا سنرى بيانات من إسرائيل بشأن هذا الأمر، وكذلك من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في اجتماعها في 17 سبتمبر.
ومع ذلك؛ يمكن أن تتراجع المناعة المقاومة للمرض الشديد إذا كان اللقاح دائماً بحاجة إلى جرعة ثالثة، وهو أمر لم يخضع للدراسة، لأنَّ تجارب اللقاح الأولية ركَّزت على السرعة.
دراسة: جرعة لقاح "فايزر" الداعمة تقلل مخاطر الإصابة بـ"كورونا"
كما أنَّ العديد من اللقاحات المتوفِّرة ذات الفعالية العالية تتطلَّب جرعات ثالثة لتوفير حماية أقوى ضد الفيروس، لكن في ظل استخدام اللقاحات الرائدة لتقنيات أحدث، فإنَّنا لا نعرف حقاً أفضل طريقة لهذه الجرعة. وسيُنظر إلى الجرعات الثلاث على الأرجح على أنَّها معيار للقاحات كوفيد-19، بدلاً من كونها لقاحات كمالية، لكن في كلتا الحالتين يجب ألا نبالغ في الترويج للفوائد المحتملة للجرعة الثالثة، خاصةً أنَّ مستويات الأجسام المضادة ستتراجع مرة أخرى، وربما يرتفع خطر العدوى من جديد، لكن يجب أن يكون خطر الإصابة بالمرض الشديد، والخطر الناجم عن المتحولات المستقبلية، أقل.
إلى متى سيتعين علينا انتظار الجرعة المعززة، وهل يختلف الأمر حسب اللقاح أو الكثافة السكانية؟
الطريقة الوحيدة للإجابة على هذا السؤال حقاً هي الدراسات الكبيرة، لكنَّنا لا نملك الوقت الكافي لذلك. وحتى العدوى المعتدلة في الأشخاص الملقَّحين قد تصبح مثيرة للقلق بشكل أكبر هذا الشتاء عندما تقترن بفيروس تنفسي آخر، مثل: الإنفلونزا أو الفيروس المخلوي التنفسي.
ومما لا شكَّ فيه أنَّنا بحاجة للتفكير في توفير الجرعة الثالثة للأشخاص المعرَّضين للخطر لمنع ذلك، لكن يعتبر وصف الأمر بالخطر تعسفياً إلى حدٍّ ما.
من هو العامل في خط المواجهة، وما هو العمر المناسب بالنسبة لكبار السن، وما الذي يمثِّل نقصاً في المناعة عندما يتعلَّق الأمر بفيروس كورونا وهذه اللقاحات؟ هل يجب أن يحصل الشخص الذي أنهى علاج السرطان منذ أربعة أسابيع على جرعة ثالثة أم سيكون بحاجة لذلك بعد أسبوعين؟ أعتقد أنَّه قد يكون من الأسهل كثيراً- إذا وضعت قضايا العرض والإنصاف العالمية جانباً- إعطاء جرعة ثالثة بعد ستة أو ثمانية أشهر لكل شخص فوق سنٍّ معينة.
حتى الآن، لم تتم الموافقة على اللقاحات إلا لمن هم فوق سن الـ 12 عاماً. ما هي المخاطر التي يتعرض لها الأطفال الصغار، خاصة مع إعادة فتح المدارس، ومتى سيتم الموافقة على تطعيمهم، بافتراض أنهم سيحتاجون إلى اللقاح في النهاية؟
كثيراً ما يُعتقد أنَّ مخاطر تعرُّض الأطفال لكوفيد منخفضة للغاية، لكن هذا ليس صحيحاً تماماً، خاصة أنَّ الكثير من بياناتنا تعود إلى فترة تضمَّنت التعليم المنزلي إلى جانب فرض قيود التباعد الاجتماعي، وارتداء الأقنعة الطبية، لكنَّنا الآن بصدد مواجهة وضع مختلف تماماً، في ظل تحوُّل تفويضات القناع لتصبح نقطة خلاف رئيسية تماماً، وسيطرة متحول دلتا الأكثر عدوى على المشهد. كذلك، فإنَّ معظم الأطفال عادوا إلى المدرسة مع عدم تحديث العديد من المرافق لأنظمة التهوية الخاصة بها.
مصدران: أمريكا قد تجيز استخدام لقاح فايزر للأطفال بين 5 و11 عاماً في أكتوبر
وتعتبر مخاطر الأعراض طويلة المدى حقيقية بالنسبة للأطفال، كما أنَّ عدد الأطفال المصابين بكورونا في المستشفى في تزايد، وفوق كل هذا، لا نعرف ماذا يحدث لطفل مصاب بكل من كوفيد، وأحد أمراض الجهاز التنفسي الأخرى، مثل: الإنفلونزا، والفيروس المخلوي التنفسي، الذين يعانون من مناعة أقل من المعتاد بسبب التباعد الاجتماعي.
