أوروغواي.. الجنّة العقارية الجديدة لأمريكا الجنوبية

time reading iconدقائق القراءة - 4
سياح على شاطئ لابارا في منطقة مالدونادو التي تقع على بعد 140 كلم شرق عاصمة أوروغواي مونتفيديو - المصدر: بلومبرغ
سياح على شاطئ لابارا في منطقة مالدونادو التي تقع على بعد 140 كلم شرق عاصمة أوروغواي مونتفيديو - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تخطط مجموعة من كبار العقاريين في أوروغواي لجمع 165 مليون دولار، لاستثمارها في المساحات المكتبية التي يتوقعون أن تشهد قفزة في الطلب عليها مع تدفق الأجانب إلى الدولة المعروفة باسم سويسرا أمريكا الجنوبية.

يسعى المستثمرون، ومن بينهم المهندس المعماري إرنستو كيميلمان والمقاول إدواردو كامبيغليا، إلى بيع أوراق مالية هجينة عبر صندوق الائتمان العقاري "فيديكوميسو فينانسيرو بلاتينوم" (Fideicomiso Financiero Platinum)، وستخصص الأموال التي سيتم جمعها لبناء برجين للمكاتب ومبنى سكني من 98 وحدة، والذي يُتوقع أن يستقطب السكان المحليين والوافدين الجدد إلى الدولة التي يبلغ عدد سكانها 3.5 مليون نسمة.

كيميلمان يوضح في مقابلة: "للأسف، نحن بوسط منطقة فيها الكثير من المشاكل. إذ هناك مشاكل في الأرجنتين وتشيلي وبيرو، والأمور ليست جيدة في البرازيل. ما يعني على الأرجح أن العديد من الشركات أو روّاد الأعمال يتطلعون إلى أوروغواي باعتبارها المكان المناسب للقيام بالأعمال".

جذب الشركات العالمية

استفادت أوروغواي، الواقعة بين الأرجنتين والبرازيل، من استقرارها الاقتصادي والسياسي لإقناع شركات مثل منتج المواد الكيميائية "باسف" (BASF) وعملاق تجارة النفط "ترافيجورا غروب" (Trafigura Group) بفتح مكاتب في البلاد. كما تقدم الحكومة إعفاءات ضريبية سخية لجذب أصحاب المهارات من المهاجرين ولتحفيز الاستثمار وإنعاش الاقتصاد.

ويتوقع كيميلمان أن تستحوذ الدولة الصغيرة على المزيد من الشركات الأجنبية في مجال الخدمات العالمية، ما يعني زيادة طلب الوافدين على المكاتب والوحدات السكنية. وصدّرت أوروغواي خدمات عالمية في مجالات المحاسبة وتكنولوجيا المعلومات والاستشارات مقابل 1.9 مليار دولار تقريباً في عام 2018، وفقاً لوثائق حكومية. وفي الشهر الماضي، اشترت "غوغل" عقاراً بمساحة 30 هكتاراً قرب العاصمة مونتيفيديو لإنشاء مركز بيانات.

شهدت أوروغواي ظهور أول المليارديرات في البلاد، مع الاكتتاب العام الأولي لمنصة الدفع السحابية "دلوكال" (Dlocal). ويتم تداول أسهم الشركة - التي تسمح لشركات مثل "أمازون" و"مايكروسوفت" بفوترة العملاء في الأسواق الناشئة - حالياً وفق قيمة سوقية تناهز 14 مليار دولار.

من المؤكد أن كورونا لم ينتهِ بعد في أوروغواي، مع أن البلاد لم تتنازل إلاّ مؤخراً عن ريادتها عالمياً لناحية معدل الوفيات إلى عدد السكان. في وقتٍ تمّ تقديم جرعتين من اللقاح المضاد للفيروس لأكثر من 42% من السكان.

دفع كورونا بكل من كيميلمان وشركائه لإضافة المزيد من النوافذ وفتحات التهوية إلى مشروعهم. لكن المهندس المعماري يخالف التكهنات السلبية بأن الوباء جعل المكاتب أمراً عفى عليه الزمن، مشيراً إلى الإجهاد النفسي واللوجستي الناجم عن التوفيق بين العمل والحياة المنزلية في الشقق الصغيرة الرائجة في مونتيفيديو.

بعد عامين ونصف من عرض المشروع لأول مرة على صناديق التقاعد المحلية، أذن البنك المركزي في 16 يونيو لصندوق الائتمان العقاري "فيديكوميسو فينانسيرو بلاتينيوم" ببيع ما يصل إلى 165 مليون دولار من الأوراق المالية التي ستدفع الفوائد وتوزع الأرباح.

في حين يتوقع كيميلمان أن يكون هناك "مستثمر مؤسسي مهم أو اثنين على الأقل"، يخطط داعمو المشروع، بمن فيهم هو، لشراء حوالي 30% من الأوراق المالية، وذلك بعد أن أنفقوا بالفعل عدّة ملايين من الدولارات من أموالهم الخاصة لشراء وحفر عقار مساحته عشرة آلاف متر مربع (107 آلاف قدم مربع) بجوار مجمع مركز التجارة العالمي في مونتيفيديو، والذي سيكون موقعاً للمشروع.

تصنيفات

قصص قد تهمك