بلومبرغ
ساد الصمت شركة البناء الصينية المتعثرة "كانتري غاردن هولدينغز" (Country Garden Holdings) مع اقتراب انتهاء فترة سماح سداد فوائد سنداتها الدولارية، والتي إذا لم يتم دفعها فإنها ستعتبر بمثابة أول تخلّف عام للشركة عن سداد الديون على الإطلاق.
قال أحد حاملي السندات المُستَحقة عليها فوائد بقيمة 15.4 مليون دولار، إنه لم يتلق الأموال بعد حتى الساعة 9 صباحاً بتوقيت هونغ كونغ اليوم الأربعاء من الشركة التي كانت في يوم من الأيام أكبر مطوّر في البلاد، طالباً عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتحدث علناً.
من جانبها، لم تقدم "كانتري غاردن هولدينغز" تعليقاً على الفور عند التواصل معها.
الشركة المحملة بديون تبلغ 187 مليار دولار تعد واحدة من أكثر شركات البناء مديونية في العالم، يتعين عليها أن تدفع فوائد السندات بحلول نهاية فترة سماح مدتها 30 يوماً تنتهي في 17 إلى 18 أكتوبر، أو الإعلان عن التخلف عن السداد. ولم توضح "كانتري غاردن" اليوم الذي يمثل النهاية الرسمية لفترة السماح، تسود حالة من عدم اليقين نظراً لأن وثائق السندات لم تحدد ما إذا كان سيُحتسب الـ30 يوماً من الموعد النهائي الأولي في 17 سبتمبر -والذي وافق يوم الأحد- أو تاريخ الاستحقاق الفعلي في يوم العمل التالي، أي 18 سبتمبر.
"كانتري غاردن" تواجه أول اختبار رئيسي
يعد هذا بمثابة أول اختبار رئيسي لشركة "كانتري غاردن"، التي أصبحت رمزاً لأزمة الديون العقارية الأوسع في الصين، منذ تحذيرها الأسبوع الماضي من أنها لا تتوقع أن تتمكن من الوفاء بجميع التزامات الدفع الخارجية المستقبلية. وكان هذا التصريح، وهو أحدث كشف علني للمطور عن ديونه، أقوى مؤشر للشركة حتى الآن على أنها على وشك التخلف عن السداد وإعادة الهيكلة. وبلغ حجم السندات مستحقة الدفع على "كانتري غاردن" 9.9 مليار دولار، وستكون واحدة من أكبر عمليات إعادة الهيكلة في الصين على الإطلاق.
لن يكون التخلف عن السداد في نهاية المطاف بمثابة مفاجأة، خاصة أن سندات المطور العقاري المقومة بالدولار تتداول عند مستويات متعثرة للغاية تبلغ حوالي 5 سنتات على الدولار، مما يشير إلى انخفاض التوقعات باسترداد الديون. وقالت "كانتري غاردن" أيضاً الأسبوع الماضي إنها لم تسدد دفعة مستحقة يبلغ مجموعها 470 مليون دولار هونغ كونغ (60 مليون دولار) "بموجب بعض مديونياتها" دون تحديد.
ويهدد أي تخلف عن السداد أو إعادة هيكلة فوضوية لشركة "كانتري غاردن" بإدخال قطاع الإسكان في الصين إلى اضطرابات أعمق، خاصة أن عدد مشاريعها يفوق عدد مشاريع مجموعة "تشاينا إيفرغراند غروب"، والتي أدى تخلفها عن السداد قبل عامين إلى تعرض الأسواق الصينية لموجات من الاضطرابات.