وفي ظل كل هذه الأسباب، سيكون من الجيد توفير اللقاحات للأطفال، لكن لابدَّ أن يكون هناك قدر كبير من بيانات السلامة قبل موافقة الجهات التنظيمية عليها. إنَّه وضع صعب، لكن من المهم أن يتمَّ تصحيحه.
ماذا تعني مستويات الأجسام المضادة حقاً بالنسبة لفعالية اللقاح وخطر الإصابة مرة أخرى؟ هل الأجسام المضادة هي الأمر المهم الوحيد؟
مرة أخرى، يتعلَّق الأمر بالتعريفات. وتشير الدراسات الحديثة إلى أنَّ مستويات الأجسام المضادة ترتبط بالحماية من العدوى، لكن ما نحتاج إلى معرفته هو كيفية قياس الحماية ضد الحالات المرضية الشديدة، أو حالات الدخول إلى المستشفى. وتُعدُّ الأجسام المضادة مهمة بشكل واضح، وكذلك الذراع "الخلوية" للمناعة المكتسبة، وهذا يتضمَّن "الخلايا التائية" المدرَّبة على اكتشاف الخلايا المصابة وقتلها، مما يحد من انتشار العدوى داخل الجسم.
مستوى الأجسام المضادة يدخل مرحلة المنافسة بين "فايزر" و"موديرنا"
ثبُتت صعوبة دراسة هذا الجزء من المعادلة، ونادراً ما تحدث الحالات المرضية الشديدة في تجارب المرحلة المتأخرة والمرحلة الثالثة، كما يصعب قياس الخلايا التائية.
هل هناك أي مخاوف تتعلَّق بالسلامة مع الجرعات المعززة؟ وهل يؤثر ذلك على الجرعات التي يجب أن نستخدمها، وماذا عن الجرعات؟
لا نعرف بالتأكيد. تذكر أولاً أنَّ معظم الآثار الجانبية الناجمة عن اللقاح، إنْ لم يكن كلها، تظهر خلال أول شهرين من التطعيم، هذا بالضبط ما حدث مع لقاحات كوفيد-19. نحن نعلم أنَّ هناك خطر حدوث جلطات دموية نادرة مع لقاحي "أسترازنيكا"، و "جونسون آند جونسون" بين أولئك الذين تقل أعمارهم عن 40 أو 50 عاماً، لكن فقط بعد الجرعة الأولى، لذلك يجب أن تكون الجرعة الثالثة من هذه اللقاحات جيدة بالنسبة لأولئك الذين حصلوا بالفعل على جرعتين. ومع ذلك؛ تستخدم هذه الجرعات ناقلاً فيروسياً قد يتعرَّف عليه الجهاز المناعي، مما قد يجعل الجرعة الثالثة أقل فعالية.
كذلك، ثمَّة مخاطر للإصابة بالتهاب العضلة القلبية لدى الأفراد الأصغر سناً بعد الجرعة الثانية من اللقاحات القائمة على تقنية الحمض النووي الريبوزي الرسول (mRNA) الخاصة بشركتي "فايزر- بيونتيك"، و "موديرنا"، وربما تزيد هذه المخاطر بعد الجرعة الثالثة. وربما يوفِّر خلط اللقاحات حماية أكثر فاعلية، لكنَّه قد يؤدي أيضاً إلى المخاطر غير الشائعة المذكورة أعلاه، أو زيادتها إلى مستويات أخرى. ومن المؤكَّد أنَّ التجارب السريرية الجارية الآن ستوفِّر المزيد من المعلومات، لكنَّها قد لا توضِّح لنا الكثير عن الآثار الجانبية النادرة.
وبالنسبة لجرعات اللقاح؛ فإنَّ البيانات الصادرة عن المملكة المتحدة، وهي واحدة من دولتين إلى جانب كندا لجأت بشكل منهجي لتحديد فترة أطول بين الجرعة الأولى والثانية، تشير إلى أنَّ الحماية التي يوفِّرها هذا الجدول الزمني كانت جيدة على الأقل إن لم تكن أفضل. وما زلنا لا نعرف ما إذا كانت المناعة ستضعف بوتيرة أبطأ، إذ لم توضِّح بيانات المملكة المتحدة هذا الأمر حتى الآن، وبالتالي؛ نحن بحاجة إلى المزيد من الوقت للحصول على صورة أفضل عن الوضع.
