بلومبرغ
شهدت مبيعات شركات التطوير العقاري الكبرى في الصين، انخفاضاً خلال سبتمبر، في وقت زادت الأزمة التي ضربت "تشاينا إيفرغراند غروب" (China Evergrande Group)، من الضغوط على الحكومة للحد من التداعيات.
تراجعت المبيعات المجمعة المتعاقد عليها لأكبر 100 شركة عقارية في البلاد بنسبة 36% على أساس سنوي لتصل إلى 759.6 مليار يوان (118 مليار دولار) في سبتمبر 2021، ما أدى إلى تعميق الهبوط السريع الذي بدأ في يوليو، حسب ما أشار تقرير أصدرته شركة " تشاينا ريل إيستيت إنفورميشن كورب" (China Real Estate Information Corp).
إقرأ أيضاً: الصين تكافح لمنع انتشار عدوى أزمة "إيفرغراند" وليس إنقاذها
شهدت أكثر من 90 شركة تطوير عقاري، انخفاضاً في مبيعاتها مقارنة بالعام الماضي، حيث سجل 60% منها انخفاضاً بأكثر من 30%، وفقاً للتقرير.
ونقلت صحيفة "شنغهاي سيكيوريتيز نيوز" الرسمية عن لين بو، المدير العام لشركة الاستشارات العقارية، قوله في تقرير، إنه في ظل الظروف الحالية للسوق، تحتاج المؤسسات العقارية إلى تسريع التطوير، وضمان العرض، وتعزيز التسويق، وتسريع المبيعات لاسترداد أو استعادة تحصيل السيولة النقدية خلال الربع الرابع.
أضاف لين: "على المدى المتوسط إلى الطويل، لا يزال الحد من الرافعة المالية (الاستدانة) هو محور تركيز المؤسسات العقارية".
أدت جهود الصين الحثيثة لتهدئة سوق العقارات لديها وكبح جماح المخاطر المالية، إلى انخفاض حاد في الطلب على العقارات خلال الأشهر القليلة الماضية، ما أدى إلى تشكل ضغوط على شركات التطوير المثقلة بالديون، مثل "إيفرغراند"، وأثارت مخاوف من انتشار مشكلات الديون.
تخلفت شركة " فانتازيا هولدينغز غروب" (Fantasia Holdings Group) متوسطة الحجم، التي تطور شققاً فاخرة ومشروعات التجديد الحضري، عن سداد سندات بالدولار في وقت سابق من الأسبوع الجاري، ما أثار قلق المستثمرين بشأن الشركات الأخرى ذات الاستدانة العالية.
إقرأ المزيد: "غولدمان ساكس" تحذر من ضغوط "شديدة" على مطورين بعد "إيفرغراند"
تراجعت أسهم العقارات الصينية الجمعة، في حين تصاعدت مخاوف المستثمرين بشأن سيولة شركات التطوير بعد تعليق تداول سندات "فانتازيا".
في سوق الأوراق المالية بالبر الرئيسي الصيني، هبط مؤشر يتتبع أسهم شركات التطوير بنسبة 1.4%، بينما انخفض مؤشر "هانغ سنغ للعقارات" في هونغ كونغ بنسبة 1.3%. وتراجعت سندات شركات التطوير العقارية المقومة باليوان الجمعة، في وقت تتجه سندات "شيامن يوتشو غراند فيوتشرريل إستيت ديفلابمنت" (Xiamen Yuzhou Grand Future Real Estate Development) و"يانغو غروب" (Yango Group)، لتسجيل انخفاض قياسي.
أما السندات الصينية في الخارج ذات التصنيف غير الاستثماري، فتستعد لأسوأ أسبوع لها منذ مارس 2020، حيث بلغت العائدات 16.9% يوم الخميس، وفقاً لمؤشر بلومبرغ. وانخفضت تلك السندات بمقدار 2 سنت على الدولار صباح الجمعة (بالتوقيت المحلي) ، وفقاً لمتداولي الائتمان.
تضرر التمويل
أثر شعور تفادي المخاطرة بين مستثمري الائتمان والبنوك الصينية، في توافر التمويل لشركات البناء.
وقامت أكبر 100 شركة تطوير عقاري في البلاد مثل "كانتري غاردن هولدينغز" (Country Garden Holdings)، و"تشاينا فانكي" (China Vanke) و"إيفرغراند"، بجمع 85 مليار يوان في سبتمبر، بانخفاض 37% على أساس سنوي، لتواصل اتجاه الهبوط الذي بدأ في نوفمبر 2020، وفقاً لتقرير (سي آر آي سي). وأضاف التقرير أن تراجع الحصول على التمويل، يرجع أيضاً إلى جهود بعض شركات التطوير للحد من الاقتراض لتلبية المتطلبات التنظيمية.
لطالما كان سبتمبر موسماً قوياً لمبيعات العقارات السكنية في الصين، لكن التباطؤ ازداد في الشهر الماضي. فقد انخفض حجم المبيعات في 28 مدينة صينية تراقبها شركة "سي آر آي سي" بنسبة 25% في سبتمبر على أساس سنوي، وفقاً للتقرير.
في المركز المالي، شنغهاي، انخفض حجم التداول بنسبة 45%، بينما شهدت بكين وشينزين وغوانغتشو انخفاضاً بنسبة 30%.
قال التقرير إن أكبر 100 شركة تطوير عقاري شهدت أيضاً ارتفاعاً في تكاليف التمويل في سبتمبر، والتي ارتفعت 0.61 نقطة مئوية على أساس شهري، و0.16 نقطة مئوية على أساس سنوي إلى 5.55%.
تراجعت مبيعات المنازل محلياً من حيث القيمة بالفعل بنسبة 20% في أغسطس على أساس سنوي، وفقاً لبيانات رسمية، أكبر انخفاض منذ بدء تفشي فيروس كورونا، والذي أدى إلى إغلاق قطاعات من الاقتصاد في بداية عام 2020. وقد اتخذت الحكومة الصينية تدابير للحد من تداعيات حملة القمع على العقارات.
في أواخر سبتمبر، طلب البنك المركزي من المؤسسات المالية التعاون مع الجهات الحكومية "للمحافظة على التنمية المطردة والصحية لسوق العقارات"، مع حماية مالكي المنازل. وذكرت بلومبرغ أن الجهات التنظيمية طلبت من البنوك الامتناع عن قطع التمويل عن شركات التطوير العقاري دفعة واحدة.
قالت "سي آر آي سي" في التقرير: "نتطلع إلى الربع الرابع، ونعتقد بأن الشركات ستحافظ على إستراتيجية تسويق ومبيعات استباقية، وقد تقدم خصومات أعمق لزيادة المبيعات".