هل يمكن أن يكون لقاح "موديرنا" أكثر فعالية أو استدامة من لقاح "فايزر- بيونتيك"، كما توضِّح بعض الدراسات؟
ربما يكون الأمر كذلك، إذ يستخدم لقاح "موديرنا" أكثر من ثلاثة أضعاف كمية الحمض النووي الريبوزي الرسول، والتي تحفز الجسم على صنع بروتين "سبايك" (بروتين السنبلة) لفيروس كورونا، وخلق استجابة مناعية أكثر من لقاح "فايزر- بيونتيك"، لذلك لا غرابة في الحصول على المزيد من الأجسام المضادة. وبافتراض أنَّ الأجسام المضادة الناتجة عن اللقاحين هي نفسها من منظور نوعي، وتنخفض بالمعدل نفسه، فمن المتوقَّع إذاً أن تنخفض المستويات لدى الحاصلين على لقاح "فايزر- بيونتيك" إلى ما دون عتبة الحماية في وقت أقرب، لكن دعونا نتذكر أنَّنا نتحدَّث في هذه الحالة عن الوقاية من العدوى والإصابة المعتدلة.
اقرأ المزيد: لقاح "موديرنا" ينتج ضعف عدد الأجسام المضادة مقارنة مع "فايزر"
لا توجد بيانات مؤكَّدة تشير إلى أنَّ الحماية من الحالات المرضية الشديدة تختلف اختلافاً جوهرياً بين هذين اللقاحين، أو في الواقع مع جرعة لقاح "أسترازنيكا".
ما الذي يفسر الاختلافات الهائلة في تقديرات فعالية اللقاح حول العالم؟
حسناً، أشياء كثيرة. أولاً، لا يقيس الجميع الأشياء نفسها، إذ ينظر بعضهم إلى جميع أنواع العدوى، في حين ينظر بعضهم الآخر إلى أعراض المرض. وهناك دول تستخدم اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) المختلفة، ولديها قواعد مختلفة للاختبار، كما توجد أيضاً اختلافات في التركيبة السكانية، مثل العمر والحالة الصحية، وفي نوع اللقاح المستخدم والجداول الزمنية للجرعات، وكذلك هناك أوقات متفاوتة في عمليات التلقيح بين الدول وداخلها، وفقاً للعمر، أو لعوامل أخرى. ومن المؤكَّد أنَّ هناك تفسيرات أخرى للأمر أيضاً.
هل سنحتاج إلى جرعة رابعة؟ وهل يجب أن تكون مصمَّمة لمتحوِّلات وبائية محدَّدة؟
من الممكن أن يحدث هذا، لكن مما أفهمه عن العلم، فمن غير المحتمل أن نحتاج إلى الجرعة الرابعة، إلا إذا استمر القلق بشأن مستويات الإصابة الخفيفة، كما هو الحال الآن. ومن المحتمل أن تؤدي الجرعة الثالثة بعد ستة أو ثمانية أشهر إلى دفع الاستجابة المناعية إلى نقطة تكون فيها أفضل في محاربة كلٍّ من المتحوِّلات الوبائية الحالية والمستقبلية، برغم ضرورة دراسة هذا الأمر بشكل أكثر.
وتشير البيانات الحالية إلى أنَّ تعزيز مستوى الحماية باللقاحات الموجودة يطوِّر أجساماً مضادة قوية حتى ضد المتحوِّلات المراوغة، لكن إذا ظهر متحوِّل وبائي مزعج حقاً، فقد نحتاج إلى جرعة أخرى تستهدفه على وجه التحديد.
إلى أي مدى يجب أن نقلق بشأن المتحولات الجديدة التي تكون أكثر فتكاً أو تتفادى فعالية اللقاح؟ كيف يمكننا تجنبها؟
يجب أن نضع في الاعتبار أنَّ الفيروس ليس وحده الذي يتطور، فكما قلت سابقاً، يتطور الجهاز المناعي بمرور الوقت حتى بدون جرعة ثالثة. وفي العادة، كلما كان العامل المسبِّب للمرض أكثر وضوحاً، كان ذلك أفضل في الاستجابة له، ومثل الفيروسات التي تساعد في محاربتها، فإنَّ "الخلايا التائية" التي تنتج الأجسام المضادة يمكن أن تحوِّر جيناتها.
نحن لا نعرف ما إذا كان الفيروس سيصبح أكثر أو أقل فتكاً بمرور الوقت، فربما تكون الفيروسات الشائعة التي تسبِّب الإصابة بالبرد بدأت مثل الأمراض الأكثر خطورة. وتشير الأبحاث الحديثة إلى الحاجة إلى وجود 20 طفرة في بروتينات "السنبلة" لجعل الفيروس المسبب لكوفيد-19 يتفادى تماماً الأجسام المضادة لدى الأشخاص الملقَّحين، أو أولئك الذين أصيبوا سابقاً، لكنَّها أظهرت أيضاً أنَّ الأشخاص الملقَّحين بعد الإصابة يملكون أجساماً مضادة تبطل آثار هذا المتحوِّل الفيروسي.
تُظهر البيانات أيضاً أنَّ الفيروس يتحول بشكل أقل لدى أولئك الذين تلقوا اللقاح بالكامل، وبالتالي؛ فإنَّ خطر تطور المتحوِّلات سينخفض بمرور الوقت. وأخيراً، تطارد الخلايا التائية، التي تُعد جزءاً من الجهاز المناعي، أهدافاً مختلفة من الفيروسات، ولن تتأثر بالمتغيرات التي تساعد الفيروس على تفادي الأجسام المضادة.
هل تعلمنا المزيد عن كوفيد طويل الأمد، وما هي المخاطر التي يمكن أن تواجه الحاصلين على اللقاح على هذه الجبهة؟
نعم، إنَّ الأمر ما يزال قيد الدراسة، فقد وجدت البيانات الحديثة انخفاضاً بنسبة 50% في مخاطر ظهور أعراض كوفيد طويل الأمد لدى الأشخاص الحاصلين على اللقاح، وهذا يترك مجموعة أخرى لديها أعراض بالفعل، لكنَّنا بحاجة إلى مزيد من البيانات لمعرفة مدى خطورتها. كما يمكن أن تكون الأعراض المُبلغ عنها ذاتياً عرضة للخطأ، إذ وجدت دراسة حديثة أنَّ 66.5% من الأطفال الذين أظهروا نتائج إيجابية لكوفيد أبلغوا عن أعراض بعد ثلاثة أشهر، وهذا الأمر يبدو سيئاً للغاية لحين رؤية أنَّ 53.3% من أولئك الذين أظهروا نتائج سلبية أبلغوا أيضاً عن أعراض طويلة الأمد. ومن المهم توخي الحذر مع هذه الأنواع من التحليلات.
هل هناك أي علاجات جديدة لكوفيد؟ هل يمكن أن يحدثوا فرقاً حقيقياً؟
نعم ونعم، لدينا بالفعل علاجات فعَّالة للغاية بالأجسام المضادة "وحيدة النسيلة" تحدُّ بشكل كبير من مخاطر ارتفاع حدَّة الأعراض لدى الأشخاص المصابين، حتى أولئك الذين يعانون من ضعف النظام المناعي. ويمكن استخدام بعض هذه العلاجات كعلاج وقائي للأفراد المعرَّضين للخطر. ويمكننا أيضاً التطلُّع للحصول على البيانات الخاصة بالعقاقير الفموية المضادة للفيروسات، والأكثر ملاءمة من شركات مثل: "ميرك"، و "ريدجباك بايوثيروبيوتيكس" (Ridgeback Biotherapeutics)، و "فايزر" والتعاون الناشئ بين شركتي "روش هولدينغز"، و "آتيا فارماسيوتيكال" (Atea Pharmaceuticals)، التي قد تحدُّ أيضاً من المرض. ومن المتوقَّع أن تظهر بيانات المرحلة النهائية التجريبية بحلول نهاية العام.
متى سينتهي الوباء؟
في هذه المرحلة، من الصعب تجنُّب التفكير في أنَّ كوفيد سيكون فيروساً متوطِّناً، مثل تلك الفيروسات التي تسبب أدوار البرد، أو الإنفلونزا الشائعة، وسينتشر لأعوام قادمة، لكنَّ تأثيره سيكون أقل في المستقبل. وستأتي نهاية المرحلة الحادة للوباء عندما تصل المناعة المكتسبة بعد اللقاح والعدوى إلى نقطة يكون فيها خطر النتائج السيئة منخفضاً نسبياً، ويمكننا عندها التوقف عن التركيز على عدد حالات الإصابة عالمياً. ومع ذلك؛ سيظل العالم بحاجة لمراقبة الوضع، وستكون هناك حالات إصابة بسيطة، وربما تكون هناك حاجة إلى تطعيم مستمر في بعض المجموعات، لكنني أعتقد أنَّ معظم القيود المتعلِّقة بكوفيد ستنتهي في غضون عام أو نحو ذلك. كما أنَّ عوامل التأرجح الكبيرة التي ستحدِّد ما إذا كانت النهاية الفعَّالة تأتي بشكل أسرع، أو أبطأ؛ تتمثَّل في ظهور أي متحوِّلات أخرى، والسرعة التي يتمُّ بها توجيه إمدادات اللقاح نحو العالم النامي، إذ تتباطأ معدلات التلقيح. كذلك؛ من شأن مضادات الفيروسات التي يتمُّ تناولها عبر الفم التي يمكن أن تعالج المصابين بسرعة أن تضع نهاية أسرع لمرحلة الوباء.
(هذا مقال مشترك بين سام فاضلي، وماكس نيسن)